أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - عماد حياوي المبارك - مَثار النقعِ















المزيد.....

مَثار النقعِ


عماد حياوي المبارك
(Emad Hayawi)


الحوار المتمدن-العدد: 4772 - 2015 / 4 / 9 - 14:52
المحور: كتابات ساخرة
    


مثار النقعِ

تعاني بعض الزيجات من عدم توافق وتناسق بين الزوجين بسبب اختلاف في مستوى تعليمهما وتفاوت بين ثقافتيهما.
وتبحث القوانين والأعراف الاجتماعية والدينية في كيفية تطويق المشاكل الزوجية الناجمة عن تأثير المحيط والمجتمع من حولهم بالإضافة للعنف وسوء التصرف أو الخيانة وصولاً للمشاكل المالية... وغيرها، ويبذل المعنيون جهوداً حثيثة لحلها بأشكال جذرية، لكن تلك القوانين والأعراف لم تلتفت يوماً ولم تمانع أو تحذر من قيام زيجة بوجود فوارق ثقافية وتعليمية بين كلا الزوجين.
ولو كان ذلك في السابق بمجتمعاتنا الشرقية أمر وارد، كون الفرص تتوافر للرجل أكثر في الدراسة وفي الاحتكاك بالمجتمع، لكنه في الوقت الحاضر أمر يجب الوقوف عنده بين الأزواج الذين يفهمون الحياة الزوجية على أنها تفاعل وتعاون بين طرفين متكافئين في كافة المجالات.
هذا الأمر يجب أن يأخذ الأهل به لتجنب نتائجه، مع أنه لا يمنع من أن هكذا زيجات يمكن أن تستمر لو ينجح الشركاء بمعالجة وامتصاص وتذليل المشاكل والأزمات الناجمة عن تلك الفوارق، وهو مسئولية تقع على عاتق الطرف الأعلى ثقافةً وتعليماً بالأخذ بيد الطرف الثاني ومساعدته لرفع مستواه ومنحه فرصة لتعويض ما قد حُرم منه في السابق كي يضمن استمرار حياتهما خالية من المشاكل حتى النهاية.
ما أوحى لي بتسمية هذه الحكاية الواقعية والمفبركة بعض الشيء، وهو مأخوذة من كلمات أطلقتها أحدى أمهاتنا الطيبات دون أن تدرك معناها، لقنها إياها زوجها أستاذ الأدب والتاريخ والذي يعمل مفتشاً في التربية.
× × ×

في مدينة بعقوبة كان يوجد ناديين رياضيين، ديالى والترسانة، وكانا يضمان خيرة اللاعبين في المدينة، يمارس الأعضاء ألعاب القوى والألعاب الفرقية، وكنا أطفالاً نترقب لعب الكبار ونتمنى ونحلم حينما نكبر بالانضمام لهم ومنافستهم وحتى التغلب عليهم.
كانت ثمة مكائد ـ كما هي في النوادي العالمية اليوم ـ بين إدارتي الناديين حول جذب من يلمع نجمه بالمدارس، فيقومون بدعوته للانضمام إليهم وبترغيبه وإغرائه بشتى الطرق.

حينما صرنا أولاداً، كان لنا صديقاً أبن المنطقة يدعى (عماد) أكبر منا سناً بسنوات، كان يطمح أن يُشكل فريق رياضي من ناشئة وأشبال الحي بحيث يدربه ويتفاخر به بين الأحياء الأخرى التي تتبارى على الساحات الترابية بالمدينة، وكان لنا معه نهاية الستينات محاولات جادة رغم قلتنا و طراوة عودنا ومجموعة (اللاءات) التي يحمّلنا إياها الأهل لتحصيننا ممن حولنا.
تماشياً مع الحلم، شكل (كابتن عماد) نواة لأعضاء فريق قدم للأشبال ووزع علينا المهمات بانتظام وكأنه يدرب منتخب المحافظة، الدفاع دفاع والهجوم هجوم والأيمن يلعب باليمين ومن عكسه يلعب بالشَمال... وهكذا سيطر بجديته وصرامته علينا، حتى حامي الهدف (علي) فقد كان يتقن حماية الهدف والذي تجنب الكابتن أدراجه ضمن الدفاع والهجوم لإصابته بمرض الربو الذي يحتم عليه تجنب غبار ساحات اللعب الترابية قدر الامكان.
قادنا الكابتن بنجاح وملك لبنا وصرنا أداة طيعة نحتكم بأمره، لِمَ لا وهو لديه الضوء الأخضر من أهلنا الذين يعرفونه جيداً. كان يعِدنا بأن المستقبل لنا وأن إدارة الناديين (ديالى والترسانة) سيتنافسان في المستقبل القريب من أجل الظفر بنا.

بدئت التمارين المكثفة وجرى استعداد الأولاد في الأحياء المجاورة كل بفريقه، صقور ديالى، الأبطال، النوارس، أسود الساحة، الأشبال... لخوض التصفيات والظفر بالكأس الذي تشاركت كل الفرق بجمع مبلغ شرائه من بغداد.
صُدمنا بأول يوم من التصفيات، بوجوب لبس (فانيله) بلون موحد لكل فريق كي يستطيع (الحكم) والمشجعين تمييز فريق عن آخر، مما تطلب تجهيزها قبل بدء اللعبة. لم تكن محلات رياضة متاحة لنا ببعقوبة أو أية وسيلة لتوفيرها.
فقمنا بسرعة البرق وتوزعنا على مجموعات ومهمات محددة، (كروب) راح أشترى صبغ (الدودة) واختارينا اللون الأصفر (عن الحسد)، وكروب جلب قدر وملأه ماء، أما الباقون فلملموا سعف النخيل اليابس وأوقدوا النار للبدء بعملية الصبغ بعد أن أحضرنا فانيلة بيضاء من البيت دون علم أمهاتنا، تجنباً لاعتراضهن و تأخيرنا بين سين وجيم، ماعدا (علي) وهو حامي الهدف الذي ليس عليه بالضرورة ارتداءه الأصفر كونه حامي هدف، فأحضر فانيلة ملونة مما تيسر لديه !
صبغنا الفانيلات حسب الأصول، وما أن انتهينا حتى جاءت صفارة الحكم لبدأ المباراة، لبس الكل على عجل ودخل الفريق الأصفر وسط تشجيع حار، كان الأهل يتابعوننا من بعيد، ماعدا والد (علي) الذي حضر مشخصياً ليشجعنا عن قرب ويقف مع بقية المشجعين على الخط الأبيض الذي رسمنا به حدود ساحة اللعب.
وأبلى (الأصفر) بلاءاً مميزاً كوننا نلتزم بتوجيهات (كابتن عماد)، أما الفريق الخصم فلعب بشكل انفرادي وفوضوي وهو ما ساعدنا على الفوز بفارق أهداف لنصل المرحلة الثانية، وهكذا عدنا لبيوتنا بعد يوم حافل، سالمين غانمين.
× × ×

في اليوم التالي كانت المهمة الأصعب بملاقاة الفريق الفائز من المجموعة الثانية، هذا يعني تدريب أكثر واستعداد مبكر...
لكن غاب عدد من اللاعبين عن (الوحدة) التدريبية، يا رب أجعله خير، دم دم (كابتن عماد) ثم ذهب يدق كل باب يبحث عن لاعبيه، بيت ... بيت، شارع... شارع، يسأل الأمهات والجواب الخجول من خلف الباب يتكرر...
ـ يمّة ابني ما يجي، روح دوّر غيره !
... يبدو انه كان نفس السبب، نفس المانع، نفس المعوق !
وما أن بحث حتى وجد أنه ذات المبرر، فلكوننا لبسنا الفانيلات يوم أمس وهي لم تجف جيداً، نزل الصبغ على أجسامنا وألتصق صبغ (الدودة) بنا، وعندما نزع البعض فانيلته أمام الأهل ليستحم، ظهر الأثر مرسوم بالأصفر، فتطلب ذلك (نزع) جلدنا فرك بالليفة.

تحير الكابتن وهو لا حول له ولا قوة، كونه لا يستطع الدخول بالمباراة بفريق ناقص، وإن كان باستطاعته أن يتدبر أمره من بعض الاحتياط، فالمشكلة أن حامي الهدف كان ضمن الغياب، لماذا (علي) هو الآخر غائب وهو لم يلبس في الأمس (الأصفر)؟
دخلنا الساحة باللاعبين الاحتياط الذين لم يشاركونا التدريب، وبحامي هدف لم يكن مستعداً لحماية الفريق... فكان ما كان لنتلقى نتيجة أدهشت الجميع.
بعد خسارتنا، عاد (كابتن عماد) يطرق الباب على (علي) عسى أن يجده ويفهم أمره، بينما بقية الفريق يتعقبه، فخرجت (أم علي) علينا تعطي المبرر لغياب أبنها...

(أم علي) إنسانة بسيطة غير متعلمة، بعكس (أبو علي) الأستاذ المعروف والموظف المحترم بمديرية التربية صاحب التعليم العالي والشهادة الجامعية، لتقول بأن أبنها (علي) المصاب بالربو، تعبان ولا يقدر الأستمرار باللعب بعدما رأى أبيه (مثار النقعِ) في ساحة اللعب !
عدنا أدراجنا لا نفقه ما عنته هذه المرأة البسيطة، وهل كانت تتكلم العربية أم أنها تتقن لغات أخرى لا نفهمها، (مثار النقع) ما هو يا ترى؟
التقينا (علي) في اليوم التالي لنطمأن على صحته، أثرنا معه كلمات أمه... ماذا تعني يا (علي) ومن أين جاءت بها أمك ؟؟

قال بأنها كلمات رددها والده حين عاد بالأمس بعد تشجيعنا في ساحة اللعب، فمسألة إثارة التراب بحركة أقدام اللاعبين في ساحة ترابية تخلو من حشائش، فيه خطر جم على صحته، وهو أمر يحصل فعلاً في ساحة اللعب، والقاعدة تقول بأنه كلما كان الغبار أشد وأعلى، كلما كانت المباراة حامية الوطيس أكثر !
× × ×

(مثار النقع) قال (علي) بأنه بإمكاننا أن نذهب بهذه الكلمتان لأبيه الذي وجدناه يرد لنا الجواب، فجمعنا ليعطينا درس في الأدب العربي، فقال بأنها كلمات قد سمعتها (الحاجة أم علي) منه وحفظتها دون إدراك معناها لتبرر سبب منع أبنها من اللعب في تلك الساحة، ثم أخبرنا بأنها كلمات وردت على لسان الشاعر الكبير (بشار بن برد)* في أجمل وأرقى بيت في الوصف في الشعر العربي، والمفارقة أنها صدرت عن شاعر ضرير يصف فيها ساحة المعركة...
كأن مثار النقع فوق رؤوسنا وأسيافنا ليل تهاوى كواكبه
فلما يشتد النزال وتضرب الخيول أرض المعركة الترابية في الصحراء بحوافرها بشدة، تُثار حبات التراب (النقع) للأعلى لتغلف أرض المعركة، وحين يضرب الفرسان بسيوفهم الحادة العدو، تبرق الشمس في نصل السيوف الحادة وينعكس لمعانها متحركاً وسط الغبار كأنها كواكب (نيازك) تتهاوى في السماء بعتمة الليل.
... إن ما وضع بيت الشعر هذا لـ (بشار بن برد) في مقدمة أشعار الوصف لدى العرب الفخورين بلغتهم، هو حالة الوصف اللحظية حين شبّه حركة الشُهب بالسماء في ليلة هادئة والتي تحدث أمام ناظرنا بأجزاء الثانية، بحالة بريق الشمس في نصل سيف عربي لحظة حركته مُطبقاً على عدوٍ...
أنها لحظة تخيّل يصعب على الشاعر البصير وصفها وإدراكها، فكيف لو أنها تصدر عن شاعرٍ ضرير منذ صغره ؟


... ربما بيت الشعر الجميل هذا، هو الذي حرمنا من حامي هدف كان بإمكانه أن يحمي الهدف لنفوز بالكأس، ولنكون منصفين أيضاً، فإن صبغ (الدودة) هو الآخر يتحمل المسئولية في وئد أحلامنا في مهدها !

فبينما راحت الفانيلات الصفراء بأقرب (مزابل)، راحت معها تطلعاتنا في كسب التصفيات، وحلم الصعود للنوادي الكبيرة مستقبلاً، وكسب دوري المحافظة وربما الحصول على بطولة الجمهورية أو حتى المنافسة على كأس الكؤوس والترشيح لكأس القارات !

عماد حياوي المبارك

× بشار بن برد العُقيلي
ولد عام 95 هـ نشأ في البصرة ومات فيها عام 167 هـ
قصيدته الرائعة بوصفه الدقيق للمعركة والتي استهلها بالحكمة...
https://www.youtube.com/watch?v=3LCd_YBQHxM
https://www.youtube.com/watch?v=wVa2dfnLydM
إذا كنت في كل الأمور معاتباً صديقك لم تلقى الذي لا تعاتبه
فعش واحداً أو صل أخاك فأنه مقارفُ ذنبٍ مرة ومجانبه
أذا أنت لم تشرب مراراً على القذى ظمئت وأي الناس تصفو مشاربه
أذا الملك الجبار صعر خده مشينا إليه بالسيوف نعاتبه
وجيش كجنح الليل يزحف بالحصى وبالشوك، واخطي حمر ثعالبه
غدونا له والشمس في خدر أمها تطالعنا والطل لم يجر ذائبه
بضرب يذوق الموت من ذاق طعمه وتدرك من نجى الفرار مثالبه
((كأن مثار النقع فوق رؤوسنا وأسيافنا ليل تهاوى كواكبه))
بعثنا لهم موت الفجأة إننا بنو الملك خفاق علينا سبائبه
فراحوا فريقاً في الأسار ومثله قتيلٌ ومثل لاذ بالبحر هاربه
وأرعن يغشى الشمس لون حديده وتخلس أبصار الكما ة كتائبه
تغص به الأرض الفضاء أذا غدا تزاحم أركان الجبال مناكبه

فنجد أن الشاعر بشار بن برد يأتينا بصورة تخيلية يشبّه لنا فيها صورة الغبار المتصاعد في أجواء المعركة بينما تلمع السيوف وسطه-بيضاء مشرقة متهاوية فوق رؤوس الأعداء، ويشبه هذه الصورة بصورة أخرى مماثلة هي صورة الليل الدامس المظلم الذي راحت كواكبه تتهاوى ساطعة. وجه الشبه هنا مأخوذ من صور متعددة شاهدها الشاعر وهو ضرير... الظلام والبياض والإشراق...



#عماد_حياوي_المبارك (هاشتاغ)       Emad_Hayawi#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ختيارية زمن الخير
- دينار... أبو العباس
- هنا شارع السعدون
- عناكب
- شادي
- طوبة كريكر
- طابع أبو الدينار
- مجرد خلخال
- دقّ الجرس
- حدث في (الفاكانسي)
- وقودات
- (الله سِتر) !
- مَن القاتل؟ ج 3
- من القاتل؟ ج 2
- مَن القاتل؟ ج 1
- لعنة الكويت
- ظاهرة البرازيلي
- صراصر... بنات عوائل
- حلال... حلال
- عيون... (العيون)


المزيد.....




- “اعتمد رسميا”… جدول امتحانات الثانوية الأزهرية 2024/1445 للش ...
- كونشيرتو الكَمان لمَندِلسون الذي ألهَم الرَحابِنة
- التهافت على الضلال
- -أشقر وشعره كيرلي وحلو-..مشهد من مسلسل مصري يثير الغضب بمواق ...
- الإيطالي جوسيبي كونتي يدعو إلى وقف إطلاق النار في كل مكان في ...
- جوامع العراق ومساجده التاريخية.. صروح علمية ومراكز إشعاع حضا ...
- مصر.. الفنان أحمد حلمي يكشف معلومات عن الراحل علاء ولي الدين ...
- -أشقر وشعره كيرلي وحلو-..مشهد من مسلسل مصري يثير الغضب بمواق ...
- شجرة غير مورقة في لندن يبعث فيها الفنان بانكسي -الحياة- من خ ...
- عارف حجاوي: الصحافة العربية ينقصها القارئ والفتح الإسلامي كا ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - عماد حياوي المبارك - مَثار النقعِ