أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحة والسلامة الجسدية والنفسية - فاتن عامر خاطر - اللعب...قاهر الخجل















المزيد.....

اللعب...قاهر الخجل


فاتن عامر خاطر

الحوار المتمدن-العدد: 4773 - 2015 / 4 / 10 - 02:01
المحور: الصحة والسلامة الجسدية والنفسية
    


"إذا أردت أن تعرف شخصا فتأمل لعبه ساعة، قبل أن تنصت لحديثه ساعة"
لعل أفلاطون حينما لمعت بذهنه هذه الحكمة الخالدة، كان يعلم جيدا أن البشر ستصير أكثر تعقيدا مما كانت عليه فى عصره، وأن فكرة اللعب ستهمش نسبيا، وسوف تتباين الأراء حول مفهومها، وقيمة اللعب وأثره.
قيد الكثيرون فكرة اللعب فى مرحلة الطفولة وإن كانت حتى هذه المرحلة هى من أهم مراحل البناء النفسى والقيمى للفرد، بينما رأى أخرون أنها عملية ممتدة طوال عمر الإنسان، فاللعب هو ما يفعله الطفل- المرء عندما لا يكون نائما أو يأكل أو مشغولا بمتطلبات وروتين الحياة، وهومنفذ ومخرج للطاقة الزائدة لخفض حدة التوتر، ويرى
" ستنانلى هول ": أنه شكل من أشكال التحضير للحياة.
تبدأ فكرة اللعب منذ الرضاعة، فتلعب الأم أوالأب أو أيا من الأشخاص مع الرضيع، وربما به، أحيانا بأدوات بسيطة أو بالإشارات والإيماءات، والأيادى لخلق المرح والمتعة التى هى أول أهداف اللعب، الذى "يمارسه" الناس أفرادا وجماعات بذلك القصد الأساسى وبداية بدون دافع أخر، وتتطور كل الأساليب والطرق من الطفولة للمراهقة حتى النضج، لتصبح لعبة الحياة نفسها هى اللعبة الأهم فى عمرالمرء، وكل عمل يكمن فيه وخلفه لعبة ما، سواءا لعبة فردية أو جماعية...سياسية، إجتماعية، درامية، رمزية، تربوية أو نفسية.
تنطلق كل لعبة محملة بفكرة أوأفكار، بما فيها الأفكارالأصل..الخير والشر..الربح والخسارة..الأرض والسماء...الروح والجسد..أو النوروالظلام، وربما يبقى التأرجح بينهما أو الوصول لحالة التوزان أو التعادل قائمة طوال اللعبة.
إنه عالما شاسعا مترامى الأطراف هو الحياة بأكملها، يكمن فيه المتع الذهنية والجسدية التى لا توازيها حتى متعة الشبع.
تخضع اللعبة لشروط وقانون وقواعد وظروف خاصة بكل لعبة، وظروف عامة للعبة الأشمل، ووظيفة وأنماط ، وآلية ، وعناصر وخيوط.
لا تبدأ أى لعبة إلا باكتمال عناصرها: اللاعبون، الملعب، اللعبة نفسها وأدواتها.
وكل لاعب هو جسد ونفس وعقل ينبغى أن يكون على صلة بعقول أخرى، ربما داخل اللعبة نفسها أو خارجها، قريبة أو بعيدة، ومؤكد عليه الإمساك بخيوط اللعبة، التى قد يشدها أو يرخيها نتيجة شد اللاعب المقابل، وفى تلك اللحظات يعد فهم ظروف اللعبة أحد العوامل المؤثرة فى بقائها، فربما أثناء الشد ينقطع خيطا فتتوقف اللعبة تماما، أو تستمر بخلل يعوق تقدمها.
واللعبة فى الأساس مستقلة، تجرى فى حدود مكان وزمان متفق عليه، وإذا خضعت أى لعبة لسيطرة أعلى نسبيا من سيطرة أوسلطة اللاعب نفسه، تفسد..حتى إنه فى أحد مراحل اللعب يجب أن تتحرر من السلطة، حتى سلطة اللاعب وتسير بشكل عفوى، وهذا هو جوهر اللعب الفنى والإبداعى، وسر نجاح أقوى الكيانات الإقتصادية العالمية، وأصل حركة الأسواق، والأموال فى البورصات، ولا يتم ذلك إلا بعد مرحلتى تحويل المعلومات الواردة، لتلتئم وحاجات اللاعب والتقليد والمحاكاة وهما ضرورة أولية فى عملية النماء العقلى.
ولأنها تحمل فى أعلى مراحلها هذه العفوية، لذلك لا يمكن التنبؤ بخط سيرها أو تقدمها أو نتائجها، وهذا تحديدا سر التعلق بها... وتكون حرية اللاعب، وخبرته، ومدى ممارسة الحيلة، والدهاء فيها، جزء من مهارة اللاعبين، وتخضع اللعبة لقواعد وقوانين وإتفاقات وأغراض غيرثابتة، لأنها قد تتجاوزها فهى فى عمقها تحمل قدرا كبيرا من الوهم والخيال.
وقد تبدأ اللعبة التى تحكمها حتما شروطا خارجية، بشرط أساسى أنه (لا شرط)، لكن اتفق أساطين اللاعبين أن تأمين اللعبة حتى فى حلبة القتال أوعلى موائد القمار، وقياس ضرراللعبة أو فوائدها، وربما العصف بالضرر والمنفعة، وحساب كمية اللعب، ورص الألعاب والحفاظ عليها، أهم الشروط الخارجية لكل لعبة.
يرتبط اللعب إرتباطا وثيقا بالتربية، فهو كما عرف "روسو": أسلوب الطبيعة فى التربية ووسيلتها لإعداد الكائن للعمل الجدى فى المستقبل.
ولكل لعبة نظام تفرضه اللعبة نفسها، قد يكون مفتوحا أو مغلقا، يعتمد فى الأساس على قدر ما يمنح من " اللذة " لللاعب الذى يكون إما غير مكترث، لكنه متابعا، أومتوحدا مع اللعبة، أو لاعبا مراقبا، وربما لاعبا موازيا، أو مشاركا، وكثيرا لاعبا متعاونا وهذا أخطر أنواع اللاعبين، لأنه يشكل خطرا على اللعبة نفسها، فقد يطيح بها أو يفسدها، كجزء من لعبة أخرى يتعاون فيها، والتى تتنافر أحيانا، لكن فى الأصل كل الألعاب تتقاطع أو تتداخل أو تمر بالتوازى، أو تتطابق تماما كالدوائر الهندسية الدقيقة، وإفساد اللعبة من لاعب متعاون ربما رغبة فى إنهائها تماما وإعلاء غيرها موضعها، أو إزاحة اللاعب الأصلى وإحتلال موضعه، ينبأ بنتيجة اللعبة من البداية، أوأثناء استمرارها وذلك يهدم اللعبة من الأساس، لأن كل لعبة متوقعة النتائج لا تنتمى لمنظومة اللعب الكلية، التى تبدأ وتستمر وتنتهى وتبدأ من جديد وتتوقف لحظات أوأياما أو شهورا أوأقل أوأكثر، بحسب كل لعبة وطاقات لاعبيها، ويعتبر التفكير فى مشكلاتها القائمة أثناء ذلك التوقف، ومعالجة أسباب إفسادها حتى أثناء عملية اللعب نفسها ضرورة لاستمرار دائرة اللعب الكلية، ويجب أن يتم ذلك بطريقة مغايرة للطريقة التى خلقت بها المشكلة،فكما يقول الراجز:
العب بها أوأعطنى ألعب بها
إنك لا تحسن تلعابا بها.
تنمى ممارسات اللعب الطويلة مهارات وخبرة كل لاعب، وتمرن حواسه، وإدراكه البصرى، وقدرته على إدراك القواعد البسيطة والمعقدة، والتركيب والفصل، أوالضم والتجميع، وتعشيق الأجزاء الدقيقة، وربما اللعب الرمزى والإشارات سواء جسدية أو بصرية، كما تطور طاقاته الإبداعية والذهنية فى اللعبة نفسها، وتساعده على التمييزوالتبصروالقدرة على المعرفة والتفكير الذى يجعله فى بداية أو منتصف أو حتى قبل خطوة النهاية، قادرا على إدراك أى الخطوات التى تمكنه من إثراء اللعبة إوإفسادها تماما.
تهدف اللعبة فى الأساس على خفض حدة التوتروالقلق، الذى قد يزداد ربما فى بعض اللحظات، حيث يعتبراللعب هو أول علاج تربوى ذاتى خلقى للإنسان يحمل له اللذة ويظل هو الوسيلة المسيطرة على الأحداث المثيرة للإضطراب والقلق، والسعى إلى أصل اللذة، وتجنب الألم، وتكرار اللعب يساعد على إنخفاض الإضطراب النفسى على المدى البعيد.
يعرف " رولان بارت " علم الدلالة بأنه: مجمل العمليات التى تتيح اللعب بالمعانى.
ففى اللعب الفنى والإبداعى ترد لفظة أو مصطلح الدراما لغويا إلى أصلها اللاتينى..
أنا أفعل...أى أنا ألعب.
أنا ألعب لأصل لحقائق جديدة أولإعادة صياغة اللعبة من منظورى.
ويعد اللعب الشعبى أكثر أنواع اللعب التصاقا وتأثيرا فى المرء، فهو مستوح فى أشكاله وأنماطه من مختلف الأعمار والشخصيات، ويحتاج إلى وسائط لفظية، ورمزية، ويمارس بصورة فردية أو ثنائية أو جماعية فى الأغلب، وله أبعاده وأهدافه المختلفة بخلاف المتعة والتسلية، كما أنه يتميز بالحرية أثناء " الممارسة "، وله كذلك قوانينه، وحدوده ويتأثر بالبيئة التى يمارس فيها.
أصل جميع الإختراعات لعب والفنون بجميع أشكاله كذلك، والحرب هى اللعبة المسيطرة، التى ربما تخرج عن السيطرة كثيرا، وبقدرفهم قواعدها وشروطها وأخلاقها يخرج ربما جنديا أو قائدا مكللا بالرضا، وهو متعادلا أو مهزوما أكثر من الرضا بالنصر.
أثارت بعض الألعاب تساؤلات مستترة أو معلنة عن مفهوم اللعب وأخلاقه، على سبيل المثال فى بعض الألعاب التقليدية القديمة، التى تكرس لها مسابقات دولية، كلعبة "الشطرنج"، وأبسط منها كثيرا وعلى المستوى الشعبى لعبة "الدومينو"، وفكرة سقوط لاعبا أثناء عملية اللعب، وحول لعبة الحب بين الرجل والمرأة وتحديدا فى المجتمع الشرقى.
ففى لعبة" الدومينو" يدخل اللاعب محملا بفكرة كيف يدورالدورحتى النهاية بحيث لا ينغلق فجأءة، أوالعكس ماذا يجب عليه أن يفعل حتى يغلق الدورمن بدايته، سيصل الدور حتما ل" قفلة" بإحدى القطع المزدوجة المرقمة من واحد إلى ستة، لكن بقدر إطالة فترة اللعب هنا تكمن المتعة والإثارة الذهنية، والجسدية، واللفظية، مع وضع كل قطعة تجاور جارتها، التى قد ينهيها لاعب لمجرد الفرح بالفوز، ربما لإنه مازال لم يتدرب بشكل كاف ولم يعى بعد أن الفوز الحقيقى، هو الفرح بتحقيق هذه المتعة بجوابها الثلاث، فمهموم" قفلت" هو الإشارة لتفريغ الطاقة ووضع كل لاعب باقى قطعه على الطاولة، وإنهاء الدور، وقد يبدأ أخرا جديدا، لكنه حتما سيحمل إلا نادرا قدرا أقل من المتعة، لأن كل طرف سيسعى منذ البداية الجديدة لتعويض القفلة الأولى أو الحفاظ عليها.
وقد يحدث سقوط لاعبا أثناء عملية اللعب وربما يكون هذا اللاعب على قدر من المهارة، فيؤكد" هنرى برجسون" أن : السقوط هو سقوط على كل حال، لكنه شتان بين من يسقط فى بئر لإنه كان ينظر إلى موضع أخر، وبين من يسقط لإنه رأى نجمة، فاستهدفها. وماكان يتأمله" دون كيشوت" هو هذه النجمة، إن هذه النفوس الخيالية، هؤلاء المهووسين، هؤلاء المجانين المنطقيين إلى هذا المدى القريب، ليضحكوننا بهزهم نفس الأوتار، التى يهزها فينا، ضحية المزحة، أوالمتعثرفى الطريق، إنهم هم أيضا راكضون، يسقطون أو سذج نتفكه بهم، إنهم سعوا لمثل أعلى يتعثرون بالوقائع، وحالمون أغرار، تعبث بهم الحياة- اللعبة، ولكنهم ذاهليين قبل كل شئ، يمتازون على غيرهم، بأن ذهولهم مرتب منظم حول فكرة مركزية، حتى إن كوارثهم - خسائرهم مترابطة كذلك، مترابطة بهذا المنطق الذى لا يرحم ، الذى يستخدمه الواقع فى تصحيح الحلم".
وكذلك تعد لعبة الشطرنج أكثرالألعاب التى تتحكم فيها الإنفعالات النفسية، التى تمسك بخيوط لعبة، تجسد فكرة الحرب بين مملكتين بملوكهما وجيوشهما وقادتها لاعبان، سيخرج حتما أحداهما منتصرا بعد معركة ذهنية ضارية، لكن شهدت ساحات المسابقات الدولية مرات قليلة بعض الحركات التى بقت دليلا قاطعا عن مفهوم المكسب والخسارة الحقيقية، وظلت حتى هذه اللحظة محل دهشة الكثيرين، وخلدها شريط السينما الذهبى، ها هو الوقت يمر ببطء وعند هذه اللحظة يقفزمسرعا على دوائررقمية لا ترحم، وقبل ثوانى من نهاية اللعبة، يضحك اللاعب الثانى، ويرفع قطعته بثبات: كش ملك...مرت ثانية واحدة، ربما فكر فيها اللاعب الأول طويلا، وربما عانى كثيرا قبلها، وربما هى أخلاقه التى قد تكون ترسخت فى نفس اللحظة...
خيره فى التعادل، وأن يخرج كلا منهما بلا مكسب أو خسارة، فضحك الثانى الذى يلعب حتما بقواعد دقيقة، ومقدمات بديهية، وحسابات اللعبة، ونفس اغترت ربما بفوزبين يديها، وشهوة عرض قدرة الانتصار، فضحك مؤكدا:
الخاسر لا يطلب، الخاسر لا يأمر، الخاسر أيضا لا يملى أى شروط.
فكررالأول فضحك الثانى، وأعاد الأول فكررالثانى نفس الجملة، أعاد الأول للمرة الثالثة بتوسل تعجب منه كل أنماط اللاعبين فضحك الأول للمرة الأخيرة، ضحكة اهتز لها الملعب بمشاركة الجموع.
مرت لحظة فثانية وثالثة.........
وبخطوة سريعة حاسمة مذهلة بديعة مفاجئة وكانت أخرالإستثناءات التى سجلها التاريج، أزاح ملكه قبل أن تنسحب الضحكات من أفواه نفس الجموع.
ربما حزن طويلا اللاعب الثانى، ليس لكونه خرج خاسرا، أولم ينل تعادلا كان قريبا جدا من يده، وإنما لأن الخطوة المتأنية المذهلة الإستثنائية من لاعب منافس، ظنه خصما كان هوالفائزالحقيقى من بداية اللعبة، وخيره قبل النهاية بلحظات، أن يمد كلا منها يده ويصافح الأخر بلا مكسب أو خسارة، ويسير بعدها كلا منهما فى طريقه.
فى المجتمع الشرقى تبدأ لعبة الحب أو العلاقة بين الرجل والمرأة بلعبة...لعبة العريس والعروس...بنفس اللفظ والمعنى الأصلى...وتمر السنون ويكبر كلا منهما، ويلعب كل عريسا مع عروسه أو بها وربما العكس، ويدور المجتمع طويلا ومرارا حول مسمى اللعبة... وقد يجد كلا منهما اللاعب أواللاعبة المؤقتة أو الأصلية، دون وعى بمفهوم اللعبة، وأصلها، وعى لم ينمو فى البيوت، أو المدارس، أو المساجد والكنائس، وتستمر هذه اللعبة تؤرق البيوت والمضاجع والمجتمع بأسره بالتفاف مبالغ فيه.
وحتى لو وجد كل رجل اللاعبة أوالعكس، يظل باحثا طويلا عن " كماله " ...فاللعبة وهذا العجيب فيها كسائر الألعاب، ولتحقيق الرضا يجب أن تحمل الجوانب الأربعة الرئيسية، الروحية، والجسدية، والعقلية، والإجتماعية.
تستسلم المرأة عادتا فى المجتمع الشرقى بدافع الخوف من شبح الوحدة أوالعنوسة، وغالبا الهرب من عدم قدرتها على الإستقلالية، لأى رجل أو زوج بإمكانه سد هذا الاحتياج، أما الرجل الشرقى فيجنح إلى الزوجة التى تحقق له كمال اللعبة وتحديدا الإجتماعى، أو الروحى فى أفضل الاحتمالات.
وتسيرغالبا اللعبة فى اتجاه يخلومن متعتها بكل جوانبها، ويتحول الأمر إن كان الرجل أشد نسبيا إلى كونها عاملة مهمشة وليست لاعبة أصلية حتى فى منزلها، أما إن كانت هى الأشد، فيتحول هو إلى عامل لتلبية الطلبات وإنجاز المشاويرالمرهقة، ونادرا ما تتحقق حالة التعادل التى لا تكون إلا بين الأحباب، ترقد هى كل ليلة محملة بأى شئ إلا اللعبة، وربما تسرح بعيدا وقد تفكر فى لاعب متخيل ربما نجما، أوجارا أومجرد فكرة، وتكمن هنا أشد أنواع الخيانة النفسية، التى لا تعيها الكثيرمن النساء، أما هو فربما يكون بين أحضانها، حالما بكماله ربما الذى فرط فيه ذات يوم، وقد يحلم ب " ألماظية " ...لكن المؤسف أن عصرالسيد" أحمد عبد الجواد " ولى بذبول العوالم، وخفوت نجم شارع محمد على، واختفت حتى أخلاق السيد عبد الجواد بكل رجولته وتناقضاته مع موت محفوظ الرواية العربية، ورحلت أخرالعوالم الأصيلات برحيل نعيمة ألماظية، ولم تعد زوزوألماظية تحمل مأساة إضطهاد نفسها والأسطى الألماظية، ليس فقط لأنهم أجبروها على الإنتحار حتى قبل إلقاءها وحيدة غريبة من شرفة باردة، وإنما لأن أبناء وبنات الراقصات فى هذا العصرالتكنولوجى يتلقوا أفضل تعليم بأمريكا ولندن.
وأصبح كمال اللعبة فى أشياء أخرى، وتحول المجتمع فى أفضل حالاته لمجتمع فصامى معطوب، يبحث عن دواء مؤقت وخصوصا مجتمع الرجال، فالرجل إما أن يكبت بحثه عن هذا التكامل وهذا خطرا أشد لأنه ينفجرغالبا فى مرحلة عمرية متقدمة، أويظل باحثا عن كمال لعبته الجسدية التى لا يستطيع تجاوزها أبدا...اللعبة قاهرة الخجل، ربما فى أفلام البورنو، أوالعلاقات المثلية حتى اللفظية، وكثيرا بإباحية لفظية فى تعليقات وحوارات مواقع التواصل الإجتماعى الحديثة نسبيا، لكن لا يحقق له هذا أيضا الرضا الكامل ويظل أبدا يبحث عنها...لعبته التى بها يكتمل.
وتشغل هى نفسها فى أفضل الأحوال بالبيت، أوالعمل والأطفال، وربما المجد المتخيل...ويسير المجتمع يعانى فى العلن والسر من إفساده اللعبة الأساسية.
يعلل الكثير فكرة الزواج من أى زوج أو زوجة، بالأية الكريمة:" وخلقنا لكم من أنفسكم أزواجا، لتسكنوا إليها...."
لكن مؤكد ان الرجل الذى لا يستطيع أن يتعرى نفسيا أمام إمرأته، قبل التعرى الجسدى، فهى ليست إذا السكن له، والمرأة التى تخجل من زوجها ولاترى فيه إلا آلة فهو ليس كذلك السكن لها، والبيوت التى لا يدار فيها حوارا حقيقيا عن أدق أحلامه وأحلامها ورغباته ورغباته وأحزانه وأحزانها، الرجل الذى لا يعرف تفاصيل حياة زوجته قبله والمرأة التى لا تعرف تفاصيل حياة زوجها قبلها، ولديهم القدرة على التسامح الحقيقى تجاه أدق التفاصيل، فهى إذا بيوتا خربة مزيفة تقوض كيان المجتمع.
للمرأة قدرة أكبرعلى الإستكانة أكثرمن الرجل الذى لا يسكن إلا بعودة جزءه المنفصل عنه، لعلنا إذا نظرنا بعمق أكبر فى التشريع الإسلامى الذى أتاح له الزواج من أربع، فربما يكون أحد أسبابه سد هذا النقص الذى يلتفون حوله.
لن يتحررأى مجتمع أو يتعافى إلا بحل عقده الراسخة، وإعادة بحث أصل العلاقة بين الرجل والمرأة من منظورأكثرعقلانية وتحررا، ونبذ القيود الإجتماعية المفروضة على أصل اللعبة والتى تخضع لموروثات، ربما تبتعد كثيرا حتى عن الأديان والقيم الروحية.
اللعب هو عالم الحياة بكل تفاصيلها وتناقضاتها وشروطها، فإن نحققت شروطه الصحية وقواعده السليمة، وأصوله وأخلاقه، تخرج من كل لعبة...لعبة جديدة بديعة وتتوالد الأدوار الحديثة من الأقدم، ويتعافى المجتمع من أمراضه.
فاللعب هو أرقى حالات الخلق وهوأصل العالم ولا تخلو لعبة من متعة ولذة.
يعرف أينشتاين النجاح قائلا:
إذا كان ( أ ) هو النجاح فى الحياة ، فإن ( أ ) يساوى مجموع
( س ) ، و( ص ) ، و( ع )
فالشغل هو ( س ) ، و اللعب هو ( ص ) ، أما ( ع ) أن تبقى فمك مغلقا.
فتمسكنا بالفم المغلق الذى ينفجرربما فجأءة، وفرطنا فى السين، وكل الصاد، فكيف لنا أن نبنى مجتمعا نظيفا بريئا، يلعب بلا خجل أو خوف.
( فاتن خاطر )



#فاتن_عامر_خاطر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قصة قصيرة ( بريد القراء )
- ( أكثر مما ينبغى ) نثر شعرى
- قصة قصيرة ( حكاية الصبية التى كانت تنام عند طرف البحر )
- ( الفن والإنسان )
- ( صبية وسائق وبلطجى )
- قصة قصيرة بعنوان ( القاتلة الحسناء )


المزيد.....




- كوريا الشمالية: المساعدات الأمريكية لأوكرانيا لن توقف تقدم ا ...
- بيونغ يانغ: ساحة المعركة في أوكرانيا أضحت مقبرة لأسلحة الولا ...
- جنود الجيش الأوكراني يفككون مدافع -إم -777- الأمريكية
- العلماء الروس يحولون النفايات إلى أسمنت رخيص التكلفة
- سيناريو هوليودي.. سرقة 60 ألف دولار ومصوغات ذهبية بسطو مسلح ...
- مصر.. تفاصيل جديدة في واقعة اتهام قاصر لرجل أعمال باستغلالها ...
- بعد نفي حصولها على جواز دبلوماسي.. القضاء العراقي يحكم بسجن ...
- قلق أمريكي من تكرار هجوم -كروكوس- الإرهابي في الولايات المتح ...
- البنتاغون: بناء ميناء عائم قبالة سواحل غزة سيبدأ قريبا جدا
- البنتاغون يؤكد عدم وجود مؤشرات على اجتياح رفح


المزيد.....

- الجِنْس خَارج الزَّواج (2/2) / عبد الرحمان النوضة
- الجِنْس خَارج الزَّواج (1/2) / عبد الرحمان النوضة
- دفتر النشاط الخاص بمتلازمة داون / محمد عبد الكريم يوسف
- الحكمة اليهودية لنجاح الأعمال (مقدمة) مقدمة الكتاب / محمد عبد الكريم يوسف
- الحكمة اليهودية لنجاح الأعمال (3) ، الطريق المتواضع و إخراج ... / محمد عبد الكريم يوسف
- ثمانون عاما بلا دواءٍ أو علاج / توفيق أبو شومر
- كأس من عصير الأيام ، الجزء الثالث / محمد عبد الكريم يوسف
- كأس من عصير الأيام الجزء الثاني / محمد عبد الكريم يوسف
- ثلاث مقاربات حول الرأسمالية والصحة النفسية / سعيد العليمى
- الشجرة الارجوانيّة / بتول الفارس


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحة والسلامة الجسدية والنفسية - فاتن عامر خاطر - اللعب...قاهر الخجل