أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحة والسلامة الجسدية والنفسية - تيسير عبدالجبار الآلوسي - الأمن الغذائي والرعاية الصحية التامة الكاملة واجب مجتمعي رسمي ذو أولوية استراتيجية عليا















المزيد.....

الأمن الغذائي والرعاية الصحية التامة الكاملة واجب مجتمعي رسمي ذو أولوية استراتيجية عليا


تيسير عبدالجبار الآلوسي
(Tayseer A. Al Alousi)


الحوار المتمدن-العدد: 4771 - 2015 / 4 / 8 - 16:22
المحور: الصحة والسلامة الجسدية والنفسية
    


المرصد السومري لحقوق الإنسان


بمناسبة يوم الصحة العالمي الذي يحتفل به العالم سنوياً في السابع من أبريل، ينبغي التوكيد على أهمية تفعيل دور الدولة والوعي المجتمعي وتوعيته ودفعه للالتفات إلى الأولوية الاستراتيجية لقضيتي الأمن الغذائي والرعاية الصحية الشاملة التامة والكاملة للمواطن. ذلك أنّ نمو المجتمع لا يمكنه أن يكون سليماً طبيعياً إلا بحال تكامل أركان أمنه؛ ومن أبرز تلك الأركان، الأمن الغذائي الذي يبدأ بالاهتمام بإنتاجه وطنياً والعناية بكل من صحة زراعته وسلامة صناعته وتسويقه وتحضيره. فسلامة الغذاء أساس لسلامة الإنسان وصحته ومن ثمّ انعكاس الأمر على أحوال النمو البشري والتنمية المجتمعية.
إنّ قضية توفير الغذاء لملايين النازحين والمهجّرين قسراً ولملايين الفقراء مع تنامي نسبة الفقر تبقى قضية رئيسة وجوهرية. كما أن سلامة ذلك الغذاء المنتج محليا أو المستورد هي قضية جوهرية في باب رعاية العراقي وصحته وسلامته. ولطالما رصدت الجهات المعنية حالات الغش في صناعة الأغذية وتسويقها. ومن ذلك ما طاول مواد قائمة البطاقة التموينية وما تعاني منه من فقر وحالات استثناء وقصور فضلا عن حالات التلوث وانتهاء الصلاحية والمواد المخلوطة المضرة بصحة الإنسان!
إنّ عوامل تفاقم نسبتي الفقر العمودية والأفقية وتصاعد نسب البطالة والخراب في محوري الزراعة والصناعة هي من القضايا المؤثرة في موضوع الأمن الغذائي وفي الرعاية الصحية. ومن دون معالجة جوهرية شاملة ستتدهور الأمور وتصل مراحل اللاعودة في مخاطرها الكارثية. وفي مجال الصحة أيضا يجابه العراقيون تدهوراً في نسب المياه سواء ما يخص الحصة التي تحتاجها الزراعة وسلامة البيئة أم ما يخص تلك المياه الصالحة للاستهلاك الآدمي حيث النقص الحاد في مياه الشرب التي تعاني من مشكلات الاختلاط بالملوثات وحتى بمياه الصرف الصحي بالإشارة إلى وقائع معروفة لدى المواطنين والمجتمع برمته!!
وينبغي إلى جانب ذلك أن نشير إلى رصد ظواهر هجرة الأطباء والمتخصصين وفراغ المستشفيات والمراكز الصحية من الكوادر المؤهلة وتراجع مخيف في نسبة عدد الأطباء إلى الحجم السكاني مع خراب تلك المؤسسات وتدني مستوى الخدمات فيها بما دفع بعشرات آلاف المواطنين للمعالجة على نفقتهم في خارج البلاد وهو الأمر الذي عرَّض كثيراً منهم لنهب الأعضاء البشرية وللابتزاز وسوء الخدمة و-أو سوء المتابعة التالية ما بعد العمليات الجراحية الكبرى والمعقدة...
أضف إلى هذا انعكاس المتغيرات السياسية والاجتماعية في الجو العام السائد على صحة الإنسان وقصور الوزارات المعنية بالرعاية الصحية، كوزارة الصحة والتربية والتجارة وغيرها. فقضية الصحة العامة تظل مسؤولية وطنية تتطلب تعزيز الوعي الحقوقي به وإدراك مخاطر إهماله أو افتقاد أحد أركانه. ونحن نذكّر هنا لا بسلامة الصحة البدنية حسب بل ما هو أخطر في الأجواء السائدة حيث الصحة ببعديها النفسي الاجتماعي. ولطالما أكدت الدراسات على أنّ ظواهر كثيرة مما يجري في العراق اليوم هي حال من التفاعل متبادل التأثير مع الصحة النفسية. نشير على سبيل المثال لا الحصر إلى اللجوء إلى العنف المفرط والسلوك الإجرامي وعلاقته بشيوع الأمراض النفسية الاجتماعية...
ولابد لنا من تأشير ظواهر القصور في الجهد التوعوي الثقافي والإعلامي من طرف وزارة التربية والتعليم بشأن دور الإدارة العامة للصحة المدرسية في التوعية الصحية بالشراكة مع وزارة الصحة وبشأن سلامة المياه بالمدارس ومعها كذلك وزارة البيئة ووزارات أخرى بشأن الفحص الدوري لعينات الطعام وتطبيق معايير الصحة العامة.. وتؤكد هذه المعالجة على ضرورة أن تلعب المنظمات الدولية المعنية دورها في الظرف العراقي المخصوص سداً لحالات نقص الغذاء سواء عند الطلبة الفقراء أم عند النازحين والمهجرين والفئات الهامشية الضعيفة باتساع وجودها.
إنّ هذه الإشارة بمساحة واسعة بمعالجتنا هنا لمشكلة الغذاء وتأثيرها في الشأن الصحي تعود لتفاقمها في ظل الظروف التي يشهدها العراق. كما تعود إلى حقيقة أن الوقاية خير من العلاج. وإلى تفاقم انتشار الأمراض المنقولة بسبب حالات التلوث المختلفة سواء منها البيولوجي (البكتريا والطفيليات وغيرهما) أم الكيميائي أم الإشعاعي. وعلى الرغم من عدم توافر إحصاءات رسمية وافية ومكتملة فإن نسب الأمراض المختلفة باتت مشهودة ومتفشية بانتشار جد مؤلم.
إنّ برنامج الغذاء العالمي يوزع سنويا على وفق آخر إحصاء أكثر من مليوني طن من الطعام في 75 دولة شاملاً نحو 80 مليون شخص. ولكن كم هي حصة ثلاثة مليون نازح اليوم في العراق؟ وهل رصدت الدولة العراقية قبل المنظمات الدولية معاناة هؤلاء ومعهم ملايين الفقراء؟ وما نسبة ما يستطيع كل هؤلاء توفيره في ظروف معيشية سيئة يعانون منها؟ وهل تمتلك الدولة إحصاءات صحية دقيقة لمواطنيها؟ هل تعرف حجم الإصابة بأمراض سرطانية نتيجة التلوث البيئي؟ هل تعرف حجم الإصابات الوبائية؟ وهل تدرك مخاطر الأمراض المعدية وحجم انتقالها؟ هل لديها إحصاء لحالات الإعاقة وطبيعة الرعاية التي تحتاجها؟ هل تعرف معنى ظروف السكن لمدد طويلة خارج المنزل الصحي المؤهل؟ هل رصد الأمراض التي استجدت نسب انتشارها في الظروف الراهنة؟ هل هناك فعليا رصدا للمؤسسات الصحية وما يجري فيها؟ وماذا اتخذت بهذا الخصوص؟ وما إجراءاتها ميدانياً فعلياً؟ وما الاستراتيجية التي اتخذتها؟ وهل تتابع الجهات البرلمانية رقابتها بخصوص صحة المواطن وسلامته؟ وماذا فعلت بالخصوص؟ وهل توجد دراسات أكاديمية بحثية وأخرى بمستوى التخطيط الاستراتيجي المؤمل؟ وهل ارتقى مستوى الوعي الحقوقي بقضية الصحة العامة والحق فيها إلى مستوى يتناسب وما يجابه المواطن من تهديد في صحته؟ وماذا فعلت كل الجهات الرسمية والحقوقية بهذا الشأن؟ ما هي المؤشرات المرصودة؟ ماذا فعلت الحركات الحزبية السياسية وما برامجها وماذا فعلت (إجرائياً) لا نظرياً بهذا الشأن؟؟؟
تلك أسئلة نطلقها بمناسبة يوم الصحة العالمي.. ولنقرأ عبرها وعبر أسئلة أخرى محايثة وضع المواطنة التي تتعرض قبل المواطن لانتهاكات خطيرة في سلامة صحتها! وأسوأ منها ما تتعرض له الطفولة من انتهاك صارخ في السلامة الصحية من مدخلات رياض أطفال غير كافية وغير مؤهلة ومبرمجة على وفق أمراض مجتمعية من قبيل انعكاسات تربوية ليس هذا موضع التفصيل به وحتى وصول الإنسان سنّ البلوغ. إن مجمل ضغوط العصر باتت أسوأ من معقدة وأسوأ من التوصيف بالمصطلحات التي تمتلكها معاجمنا اللغوية. ولا تفيها هذه القراءة الحقوقية العجلى.. ولكننا هنا:
ندق نواقيس المَهْلكة والكارثة المحدقة بعد أنْ قرعنا نواقيس الخطر لسنوات عجاف بلا صدى.. فهل من التفاتة من جميع المعنيين بلا استثناء لطرف في هذه القضية ذات الأولوية!!!؟



#تيسير_عبدالجبار_الآلوسي (هاشتاغ)       Tayseer_A._Al_Alousi#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الرسالة السنوية لمسرحيي العراق في اليوم العالمي للمسرح 2015
- عراقياً، ماذا قالت مؤشرات الفساد لعام 2014!؟
- أوهامٌ وتأثّراتٌ طائفية!؟
- حقوق العراقيات في اليوم العالمي للمرأة، ما زالت في مهب الريح ...
- متحف نينوى: جريمة التخريب والدلالة
- حول هجرة العقول العلمية خارج الوطن
- كرنفال الصحافة العراقية بدورته الثالثة ينعقد مجددا يومي 5-6 ...
- نداء من أجل المشاركة بوقفة التضامن مع النازحات والنازحين ببغ ...
- كلمة افتتاح احتفالية اليوم العراقي للمسرح في لاهاي
- الإحصاء والشفافية بين الحق والأداء وفرص اتخاذ القرار الأنجع
- من بوابة المسرح سنطلق مسيرة بناء الدولة المدنية ومؤسساتها في ...
- بِئْسَ ما تَخطُّهُ أقلامٌ حبرُها دماءُ الفقراء
- رسالة مفتوحة إلى مؤتمر مناهضة جرائم الإبادة والتطهير العرقي ...
- مخاطر جديدة تهدد بانهيار سد الموصل متسببة بكوارث مفتوحة بلا ...
- العيش في الماضي تغريب عن الواقع وانكفاء مرضي خطير النتائج
- في الشأن العام، علاقاتنا بالآخر ومواقفنا تجاهه لا يصح أن تحك ...
- بطاقة تحية للجيش العراقي تتطلع لبناء وطني يتسم بالنقاء والكف ...
- في يوم المثقف العراقي كلمة تحية للاحتفالية المنعقدة في مدينة ...
- في اليوم العالمي للغة العربية، تجديد النداء من أجل انتباهة ا ...
- في اليوم العالمي للمهاجرين تطلعات من أجل الأمن والأمان والتن ...


المزيد.....




- مصدر عراقي لـCNN: -انفجار ضخم- في قاعدة لـ-الحشد الشعبي-
- الدفاعات الجوية الروسية تسقط 5 مسيّرات أوكرانية في مقاطعة كو ...
- مسؤول أمريكي منتقدا إسرائيل: واشنطن مستاءة وبايدن لا يزال مخ ...
- انفجار ضخم يهز قاعدة عسكرية تستخدمها قوات الحشد الشعبي جنوبي ...
- هنية في تركيا لبحث تطورات الأوضاع في قطاع غزة مع أردوغان
- وسائل إعلام: الولايات المتحدة تنشر سرا صواريخ قادرة على تدمي ...
- عقوبات أمريكية على شركات صينية ومصنع بيلاروسي لدعم برنامج با ...
- وزير خارجية الأردن لـCNN: نتنياهو -أكثر المستفيدين- من التصع ...
- تقدم روسي بمحور دونيتسك.. وإقرار أمريكي بانهيار قوات كييف
- السلطات الأوكرانية: إصابة مواقع في ميناء -الجنوبي- قرب أوديس ...


المزيد.....

- الجِنْس خَارج الزَّواج (2/2) / عبد الرحمان النوضة
- الجِنْس خَارج الزَّواج (1/2) / عبد الرحمان النوضة
- دفتر النشاط الخاص بمتلازمة داون / محمد عبد الكريم يوسف
- الحكمة اليهودية لنجاح الأعمال (مقدمة) مقدمة الكتاب / محمد عبد الكريم يوسف
- الحكمة اليهودية لنجاح الأعمال (3) ، الطريق المتواضع و إخراج ... / محمد عبد الكريم يوسف
- ثمانون عاما بلا دواءٍ أو علاج / توفيق أبو شومر
- كأس من عصير الأيام ، الجزء الثالث / محمد عبد الكريم يوسف
- كأس من عصير الأيام الجزء الثاني / محمد عبد الكريم يوسف
- ثلاث مقاربات حول الرأسمالية والصحة النفسية / سعيد العليمى
- الشجرة الارجوانيّة / بتول الفارس


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحة والسلامة الجسدية والنفسية - تيسير عبدالجبار الآلوسي - الأمن الغذائي والرعاية الصحية التامة الكاملة واجب مجتمعي رسمي ذو أولوية استراتيجية عليا