أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - نعيم عبد مهلهل - لاخَبرْ وعُرسِ عَنبرْ














المزيد.....

لاخَبرْ وعُرسِ عَنبرْ


نعيم عبد مهلهل

الحوار المتمدن-العدد: 4772 - 2015 / 4 / 9 - 00:47
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    




في نهاية ستينيات القرن الماضي اشتهرت بين الاوساط العراقية أغنية شعبية يؤديها مطرب شاب اسمه فاضل عواد وعنوان الاغنية هو ( لاخبر ) ، أظن أنها اشتهرت ربما لأنها أتت بموضوعةٍ غير مألوفة في النص الغنائي العراقي ، والغريب أن ملحنها المطرب ( حسين السعدي) لحنها وخاف أن يغنيها كي لا تفشل فورطَ بها فاضل عواد ليشتهر من خلالها ولتسري في مسامع الاطفال والمراهقين مثل نشيد يومي سكن الراديو وكاسيت المسجل في أول ظهور له بفضل المسجلات اليابانية التي تبيعها الشركة الافريقية.
اشتهرت الاغنية وحناجر صيادي قريتنا ( أم شعثه ) ومعدانها لم يسكن حناجرهم أي حداثة من السماع ، فلقد بقوا يمسكون ( الونين ) الحزين في حناجرهم وينشدون الطور المجراوي والصبي والمحمداوي وكأنهم يرثون من حزن المغامر السومري آدابا اول صياد سمك تحدثت عنه الأساطير الذي كان يدندن بمواله الجميل وهو يناشد الالهة بتوسلات الخلود كما توسل الامهات لذات الالهة عندما يغيب ابناؤهم في مجهول الحروب ولا تسمع أخبارهم.
نحن المعلمون أول من ادخل الاغنية ( لاخبر ) الى اسماع اهل القرية فلم يكترثوا اليها ، ولكن الفتيات العائدات من نهار الرعي أو قص القصب وخصوصا اللائي لم ينل بعد نصيب الزواج يعلوا خدودهن شيئا من حمرة الخجل ويبطئن السير بتعمد ليسمعن الاغنية ويستمتعن بها بعد جهد جهيد لفهم معاني الكلمات لأنهن بعيدات قليلا من المسجل الذي تعودنا أن نضعه وسط حلقة جلوسنا المسائية امام بوابة بينا القصبي الذي نسكن فيه الى جانب المدرسة.
لم يستطع فاضل عواد بأغنيته التي سمعها عموم الشعب أن يرغم المعدان على سماعها حتى عندما شاعت بين تلك الاوساط دعاية تقول : أن فاضل عواد صابئيا .
فكان ردهم : الصابئة لا يجيدون سوى غناء الطور الصُبي.
عنبر واحد من تلامذتنا الذين كبروا ، وتوقف عند الرابع الابتدائي ليتطوع جنديا ، وقد اراد ان يقترن بأبنة خالته التي تسكن الجبايش فكان من شروطها أن تكون زفتها بالزوارق من الجبايش الى القرية وعلى انغام اغنية ( لا خبر).
أحتار المسكين فمن اين يأتي بالمسجل والاغنية ، فكان إن نصحهُ احدهم ليجيء الي طلبا للمساعدة . فأتاني عنبر وهو حزين لينقل لي شرط خطيبته .
قلت :لاعليك يا عنبر سأعيركَ المسجل وكاسيت الاغنية ، وما عليك سوى ان تجلب علبة من البطاريات فالطريق طويل وحتما ( تْجَسيْ ) وعليك أن تستبدلها بجديدة .
وهكذا حُلت معضلة عنبر ، ووصل موكب الزفاف الى القرية وصوت فاضل عواد يصدح بأغنيته ( لاخبر ) لتشيعَ نوعا من الفرح الجديد مع اغنية كانوا لا يودون سماعها عدا النساء اللائي كُنَ مثل كورس يرددن الاغنية بعد المطرب وقد حفظتها الفتيات على ظهر قلب اثناء مرورهن وقت ما كنا نستمع سوية اليها في اماسي نهاية الدوام...!



#نعيم_عبد_مهلهل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تعال ايها الملك
- أيثاكا كافافيس وأيثاكا شغاتي
- جاموسة موشي دايان
- التوراة تسكن في قلعة صالح
- في فطرة المعدان خلاص العالم
- ذكريات الطير المسافر
- السوابيط ومنصات ناسا
- موزارت في قريتنا
- إسكافي الخيول والعريف ديغول
- هل لدى لينين حَظْ وبَخت ؟
- مدافع أم البنين
- هناك بريمر وهنا مطشر
- الفيمتو ينافس حليب الجاموسة
- المشحوف وحصان دون كيشوت
- الرقصة الغجرية في حرب نجم والي
- مدافع نافارون وصرائف أم شعثه ..!
- أيتاليو كالفينو في الكحلاء
- العربانةُ من جلجامش الى هادي ماهود
- الشامُ بعيدةٌ يا سورية دشر...!
- رامبو وزمن العزلة


المزيد.....




- -الطلاب على استعداد لوضع حياتهم المهنية على المحكّ من أجل ف ...
- امتداد الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين إلى جامعات أمريكية جدي ...
- توجيه الاتهام إلى خمسة مراهقين في أستراليا إثر عمليات لمكافح ...
- علييف: لن نزود كييف بالسلاح رغم مناشداتها
- بعد 48 ساعة من الحر الشديد.. الأرصاد المصرية تكشف تطورات مهم ...
- مشكلة فنية تؤدي إلى إغلاق المجال الجوي لجنوب النرويج وتأخير ...
- رئيس الأركان البريطاني: الضربات الروسية للأهداف البعيدة في أ ...
- تركيا.. أحكام بالسجن المطوّل على المدانين بالتسبب بحادث قطار ...
- عواصف رملية تضرب عدة مناطق في روسيا (فيديو)
- لوكاشينكو يحذر أوكرانيا من زوالها كدولة إن لم تقدم على التفا ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - نعيم عبد مهلهل - لاخَبرْ وعُرسِ عَنبرْ