أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - حسين نور عبدالله - المثقفين الكذبة....!














المزيد.....

المثقفين الكذبة....!


حسين نور عبدالله

الحوار المتمدن-العدد: 4778 - 2015 / 4 / 15 - 16:49
المحور: الصحافة والاعلام
    


منذ القدم والبشرية تعاني من الانبياء الكذبة والقادة الكذبة والمفكرين المثقفين الكذبة .
فشخص كجيم جونز ادعى النبوة ولاقى ادعائه قبولا من قبل العامة كونه لعب على وتر الازمة العنصرية التي كانت موجودة آن ذاك فكانت الحصيلة انتحار مايقارب 900 شخص تنفيذا لموعظة ارتجالية من النبي الكاذب .
فيما عانى الشعب الالماني من القائد الكاذب (هتلر)حينما حملهم على صفيح من الاحلام الوردية وبطابع لا يخلو من العنصرية والشوفينية فكان مصير الشعب ان يهجر وتدمرالبنية التحتية للدولة بعدما كان الوعد زيادة الرفاهية واحتلال اوروبا .
واخيرا نصل الى المفكرين والمثقفين الكذبة حيث يتصدرهيدغر الذي وجد كفي هتلر نعامتين كدليل على دعمه الكامل لهتلر,فيما لم يكن جورج ويلز بعيدا عن هذه الدائرة حينما صرح بوجوب التخلص من اهل البشرة السوداء والصفراء لكي يتقدم المجتمع !.
الكثير من الافكار اللاانسانية والاسطورية حفظها لنا التاريخ لشخصيات لم تنضج على المستوى الشخصي ولكنها أحيطت بدائرة الثقافة!.
وقبل ان نخوض في ماهية كلمة مثقف ومن تنطبق عليه يجب ان نؤكد ان المثقف ليس من يتسوق في معرض الكتاب كل عام , وليس من يقرا اقلىمن 100 كتاب سنويا , ليس من يخرج في التلفاز متحدثا في كل المجالات , وليس بالطبع من يشرب كوبا من القهوة في ستاربكس !.
فكلمة مثقف من الكلمات التي تعطي من يستمع لها صورا كاذبة وتجعل رأي كل من يقدم بهذه الصيغة مقبولا كون مفردة مثقف أرسلت صورا للمستمع بان صاحب الرأي قد قرأ مئات الكتب ورأيه مستند الى حقائق لا طاقة لي بانكارها وهذه أولى مراحل التقديس حيث المرحلة الاخرى تكمن بالرد على كل من يعارض (المثقف) بـ (من تكون أنت حتى ترد عليه؟؟)
بهذا المنطق أصبح الرجل المتواضع جيم جونز نبيا تسبب في مقتل الكثير , بهذا المنطق تحول هتلر من رسام الى قائد رسمه بيديه واحدة من أسوأ اللوحات في التاريخ البشري .
كما رد فيثاغرس (قبل سقراط) مفردة حكيم كونها توحي بوصول المنعوت بها الى العلم الكامل وتحيل اقواله واعماله الى افعال واقوال مقدسة فستبدلها بكلمة (فلسفة) والتي تعني حب الحكمة والبحث عنها دوما , يجب أن نرد كلمة مثقف والتي أصبحت سلاحا معرفيا في يد الحكومات فأصبح المثقف هو من يحظى بدعم الحكومة كونه ينفذ أوامر تلك الحكومات ويمرر رسائلها الى الشعب ويحدد الأطر التي يفكر بها الشعب والكتب التي يقرأها والتي يجب أن تمنع.
وكون أيامنا هذه امتلأت بالمثقفين الكذبة لزم علينا أن نشير الى بعض صفاتهم :
1-مداهنة السلطة :
كلمة مثقف في البلاد العربية مرتبطة بالسلطة ,وهذا عكس المفكر الحقيقي الذي غالبا ما يكون ضد السلطة, فالمفكر قدره كقدر الانبياء بان يواجه بالشتم والتهجير والسجن كما أشار بويثيوس في كتابه الرائع عزاء الفلسفة.
2- التعليق على كل الأحداث:
أن تكون شخص متوسع في العلوم شيئ وان تعلق على كل الأحداث شيء أخر , فكل حدث يحدث له ابعاد ومسببات قد لا تكون واضحة وقت حدوث الحدث , لذلك ليس من الحكمة أبدا الخروج فورا وابداء وجهة نظر في كل حدث الا اذا كانت الاحداث من منطلقات تمس المبادئ كالعنصرية والطائفية.
3-حب الشهرة والظهور:
لا يمكن أن تجد مفكرا عظيما يحب الشهرة , فحب الشهرة من افات النفس التي لا تشبع ولا حد لها وتورث الالم , لا تعتقد أن الشهرة ستريحك بل ستدخلك في صراعات كنت في مأمن منها , فالشهرة كالسلطة تكون على اكتاف الاخرين , فان كنت شهيرا فهذايعني ان غيرك مغمور وطالما هيا كذلك فلن تدوم لك وسينافسك عليها أخرون , غيرانها ستسلبك نعمة الاصدقاء والخلوة بالنفس والتعلم بشكل صافي يجعلك تنتقل من رأي الى رأي أخر دن أدنى اشكالية. كون الهدف من العلم هو الفهم .
من تتوق نفسه للشهرة لم يعرف نفسه فالعاقل هو من يترافع عن شهوات النفس وهذه من أهمها.
وكذلك يكون المثقف الكاذب صاحب فكر غير متجدد لو تركته عشرة أعوام ستراه كماهو وستراه يحدث الجمهور بما يحب لا بما يجب أن يقال له .
وفي النهاية تذكروا العظماء هم من يعيشون كبشر ويهدفون الى الفهم اولا ومن ثم عرض ارائهم مع الاستعداد الكامل لتغييرها ان ثبت خطأها, ولا يرن اي ميزة تجعلهم افضل من غيرهم كونهم يدركون ان مايجهلونه سيبقى اكثير بكثير مما يعلمونه .هكذا كان بوذا وكونفوشيوس ولاوتسيه وسقراط وديكارت وكانط وجان لوك والمهاتما غاندي ومانديلا والانبياء وغيرهم الكثير لا يسع المقام لذكرهم.
فكما سرق الفقهاء الله , هاه المثقفين الكذبة يسرقون العقل ويحتسون كوبا من قهوة ستاربكس !



#حسين_نور_عبدالله (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ماقبل الدولة الحديثة
- هذا هو نبيي ,نبي الرحمة
- الشك أساس الفكر , والوجه الثاني للحياة
- الأنسان والأديان
- حب الجمال .. برهان على وجود الاله
- - فمن خلق الله ؟ - ( 1)
- بديانة الاسلام الحق .. غاندي أقرب الى محمد من ابن تيمية
- الوهم( 2 )
- الزواج الشرعي ....زنا باشراف المعبد
- -الا من أتى الله بقلب سليم -


المزيد.....




- بالأسماء.. 48 دول توقع على بيان إدانة هجوم إيران على إسرائيل ...
- عم بايدن وأكلة لحوم البشر.. تصريح للرئيس الأمريكي يثير تفاعل ...
- افتتاح مخبأ موسوليني من زمن الحرب الثانية أمام الجمهور في رو ...
- حاولت الاحتيال على بنك.. برازيلية تصطحب عمها المتوفى إلى مصر ...
- قمة الاتحاد الأوروبي: قادة التكتل يتوعدون طهران بمزيد من الع ...
- الحرب في غزة| قصف مستمر على القطاع وانسحاب من النصيرات وتصعي ...
- قبل أيام فقط كانت الأجواء صيفية... والآن عادت الثلوج لتغطي أ ...
- النزاع بين إيران وإسرائيل - من الذي يمكنه أن يؤثر على موقف ط ...
- وزير الخارجية الإسرائيلي يشيد بقرار الاتحاد الأوروبي فرض عقو ...
- فيضانات روسيا تغمر المزيد من الأراضي والمنازل (فيديو)


المزيد.....

- السوق المريضة: الصحافة في العصر الرقمي / كرم نعمة
- سلاح غير مرخص: دونالد ترامب قوة إعلامية بلا مسؤولية / كرم نعمة
- مجلة سماء الأمير / أسماء محمد مصطفى
- إنتخابات الكنيست 25 / محمد السهلي
- المسؤولية الاجتماعية لوسائل الإعلام التقليدية في المجتمع. / غادة محمود عبد الحميد
- داخل الكليبتوقراطية العراقية / يونس الخشاب
- تقنيات وطرق حديثة في سرد القصص الصحفية / حسني رفعت حسني
- فنّ السخريّة السياسيّة في الوطن العربي: الوظيفة التصحيحيّة ل ... / عصام بن الشيخ
- ‏ / زياد بوزيان
- الإعلام و الوساطة : أدوار و معايير و فخ تمثيل الجماهير / مريم الحسن


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - حسين نور عبدالله - المثقفين الكذبة....!