أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رياض حسن محرم - دروس الماضى والتدخل فى اليمن















المزيد.....

دروس الماضى والتدخل فى اليمن


رياض حسن محرم

الحوار المتمدن-العدد: 4770 - 2015 / 4 / 7 - 20:07
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


رغم أن ظروف التدخل المصرى فى اليمن فى الستينيات تختلف جذريا عمّا يحدث الآن هناك، فهل نحن مضطرون الى المشاركة فى حرب برية باليمن؟ وما مقاييس المكسب والخسارة من التدخل أو رفضه؟..أسئلة كثيرة تدور فى الفضاء المصرى بين مؤيد يرى أنه يثق ثقة عمياء فى عمق وطنية القيادة السياسية وحسن تقديرها للأمور ولن تورط الوطن فى مغامرة غير محسوبة، ومعارض يرى الإستفادة من تجربتنا السابقة أو التقليل من مخاطر تلك الخطوة، ولكن كمعظم قضايا الوطن فإن ما يدور يتسم بصخب عال يحجب رؤية الحقيقة عارية، ولكن لنحاول أن نناقش الأمر بهدوء.
فى الستينات كانت حركة القومية العربية فى أوج زخمها، وكان لمصر الدور المحورى فى المنطقة فى رفع شعاراتها وفى دعم حركات التحرر الوطنى والنضال ضد الإستعمار والأحلاف الغربية، وانتشرت وقتها نكتة لها مغزاها عندما عرض فى دور السينما فيلم "ثورة على السفينة بونتى"، تقول النكته أن مصر أصدرت بيانا يؤيد الثورة ويعتبر أن أى إعتداء عليها هو إعتداء على مصر، عموما فإن إنحياز عبد الناصر الى قضية العدل الإجتماعى فى بداية الستينات وقيامه بإصدار القوانين الإشتراكية فى يوليو 1961 والتأميمات وإصداره القانون الثانى للإصلاح الزراعى مما دفع الأنظمة الرجعية العربية للهجوم الضارى عليه وهجاه الإمام أحمد حاكم اليمن فى قصيدة يقول فيها " وأخذ مال الناس بالإجرام..جريمة فى شرعة الإسلام" وإشتد الهجوم المضاد على مصر من الرأسمالية التجارية فى سوريا وقيامها بتدبير الإنفصال عن الجمهورية العربية المتحدة، وأدى ذلك الى وضع النظام المصرى فى موقع الدفاع، وجاءت الثورة اليمنية على الإمام البدر فى توقيت مهم وحساس جدا، وجدها عبد الناصر فرصة للعمل على رد الإعتبار لحركة القومية العربية وفرصة لحماية الثورة الوليدة ضد التخلف والرجعية فى اليمن والتأكيد على أن الثورة العربية ما زالت تحرز انتصارات وتقدم فى قلب الجزيرة العربية وكان التدخل المصرى فى بدايته محدودا ولكن تطور الأحداث والتدخل السعودى الأمريكى أدى الى مزيد من التورط فى تلك الحرب حتى وصل عدد الجيش المصرى باليمن الى 70 ألفا واستمرارالتدخل لمدة خمس سنوات.
جاء خطاب السيسى فى القوات المسلحة بعد إجتماع إستمر لست ساعات وما تلاه من إنعقاد مجلس الدفاع الوطنى وسفر رئيس الأركان الى السعودية ووزير الدفاع الى باكستان لتؤشر بشكل عملى ملموس على قطع خطوات حثيثة للتدخل البرى فى اليمن بعد ظهور مؤشرات عديدة على فشل الضربات الجوية فى تحقيق تقدم ملموس واستمرار تقدم الحوثيين وقوات صالح فى عدن وعدم قدرة اللجان الشعبية على صد ذلك الهجوم، لقد انفردت السعودية بالتجهيز لما يسمى بعاصفة الحزم بالتشاور فقط مع الولايات المتحدة التى باركت الهجوم ودعمته لمحاولة تقليم أظافر إيران بالمنطقة وحماية مصالحها النفطية فى الخليج وذلك بإسناد لوجيستى واستخباراتى، وقرار مشاركة مصر فى العملية البرية ليس إختيارا فإنه يجيئ على أرضية رد الجميل لدول الخليج وتخصيصا للسعودية على موقفها من ثورة 30 يونيو ودعمها المالى والنفطى لمصر "الذى ما زالت فى حاجة اليه" فى ظل تكتل غربى فى مواجهة ثورة يونيو، وفى نفس الوقت محاولة مصر للعب دور إقليمى فاعل إعتمادا على قوة جيشها.
لاشك أن ظروف الواقع مختلفة فالحوثيين اليوم ليسوا نظام الإمامة فى الستينات وحركة المد القومى حاليا فى تراجع كما أن الجيش المصرى يخوض حربا شرسة ضد التنظيمات الإرهابية فى سيناء ومهددا من الحدود الليبية كما أن بعض قطاعاته مشغولة بعملية التنمية والبناء فى قناة السويس وغيرها من المشاريع، وأى تدخل خارج الحدود فى منطقة بعيدة نسبيا محفوفا بالمخاطر مع الأخذ فى الإعتبار دروس الماضى المريرة وتعتبروجهة نظر تلك لها وجاهتها بما يعنى استدراج الجيش للمجهول، فى نفس الوقت فإن تخلى مصر عن المشاركة فى العملية لا يعنى فقط انقطاع الدعم الخليجى "الذى مازالت فى أمسّ الحاجة اليه" ولكن أيضا تفويت فرصة تاريخية فى الإلتحام القومى وعودة دور مصر التاريخى فى قيادة المنطقة، لقد كانت تكلفة حرب اليمن فى الماضى باهظة وتحملتها مصر من الألف للياء، لقد تحملت تكلفة بناء جسر جوى وبحرى يمتد لآلاف الكيلومترات لنقل الجنود والأسلحة والمعدات والتعيينات والمستشفيات العسكرية ومستودعات الوقود ومخازن الأدوية وتجهيزات المزارع التى أنشأتها لتلبية إحتياجات الجيش، ناهيك عن التكلفة الإضافية لإعادة بناء الدولة اليمنية (المدارس والمستشفيات والمساكن...الخ) كما كانت الميزانية المصرية ملزمة أيضا بالدفع بالأموال والذهب لشراء ولاء القبائل، أماّ ما قد يحدث من تدخل فى الحرب الحالية فسوف تتحمل نفقاته كاملا دول الخليج الغنية ولن تتحمل مصر أية أعباء مادية بل ربما تتحصل على بعض مكافآت إضافية كما حدث بعد مشاركتنا فى حرب تحرير الكويت، لعل أولها حديث أوباما مع السيسى عن الإفراج عن الطائرة اف 16 وعودة المساعدات العسكرية 1.3 بليون دولار لمصر.
واضح أن الحرب الجارية فى اليمن هى حرب بالوكالة بين القومية الفارسية المحتدمة منذ عام 1979 والقومية العربية "بالمعنى العرقى" بقيادة السعودية وإيران، وتتمة لحروب السنة والشيعة عبر التاريخ الاسلامى الذى لم تطو صفحته تماما ولكن أعيد فتحه بقوة منذ السبعينات وتصاعد وتمدد أفكار الوهابية والإسلام السياسى بالمنطقة والتى كانت الحرب العراقية الإيرانية أبرز تجليات ذلك الصراع الذى يعتمد على الإرث الدينى المتخلف فى معظم دول المنطقة وخاصة بعد ثورات الربيع العربى واستفادة ايران من الحضور الشيعى القوى فى بلدان الخليج وسوريا والعراق ومحاولة السعودية إجهاض تلك الثورات، بينما تقف الولايات المتحدة موقفا وسطا ولا تحول عينيها عن صراعها الخفى مع تنظيم القاعدة فى جنوب اليمن والرغبة فى تحريك الزيديين للإشتباك معه على الأرض فى وجود رئيس توافقى ضعيف "هادى" الذى لا يملك قاعدة شعبية ولا ظهير قبلى قوى وذيلى فى علاقته بالسعودية، كما أن التيار الإسلامى الممثل للإخوان "التجمع اليمنى للإصلاح" لم يظهر ندا قويا للحوثيين، علما بأن التدخل العسكرى باليمن يساعد فى تقوية الحوثيين باعتبارهم المعنيين بالدفاع عن التراب الوطنى.
إن المشاركة فى الحرب ليست سؤالا إختياريا بل أنه سؤال الوقت والضرورة وليس ترفا ولا خيارا للمفاضلة بين موقفين، فليس بأيدينا أن نقف متفرجين على الأحداث طالما نخطط للعب دور إقليمى فاعل، إن الحرب كما يقول كلاوزفيتز هى إمتداد للسياسة بوسائل أخرى، وبعد إنسداد أفق السياسة فى اليمن وتوسع وتمدد الحوثيين للسيطرة على كامل البلد فإنه من الضرورى القيام بعملية تكتيكية تجبرهم للعودة الى المفاوضات بشروط مختلفة.



#رياض_حسن_محرم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بهدوء..حول اتفاق المبادئ لسد النهضة
- حول نتائج الإنتخابات الإسرائيلية وتبخر وهم حل الدولتين
- قوانين الإستثمار ..تكريس للتبعية وانحياز للرأسمال الدولى
- بين تسلف الإخوان و تأخون السلفيين
- الحبل السرى بين الإخوان وداعش
- موقعة الحرة ..دواعش بنى أمية
- داعش ...والجذور المؤسسة
- الجماعات الإرهابية فى ليبيا .. الواقع والمآلات
- اليمن على شفير الصوملة
- الراسمالية المتوحشة.. وما بعد العولمة
- دولة الرفاه الإجتماعى
- حول 18 شهرا من حكم المجلس العسكرى
- تجاهل إضراب الحديد والصلب..جريمة
- الحركات اليسارية فى الخليج العربى
- ذكر ما جرى ل-ألان جريش- فى القاهرة
- هل تكون حلب بوابة الخروج من الأزمة فى سوريا
- صفقة -أوراسكوم- تكشف عمق علاقة النظام برجال الأعمال
- الحراك الثورى وإنسداد الأفق
- كوبانى وحزب العمال الكردستانى pkk--
- الصين..الإنتقال السلمى للرأسمالية


المزيد.....




- فيديو لرجل محاصر داخل سيارة مشتعلة.. شاهد كيف أنقذته قطعة صغ ...
- تصريحات بايدن المثيرة للجدل حول -أكلة لحوم البشر- تواجه انتق ...
- السعودية.. مقطع فيديو لشخص -يسيء للذات الإلهية- يثير غضبا وا ...
- الصين تحث الولايات المتحدة على وقف -التواطؤ العسكري- مع تايو ...
- بارجة حربية تابعة للتحالف الأمريكي تسقط صاروخا أطلقه الحوثيو ...
- شاهد.. طلاب جامعة كولومبيا يستقبلون رئيس مجلس النواب الأمريك ...
- دونيتسك.. فريق RT يرافق مروحيات قتالية
- مواجهات بين قوات التحالف الأميركي والحوثيين في البحر الأحمر ...
- قصف جوي استهدف شاحنة للمحروقات قرب بعلبك في شرق لبنان
- مسؤول بارز في -حماس-: مستعدون لإلقاء السلاح بحال إنشاء دولة ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رياض حسن محرم - دروس الماضى والتدخل فى اليمن