أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارشيف الماركسي - ميساء الوسلاتي - تزييف مفاهيم ماركس














المزيد.....

تزييف مفاهيم ماركس


ميساء الوسلاتي

الحوار المتمدن-العدد: 4768 - 2015 / 4 / 5 - 19:43
المحور: الارشيف الماركسي
    


ان من سخريات التاريخ الغريبة ان عصرنا الحالي عاجز عن الاقتراب من مصداقية المصادر و لا تتوفر احكام تمنع
اساءة و تشويه النظريات واكبر دليل لهذه الظاهرة الخطيرة ما حصل لنظرية كارل ماركس في العقود الماضية فبالرغم من خطابات رجال السياسة و الصحافة و علماء الاجتماع المحترفين الا ان هؤولاء لم يتكبدوا العناء لالقاء نظرة لكتاباته و ان مدرسي علم الاجتماع مكتفون بمعرفة ما يحلوا لهم عن ماركس فمن الواضح انهم يشعرون بالامان عندما يتصرفون كخبراء في هذا الحقل دون سلطة مراقبة و مكانة في امبراطورية البحث الاجتماعي الاذي يخول التحدي و يمنح حق الرد على بياناتهم الجاهلة .ان تصورات ماركس قد تعرضت لعملية اساءة جسيمة .فيكفي بادئ ذي بدء اتهماتهم لماديته فهو في نضرهم معاد للنزعات الروحية و ميوله للاتجاهات الاخضاعية و الاتساقية و هي بطبيعة الحال صورة زائفة كليا .ان هدف ماركس متمثل في الانعتاق الروحي لانسان و تحريره من القيود الاقتصادية لاعادة بنائه في كليته الانسانية ولتمكينه من ايجاد الوحدة و التوافق مع اقرانه من البشر و مع الطبيعة . ان هذة الصورة بلا شك ستصدم الكثير من القراءلعدم توافقها مع تصوراتهم المتكونة عن فكره واريد اولا تاكيد المفارقة المتمثلة في حقيقة ان الوصف الذي اعطي سابقا لهدفماركس و نظرته الاشتراكية يلائم حقيقة المجنمع الراسمالي المعاصر . انا اغلبية
الناس محكومة بعامل الرغبة في الكسب المادي و السعي للراحة و امتلاك الادوات حيث لا يحد هذه النزعة سوى الميل للامن و اجتناب المخاطر.لقد امسوا راضين و بشكل متزايد بالحياة التي نظمتها و عالجتها ببراعة الدولة و الشركات الكبرى و بيروقراطيتها المحترمة على صعيد الانتاج والاستهلاك.
. كما انهم وصلوا الى درجة من الامتثال الذي استطاع امتصاص فرديتهم بشكل ملحوظ انهم حسب مصطلح ماركس "بشر سلعيون" عاجزون و واقعون تحت سيطرة الالات.ان الصورة الرئيسية لرأسمالية القرن الحالي هي مختلفة عن الشكل الكاريكاتوري للاشتراكية الذي يقدمها خصومها و نتعها بلاالواقعية .ان الهدف الرئيسي لماركس هو تمكين انعتاق الانسان كفرد و تحريره من القيود الاقتصادية القاسية فلقد كان راس المال قاسيا منذ التاريخ و هوبقدر ما يتسع له العلم و التجربة يزداد رسوخاو امنا على مستقبله في تسخير العمال بصورة جعلتهم على الدوام في حاجة اليه لتسديد معاشهم و هو لا يعطيهم من ذلك الا قليلا فمهما كانت الوسائل التي وظفت لتلطيف وقع الشر فانه بطبعه انتج شرا وكما يقول الطاهر الحداد في انتقاده للنظام الراسمالي "الشر لا يلد الا الشر" فقد انغمست الانسانية في رذائل الكذب و النفاق ووضع الدسائس و اللصوصية حيث وضعت الدساتير لاحترام حرية القول و العمل بحدود مضبوطة ووضعوا في نظام الانتخابات ما يكفل حماية النظامات المالية بل حماية تعديها على غيرها . والسؤال يطرح نفسه في هذا السياق اذا كيف امكن اساءة فهم فلسفة ماركس و تحريفها ؟ ان من اهم الاسباب اولها و اكثرها بروزا الجهل حيث ان المعاهد و البرامج التعليمية تفتقر للبحث بل هي حرة حيث يمكن لاي شخص ان يتحدثوا يكتب و ينسب كلاما كما يشاء طالما انه لا يوجد سلطات صارمة و مشرفة لتراقب عملية التقيد بالحقائق و احترامها.



#ميساء_الوسلاتي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295


المزيد.....




- طريق الشعب.. الفلاح العراقي وعيده الاغر
- تراجع 2000 جنيه.. سعر الارز اليوم الثلاثاء 16 أبريل 2024 في ...
- عيدنا بانتصار المقاومة.. ومازال الحراك الشعبي الأردني مستمرً ...
- قول في الثقافة والمثقف
- النسخة الإليكترونية من جريدة النهج الديمقراطي العدد 550
- بيان اللجنة المركزية لحزب النهج الديمقراطي العمالي
- نظرة مختلفة للشيوعية: حديث مع الخبير الاقتصادي الياباني سايت ...
- هكذا علقت الفصائل الفلسطينية في لبنان على مهاجمة إيران إسرائ ...
- طريق الشعب.. تحديات جمة.. والحل بالتخلي عن المحاصصة
- عز الدين أباسيدي// معركة الفلاحين -منطقة صفرو-الواثة: انقلاب ...


المزيد.....

- تحليل كلارا زيتكن للفاشية (نص الخطاب)* / رشيد غويلب
- مَفْهُومُ الصِراعِ فِي الفسلفة المارْكِسِيَّةِ: إِضاءَةِ نَق ... / علي أسعد وطفة
- من أجل ثقافة جماهيرية بديلة 5 :ماركس في عيون لينين / عبدالرحيم قروي
- علم الاجتماع الماركسي: من المادية الجدلية إلى المادية التاري ... / علي أسعد وطفة
- إجتماع تأبيني عمالي في الولايات المتحدة حدادًا على كارل مارك ... / دلير زنكنة
- عاشت غرّة ماي / جوزيف ستالين
- ثلاثة مفاهيم للثورة / ليون تروتسكي
- النقد الموسَّع لنظرية نمط الإنتاج / محمد عادل زكى
- تحديث.تقرير الوفد السيبيري(1903) ليون تروتسكى / عبدالرؤوف بطيخ
- تقرير الوفد السيبيري(1903) ليون تروتسكى / عبدالرؤوف بطيخ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارشيف الماركسي - ميساء الوسلاتي - تزييف مفاهيم ماركس