أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - راسم عبيدات - مخيم اليرموك ....مأساة انسانية وسياسية ذات أبعاد استراتيجية















المزيد.....

مخيم اليرموك ....مأساة انسانية وسياسية ذات أبعاد استراتيجية


راسم عبيدات

الحوار المتمدن-العدد: 4769 - 2015 / 4 / 6 - 00:25
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


مخيم اليرموك .....مأساة إنسانية وسياسية ذات أبعاد إستراتيجية

راسم عبيدات
عصابات تبيع مواقفها لبعضها البعض،وإن إختلفت الأسماء والمسميات هي ماركات لنفس المنتوج والمصنع،تبدلها فقط يجري وفق المصلحة والمهمة المطلوبة منها من قبل المشغل والممول،تارة تكون داعش مطلوبة وتارة اخرى تصبح النصرة او اكناف بيت المقدس او جند الشام او جند الإسلام او القاعدة،او السلفية الجهادية او انصار بيت المقدس،عصابات يجري توظيفها وفق الحاجة والهدف،ومن يستنفذ دوره منها،أو تخرج عن إطار سيطرة سيدها المشغل،تعلن الحرب عليها ويجري شيطنتها....القاعدة مطلوب رأسها في اليمن ومصنفة كحركة او جماعة إرهابية من قبل أمريكا والغرب الإستعماري قبل سيطرة الحوثيين على اليمن،حيث جرى قصف قواعدها من قبل امريكا اكثر من مرة،ولكن بعد سيطرة الحوثيين على اليمن،اصبح التحالف مطلوباً معها من اجل محاربة الحوثيين،وكذلك داعش مطلوب محاربتها في العراق،ولكن التغاضي عن انشطتها في الشام....عصابات للبيع والأجرة والإستخدام،ليس لها علاقة بالدين من قرب او بعيد ولا بالقيم ولا الأخلاق والمبادىء ولا المشاريع السياسية،عصابات تمارس جرائم القتل من اجل القتل،تقتل،تنهب، تدمر، تفجر الأماكن الدينية وتدمر المواقع الأثرية والحضارية،تغتصب وتسبي النساء وتبيعهن أيضاً في أسواق النخاسة،تهجر طوائف بأكملها،كما هو حاصل مع المسيحيين العرب في سوريا والعراق واليزيديين العرب في العراق.
ما يجري في مخيم اليرموك،وما تقوم به العصابات التكفيرية والظلامية الإرهابية على مختلف مسمياتها "داعش" و"نصرة" من عمليات ترويع وقتل وحشي لسكان المخيم،ليس بمعزل عن المخطط المستهدف لسوريا شعباً وجيشاً ودولة وقيادة وجغرافيا واقتصاداً وموقفأ...فهذا المخطط والمشروع يحمل أبعاداً استراتيجية لسوريا ولفلسطين وكل الأمة العربية،مشروع يستهدف فكفكة الجغرافيا العربية واعادة تركيبها من جديد على أسس مذهبية وطائفية،وعلى اساس الثروات،من اجل خلق كيانات إجتماعية هشة فاقدة لإرادتها وقرارها السياسي،ومرتبطة اقتصاديا بمركز الرأسمال العالمي،ومسيطر عليها من قبل دولة الإحتلال الإسرائيلي،كدولة متسيدة ومسيطرة في المنطقة بالقوة والتفوق العسكري.
تدمير مخيم اليرموك،قتل وتشريد سكانه من قبل تلك العصابات المجرمة يحمل اكثر من رسالة خطيرة وذات بعد إستراتيجي،في أولها واخطرها تصفية قضية اللاجئين الفلسطينيين،والغاء الدور التاريخي والوطني والرمزي للمخيم،فاليرموك هو الأكبر جغرافياً،وهو عاصمة اللجوء الفلسطيني،ورمز كفاحه ونضاله،وتمسك أهله بحق العودة،وشاهد على مأساة شعبنا وجرائم الإحتلال الصهيوني بحقه.
ولتحقيق هذا الهدف عملت تلك العصابات ومشغليها ومموليها على إخراج الفلسطينيين في سوريا وبالذات،أهل اليرموك عن حيادهم في الحرب الدائرة على سوريا،وزجهم في الصراع هناك نصرة لهذا الطرف او ذاك،حتى يكون هناك مشروعية لقتلهم وطردهم وتهجيرهم في رحلة لجوء جديدة،بحيث يجري توطينهم في الأماكن التي يهجرون او يهربون اليها،بالإضافة الى إحداث شرخ وخلخلة في العلاقة بين القوى الفلسطينية والدولة السورية المضيفة والحاضنة لشعبنا وثورتنا،وكذلك من أجل شق وحدة الموقف الفلسطيني،فرغم تاكيد منظمة التحرير على عدم التدخل في الشأن السوري،ومناصرة طرف على آخر،وتفهم القيادة السورية للموقف الفلسطيني،والأهداف الخبيثة لدفع الفلسطينيين لكي يكونوا جزءا من هذا الصراع،وجدنا بان بعض الأطراف الفلسطينية،عبثت بالمحددات والموقف الوطني الفلسطيني،ووظفت اجنداتها الخاصة لخدمة اهداف،ليست فلسطينية ولا وطنية،بحيث اصبحت شريكة في المؤامرة على المخيم،وما يدبر بحق سكانه،فمن سهل دخول عصابات "داعش" و"النصرة" للمخيم يجب أن يراجع موقفه هذه،ويجب ان يكون هناك إلتزام بالموقف الوطني،وعلى كل القوى الفلسطينية مجتمعة وعلى اختلاف انتماءاتها السياسية ومشاربها الفكرية،خوض معركة تحرير المخيم من تلك العصابات المجرمة،مهما ترتب على ذلك من نتائج،فمنع تصفية قضية اللاجئين،ومنع تشرد شعبنا في رحلة تيه جديدة،تتحملها كل فصائلنا في سوريا،وتتحملها منظمة التحرير الفلسطينية والسلطة الفلسطينية،ولا يحق لأي طرف فلسطيني،ان يغلب مصالحه الخاصة على الموقف الوطني الفلسطيني العام،ومن يفعل ذلك يكون شريكاً في الجريمة،جريمة الطرد والتهجير والتصفية.
الصوت الفلسطيني في كل أماكن شعبنا في الداخل والخارج والشتات ،يجب أن يرتفع عالياً وبشكل موحد،من اجل إنقاذ مخيم اليرموك ومخيمات شعبنا،مما يتعرضن له من عمليات حصار وتجويع وترويع وتشريد وقتل،ويجب على الدول العربية التي شكلت ما يسمى بالقوة العسكرية العربية للدفاع عن الأمن القومي العربي،والتي مارست اولى "بطولاتها" على فقراء اليمن،ان تعمل على توفير الأمن والحماية لمخيمات شعبنا في سوريا،حيث أن مخيماتنا وشعبنا ضيوف على الحكومة السورية،التي وفرت لنا ولشعبنا ولثورتنا كل مقومات الحياة الكريمة والدعم والمساندة،ولكن في ظل الحرب الإجرامية التي تشن على الدولة السورية،وعدم قدرتها على توفير الحماية والأم لمخيماتنا،وجب على الدول العربية،وبالذات التي ترتبط بعلاقات قوية وتشغيلية وممولة للعصابات التي اقتحمت مخيم اليرموك وسيطرت عليه،ان تطلب منها إخلاء المخيم وتركه وشانه.وكذلك على المؤسسات الدولية،وفي المقدمة منها وكالة غوث وتشغيل اللاجئين "الأونروا" أن تتحمل مسؤولياتها تجاه شعبنا هناك،فهي المسؤولية عن رعاية اللاجئين،والمأساة التي حصلت لهم بفعل النكبة.
وكذلك على الصليب الأحمر الدولي،العمل على توفير ممرات آمنه لإخراج الشهداء والجرحى والمصابين من المخيم،وتحديد طرق آمنه لإدخال المواد الغذائية والتموينية والطبية للمخيم.
نحن ندرك جيداً في زمن الردة والإنهيار العربي،بأن القضية الفلسطينية لم تعد قضية العرب الأولى،وندرك أيضاً بأن هناك من يريدون التخلص من هذا "الكابوس" الذي يؤرق مضاجعهم ليل نهار،ويمنون النفس لو أن زلزالاً او كارثة تحدث وتبتلع فلسطين مع اهلها،وليس هذا فحسب،فهناك من يعملون منهم بالتنسيق مع العدو والقوى الإستعمارية على تصفية قضية شعبنا،والتخلص من قضية حق العودة،من خلال مشاريع سياسية مشبوهة وتصفوية،وبدلاً من ان يكونوا عوناً للفلسطينيين لتحقيق آمالهم بالعودة وتقرير المصير والدولة المستقلة يتآمرون عليهم.
إن ما يتعرض له مخيم اليرموك من قبل عصابات داعش والنصرة وغيرها من العصابات المجرمة ومن معهم يخدم الاحتلال الصهيوني بهدف انهاء مخيمات اللاجئين الفلسطينيين وتوطينهم حيث يوجدون أو تشتيتهم في جهات الأرض الأربع،من أجل تشتيت قواهم وتمييع مطالبتهم بحق العودة.

القدس المحتلة – فلسطين
5/4/2015
0524533879
[email protected]



#راسم_عبيدات (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من لوزان.....ايران تنتصر
- مقابل النووي الإيراني....جوائز ترضية أمريكية للسعودية واسرائ ...
- ما الجديد في القمم العربية ..؟؟
- -عاصفة الحزم- السعودية تورط غير محسوب النتائج
- غزة ما بين المصالحة والإنفصال
- وعود اوباما مجدداً للفلسطينيين شيكات بدون رصيد
- ما الذي يجري....غزة في خطر...؟؟؟
- ليبرمان :- الموت لعرب الداخل بالفؤوس...والإعدامات للأسرى
- لماذا زيارة ناصر جوده لطهران الان...؟؟
- نتنياهو حاكماً -فعلياً- للولايات المتحدة الأمريكية
- الجهاد الإسلامي ....حاضرة في الأزمات
- من المسؤول عن تدمير الدولة القومية وضياع الهوية..؟؟
- مصر....السعودية ونهاية شهر العسل
- غزة ....برميل بارد سينفجر
- لماذا كل هذا الإجرام والقتل الوحشي ..؟؟
- لماذا عملية شهداء القنيطرة ..؟؟
- الأردن و -داعش-
- إسقاط الطائرة الأردنية وحرق الطيار الأردني مخطط مدروس
- هل حسمت حماس تأرجحها..؟؟
- عقلية واحدة حرقت الشهيدين أبو خضير والكساسبة


المزيد.....




- كاميرا مراقبة ترصد لحظة اختناق طفل.. شاهد رد فعل موظفة مطعم ...
- أردوغان وهنية يلتقيان في تركيا السبت.. والأول يُعلق: ما سنتح ...
- صحة غزة تعلن حصيلة جديدة لضحايا القصف الإسرائيلي
- الدفاع الروسية تكشف خسائر أوكرانيا خلال آخر أسبوع للعملية ال ...
- بعد أن قالت إن إسرائيل ترتكب إبادة جماعية في غزة.. أستاذة جا ...
- واشنطن تؤكد: لا دولة فلسطينية إلا بمفاوضات مباشرة مع إسرائيل ...
- بينس: لن أؤيد ترامب وبالتأكيد لن أصوت لبايدن (فيديو)
- أهالي رفح والنازحون إليها: نناشد العالم حماية المدنيين في أك ...
- جامعة كولومبيا تفصل ابنة النائبة الأمريكية إلهان عمر
- مجموعة السبع تستنكر -العدد غير المقبول من المدنيين- الذين قت ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - راسم عبيدات - مخيم اليرموك ....مأساة انسانية وسياسية ذات أبعاد استراتيجية