أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - أيوب سعداوي - الإعتقال السياسي















المزيد.....

الإعتقال السياسي


أيوب سعداوي

الحوار المتمدن-العدد: 4778 - 2015 / 4 / 15 - 10:21
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    


بقلم أيوب سعداوي
https://www.facebook.com/ayoub.hackerr1
مقال حول الإعتقال السياسي
"ينبغي أن لا ننسى أن النضال ضد الحكومة في سبيل مطالب جزئية و الكفاح من أجل انتزاع تنازلات جزئية ,ما هي سوى منازلات صغيرة مع العدو ،سوى مناوشات صغيرة في المواقع الأمامية ،أما المعركة الحاسمة فلا تزال أمامنا .ان قلعة العدو تنتصب أمامنا بكل قوتها وهي تمطرنا بحمم من القنابل و الرصاص تخطف بيننا أحسن محاربينا ،فيجب علينا أن نستولي على هذه القلعة " لينين المجلد الرابع ص 277 ( المهمات الملحة لحركتنا )
على امتداد خرائط أوطان الإضطهاد لا يزال الإستغلال الميزة العامة التي تسم المرحلة بفعل سيطرة النير الإمبريالي الصهيوني الرجعي و ما يعني ذلك من تكثيف استنزاف خيرات الشعوب و عرق العمال و الفلاحين الفقراء، للتنفيس على أزمة الإمبريالية ، و التي بدأت بشائر انهيارها تلوح في الأفق و ما يوازي ذلك من تصعيد الامبريالية الصهيونية الرجعية لهجومها لوقف زحف الشعوب نحو التحرر.
و باعتباره الخادم المطيع للامبريالية لم يتوانى النظام القائم بالمغرب عن الإذعان لإملاءات الامبريالية و مخططاتها من أجل الابقاء على سيطرته الطبقية وفي محاولة منه لتلميع وجهه الدموي أقدم النظام القائم على التلويح بشعارات رنانة من قبيل طي صفحة الماضي ، الإنصاف والمصالحة، دولة الحق والقانون ،العهد الجديد ،الإنتقال الديموقراطي من أجل خلق إجماع موهوم حول مخططاته التصفوية ...
إن كل هذه السياسات الرجعية و الشعارات الكاذبة لم تصمد أمام صخرة الواقع، إذ سرعان ما أبان النظام عن وجهه الدموي الذي يتجلى لا سواء بالإغتيالات والإعتقالات التي لم يسلم منها شعبنا بكافة الفئات والشرائح الاجتماعية من (معطلين.. أساتذة..عمال ..فلاحين .. طلبة ..تلاميذ...وعموم الكادحين )من بينها الإعتقال الذي تعرض له الرفيق عبد العالي الزهري بمدينة الريش ...
إن الاعتقال السياسي ( كعنف سياسي ) ليس كما يدعي البعض شطط في استعمال السلطة او ظاهرة مرتبطة بنظام سياسي معين او باشخاص بل هو قضية طبقية يرتبط استمراره بوجود الطبقات. إن الاعتقال السياسي هو مسألة مرتبطة بشكل كلي بالصراع الطبقي و هو يشكل إحدى تجليات الحظر و الديكتاتورية التي تمارسها الطبقات السائدة ضد الطبقات و الفئات المسودة. إنه شكل من أشكال القمع السياسي الذي تمارسه الطبقة أو الطبقات الحاكمة ضد أعدائها و خصومها السياسيين بواسطة و من خلال جهاز الدولة التي تقدمها الطبقات الحاكمة بوصفها أداة "فوق الطبقات" و أداة لتسيير و تنظيم شؤون المجتمع و "المواطنين" ... إن البرجوازيين و خصوصا مفكري البرجوازية الصغيرة الذين يحاولون بشتى الطرق نفي حقيقة الدولة و يحاولون تشويهها بوصفها أداة للتوفيق بين الطبقات هم الاكثر مطالبة بدولة "الحق و القانون". غير أن الدولة كما يعلمنا ماركس هي" هيئة للسيادة الطبقية، هيئة لظلم طبقة من قبل طبقة أخرى، هي تكوين "نظام" يمسح هذا الظلم بمسحة القانون و يوطده ملطفا اصطدام الطبقات (لينين- الدولة و الثورة ص 17). فالدولة من المنظور الماركسي تشكل الأداة الأساسية و الأولى لبسط السيطرة السياسية لطبقة على الطبقات الأخرى، إن مفكر ماركسي مثل إنجلز قد أشار الى هذه المسألة بقوله : " وبما أن الدولة قد نشأت من الحاجة إلى لجم تضاد الطبقات، و بما انها قد نشأت في الوقت نفسه ضمن هذه الاصطدامات بين هذه الطبقات فهي كقاعدة عامة دولة الطبقة الأقوى السائدة اقتصاديا و التي تصبح عن طريق الدولة الطبقية السائدة سياسيا أيضا و تكتسب على هذه الصورة وسائل جديدة لقمع الطبقة المظلومة و استثمارها" (ص369 – 370 .. نفس المرجع السابق 6 التسطير لنا) و هذا القمع قد يتخذ أشكالا متنوعة و مختلفة باختلاف الظروف السياسية و حتى الثقافية في بعض الأحيان، غير أنه ،في آخر التحليل، قمع سياسي تمارسه الطبقة المسيطرة ضد أعدائها و خصومها. ان احدى الاشكال الرئيسية لهذا القمع هو الاعتقال السياسي الذي يتعرض له خصوم و أعداء الطبقات المستغِلة و المسيطرة. إذن بتعبير أوضح الدولة هي نتاج استعصاء التناقضات الطبقية.. وتلعب دور كبح وتلجيم أي احتدام أو صراع بين الطبقات بمعنى بين الطبقة المستغِلة (يسيرة العدد) والطبقة المستغَلة (كثيرة العدد)...
مثلما يقول الرفيق انجلز: « الدولة ليست قوة مفروضة على المجتمع من خارجه والدولة ليست كذلك « واقع الفكرة الأخلاقية »، « صورة وواقع العقل » كما يدعي هيغل الدولة هي نتاج المجتمع عند درجة معينة من تطوره؛ الدولة هي إفصاح عن واقع أن هذا المجتمع قد وقع في تناقض مع ذاته لا يمكنه حله، عن واقع أن هذا المجتمع قد انقسم إلى متضادات مستعصية هو عاجز عن الخلاص منها، ولكيلا تقوم هذه المتضادات أي هاته الطبقات ذات المصالح الطبقية المتنافرة، بالتهام بعضها بعضا والمجتمع في نضال عقيم، لهذا اقتضى الأمر قوة تقف في الظاهر فوق المجتمع، قوة تلطف الاصطدام وتبقيه ضمن حدود « النظام ». إن هذه القوة المنبثقة عن المجتمع والتي تضع نفسها، مع ذلك، فوقه وتنفصل عنه أكثر فأكثر هي الدولة.
و من هذا المنظور فإن الاعتقال السياسي له مضمون طبقي محدد تاريخيا، و لذلك فهو يشكل قضية طبقية تظل ملازمة للمجتمعات الطبقية جميعها بدون استثناء لأن التطور الذي عرفته المجتمعات البشرية من المجتمع البدائي المشاعي الذي كانت فيه الملكية الجماعية لوسائل الإنتاج و كان الناس ينتجون مواد بقائهم بشكل جماعي ويوزعونها بشكل متساو وكان تنظيم العمل يستند إلى قوة العادة والتقاليد إلى النفوذ أو الاحترام الذي يتمتع به شيوخ السلالة أو النساء اللواتي كثيرا ما كن في دلك العهد لا في وضع مساو لوضع الرجال وحسب بل في وضع أعلى في حالات غير نادرة لم يكن هناك إعتقال سياسي ولا الحاجة لجهاز الدولة و لكن مع ظهور الملكية الخاصة لوسائل الإنتاج و انقسام المجتمع الإنساني إلى طبقات مختلفة يمتلك قسم منها وسائل الإنتاج و بالتالي الثروات الاجتماعية وتسيطر بها على الطبقات الأخرى التي تقوم باستغلالها و نظرا لتناقض مصالحهم و تفاديا لنشوب صراع عنيف يصعب احتواؤه نشأت الحاجة إلى أداة تحقق للطبقة المالكة سيطرتها على الطبقة غير المالكة. هذه الأداة هي الدولة و الهدف الأساسي الذي من اجله ظهرت هو الحفاظ على الملكية الخاصة لوسائل الإنتاج و التخفيف من حدة التناقض ولجمه لكي يبقى في حدود النظام هذا التناقض الذي نتج عن اختلاف في المصالح بين الطبقات المكونة للمجتمع كما أسلفنا الذكر.
كما أن الدولة تلتجأ لفرض وإدامة سيطرتها على الطبقات المحكومة أن توهم الفقراء بأن الدولة جهاز فوق الطبقات ولكي تستطيع الطبقة الحاكمة مواصلة استغلالها للطبقات المحكومة وجدت الحاجة إلى تكوين مؤسسات متنوعة للدولة مثل الجيش، الشرطة، المحاكم، السجون، وسائل الإعلام وغيرها والتي شكلت اداة ممارسة العنف و القمع على الطبقات المحكومة بشتى ألوانه سواء منه القمع الخالص أي المادي أو القمع الفكري الإيديولوجي الممارس عن طريق المؤسسات التعليمية و التثقيفية و الإعلامية ... والاغتيال السياسي هو أحد أشكال القمع المادي....وحين تصبح مصالح البرجوازية مهددة تلجأ هده الأخيرة إلى استعمال العنف بشتى ألوانه وتقوم باغتيال مجموع الأفراد الذين تعتبرهم خارجين عن القانون و شاذين اجتماعيا وهي تحتاج إلى تبرير اعتقالاتها إلى سن قانون يمثل مصالحها ويفرض الإلتزام به على المجتمع بأسره. و بالطبع فإن القانون الذي وضعته لغرض فرض سيطرتها على المعدمين يكون مجحفا بالنسبة لهم مما يجعلهم ميالين دائما إلى مخالفته والتمرد عليه و هذا التمرد يجعلهم يصنفون من قبل من هم فوق ضمن الخارجين عن القانون مما يستوجب معاقبتهم وبما أن الإغتيالات و الإعتقالات تتم بواسطة جهاز الدولة فهي إذن أداة في خدمة مصالح الطبقات المسيطرة و بهدا يأخذ الإغتيال طابعه الطبقي والذي تريد من خلاله الطبقة السائدة ضمان استمرار السيادة السياسية و بالتالي السيادة الاقتصادية أيضا. من هنا يتضح أن الإغتيال و الإعتقال السياسي كذلك مرتبط بجهاز الدولة وبما أن الدولة أداة طبقية في خدمة الطبقة التي تمتلكها كما قلنا سابقا، فإن ذلك يجعل الاغتيال السياسي قضية طبقية فهو ممارسة ثابتة إذن في المجتمعات الطبقية، عكس ما يروج له النظام و أذنابه من إصلاحيين و تحريفيين من اعتبار الاعتقال و الإغتيال السياسي ظاهرة عابرة تنتجها عقلية فرد مستبد. إن لهذه النظرة سببان، الأول يهدف إلى إظهار جهاز الدولة بمثابة أداة فوق الطبقات و نسب جرائم طبقة بأكملها لفرد أو لأفراد يلعبون أدوار كبش الفداء، أما الثاني فراجع إلى الموقف المثالي لهؤلاء من الفرد و الذي يعتبرونه صانع التاريخ عكس ما تؤكده المادية التاريخية من كون الجماهير هي التي تصنع التاريخ و هي بذلك تحاول توهيم الناس بأن الصراع هو صراع أفراد معزول عن الصراع طبقي، أي نزع الطابع السياسي و الاديولوجي عن الصراع الطبقي.
إلى هنا أضع نقطة نظام لأحيي عاليا رفيقنا الغالي عبد العالي الزهري القابع الأن في سجن توشكة السيء الذكر بموقع الراشيدية وأيضا أحيي كافة المعتقلين السياسيين الذي يخضون إضرابات متتالية عن الطعام في زنازن الرجعية من بينهم طبعا رفاقنا المعتقلين بمكناس ومراكش وفاس و... وأقولها كما قالها الرفيق جوزيف ستالين "الخضوع التام ممكن فقط في المقابر"



#أيوب_سعداوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حرية المرأة
- الحجاب ليس فريضة إسلامية أبدا بل عادة وفقط
- كشف كذب منظمة التجديد الطلابي
- قراءة نقدية في قانون (محاربة العنف الجامعي) ورسالة إلى كل أش ...
- المخطط الرباعي


المزيد.....




- الشرطة الأرمينية تطرد المتظاهرين وسياراتهم من الطريق بعد حصا ...
- بيان مركز حقوق الأنسان في أمريكا الشمالية بشأن تدهور حقوق ال ...
- الهجمة الإسرائيلية المؤجلة على إيران
- بلاغ صحفي حول اجتماع المكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية ...
- أصولها عربية.. من هي رئيسة جامعة كولومبيا بنيويورك التي وشت ...
- مصدر التهديد بحرب شاملة: سياسة إسرائيل الإجرامية وإفلاتها من ...
- الشرطة الفرنسية تستدعي نائبة يسارية على خلفية تحقيق بشأن -تم ...
- السيناتور ساندرز يحاول حجب مليارات عن إسرائيل بعد لقائه بايد ...
- إعادة افتتاح متحف كانط في الذكرى الـ300 لميلاد الفيلسوف في ك ...
- محكمة بجاية (الجزائر): النيابة العامة تطالب بخمسة عشر شهرا ح ...


المزيد.....

- مساهمة في تقييم التجربة الاشتراكية السوفياتية (حوصلة كتاب صا ... / جيلاني الهمامي
- كراسات شيوعية:الفاشية منذ النشأة إلى تأسيس النظام (الذراع ال ... / عبدالرؤوف بطيخ
- lمواجهة الشيوعيّين الحقيقيّين عالميّا الإنقلاب التحريفي و إع ... / شادي الشماوي
- حول الجوهري والثانوي في دراسة الدين / مالك ابوعليا
- بيان الأممية الشيوعية الثورية / التيار الماركسي الأممي
- بمناسبة الذكرى المئوية لوفاة ف. آي. لينين (النص كاملا) / مرتضى العبيدي
- من خيمة النزوح ، حديث حول مفهوم الأخلاق وتطوره الفلسفي والتا ... / غازي الصوراني
- لينين، الشيوعية وتحرر النساء / ماري فريدريكسن
- تحديد اضطهادي: النيوليبرالية ومطالب الضحية / تشي-تشي شي
- مقالات بوب أفاكيان 2022 – الجزء الأوّل من كتاب : مقالات بوب ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - أيوب سعداوي - الإعتقال السياسي