|
بائع الفجل و سر المادة
ايدن حسين
الحوار المتمدن-العدد: 4768 - 2015 / 4 / 4 - 12:52
المحور:
الادب والفن
بعد يوم من العمل المرهق .. عاد احمد الى البيت .. ركض كامل مسرعا تجاه ابيه .. و هو فرح جدا برؤيته لوالده .. و لاحظ احمد .. ان كامل يلعب في حديقة المنزل مع اطفال الجيران .. فنسي كل التعب الذي كان يعاني منه .. و شعر بارتياح و سرور كبيرين دخل احمد الى المطبخ .. فرحبت سعاد بمجيء زوجها سعاد : اراك سعيدا هذا اليوم على غير عادتك .. لا بد و انك قد تزوجت علي !! احمد : لا يا سعاد .. رايت ابني الذي كان مسجونا داخل الكومبيوتر و العاب الكومبيوتر .. يلعب في الحديقة مع اطفال الجيران .. لهذا فرحت .. و ليس كما تظنين دائما .. انني متزوج عليك سعاد : نعم من حقنا ان نفرح لذلك .. اذن .. انت مديون لوالدي .. يجب ان تشتري له هدية احمد : نعم نعم .. افكر ان اشتري له هدية .. ما رايك بقنينة من بول البعير ؟!! .. و انت ادرى يا سعاد .. هل بول البعير يباع في قناني ام انها تباع في براميل ؟!! سعاد : ها .. ها .. ها .. لقد اضحكتني .. دمك ثقيل .. و مزاحك سمج احمد : طيب طيب .. لا تزعلي يا سعاد .. ما رايك بكيلو من الفجل ؟!! .. لا بد ان والدك يحب الفجل كثيرا سعاد : فهمت الان .. الهدية ساشتريها انا لوالدي .. و امري لله احمد : انا سعيد جدا لانني متزوج من امراة عاقلة .. تفهم بالايماء سعاد : هيا .. غير ملابسك .. و تعال نتغدى بعد فترة اجتمع الزوجان و ابنهما الوحيد على طاولة الطعام سعاد : هذا المساء .. كما تعلم .. يجب ان نزور والدي احمد : طيب .. سمعا و طاعة يا مولاتي عندما حل المساء .. ركب الزوجان و ابنهما كامل السيارة و توجهوا صوب بيت العم منصور رحب العم منصور بابنته و بزوجها و كامل سعاد دخلت المطبخ .. للاهتمام بمسالة الطبيخ .. و الملابس التي تحتاج الى غسل احمد : عمي منصور .. بما انك رجل مسلم .. فدعني اسالك سؤالا لطالما شغل تفكيري منذ ان كنت شابا منصور : تفضل يا احمد .. انشاء الله .. ساجيبك على تساؤلك احمد : لماذا لا نرى الله ؟!! منصور : و لماذا الرؤية و ليس السماع مثلا ؟ .. و لماذا الرؤية و ليس اللمس ؟ .. لماذا تكون طريقتنا الوحيدة للتعرف على الاشياء هي الرؤية ؟ .. اليست الرؤية ما هي الاحاسة واحدة من حواسنا الخمس ؟ احمد : نعم انت محق .. الرؤية واحدة من حواسنا الخمس منصور : انتم تقولون ان المادة تتكون من الذرات .. و الذرات تتكون من البروتونات .. و البروتونات تتكون من الكواركات .. و ستقولون قريبا لنا .. ان الكواركات تتكون من الزلنطعات .. و الزلنطعات تتكون من الشفنفرات .. و لكنكم لن تستطيعوا ان تقولوا لنا ما هي المادة .. المادة هي سر من الاسرار .. العلم لا يستطيع الا ان يقيس .. و ما العلم الا تفسير الماء بالماء احمد : ها ها ها .. هي هي هي .. سامحني يا عمي منصور .. فانا لم اكن اتصور ان شخصا مهنته بيع الفجل سيناقشني في مسالة الكواركات منصور : انا لم اختر بيع الفجل .. بل هي التي اختارتني .. مات والدي و انا شاب و ترك لي اخوة و اخوات صغار .. كان يجب علي ان اعيلهم .. و والدي كان يبيع الفجل .. فورثت ذلك منه .. و لعلمك انا لدي شهادة الدراسة المتوسطة .. و انا اعتبر نفسي دكتور في بيع الفجل .. خخخخخخخخخخ احمد : طيب يا عمي منصور .. انا اعتذر منك لفظاظتي .. و لكن ما علا قة هذه المسالة بعدم امكانيتنا لرؤية الله منصور : لدينا حواس خمسة .. و لا بد ان هناك اشياء اخرى تحتاج الى حواس اخرى فريدة .. فحواسنا الخمسة .. تحس الضوء و الصوت و الرائحة .. و تلمس و تتذوق .. لكننا مثلا لا نحس بوجود الجاذبية مثلا .. و لا نستطيع قياس الجاذبية الا بالادوات احمد : حواس اخرى غير الحواس الخمسة ؟!! .. مسالة مشوقة .. لا بد ان هناك اشياء اخرى و تتطلب الكشف عنها الى حواس اخرى .. انت محق منصور : و اريد ان اضيف .. كيف تاتى ان يحصل الكائن الحي على عيون .. افرض ان هناك شيئا و لنسميه الشفنقر .. و لا ندري ما هو الشفنقر .. هل نستطيع ان نبتكر اداة لكي يحس بوجود الشفنقر ؟ .. مع اننا لا ندري ما هو الشفنقر احمد : و ما علا قة الشفنقر بالعيون ؟ منصور : فكيف تفسر لنا حصول الكائن الحي على العيون ؟ .. مع ان المادة لا تعلم ما هو الضوء سعاد : دعوا هذا النقاش الذي لا طائل منه .. هيا يا جماعة .. لنتعشى جلس الجميع على طاولة الطعام .. يتناولون طعام العشاء سعاد : ابي .. قررنا انا و احمد ان نشتري لك هدية .. فقد كنت انت السبب في عودة الابن الضال كامل الى حضن والديه .. لكننا لا ندري ما الذي ترغب فيه منصور : لا ترهقوا انفسكم بشراء هدية لي احمد : لا يا عمي .. نحن مصرون على شراء هدية لك منصور : ان كان و لا بد .. فاشتريا لي خلاطا .. او عصارة .. لكي اعصر بها الفواكه .. كما تعلمان .. فانا عجوز .. و اسناني لم تعد قادرة على مضغ الطعام
و احترامي ........... ..
#ايدن_حسين (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
بائع الفجل و العاب الكومبيوتر
-
من اكبر الكبائر .. قتل النفس
-
قصة قصيرة - بائع الفجل
-
بالرغم من كل شيء .. فكرة الاله سوف تلاحقكم
-
بين السيرة الذاتية و السيرة النبوية
-
احاديث شريفة -1
-
الاسئلة الخالدة
-
الكلام الفارغ .. التقدم التكنولوجي
-
الكلام الفارغ .. مقابل .. الكلام المليان
-
حوار بين الماكينات الملحدة و المؤمنة
-
من الذي خلق تشارلس داروين
-
سعادة في المشمش
-
سامي الذيب .. صادق .. الكتب لا تنزل من السماء
-
سري للغاية
-
شارلي ايبيدو .. و حكاية لجحا
-
ما لا يختلف عليه اثنان
-
ما الجدوى من كل ما هو موجود
-
رائحة البرتقال تقسيم اثنان
-
ما هي النانو تكنولوجي
-
ادوات للفهم .. يتحاشاها البعض
المزيد.....
-
الثقافة الفلسطينية: 32 مؤسسة ثقافية تضررت جزئيا أو كليا في ح
...
-
في وداع صلاح السعدني.. فنانون ينعون عمدة الدراما المصرية
-
وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز
...
-
موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا
-
فنان مصري يكشف سبب وفاة صلاح السعدني ولحظاته الأخيرة
-
بنتُ السراب
-
مصر.. دفن صلاح السعدني بجانب فنان مشهور عاهده بالبقاء في جوا
...
-
-الضربة المصرية لداعش في ليبيا-.. الإعلان عن موعد عرض فيلم -
...
-
أردوغان يشكك بالروايات الإسرائيلية والإيرانية والأمريكية لهج
...
-
الموت يغيب الفنان المصري صلاح السعدني
المزيد.....
-
صغار لكن..
/ سليمان جبران
-
لا ميّةُ العراق
/ نزار ماضي
-
تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي
/ لمى محمد
-
علي السوري -الحب بالأزرق-
/ لمى محمد
-
صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ
...
/ عبد الحسين شعبان
-
غابة ـ قصص قصيرة جدا
/ حسين جداونه
-
اسبوع الآلام "عشر روايات قصار
/ محمود شاهين
-
أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي
/ بدري حسون فريد
-
أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات
...
/ عبدالرؤوف بطيخ
-
مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية
/ علي ماجد شبو
المزيد.....
|