أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - مالك بارودي - محنة محمّد بن آمنة في حادثة الإفك وزنا عائشة بنت أبي بكر مع صفوان بن المعطّل - ج1















المزيد.....

محنة محمّد بن آمنة في حادثة الإفك وزنا عائشة بنت أبي بكر مع صفوان بن المعطّل - ج1


مالك بارودي

الحوار المتمدن-العدد: 4775 - 2015 / 4 / 12 - 00:22
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


محنة محمّد بن آمنة في حادثة الإفك وزنا عائشة بنت أبي بكر مع صفوان بن المعطّل - ج1

يقول كاتب القرآن: "وَالَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَأْتُوا بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاءَ فَاجْلِدُوهُمْ ثَمَانِينَ جَلْدَةً وَلَا تَقْبَلُوا لَهُمْ شَهَادَةً أَبَدًا وَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ". (النّور، 4)

يقول الطّبري في تفسيره لهذه الآية: "يقول تعالى ذكره: والذين يَشْتمون العفائف من حرائر المسلمين، فيرمونهنّ بالزّنا، ثمّ لم يأتوا على ما رمَوْهنّ به من ذلك بأربعة شهداء عُدُول يشهدُون عليهنّ أنهنّ رأوهنّ يفعلن ذلك، فاجلدوا الذين رموهنّ بذلك ثمانين جلدة، ولا تقبلوا لهم شهادة أبدًا، وأولئك هم الذين خالفوا أمر الله وخرجوا من طاعته ففسقوا عنها."
ويضيفُ: "وذُكر أنّ هذه الآية إنّما نزلت في الذين رموا عائشة، زوج النبيّ صلى الله عليه وسلم بما رموها به من الإفك. ذكر من قال ذلك: حدّثني أبو السّائب وإبراهيم بن سعيد، قالا ثنا ابن فضيل، عن خصيف، قال: قلت لسعيد بن جُبير: الزّنا أشدّ، أو قذف المُحصنة؟ قال: لا بل الزّنا. قلت: إنّ الله يقول: (وَالَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ) قال: إنّما هذا في حديث عائشة خاصّة."
ثمّ يواصل الطّبري: "حُدثت عن الحسين، قال: سمعت أبا معاذ يقول: أخبرنا عبيد، قال: سمعت الضّحّاك يقول في قوله: (وَالَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَأْتُوا بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاءَ)... الآية في نساء المسلمين. حدّثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد، في قوله: (وَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ) قال: الكاذبُون."

من هذا الكلام نفهمُ أنّ هذه الآية "نزلت" في عائشة بنت أبي بكر حين إتّهموها بالزّنا مع صفوان بن المعطّل السُّلمي الذّكواني. (غير أنّ هناك من المفسّرين من يقول أنّها "نزلت" في بعض الصّحابة، ولكن لا يهمّنا هذا كثيرا.) وحسب هذه الآية، من الشّروط المطلوبة في مثل هذه التّهم أن يأتي أربعة شهودٍ رجالٍ مسلمين عُدولٍ فيشهدُون نفس الشّهادة ويكونون قد شاهدوا أشياء معيّنة من صميم العمليّة الجنسيّة.

يقول عبد الرحمان الجزيري في "الفقه على المذاهب الأربعة": "إتّفقت كلمة الفقهاء على أنّ جريمة الزّنا تثبت بالشّهادة أو الإقرار، وإتّفقوا على أنّ عدد الشّهود في هذه الجريمة المنكرة أربعة، بخلاف سائر الحقوق، لقوله تعالى: (ثمّ لم يأتوا بأربعة شهداء) وقوله تعالى: (واللّائي يأتين الفاحشة من نسائكم فإستشهدوا عليهنّ أربعة منكم) وقوله صلّى الله عليه وسلّم للذي قذف إمرأته (إئتِ بأربعة يشهدون على صدق مقالتك وإلاّ فَحُدَّ في ظهرك) وإجماع الأمّة على ذلك." ثمّ يقول: "وإتّفق الأئمّة على أنّ صفة الشّهود أن يكونوا عدولا، وأن يكونوا ذكورا، غير محدُودين." ويضيف: "وإتّفقوا على أنّ من شروط هذه الشّهادة أن تكون بمعاينة فرجه في فرجها، وأن تكون الشّهادة بالتّصريح، لا بالكناية..." (عبد الرحمان الجزيري، الفقه على المذاهب الأربعة، "مبحث الشّهادة في الزّنا"، دار الكتب العلمية، بيروت، 2003، ج5، ص66)

ونقرأ أيضا في نفس الكتاب، في مسألة سؤال الحاكم للشّهود: "وإذا حضر الشّهود الأربعة في مجلس الحاكم لأداء الشّهادة على حصول الزّنا، سألهم الحاكم عن الزّنا ما هو؟، وكيف هو؟، وأين زنى؟، ومتى زنى؟، وبمن زنى؟، وكيف زنى؟، فإن إتّفقوا جميعا في هذه الأمور وقالوا: رأينا إيلاج الذّكر في الفرج، كالميل في المكحلة، بالتّفصيل لأنّه لا يكفي الإجمالُ في هذه الحالة فيجب على الحاكم إقامة الحدّ على الزّانيين، فربّما يكون لمسها، أو يكون الزّنى في دار الحرب، أو في الصّبا، أو في زمان متقادم." ثمّ يضيفُ: "المالكيّة - قالوا: إنّما تصحّ الشّهادة إذا إتّحد الزّنا عندهم في صفته. من إضطجاع، أو قيام، أو قعود، أو هو فوقها، أو تحتها، في مكان كذا، في وقت كذا، ولا بُدّ من ذكر ذلك كلّه للحاكم على إنفرادهم بعد تفرّقهم قبل الأداء بأمكنة، ورؤيا، في وقت واحد لا متفرّقين في أوقاتٍ، ولا بدّ أن يقولوا: أدخل الذّكر في الفرج كالمرود في المكحلة ولا بدّ من هذه الزّيادة في أداء الشّهادة، زيادة في التّشديد عليهم، وطلبا للسّتر ما أمكن، فإن تخلخل واحدٌ منهم في أداء الشّهادة، أو لم يوافق غيره، رُدّت شهادتهم، وحُدّوا للقذف" (عبد الرحمان الجزيري، الفقه على المذاهب الأربعة، ج5، ص 69)

وهذا مأخوذٌ من حديثٍ في "السّنن الكبرى" للنّسائي نصُّهُ كالآتي: "أَخْبَرَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ عَبْدِ الْعَظِيمِ الْعَنْبَرِيُّ، عَنِ الضَّحَّاكِ بْنِ مَخْلَدٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو الزُّبَيْرِ، عَنِ ابْنِ عَمِّ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: جَاءَ مَاعِزٌ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: إِنِّي زَنَيْتُ فَأَعْرَضَ عَنْهُ حَتَّى إِذَا كَانَ فِي الْخَامِسَةِ أَقْبَلَ عَلَيْهِ فَقَالَ: «أَنْكَحْتَهَا؟ حَتَّى غَابَ ذَلِكَ مِنْكَ فِي ذَلِكَ مِنْهَا» قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: «كَمَا يَغِيبُ الْمِرْوَدُ فِي الْمِكْحَلَةِ، أَوْ كَمَا يَغِيبُ الرِّشَاءُ فِي الْبِئْرِ» قَالَ: نَعَمْ. قَالَ: «تَدْرِي مَا الزِّنَا» قَالَ: أَتَيْتُ مِنْهَا أَمْرًا حَرَامًا كَمَا يَأْتِي الرَّجُلُ امْرَأَتَهُ حَلَالًا قَالَ: «فَمَا تُرِيدُ؟» قَالَ: أُرِيدُ أَنْ تُطَهِّرَنِي. فَأَمَرَ بِهِ أَنْ يُرْجَمَ، فَرُجِمَ، فَسَمِعَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَجُلَيْنِ مِنْ أَصْحَابِهِ يَقُولَانِ: انْظُرُوا إِلَى هَذَا الَّذِي سَتَرَهُ ثُمَّ لَمْ تَقَرَّ نَفْسُهُ حَتَّى رُجِمَ رَجْمَ الْكَلْبِ، وَذَكَرَ كَلِمَةً مَعْنَاهَا فَرَأَى جِيفَةَ حِمَارٍ قَدْ شُغِرَ بِرِجْلِهِ فَقَالَ: إِلَى فُلَانٍ وَفُلَانٍ: «ادْنُوَا فَكُلَا مِنْ جِيفَةِ هَذَا الْحِمَارِ» قَالَا: غَفَرَ اللهُ لَكَ أَتُؤْكَلُ جِيفَةٌ؟ قَالَ: «فَالَّذِي نِلْتُمَا مِنْ أَخِيكُمَا أَعْظَمُ مِنْ ذَلِكَ، وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ إِنَّهُ لَفِي أَنْهَارِ الْجَنَّةِ يَتَغَمَّسُ فِيهَا»" (النّسائي، السّنن الكبرى، كتاب الرّجم، باب ذِكْرُ اسْتِقْصَاءِ الْإِمَامِ عَلَى الْمُعْتَرِفِ عِنْدَهُ بِالزِّنَا وَاخْتِلَافِ أَلْفَاظِ النَّاقِلِينَ لِخَبَرِ أَبِي الزُّبَيْرِ فِي ذَلِكَ)

وعن الأسباب التي تجعلُ شهادة أحدهم غير مقبولة، يقول الجزيري: "أجمع العلماء على أنّه يسقُط الحدّ بإعتراض ما يُخرجُ الشّاهد عن أهليّته للشّهادة. كما لو إرتدّ عن الإسلام - والعياذ بالله تعالى - أو عمي أحد الشّهود، أو خرس، أو فسق، أو أقيم عليه حدّ القذف، لا فرق في ذلك بين كونه قبل القضاء، أو بعده قبل إقامة الحدّ، وكذلك موتُ الشّهود أو موتُ أحدهم مسقطٌ للحدّ." (عبد الرحمان الجزيري، الفقه على المذاهب الأربعة، ج5، ص 70)

-----------------------
الهوامش:
1.. للإطلاع على بقية مقالات الكاتب على مدوّناته:
http://utopia-666.over-blog.com
http://ahewar1.blogspot.com
http://ahewar2.blogspot.com
http://ahewar5.blogspot.com
2.. لتحميل نسخة من كتاب مالك بارودي "خرافات إسلامية":
http://www.4shared.com/office/fvyAVlu1ba/__online.html



#مالك_بارودي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- خواطر لمن يعقلون - ج55
- خواطر لمن يعقلون - ج54
- خواطر لمن يعقلون - ج53
- خواطر لمن يعقلون - ج52
- ردّا على إتّهامات سامي لبيب: بماذا توحي لك هذه الأدلّة؟ وماه ...
- الحوار المتمدّن في ميزان موقع أليكسا المتخصّص في إحصائيّات و ...
- هل الله ليس كمثله شيء أم هو على هيئة إنسان؟ – ج1
- هل الله ليس كمثله شيء أم هو على هيئة إنسان؟ – ج2
- خواطر لمن يعقلون - ج51
- خواطر لمن يعقلون - ج50
- خواطر حول حرق معاذ الكساسبة والإرهاب الإسلامي
- خواطر لمن يعقلون - ج49
- خرافة إحترام المقدّسات، وخاصّة الإسلاميّة منها، في ضوء المنط ...
- الإسلام هو الجاهليّة الحقيقيّة ولا جاهليّة قبله
- خواطر لمن يعقلون - ج48
- خواطر لمن يعقلون - ج47
- خواطر لمن يعقلون - ج46
- هل الإلحاد مسؤول عن الجرائم والوحشيّة والإرهاب؟
- خواطر لمن يعقلون - ج45
- مفتي الجمهورية المصرية السّابق علي جمعة يفجّر قنبلة بخصوص مل ...


المزيد.....




- صلاة الجمعة الثالثة من شهر رمضان.. الاحتلال يعيق وصول المواط ...
- السعودية.. الأمن العام يوجه دعوة للمواطنين والمقيمين بشأن ال ...
- صلاة راهبة مسيحية في لبنان من أجل مقاتلي حزب الله تٌثير ضجة ...
- الإفتاء المصرية تحسم الجدل حول فيديو إمام مسجد يتفحّص هاتفه ...
- كيف يؤثر التهديد الإرهابي المتزايد لتنظيم الدولة الإسلامية ع ...
- دولة إسلامية تفتتح مسجدا للمتحولين جنسيا
- فيديو البابا فرانسيس يغسل أقدام سيدات فقط ويكسر تقاليد طقوس ...
- السريان-الأرثوذكس ـ طائفة تتعبد بـ-لغة المسيح- في ألمانيا!
- قائد الثورة الإسلامية يؤكد انتصار المقاومة وشعب غزة، والمقاو ...
- سلي عيالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على النايل سات ولا يفو ...


المزيد.....

- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود
- فصول من فصلات التاريخ : الدول العلمانية والدين والإرهاب. / يوسف هشام محمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - مالك بارودي - محنة محمّد بن آمنة في حادثة الإفك وزنا عائشة بنت أبي بكر مع صفوان بن المعطّل - ج1