أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - هيثم بن محمد شطورو - مطرقة التعري على الرأس العربي المنافق














المزيد.....

مطرقة التعري على الرأس العربي المنافق


هيثم بن محمد شطورو

الحوار المتمدن-العدد: 4773 - 2015 / 4 / 10 - 15:46
المحور: المجتمع المدني
    


إن إزالة جـفـاف القـدميـن باستعمال زيت " الجوجوبا" المرطب مثلا، و إزالة الشعر الزائد من الساقين و اليدين و غيـرهما، و إصلاح مظهر الأسنان، و استعمال احمر الشفاه، و قـلم تخـطيط العينين، و الماسكرا، و أنواع الكريمة الملينة للبشرة، و استعمال البودرة و عمليات تجميل الوجه و عمليات شد الصدر، و كل ما يهم المرأة في الاعتـناء بمظهـرها الجمالي يؤكد أن المرأة و الجمال مترادفان، بل إن كلمة امرأة تحيل مباشرة إلى كلمة الجمال و انتـشار الجمال النسوي هو انـتـشار الحياة..
و مثـلما أن الإحساس بالجمال توقـده نار "الليـبيدو" فان الحياة لا معنى لها دون شغـف و رغبة. و كان مؤسس علم النفـس الألماني "سيغموند فرويد" قد توصل من خلال أبحاثه أن الإنسان كائن جنساني و إن "الليبيدو" الذي هو الطاقة الجـنسية في ذاتها تمثـل كرة النار التي في الأعماق و التي تمد جميع طبقات النفـس بالحرارة و الحياة، و أن ما يقبع في اللاشعور هو الذي يأمر و ما الوعي الظاهر إلا تـشكل اجتماعي ضروري للاوعي. فـنفـس الإنسان عبارة عن عربة يقودها زوج من الجياد احدهما يمثـل "الهو" أو الغـريزة و ثانيهما "الأنا الأعلى" و ما يمثله من تـقبل اجتماعي و وعي أخلاقي عام. الأول يمثـل الاندفاع و الثاني يمثـل القـمع و الحياة مزيج مستمر بين هذا و ذاك. فبين الاجتماعي و الفردي تـناغم لابد أن يكون لتسير العـربة..

فالاستـناد إلى المفاهيم العلمية ضروري قـبل أن ينجر الإنسان إلى إطلاق الأحكام المعيارية. و هنا و الآن في الزمن الثوري لا تبدو ثورة الحـرية إلا ثورة الجسد و ربما اصدق تعـبير عنها هي صورة امرأة جميلة القوام عارية تماما، مثـلما عبر رسام فرنسي في إحدى لوحاته عن الثورة الفرنسية. فالآن هو زمن التعري، زمن كـشف المستور، زمن رؤية المجتمع لنـفسه.


و عـودة إلى الفيلسوف الأمريكي "ماركيز" فان قمع العمال و القوة المنتجة مترادف مع قمع الجسد. الحاصل أن العامل المقموع جنـسيا و اخلاقـويا يطـلب منه تصعيد رغـبته إلى السماء بينما البورجوازي المالك لوسائل الإنتاج يتمتع بحريته الجنسية، و ما هو إلا امتـداد لعـصر امتلاك جسد الإنسان من طرف إنسان آخر، و ما الاشتراكية في عمقها إلا دفاع عن أحـقية كـل فرد في امتلاك جسده و روحه.. و بهذا المعنى تبدو ثورة الحرية ما هي إلا ثورة الاشتراكية و هي ما نطلق عليه اليوم بالعـدالة الاجتماعية..
فالجنة المفـقودة هي التي تحكمها النساء و جنة رب العالمين تحت أقـدام الأمهات، فهي المجتمع الامومي الذي تحكمه المرأة. المجتمع الخالي من الكـبت الجنسي و القمع التسـلطي سياسيا و اقـتـصاديا و تملكيا. و صورة المرأة العارية، بتصعـيـد جمالي يخـرج عن المطلب الغريزي الفج المنفر بذاته لأنه متـناقض مع مبدأ الحضارة، هو وحده الكـفـيل بفـتح الأبواب على مصراعيها لإزالة طبقات الحجب بين الفرد و ذاته و بينه و بين المجتمع. انك هنا في عـصر المدنية العميقـة التي لم نعـرفها بعـد..
تـلك الساقين العاريتين الفاتـنتـيـن تـؤشران وحـدهما إلى عالم الانسجام الفعـلي بين ظاهر الإنسان و باطنه. و بكل بساطة فان التعبـير عن الإعجاب بجسد أنـثـوي فاتـن متعاري يعني الاصداح بما تحسه. و هو بأتم ما يمكن للمرء ان يفصح عن نـفـسه بصدق أمام الآخريـن. و إنها فاتحة الصدق في التواصل مع الآخر، و إنها بوابة تعلم الصراحة و عدم الخجل من النـفـس..
فالعالم العـربي عالم النـفاق و التجاوز غير الصادق للمسائل و بالتالي المحافـظـة على نـقـاط التـوتـر، و ان هـدئت الأمور لحين. و التعـري يعـلمنا مواجهة الحقائق كما هي. مواجهة الحقائـق في ذاتها تـزيح كل طرف عن مواقعه السابقة لان أي صراع جـدي يصل إلى مستوى الفكرة و الاشتغال على بناء وعي جـديد هو تحـقيق للتـقـدم نحو الأفضل. و ابـرز مثال عـنـدنا هو الصراع بيـن الشيعة و السنة الذي لو وصل إلى المكاشفة العـلمية و المقارعة الـفكـرية لانـتـفى كل من الشيعة و السنة اللتان حقـقـتا وجودهما على الصراع الدموي و الاقـصائي و ليس على مبدأ الحـقيقة العارية.. فـنحن أكثر امة تحتاج إلى التعري أمام نـفـسها...


و هنا تبدو عـديد المقـولات جوفاء لا معـنى لها، مثـل وصف المرأة المتعـرية بالمرأة السلعة بـينما الوصف الأكثر صوابا أنها بكل بساطة جميلة. لكنه جمال بارز بقوة يستـفـز العـقـلية الذكورية التملكية التي تـريد امتلاك الجمال لنفـسها في دائرة عـبثية لان الجمال لا يمتـلك و إنما ينظر إليه و نحس به لتغـذية الروح الإنسانية المشتاقة إليه دوما، بل إن الصحة النفـسية لا تـتوفر إلا بذاك الإحساس بالجمال. كما أن الإحساس بالجمال يطلب الحق في ذاته و يطلب الخير في ذاته لان عالم المثـل هو عالم الحـقيقة و الخير و الجمال مثـلما قال الفيلسوف الإغـريقي "أفلاطون"، و بالتالي فان الجسد الأنـثـوي الجميل العاري هو في تأمله سير في الطريق المؤدي إلى عالم المثـل الـقـابع في أعماقـنا. هذه هي الميتافيـزيقا الواقعية التي نحتاجها مثـلما عبر عن ذلك الفيلسوف الألماني "هيدغير" مع القبول المبدئي بصراعنا الحتمي في خلق كينونـتـنا التي تـتجاوز دوما ما هو منجز نحو الامنجز في المستـقبل الرحب.



#هيثم_بن_محمد_شطورو (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الإرهاب و أزمة الانتماء
- دائرة الوهم في العالم العربي
- من انت؟
- الكائن و الإيروتيك
- عالم عربي يحتضر
- متى يخرج العربي من كهفه
- العالم مقذوف الى المستقبل
- ثقافة الجامع و ثقافة الكتاب
- الرأس العربي الأجوف
- المسلم الكافر
- معترك اسلامات
- النفس الواحدة القرآنية و الإسلام
- تهافت الإسلام التقليدي
- الفلسفة هي إكسير الحياة
- دائرة الإسلامي الجحيمية
- انك في عصر الإنسان العالمي
- ماذا يخفي العنوان الداعشي؟


المزيد.....




- إسرائيل: 276 شاحنة محملة بإمدادات الإغاثة وصلت إلى قطاع غزة ...
- مفوضية اللاجئين تطالب قبرص بالالتزام بالقانون في تعاملها مع ...
- لإغاثة السكان.. الإمارات أول دولة تنجح في الوصول لخان يونس
- سفارة روسيا لدى برلين تكشف سبب عدم دعوتها لحضور ذكرى تحرير م ...
- حادثة اصفهان بين خيبة الأمل الاسرائيلية وتضخيم الاعلام الغرب ...
- ردود فعل غاضبة للفلسطينيين تجاه الفيتو الأمريكي ضد العضوية ...
- اليونيسف تعلن استشهاد أكثر من 14 ألف طفل فلسطيني في العدوان ...
- اعتقالات في حرم جامعة كولومبيا خلال احتجاج طلابي مؤيد للفلسط ...
- الأمم المتحدة تستنكر -تعمد- تحطيم الأجهزة الطبية المعقدة بمس ...
- يديعوت أحرونوت: حكومة إسرائيل رفضت صفقة لتبادل الأسرى مرتين ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - هيثم بن محمد شطورو - مطرقة التعري على الرأس العربي المنافق