أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - ياسين بوشوار - محاولة في مفهوم القرية














المزيد.....

محاولة في مفهوم القرية


ياسين بوشوار

الحوار المتمدن-العدد: 4772 - 2015 / 4 / 9 - 00:48
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


تعد قضية المجال القروي من القضايا التي استحوذت على اهتمام الباحثين, و هذا الاهتمام يبرز لنا مدى أهمية هذا المجال و ما يكتنفه من أسرار. مما أضحى درسته أمرا ضروريا لفهم المجتمع و تغييراته وسعي نحو بناء مجتمع نموذجي متكامل ..
إذ نجد أن عموم المجتمعات المتقدمة نهجت سياسة التكامل ,على عكس المجتمعات المتخلفة التي سلكت مسلك الإقصاء "مغرب نافع / غير نافع" . غير أنها في الأواني الأخيرة حاولت إدراك الأمر عبر محاولة الاقتداء بالنموذج الغربي الذي اتجاه إلى بناء مجتمع نموذجي متكامل ,و ذلك من خلال وضع برامج و استراتيجيات خاصة بالمجال القروي من اجل لعب أدورا في تنمية المجتمع ككل و مشاركته الفعالة فيه عوض أن يكون عالة عليه .
إلا أن المجتمعات المتخلفة لم تستطع أن تحقق نجاحات كبرى في هذا الاتجاه , بل زادت من تفاقم الأزمات بالمجتمع القروي .كما أن هذا الفشل الحاصل في محاولة إصلاح هذه قد تكن واضحة المعالم من خلال معاينتنا لمدى البون الحاصل بين المجالين القروي الغارق في التخلف والحضري المعصرن, مما ولد لدينا ازدواجية عميقة في بينة المجتمع ,تجعل من دورة التنمية الشاملة معاقة وصعبة الحدوث

محاولة في مفهوم القرية

القرية كمجال سوسيومجالي لها خصائصها الديمغرافية و الاجتماعية و الاقتصادية الخاصة و بشكل أكثر دقة نستحضر تعريف الذي قدمه "جاك بيرك" حيث يعتبر القرية ذلك المجال الذي تهيمن عليه المؤسسات التقليدية , التي تجعل من علاقة القرابة أساسا لتشكيل و تنظيم العلاقات و التراتبات الاجتماعية " الأعيان ،الزوايا ،جماعة " . ويرى "ريموند ڤ-;---;--ييرت" هو الأخر أن اصطلاح القرية ينطبق على كل مجتمع يتكون من عدد من المنتجين الصغار يفرض الاستهلاك الخاص الاستهلاك الأسري من اجل تحقيق الاكتفاء الذاتي. وهذا ما ذهب إليه كذلك ابن خلدون حين اعتبر البدو مجالا قائم على البساطة و الفطرة التي لا تتجاوز منطق الضرورة و يقول إن آهل البدو هم اقرب من الفطرة الأولى كونهم منغمسون في تحصيل كل ما هو ضروري من العيش فاجتماعهم و تعاونهم في حاجاتهم و عمرانهم من القوت بمقدار الذي يحفظ لهم الحياة و يحصل لديهم بلغة العيش من غير مزيد عليهم
وعلى ضوء هذا فالقرية عموما تتميز بجملة من الخصائص تنفرد بها عن غيرها من المجتمعات الحضرية ,و نلمس هذا الأمر بشكل جلي من خلال العلاقات الاجتماعية السائدة فيه و التي تتميز عن غيرها بشكل كبير . إذ غالبا ما تكون العلاقات الإنسانية قائمة على قاعدة ( face a face) ,أي أنها تتشكل وفق منطق المجابهة الشفهية المباشرة ,و التي ياخد فيه التعاون الشكل التفاعلي بين أعضائه من اجل تكامل الأدوار, انمودج (تيويزي). وهذا الاشتراك الحادي يعزيه معظم الباحثين إلا تشارك افرد المجال القروي في سمات و الأهداف العامة الممثلة له , دون الخوض في البروتوكولات الحضرية .
و تتسم الحياة التنظيمية للمجتمع القروي بقوة التقاليد و الأعراف كما هو الحال بنسبة )لجماعة( باعتبارها السلطة التقريرية في الحياة القروية ,و التي تستمد مشروعيتها عبر العادات و التقاليد أو ما يصطلح عليه بالأعراف كضابط للمجتمع و لأفراده كمراقب للسلوك الفردي و الجماعة ,و أي مخالفة حسب حدتها يكون العقاب و فق ما تصدر عليه )جماعة( بعيدا عن رسميات القانون.
كما يتسم كذلك بالتجانس كصفة خاصة للمجتمع القروي, و ذلك راجع إلى مسالة تشابه الأهداف كما اشرنا سلفا نموذج المهن )الزراعية و الفلاحية( فالقروي يعيش في مجتمع واحد إذ يكون الفرد أشبه بجزء متكامل ولهذا يعيش القروي في مجتمعا ,واحد بشتى أبعاده ويتفاعل فيه و ينفعل من خلاله فالمجتمع القروي يعرف تشابها في جميع أجزائه . فالصورة المجتمع القروي يمثلها أفرادها بشكل نمطي متكرر فالتشابه في اللغة و العقائد و الأعراف و أنماط سلوك و الأهداف و تسيير وفق سلطة )جماعة( و لا مجال للفردانية كمكون في تفاعل الاجتماعي. فالأبناء يترعرعون و يكبرون من اجل إعادة قيم و عادات أجدادهم .
على العموم فالحياة القروية تتسم ببسطتها كما يقول ابن خلدون ,إن حياة البدو قائمة على مبدءا الأوليات دون الخوض في الكماليات ,و هذا ما نجده في سيكولوجية المزارع والتي يمكن تحديد عناصرها من خلال ما أشار إليها, evertt rogers من قبيل فقدان القدرة على التجديد و الابتكار ,كذا العائلية و القدرية و قلة الطموح , النظرة المحدودة للمعالم المحيط بهم و قلة الاتصال بالأحداث الخارجية و الاهتمام و الإيمان بالمعتقدات و التصورات الغيبية من قبيل السحر و الأسطورة.
على عكس الإنسان الحضري الذي يسعى دائما إلى تحقيق الكماليات ,و تفوق على الأخر ,وتحقيق الانتقال الاجتماعي كنزعة فردانية و هذا الطرح لا نجده حاضرا عند الإنسان القروي .
هذا ما سيتبين لنا من خلال ما وصل إليه الباحث عاطف غيث عند دراسته للمجموعة من للقرى المصرية ,حيث يشير إلى مدى التشابه الحاصل بين النماذج التي درسها حيث قال : ( كان يبدو لي إنني ادرس هذه القرى جميعا مرة واحدة ,و ذلك لأنني لا ادرس مجتمعات لها خصائص لا تتشابه مع كثير من غيرها في مجتمعات فحسب ,بل في مجتمعات متعددة من العالم ( .
وهذا القول نابع بالأساس إلى الخصائص الدول النامية التي يغلب عليها المجال القروي ,و اقتصادها قائم على المجال كالفلاحة و الزراعة ,على عكس المجتمعات الحضرية التي لا تشكل فيها الوظيفة القروية سوى جزء من أجزائه الصغيرة .
و من خلال ما سبق يمكن القول إن المجتمع القروي هو مجال تسكنها الطبقة الفلاحين متجانسين و متعاونين و متكاملين و التعاون قائم على تضامن آلي ,حيث تسود بينهم علاقة المواجهة و يتخذون من الزراعة عملا رسميا و رئسي . الأرض رمز الوجود و الانتماء و يمكن فهم عادة المجتمع القروي كمقابل للمجتمع الحضري .



#ياسين_بوشوار (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- محاولة في شقائق الرجال
- فيا معشر الأمة إذا ابتليتم فاستتروا ....
- الصبايا.... وثلاث بيانات
- محاولة في الهيمنة الذكورية ( بيير بورديو)
- محاولة في مفهوم البركة


المزيد.....




- انتشر بسرعة عبر نظام التهوية.. لحظة إنقاذ كلاب من منتجع للحي ...
- بيان للجيش الإسرائيلي عن تقارير تنفيذه إعدامات ميدانية واكتش ...
- المغرب.. شخص يهدد بحرق جسده بعد تسلقه عمودا كهربائيا
- أبو عبيدة: إسرائيل تحاول إيهام العالم بأنها قضت على كل فصائل ...
- 16 قتيلا على الأقل و28 مفقودا إثر انقلاب مركب مهاجرين قبالة ...
- الأسد يصدر قانونا بشأن وزارة الإعلام السورية
- هل ترسم الصواريخ الإيرانية ومسيرات الرد الإسرائيلي قواعد اشت ...
- استقالة حاليفا.. كرة ثلج تتدحرج في الجيش الإسرائيلي
- تساؤلات بشأن عمل جهاز الخدمة السرية.. ماذا سيحدث لو تم سجن ت ...
- بعد تقارير عن نقله.. قطر تعلن موقفها من بقاء مكتب حماس في ال ...


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - ياسين بوشوار - محاولة في مفهوم القرية