أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - جلال خشيب - تْشَانَكالا درسٌ من التاريخ.. أما آن لنا أن نستنشق عبق النصر من جديد؟














المزيد.....

تْشَانَكالا درسٌ من التاريخ.. أما آن لنا أن نستنشق عبق النصر من جديد؟


جلال خشيب

الحوار المتمدن-العدد: 4768 - 2015 / 4 / 5 - 03:27
المحور: السياسة والعلاقات الدولية
    




عقد اليوم مؤتمر الشباب الإسلامي للحوار والتعاون دورته الثانية بإسطنبول بعدما احتضنت ماليزيا دورته الأولى وتمّ اختيار ودعوة مجموعة من الطلبة الأجانب في اسطنبول كان لنا فرصة الحضور بينهم.. وقد تمّ استدعاء البروفسور كهرمان شاكور أستاذ الدرسات التاريخية بجامعة اسطنبول شهير خريج جامعة بوغازيتجي العريقة باسطنبول وكذا جامعة جورج تاون الأمريكية والمتخصص في التاريخ العثماني ليقدّم مداخلة حول معركة غاليبولي الشهيرة أو شنق قعلة (تشاناكالا) في ذكراها المئوية حيث استفاض البروفيسور في الحديث عن الأهمية التاريخية لهذه المعركة بالنسبة للأتراك كما ركز على بعض جوانب البعد الانساني الذي رافق هذه المعركة.. فكما هو معروف تاريخيا تُعد معركة تشناكالا 1915 احدى أهم انتصارات الامبراطورية العثمانية أثناء الحرب العالمية الأولى، اذ تصدّى الجيش العثماني ببسالة فائقة لقوات التحالف الغربية التّي ضمّت كل من بريطانيا، فرنسا، استراليا ونيوزيلاندا.. وجائت هذه المعركة اثر اشتداد الضغط على الجبهة الروسية بعد توغّل الأمان هناك الأمر الذّي دفع بحلفاء روسيا الغربيين إلى محاولة تخفيف الضغط على الروس عبر ارسال سفنها الحربية من البحر المتوسط محاولة اختراق مضيق الدردنيل، بحر مرمرة فمضيق البوسفور لتصل إلى البحر الأسود بعد أن تُسقط عاصمة الخلافة الإسلامية إسطنبول لتقدمها في النهاية كهدية ثمينة للقصير الروسي تشجيعا له على مواصلة القتال والصمود في وجه الأمان.. اعتقد الحلفاء حينها بإمكانية تجسيد الخطة ببساطة والدخول إلى اسطنبول في ظرف وجيز كما وعد قائد الحملة البريطاني وراسل قادته في لندن أنّه سيشرب الشاي منتصرا في اسطنبول بعد حوالي 15 يوما إلاّ أنّ بسالة القوات العثمانية حالت دون ذلك ودُحر الحلفاء دحرا في ملحمة عسكرية يشهد لها التاريخ.. لقد امتزجت في هذه المعركة دماء المسلمين معا من أتراك وعرب تحت رايات الجهاد حينما كان الهدف واحدا والعدو واحدا والرؤية موحدّة في معركة كانت آخر معارك الوحدة الإسلامية على ما أظن.. للأسف أقولها مرتين.. للأسف لم يركز البروفيسور كهرمان على هذه الجزئية ليفصل أبعادها وآمالاها بالنسبة لكل المسلمين بل ولم يلتفت إليها قط وراح يجول بنا في سرد مطوّل للعلاقات التركية الأسترالية بعد المعركة، فقد قاتل الاستراليون والنيوزيلنديون إلى جانب الحلفاء ضدّ الجيش العثماني إلاّ أنّ ذلك لم يمنع من تشييد علاقات صداقة وثيقة بين تركيا واستراليا بعد الحرب وتأسيس الدولة التركية الحديثة، إذ تمكن أتاتورك أحد قادة المعركة الكبار حسب زعم البروفيسور من تحويل العدو إلى صديق وكانت معركة غاليبولي النقطة الأولى لبداية العلاقات الودية بين الطرفين وإلى اليوم يحج آلاف السياح الأستراليين إلى مضيق الدردنيل إحياءً لذكرى المعركة وترحما على أجدادهم الذّين قُتلوا هناك.. كل هذا الإطناب الزائد من جهة والتجاهل الكامل من جهة أخرى جعلني أطرح تسائلا على البروفيسور كهرمان بهذا الصدد: "بداية وعند قراءتي لعنوان المؤتمر كنتُ أظن أنّ المداخلة ستُحاول أن تجعل من معركة تاريخية كهذه مدخلا لبناء جسور تواصل جديدة ومتينة بين أطراف العالم الإسلامي من تركيا إلى ماليزيا أو من تركيا إلى العالم العربي بمشرقه ومغربه وإذا بحضرتكم تفيضون بحديث طويل مطوّل عن العلاقات الودية المتولدة عن المعركة بين تركيا ومن؟ بين تركيا وأستراليا يا سادة، تلك التّي تقع في أقصى الأرض.. يا إلهي أيُ شيء مشترك بينكم وبين أقصى الأرض حتّى تمنحون أهمية كبيرة لذلك.. كيف تريدون أن تنبوا من اللاشيء شيئا وكيف تمكنتم من تحويل عدو الأمس صديقا جديدا بسهولة في مقابل ذلك وذات يوم مشرق قاتلنا في الأمس معا باسم الإله الواحد وباسم الجهاد برؤية استراتيجية واحدة ضدّ عدو واحد وامتزجت دمائنا معا.. نمتلك تاريخا مشتركا، دينا واحدا وقيما واحدة ومشتركة.. أمَا آن لتركيا أن تُحسن استخدام هذا التاريخ المشكل بينها وبين العرب لتحسين أوضاع اليوم وبناء آفاق الغد؟ أطرح سؤالي هذا في الوقت الذّي تتحوّل فيه منطقة "الشرق الأوسط" إلى مستنقع وحل كبير، في الوقت الذّي تتوّرط فيه تركيا إلى الأنف في سوريا وتشارك اليوم في ضرب اليمن، تحضى بعلاقات متوترة على طول الخط مع السعودية وعلاقات متأزمة مع مصر في حين تقيم علاقات متواضعة جدا مع الجزائر أكبر أصدقاء العثمانيين بالأمس.. أما آن لنا أن نعيش نشوة تشناكالا من جديد؟" ... طبعا لم يكن سؤالي بهذه الفصاحة العربية لأنّ لغة المؤتمر كانت الإنجليزية ولكنّه كان مُحملا بكل هذه المعاني والتوْرِيات حتّى حظى بتصفيقات الحضور.. لم يجد البروفيسور كهرمان إلاّ أن يقول بأنّ تركيا تحاول منذ حوالي عشر سنوات أن تفعل ذلك ونأمل أن تتمكن حكومتنا من تحقيق ما قلت.. طبعا لا أريد في هذا المقال أن أحلّل أو أرُكّب، لا أريد أن أجيب عن سؤالي هذا ولا أن أرسم أسبابا ولا أن أوضح معالم بقدر ما أريد أن ألفت انتباه كل قارئ إلى أهمية دراسة التاريخ وكيفية استخدامه، فلم توجد كتبُ التاريخ فقط لتحكي لنا أمجادَ الأجدادِ وبطولاتٍ وخوارقْ.
...
جلال خشيب: باحث جزائري مهتم بالدراسات الدولية، الجيوبوليتيك،الفلسفة والفكرالإسلامي بكلية العلاقات الدولية جامعة الجزائر3 وبمعهد دراسات الشرق الأوسط والعلاقات الدولية جامعة مرمرة، إسطنبول.



#جلال_خشيب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مسيرة الحرية وعاصمة النفاق... أما آن لهذه الإنسانية أن تستيق ...
- عن الخلافة الراشدة أتحدث.. حوار مع صديقٍ غيبيِّ
- العدوان الصهيوني على غزة.. تفسيراتٌ أربعُ محتملة.
- فلسطين الجريحة.. إلى كل ذي قلم حر، كيف تكون النُصرة؟
- الدولة والمجتمع المدني، حدود التأثير والتأثّر / الانتفاضات ا ...
- هل ستكون الجزائر إحدى مناطق الارتكاز في إستراتيجية التالاسوك ...
- النظر إلى الماضي بغضب .. بوتين مُحاصرٌ بالتاريخ .
- صدام التيّارات .. جوزيف ناي في مواجهة فريد زكريا : هل صارت أ ...
- هل يُعتبر الواقعيون كذئاب وحيدة ؟ ليندساي هاندلي في مواجهة س ...
- القوة الدولية
- إدوارد هاليت كار في مواجهة المثالية : وتحتدم المعركة
- الفرق بين الواقعيين واللبيراليين .
- عيد المرأة .. فلسفتي .
- صعود الصين و الثورة المعرفية الجديدة .
- صاموئيل هنثنغتون وحروب خط الصدع .
- الجزائر في مهّب التحوّلات الدولية والإقليمية .. ما الذي يمكن ...
- النظرية و الممارسة في العلاقات الدولية : بعض من التصورات الش ...
- تراجيديا المغرب العربي الجديد و الحلف المقدس الجديد .
- النقد الإحيائي و إعادة بعث مفهوم الخِلافة .. مجرد فكرة :
- -مغامرة- جديدة بحثا عن عمل في مملكة الإله .. و يتكلم زراديشت ...


المزيد.....




- مؤلف -آيات شيطانية- سلمان رشدي يكشف لـCNN عن منام رآه قبل مه ...
- -أهل واحة الضباب-..ما حكاية سكان هذه المحمية المنعزلة بمصر؟ ...
- يخت فائق غائص..شركة تطمح لبناء مخبأ الأحلام لأصحاب المليارات ...
- سيناريو المستقبل: 61 مليار دولار لدفن الجيش الأوكراني
- سيف المنشطات مسلط على عنق الصين
- أوكرانيا تخسر جيلا كاملا بلا رجعة
- البابا: السلام عبر التفاوض أفضل من حرب بلا نهاية
- قيادي في -حماس- يعرب عن استعداد الحركة للتخلي عن السلاح بشرو ...
- ترامب يتقدم على بايدن في الولايات الحاسمة
- رجل صيني مشلول يتمكن من كتابة الحروف الهيروغليفية باستخدام غ ...


المزيد.....

- الجغرافيا السياسية لإدارة بايدن / مرزوق الحلالي
- أزمة الطاقة العالمية والحرب الأوكرانية.. دراسة في سياق الصرا ... / مجدى عبد الهادى
- الاداة الاقتصادية للولايات الامتحدة تجاه افريقيا في القرن ال ... / ياسر سعد السلوم
- التّعاون وضبط النفس  من أجلِ سياسةٍ أمنيّة ألمانيّة أوروبيّة ... / حامد فضل الله
- إثيوبيا انطلاقة جديدة: سيناريوات التنمية والمصالح الأجنبية / حامد فضل الله
- دور الاتحاد الأوروبي في تحقيق التعاون الدولي والإقليمي في ظل ... / بشار سلوت
- أثر العولمة على الاقتصاد في دول العالم الثالث / الاء ناصر باكير
- اطروحة جدلية التدخل والسيادة في عصر الامن المعولم / علاء هادي الحطاب
- اطروحة التقاطع والالتقاء بين الواقعية البنيوية والهجومية الد ... / علاء هادي الحطاب
- الاستراتيجيه الاسرائيله تجاه الامن الإقليمي (دراسة نظرية تحل ... / بشير النجاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - جلال خشيب - تْشَانَكالا درسٌ من التاريخ.. أما آن لنا أن نستنشق عبق النصر من جديد؟