أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عباس علي العلي - الشرطي عريف 13 ج1














المزيد.....

الشرطي عريف 13 ج1


عباس علي العلي
باحث في علم الأديان ومفكر يساري علماني

(Abbas Ali Al Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 4769 - 2015 / 4 / 6 - 12:53
المحور: الادب والفن
    


((13))
عريف لا يعرف ماذا حدث في القضاء لولا مكالمة المعاون مع مأمور المركز التي يطلب فيها أن يعود لعمله السابق ,من الغد حزم الحقائب وحمل البريد مسرعا يريد أن يعرف ما صار وما هو صائر ,الغريب أنه وجد فتنة هناك قرب غرفة وكيل المدير ومعها هادي مكبل بقيد الشرطة(كلبجة) ,لا يمكن أن يكون هؤلاء هم من أرتكب الجريمة أبدا ,قد تكون أم رزاق قد خاصمتها أمه في تلك الليلة التي وجدته نائما في حضنها ,لكن المؤكد أنها أجبن وأقل من أن تفعل مثل ذلك أبدا .
هادي ذلك الريفي الذي يخشى أن يتزوج حتى لا يضع أحدا ما عينيه على زوجته وظل عازبا ,ليس بهذه الوحشية حتى يفعلها ,لابد أن شيئا أخر هو من جاء بهما إلى هنا ,هادي أسم على مسمى شاب أسمر مسكين علامات الفطرة والهدوء تسود ملامج وجهه بسيط في كل شيء لا يعدو أن يكون مجرد شكل إنسان زرعت فيه كل الخصال التي توحي أنه وديع أكثر من حمل صغير في مزرعة خراف يتعلم قضم الحشائش وهو مرتبك لا يفرق بين النافع والضار.
عندما دخل إلى غرفة المدير وفي محياه ألف علامة أستفهام أدى التحية ولسانه يحاول أن يسبقه للسؤال بادره الضابط :.
_لا تتعجل في إصدار الأحكام فليس ما رأيته هو كل الحقيقة ,أنت رأيت الظل فقط أما الفاعل فما زال بعيدا نحن نسير في طريق أوله مجهول لكننا سنصل حتما .
_سيدي ولكن لا أستطيع أن أستوعب ما يجري .
_مع قليل من الصبر ستفهم كل شيء .
_أعرف سيدي أنك أكبر في كل شيء مني ولكن ما لا يمكن أن أفهمه أن يكون هادي موقوفا هكذا ,إنه أكثر من طيب وأشد من مسكين لا يفعل ولن يفعل ما يؤذي نمله .
_نعم وهو كذلك ,هادي ليس له علاقة بقضية والدتك أنه مذنب في قضية أخرى لو تم تسليط الضوء على أحداثها قد نعرف من فعل تلك الجريمة التي أفقدتك أمك.
_لا أعرف يا سيدي وحتى فتنه هذه جبانه تخاف من قطة لا يمكنها أن تكون بالوحشية التي تمت .
_فتنة شاهدة فقط لقضية أخرى .
_للحظة كدت أنهار وأنى أرى هؤلاء أمامي وقد ظننت أنهم مجرمين ولو أنني تمنيت أن لا يكونوا كذلك أبدا , وحتى لو كانوا فعلا لديهم صلة فلا أظن أنني أستطيع مخاصمتهم.
حمل البريد وحمل رسالة شخصية من الضابط إلى رئيس عرفاء محمد وعاد للناحية وهو في حيره ,هل يصدق الضابط الذي لم يكذب عليه مذ عرفه ,هل يكذب بعض ظنونه ووساوسه التي ولدت صباحا وهو يرى بعينه منظرا كاد أن يفزع منه ,يا ترى ما جمع فتنه مع هادي هنا ,أسئلة وأخرى أطاحت بأستقراره الهش نفسيا ,وما من مفسر لهذه الأضغات إلا حاج محمد ,سيكون من العقل والحكمة أن أسمع منه ما فهم من رسالة الضابط .
شرطي أول هادي قبل سنتين من الآن جاء نقلا من أحدى النواحي لمديرية شرطة القضاء ,بهدوءه وطيبة القلب المرتسمه على الوجه وصمته الدائم أختاره المدير السابق ليكون مرافقه ومراسله والحارس الشخصي له ,أخضعه لكثير من الأختبارات فوجده صم بكم عمي فهم لا ينطقون ,كان رجلا محل ثقة في كل شيء لا يخشى رئيسه من أن يفعل أي شيء أمامه ,في بيت المدير كانت هناك خادمة فقيرة تعمل في التنظيف والطبخ غرقت قبل فترة في النهر وهي في طريقها إلى أهلها ,كان الحدث ليلا ...
لم تعد الفتاة في تلك الليلة وظل البحث عنها مستمرا مع إنشغال الشرطة وكافة أجهزة الدولة والمواطنين في محاولة السيطرة على فيضان النهر في أذار ,النهر الذي عربد في تلك السنة وغضب لم يترك الناس في حالها ,الكل خائف ويخشى حدوث ما لا يحمد عقباه ,جرى البحث طول الليل عن الفتاة بين الأقرباء والمعارف مع تأكيد الكثير من الشهود أنهم شاهدوها تمشي نحو الجسر للعبور للضفة الأخرى حيث تسكن عائلتها عند أطراف المدينة .
الوحيد الذي عرف بما كانت تفكر هذه المسكينة حينما علمت أنها أمام مشروع موت محتم ,كانت تحلم يوميا أن السكين تقترب من عنقها ,أراد أن ينقذها هادي ولكنها رفضت أن يكون ثمن نجاتها هو لأنها تدرك أنها ستكون وهو مجرد عبيد ... حتى جاء خبر من أقصى جنوب المدينة وجدوها طائفة على وجه الماء ملفوفة بعبائتها ,بالتأكيد هي التي تم أنتشالها ودفنها على أنها ضحية غضب النهر وزمجرته .



#عباس_علي_العلي (هاشتاغ)       Abbas_Ali_Al_Ali#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الشرطي عريف 13 ج2
- الشرطي عريف 12 ج1
- الشرطي عريف 12 ج2
- الشرطي عريف 11ج1
- الشرطي عريف 11 ج2
- الشرطي عريف 10 ج1
- الشرطي عريف10ج2
- نصوص صوفية بطعم الحرية
- الشرطي عريف 9 ج2
- الشرطي عريف 9 ج1
- الأدب والفن وعلم الأجتماع
- الشرطي عريف 8 ج1
- الشرطي عريف 8ج2
- ظاهرة التجدد الأجتماعي ومشكلة القيم.
- الشرطي عريف 7 ج1
- الشرطي عريف 7 ج2
- الشرطي عريف 6 ج1
- الشرطي عريف 6 ج2
- الشرطي عريف 5 ج1
- الشرطي عريف 5 ج2


المزيد.....




- أحمد عز ومحمد إمام.. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 وأفضل الأعم ...
- تيلور سويفت تفاجئ الجمهور بألبومها الجديد
- هتستمتع بمسلسلات و أفلام و برامج هتخليك تنبسط من أول ما تشوف ...
- وفاة الفنان المصري المعروف صلاح السعدني عن عمر ناهز 81 عاما ...
- تعدد الروايات حول ما حدث في أصفهان
- انطلاق الدورة الـ38 لمعرض تونس الدولي للكتاب
- الثقافة الفلسطينية: 32 مؤسسة ثقافية تضررت جزئيا أو كليا في ح ...
- في وداع صلاح السعدني.. فنانون ينعون عمدة الدراما المصرية
- وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز ...
- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عباس علي العلي - الشرطي عريف 13 ج1