أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد عبد المنعم عرفة - الإمام المجدد السيد محمد ماضي أبو العزائم.. سيرة وسريرة [3]















المزيد.....

الإمام المجدد السيد محمد ماضي أبو العزائم.. سيرة وسريرة [3]


محمد عبد المنعم عرفة

الحوار المتمدن-العدد: 4770 - 2015 / 4 / 7 - 20:20
المحور: الادب والفن
    


جهاده ضد المستعمر الإنجليزي في مصر
بدا للإمام أن العالم العربي والإِسلامي، قد تعرض من جديد لحرب صليبية تستهدف كيانه القومي وعقائده الدينية، فوقف مناديا بالجهاد تحت لواء الخلافة الإسلامية، فأقصاه الحاكم الإِنجليزي عن وظيفته في 1/8/1915 م لتحذيره المسلمين من الوقوع في حبائل الاستعمار، فاستقبل أمر الإِقصاء بصدر رحب، لأنه كان يجاهد في سبيل الله.

عاد الإمام إلى الوطن عالما لا يضن بعلمه على من هو في حاجة إليه، فهو معلم سجيته أن يعلم، وعلمه متاح لا لمن يسعى إلى طلبه فحسب بل إنه كان يسعى هو إلى من يتوسم أنهم في حاجة إليه، فكانت ساعاته موزعة بالقسطاس بين من يفدون إليه في مقره طلبا لعلمه وبين السعي في زيارات- حتى للمواقع النائية، إلى من يرى ببصيرته أنهم في حاجة إلى هذا العلم. فصار مقره في القاهرة كعبة يقصدها طلاب العلم، كما صارت النوادي الثقافية والمنتديات العلمية في كل مدن مصر والمساجد في كل مدينة أو قرية مزارا لـه تتضوع فيها أفكاره وعلومه، ومن ثم أصبح النشاط العزمي في مصر امتدادا للنشاط العزمي في السودان.

أمضى الفترة ما بين عامي 1915- 1917م بالمطاهرة بمحافظة المنيا. وبمجرد وصول الإمام إلى "المنيا" تحولت بلدة "المطاهرة" وما حولها إلى مدارس للإمام خرجت أعلام الوطنيين وأئمة المجاهدين الذين بدأت بهم الثورة الوطنية عام 1919م.
ومع أن إقامة الإمام كانت محددة في منزله بالمطاهرة إلا أنه كان يتجول في القرى والبلاد المجاورة وذلك عن طريق وساطة محبيه، فقد توسط رئيس الوزراء - وكان محبا وتلميذا للإمام منذ فترة طويلة- في تيسير انتشار الإمام في دائرة أوسع وهذا مما سيتيح فرصة أكبر للسلطة الإنجليزية بالبلاد في معرفة حركات ومخصصات ونوايا الإمام!! فوجد هذا الرأي استحسانا كبيرا. وأمام هذا التسهيل كان الإمام يجتمع برجال ثورة 1919م.

كان الإمام من ذوي النفوس الكبار، ومن شأن كبار النفوس هؤلاء أنهم يستعذبون الآلام لتحقيق الآمال، وقليل ما هم، ولكنهم وحدهم الذين دفعوا بالإنسانية قفزات إلى الأمام في طريق التطور إلى الحياة الأفضل.
وكان للإمام دور كبير في ثورة 1919 م فمطابعه التي كانت تطبع مؤلفاته العلمية حولها لطبع المنشورات ضد الاحتلال الإنجليزي لجمعية اليد السوداء التي كان يتعقبها الإنجليز في كل مكان، واعتقل الإمام وابنه الأكبر السيدأحمد ماضي أبو العزائم أكثر من مرة . كما وقف من جميع حكام مصر وزعمائها، موقف المعارض كلما لانت قناتهم لمفاوضة المستعمر الغاصب، فكان يوجه النصح في مجلاته وكتبه وفى الصحف لسعد زغلول ولغيره من زعماء الأحزاب، ليصرفهم عن مهادنة الإنجليز، مبينا لهم مغبة مساومة المستعمر على حقوق الأمة .
ومن البديهي أن يستنتج القارئ أن الاستعمار البريطاني في مصر كانت مناهضته هدفا استراتيجيا للإمام كما كان الحال في السودان..
أعيا الإنجليز أمره في السودان وفكروا في الخلاص منه، فكان جذوة تركها بين أبنائه الناشئين في ذلك القطر الشقيق، وجاء مصر فألهبها غيرة وحماسة في التفكير للخلاص من هذا الداء الوبيل والكابوس الثقيل حتى قامت الثورة فكان سعد زغلول علمها الظاهر وكان الإمام هو المحرك لأفراد الأمة إلى هذا العمل الباهر.

ومع تضافر الجهود الوطنية في مصر ضد الاحتلال قامت ثورة 1919م، وكان الإمام من أوائل الذين قبضت عليهم السلطات البريطانية وأودع السجن في محاولة منها لوأد هذه الثورة في مهدها، وكان معه ولده الأكبر السيد أحمد محمد ماضي أبو العزائم الذي كان ملازما لوالده ملازمة كاملة، ليس لـه طلب في الدنيا إلا أن يشارك أباه نضاله ويشد أزره وينظم لـه برامج تنقلاته ويرعى شئونه الشخصية وينشر دعوته ويردد عنه أفكاره ومبادئه فأصبح خليفته الأول بعد انتقاله إلى الرفيق الأعلى.

ومن كانت طبيعته العطاء فإن عطاءه لا يتوقف، ولذلك كان الإمام في السجن كما كان خارجه كالبحر الهادر، فلم يلبث إلا أن صار مجتمع السجن كله- مساجين وحراسا وضباطا- من أتباعه والمتحمسين لدعوته ومبادئه. وانتقلت أنباء النشاط العزمي إلى مسامع طغاة الاحتلال البريطاني، فذهب أحد طواغيتهم ليتحقق من واقع الأمور بنفسه، وكان هذا الطاغوت هو "رَسِل" باشا الذي كان يشغل حكمدار القاهرة ولكن نفوذه وسلطاته الغاشمة تتعدى حدود منصبه إلى جميع أنحاء القطر المصري بسائر مدنه ودساكره وقراه. فماذا رأي رسل باشا؟ لقد وصل إلى السجن وقت صلاة الظهر، فرأى أن جميع المسجونين ومعهم جميع جنود الحراسة بالسجن ومن بينهم ضباطهم قد اكتظ بهم الفناء الأكبر للسجن صفوفا يؤدون الصلاة خلف الإمام أبي العزائم الذي ختم الصلاة وانبرى إلى المأمومين يدعو بأن يخلص الله الوطن من الاستعمار اللعين وأعوانه، والمصلون من خلفه يؤمنون. وكان صوت الإمام يهدر بالدعاء عميقا جهوريا، وصوت المصلين بالتأمين يعلو ليصل إلى عنان السماء قويا راسخا ثابتا، مما جعل رسل باشا يرتعب وترتعد فرائصه مما أدى به إلى أن يكتشف أن هذا الإمام في سجنه يشكل خطورة أكبر من خطورته خارجه، فنفاه من السجن بأن أمر بالإفراج عنه مع ابنه فورا

قام بإصدار مجلة الفاتح من عام 1915م حتى 1920م.. وأمام هذه المسئولية الجديدة للإمام، طلب الأحباب أيضا نقل الإمام للإقامة في القاهرة عاصمة مصر. وفعلا تمت الإقامة الجديدة، وكان منزله تحت الرقابة الشديدة من قبل الإنجليز ورجال السلطة المصرية. وكان الإمام إذا عمل احتفالا دينيا لمناسبة معينة تتطلب تجمعات بشرية، فقد كانت القوات البريطانية تقوم بالتفتيش المستمر في هذا اليوم لجميع أنحاء المنزل بحثا عن وجود أسلحة أو منشورات أو أشخاص مشتبه فيهم أو خلافه.
وكان منزله بمصر كعبة وفود الأمم الإسلامية من مختلف الأجناس، ومحط أنظار سفراء الممالك الإسلامية وعظماء مصر ممن لم يحجبهم حجاب المعاصرة والمجانسة، فكان - ولا تأخذه في الحق لومة لائم- يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر أيا من كان.
في عام 1920 م أسس مجلة (المدينة المنورة)واستمرت لسنوات طوال -بعد انتقاله إلى جوار ربه- حاملة لواء العلم الصحيح.

بعد أن قررت الجمعية الوطنية بأنقرة في 2/ 3/ 1924 م إبعاد الخليفة عن تركيا، وتخليه عن الخلافة، ونظرا لتعدد أدعياء الخلافة فقد دعا الإمام إلى عقد مؤتمر عام بمكة سنة 1926 م تمثل فيه جميع الشعوب الإسلامية لعودة الخلافة، الأمر الذي أغضب الملك فؤاد، فجند جنوده وأنشأ جماعة أخرى للخلافة الإسلامية، وبذلك أصبحت هناك هيئتان للخلافة الإسلامية، إحداهما حكومية يرعاها الملك فؤاد، والأخرى شعبية برئاسة الإمام, وعندئذ أعلن بأن مصر دولة محتلة، وحكامها قد تربوا في أحضان الأجانب، ودانوا بفكرتهم، ومن ثم فلا يكون لهذا البلد في ظل الاستعمار, وفى ظل هذه الشرذمة من الحكام، أن يتصدر ملكها عرش الخلافة الإسلامية .

يتبع



#محمد_عبد_المنعم_عرفة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الإمام المجدد السيد محمد ماضي أبو العزائم.. سيرة وسريرة [2]
- الإمام المجدد السيد محمد ماضي أبو العزائم.. سيرة وسريرة [1]
- فن الإستمتاع بالحياة [2]
- فن الإستمتاع بالحياة [1]
- النقاب عادة لا عبادة وليس من الإسلام [2]
- النقاب عادة لا عبادة وليس من الإسلام [1]
- إضاءات ورؤوس أقلام حول مسألة (الشيعة والسنة) [1]
- حوار مع القاضي المستشار عبد الجواد ياسين صاحب كتاب (السلطة ف ...
- من الجيش الإلكتروني المصري إلى ضباط الشرطة والقوات المسلحة ب ...
- مقارنة بين جهاد الصوفية وجهاد الوهابية
- طيف المسيح وحذاء الطفل (خوزيه).. قصة قصيرة رائعة للرائع باول ...
- بطرس غالي: موازين القوى الدولية قد تغيرت.. وانتقلت من أوروبا ...


المزيد.....




- -نظرة إلى المستقبل-.. مشاركة روسية لافتة في مهرجان -بكين- ال ...
- فادي جودة شاعر فلسطيني أمريكي يفوز بجائزة جاكسون الشعرية لهذ ...
- انتهى قبل أن يبدأ.. كوينتن تارانتينو يتخلى عن فيلم -الناقد ا ...
- صورة فلسطينية تحتضن جثمان قريبتها في غزة تفوز بجائزة -مؤسسة ...
- الجزيرة للدراسات يخصص تقريره السنوي لرصد وتحليل تداعيات -طوف ...
- حصريا.. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 المبارك وجميع القنوات ال ...
- الجامعة الأمريكية بالقاهرة تطلق مهرجانها الثقافي الأول
- الأسبوع المقبل.. الجامعة العربية تستضيف الجلسة الافتتاحية لم ...
- الأربعاء الأحمر -عودة الروح وبث الحياة
- أرقامًا قياسية.. فيلم شباب البومب يحقق أقوى إفتتاحية لـ فيلم ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد عبد المنعم عرفة - الإمام المجدد السيد محمد ماضي أبو العزائم.. سيرة وسريرة [3]