سلام إبراهيم
روائي
(Salam Ibrahim)
الحوار المتمدن-العدد: 4769 - 2015 / 4 / 6 - 16:55
المحور:
الادب والفن
الطيران الأخير
أصارع جسدي منذ أكثر من ستة أشهر. لدي عزم وقوة لكن يبدو أنه ينوي أن يخونني. لا بالمعنى الجسد والشيخوخة لكن بمعنى الحيوية. لم أستكن ما ان تعافيت قبل أيام معدودة حتى مارست رياضتي المفضلة السباحة كل يوم. لكن قبل يومين وجدتني متعبا أعرفك يا جسدي فلغتي معك دقيقة فأنت حامل روحي وأحلامي وما أصبو إليه وما أشتهيه
خلدت إلى الفراش منهكاً أحلم بمعاودة النشاط والكتابة فهذا سبب وجودي، نمت ليومين متعباً مجهدا ولا أعرف لم، فأدركت أن جسدي يكاد يخونني رغم فتوة مشاعري وكياني.
الليلة كنت قد نمت يومين متعبا
وأستيقظت ليلا والساعة جاوزت منتصف الليل وكان أحفادي في زيارة.
طردتني حفيدتي همسة إلى الصالة. كنت شبعان نوم فجلست حائراً في الصالة لا أعرف ما أفعل تعبان مهدد بنوبة مرض أخرى قلت مع نفسي لأسكر لأسكر قعمرت كأساً وشفطت نصف قنينة عرق دنمركي خاص يسمى كامل دانسك وخربشت روحي وجسدي بكلمات قد تعني شيئاً:
أيها الجسد
أعرف
أعرف
حملّتكَ فوق طاقتك
في سفر العمر
لهاثٌ في لهاثٍ
عدوت حتى حافة الهاوية
أعرف يا حامل روحي وراعيها
أنك تكاد تصمتْ غير أسفٍ
فقد قاتلت كل الوقت
منذ الطفولة والصبا والشبوب
حتى الكهولة وخريف العمر
قاتلت، قاومت
لكن أدرك
يا من تسهر
وأنا أكتب عنك
أن الرحلة على وشك النهاية
كسندباد عاد إلى مراتع الطفولة
وهو لم يزل يحلم
بالطبران الأخير
#سلام_إبراهيم (هاشتاغ)
Salam_Ibrahim#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟