أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عباس علي العلي - الشرطي عريف 14 ج1














المزيد.....

الشرطي عريف 14 ج1


عباس علي العلي
باحث في علم الأديان ومفكر يساري علماني

(Abbas Ali Al Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 4771 - 2015 / 4 / 8 - 09:48
المحور: الادب والفن
    


((14))-1

لم تنتهي شجارات حسنه مع زوجة حجي مسافر عند الحادثة القديمة, لا يمكن أن يجتمعا في مكان واحد دون أن يحدث الإحتكاك بينهما ,تعرف مسيرة أن زوجها متورط مع حسنة وأن لا مجال للإنتقام منه مباشرة لأن كل ما تملكه صار الآن بين يديه حتى الأرض التي ورثتها من أبيها وهي الوحيدة لهم سجلها باسمه ,لو فعلت ما يثيره قد تجد نفسها في الشارع مع سبع بنات لا يتردد الأب القاسي أن يضحي بهم من أجل المال ,إنه يعبد الدينار أكثر مما يعبد الله .
حاولت أم علي في حفل زواج أحد بنات المدينة أن تصلح بينهما ونجحت وأقسمت حسنه أنها سوف لن تتكلم مع مسيرة أو ترد عليها إكراما للحضور .... صدقت حسنة في نيتها ومسيرة ما زالت الغيرة والحقد يأكلنها شديدا من حسنه وإن تظاهرت بالصلح ,النساء عادة أكثر تقبلا للصلح إلا التي في قلبها جرح عميق من الصعب أن تجنح له .
إبريهي القصاب شقيق مسافر وأحد أبرز الأشرار في المدينة وبعد أن دخلا فاضل وفاخر السجن أصبح هو الكبير الذي يجب أن يسمعه الجميع ,برغم ماضيه الذي لا يسر ولا فيه نقطة مدعاة للفخر يتفاخر أمام الناس لو أن حسنه جربت أن تحتك به لذبحها هنا كنعجة وليعلق لحمها على شرفة محله وهو ليس بالخائف أو المتردد , كان يجاهر دوما أنه لا يخشاها لأنها لا تستطيع حتى النظر في عينه مباشرة ,يقول أنها حاولت معه كثيرا لم يشتريها بعقب سيجارة .
في يده اليمنى أثار حرق ظاهرة يقول أنها نتيجة إنسكاب زيت حار عليه وهو يشارك في الطبخ أيام اشوراء ,كثيرا ما يفتخر بهذه العلامة التي يمكن أن تشفع له عند الكثير عن ماضي كان فيه أنيس البعض من المنحرفين في سهراتهم الماجنة على شط النهر ,كان أبيضا في بشرته وعيون ملونة نادرا ما تجدها بين أهل المدينة ,هو وأخيه الأكبر حملهما أبوهما يوما ما إلى هذه المدينة ليكون أول من يرابي فيها ويبيع التبغ لسكانها أيام الحرب العالمية الثانية ,توفي الأب وبقي الإثنان بعدين من بعض بعد أن شاع إنحرافه الجنسي.
سمعت الحاجة أم علي كلامه في مرة من المرات وهي تعلم قضية الزيت الحار وتهجمه على حسنة في كل مناسبة ,نصحته أن يترك هذا الحديث لأنها تعلم تماما من سكب الزيت على يده ,:.
_لقد شاهدتك وأنت تمد يدك هذه على صدر حسنة, كنت غبيا حقا ومغفلا أكبر حين فعلت وضحكت بوجهك ودعتك للدخول معها للخيمة كي تريك شيئا ,صدقت وخرجت تولول كالأطفال .
_ليس صحيحا ما تقولين ,حدث هذا وأنا أطبخ في الموكب ..والكل يعرف ذلك .
_لو كنت صادقا أت بشاهد واحد يكذب ما رأت عيني .
_هناك ألف شاهد يعلم .
_أريد شاهد رأك وأنت في الموكب .
صمت إبريهي ولم يجب ذهبت الحاجة أم علي بعد أن قررت أن لا تعود للسوق مرة أخرى ,بقي الرجل شبه مذهول مما جرى له والبعض ينظر له ويتسأل عن تلك البطولات الخارقة التي يدعيها , أغلق المحل وما زال الصباح بأوله ,في هذه المدينة التي لا تنفك أن تنبش قبور أسرارها كل يوم هناك حكاية تشرق لوحدها لتفتح ملفات كلها وجع ,إنها لعبة الدومينو حين يسقط حجرها الأول تتهاوى الأحجار بالتوالي إلى أخر الصف .
ما كانت حسنة اسطورة بقدر ما كان مجتمعها أسطورة حين يحاول أن يعط مثالا للفضيلة ويريد من الأخرين أن يمنحوه صك البراءة وهو لا يمنح البراءة للبرئ أصلا ,مجتمع نشأ على مراعاة السلطة والتملق لها والإنحياز للقوي والسكوت عن مثالبه ولكن تثور ثائرته على الفقير والمسكين لو عمل أقل مما يعمله السادة وكبار أصحاب القوة وأهل التمكين ,غالبا هم الفقراء والمسحوقين من يقبل بقانون أعور لأنهم وحدهم من سيكون السيف المسلط على رقابهم حاضرا معهم وعليهم أن يصمتوا في كل حال .
الليلة حسب ما تعرف أم علي من تجربتها الطويلة والخاصة بها أو ما تعلمته من خالتها أم طالب ستكون الموعد النهائي الذي يرى فيه وليد عريف القادم من عالم الوحدة إلى بيئة الضجيج والصخب ,كل شيء يوحي أن الليلة ستكون المرتقبة وبعدها يمكن أن نناديه باللقب الذي يحب أبو جبار ,تركت أم علي دار عريف وذهبت لبيتها تتفقد ما تركته هناك لثلاث ليال مضت ,حاول أن يرافقها تمسكت به زوجته أن لا يتركها وأمها لم تصل بعد وأم كريم ذهبت لتراعي زوجها العم غانم لحين ساعة الولادة.



#عباس_علي_العلي (هاشتاغ)       Abbas_Ali_Al_Ali#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الشرطي عريف 14 ج2
- حروف بطعم الإنسان
- تراتيل أعظمية
- الشرطي عريف 13 ج1
- الشرطي عريف 13 ج2
- الشرطي عريف 12 ج1
- الشرطي عريف 12 ج2
- الشرطي عريف 11ج1
- الشرطي عريف 11 ج2
- الشرطي عريف 10 ج1
- الشرطي عريف10ج2
- نصوص صوفية بطعم الحرية
- الشرطي عريف 9 ج2
- الشرطي عريف 9 ج1
- الأدب والفن وعلم الأجتماع
- الشرطي عريف 8 ج1
- الشرطي عريف 8ج2
- ظاهرة التجدد الأجتماعي ومشكلة القيم.
- الشرطي عريف 7 ج1
- الشرطي عريف 7 ج2


المزيد.....




- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا
- فنان مصري يكشف سبب وفاة صلاح السعدني ولحظاته الأخيرة
- بنتُ السراب
- مصر.. دفن صلاح السعدني بجانب فنان مشهور عاهده بالبقاء في جوا ...
- -الضربة المصرية لداعش في ليبيا-.. الإعلان عن موعد عرض فيلم - ...
- أردوغان يشكك بالروايات الإسرائيلية والإيرانية والأمريكية لهج ...
- الموت يغيب الفنان المصري صلاح السعدني
- وفاة الفنان صلاح السعدني عن عمر يناهز الـ 81 عام ….تعرف على ...
- البروفيسور منير السعيداني: واجبنا بناء علوم اجتماعية جديدة ل ...
- الإعلان عن وفاة الفنان المصري صلاح السعدني بعد غياب طويل بسب ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عباس علي العلي - الشرطي عريف 14 ج1