أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عمرو محمد عباس محجوب - المشهد العربي عشية عاصفة الحزم اليمن: تعديل المعادلات















المزيد.....

المشهد العربي عشية عاصفة الحزم اليمن: تعديل المعادلات


عمرو محمد عباس محجوب

الحوار المتمدن-العدد: 4765 - 2015 / 4 / 1 - 22:06
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


كتبت ثلاث مقالات " اليمن وداعاً........اليمن أهلاً" في حب اليمن، وكنت متابعاً لتمدد الحوثيين في ارض اليمن، وكأني اتابع فيلماً مكروراً رأيته في السودان من قبل عام 1989، من انقلاب فصيل صغير على مقدرات شعب كامل. ثم كتبت "اليمن: درب الآلام والاحلام" من واقع الملل من تكرار تجاربنا الفاشلة وجرجرة الشعوب في متاهات عدمية فارغة، وغياب أي مشروع وطني، والدخول في التجربة والخطأ. وكتبت "اليمن: درب البطولات" تحية لبنات وابناء اليمن الذين اسقطوا ديكتاتورية علي صالح، ويواجهون الأن قوى الفساد والظلام لتحقيق حلمنا جميعاً في دول مدنية ديمقراطية ومستقبل زاهر.

سوف اتناول المشهد العربي عشية عاصفة الحزم في ثلاث مقالات، وتركيزي الاكبر هو المشهد السوداني باعتبارها همي الاكبر. المقالة الاولى تتعلق باليمن بالضرورة بإعتبار أن الحدث نفسه استدعاه الوضع هناك، والتحول الذي حدث. المقالة الثانية سوف تناول الجامعة العربية، المترهلة والقادمة من عصر انتهى بدون تجديد في دمائها، ويراد لها مع تأريخها العاجز أن تتصدى لقيادة مرحلة تاريخية مختلفة بنفس ادواتها، في هذه المقالة سوف احاول رصد التاريخ الفاشل والتغيرات الاساسية التي يجب أن تحدث بها لو اتيح لها التصدي لمشروع عربي متكامل. المقالة الثالثة سوف تتناول مستقبل الديمقراطية في العالم العربي، بإعتبارها القضية الرئيسية التي تتمحور حولها كافة القضايا المكونة للمشروع العربي. إذاً المقالات حديث عن المستقبل كما اتمناه، لا كما يمكن أن يحث.

عشية عاصفة الحزم

في كل المقالات كنت مراهناً على الشعوب وعلى طموحاتها في مستقبل افضل، ومتابعاً جيداً للوضع العربي الضعيف والمتدهور. وقد رأيت في مقال ارض البطولات أن "اليمنيون مستغرقون في اوحال المنطقة، لكنهم لوحدهم في الساحة، ولن يهب أحد لنجدتهم، ووايمناه سوف تكون صرخة في اودية الموت والدمار". كانت كل الحسابات ضد ما حدث منذ صباح اليوم من تدخل تحالف دعم الشرعية لصالح اعادة الوضع الدستوري والشرعي لليمن، لكن عاصفة الحزم غيرت معادلات الوضع في المنطقة بالكامل.

جاءت عاصفة الحزم مفاجئة لاغلب المحللين من امثالي، ممن يحللون منطقياً وليس معلوماتياً، لكن كانت هناك مؤشرات لم نقرأها بشكل جيد. كان المؤشر الاخطر بيان دول التعاون والذي رفع درجة الخطاب، تقديم خطاب اليمن الرسمي بطلب العون من الجامعة العربية، زيارة الرئيس السوداني المفاجئة للرياض والاستقبال الرسمي من قيادة المملكة، بعد فترات طويلة من التجاهل المتعمد وغيرها. سبق كل هذا التغيير الشامل الذي حدث في المملكة السعودية، بمبايعة الملك سليمان بن عبد العزيز والتحركات السياسية الداخلية الكبرى التي تلت ذلك.

إيران في اليمن

عندما اندلعت الثورة اليمنية التي اطاحت بحكم المملكة المتوكلية اليمنية "الامامة الحوثية" لمدة ألف عام عقب ثورة 26 سبتمبر1962 وأدت لحرب أهلية بين الموالين للمملكة المتوكلية، وبين المواليين للجمهوريّة العربية اليمنية واستمرت الحرب ثمان سنوات (1962 - 1970) . تدخلت مصر الناصرية لصالح الثورة وتدخلت السعودية والأردن وبريطانيا لصالح "الإمام محمد البدر حميد الدين". في النهاية تم اعلان قيام الجمهورية في اليمن، وسبقها انسحاب بريطانيا من جنوب اليمن وقيام جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية.

منذ ذلك التاريخ وحتى 26 مارس 2015، حدثت تحولات عميقة في الدول، المنطقة والعالم، حيث احتشدت كل القوى التي كانت متعادية آنذاك ضد علي عبد الله صالح، حلفائه الحوثيين وورائهم إيران. عندما كانت المملكة العربية السعودية تغادر محطات التشدد الوهابي، بوصول قادة دولة سعوديين، منذ وصول الملك فهد بن عبد العزيز آل سعود وتبني تأسيس دولة مستقرة حديثة، تستجيب لمعطيات العصر، كانت ايران تدخل عهد "ولاية الفقيه" عقب استيلاء تيار الخمينية على الحكم في ايران، في جرف الصراع إلى صراع عقائدي وتحويله لحرب جهادية دينية بين السنة والشيعة.

سوف تدخل إيران في المنطقة عبر نموذجها الاسترشادي لكل الحركات الدينية، سواء الشيعية منها (حزب الله اللبناني، انصار الله اليمنية والتنظيمات الشيعية العراقية والافغانية وغيرها)، والسنية (نظام الانقاذ في السودان، حركة حماس والتنظيمات المتطرفة المسلحة الاخرى). كما سوف تتدخل بشكل مباشر في دول المنطقة من لبنان، الدعم العسكري لنظام الاسد لوجستياً، مادياً والمقاتلين، خلق مليشيات مسلحة في العراق تابعة للمراجع الدينية المختلفة، مسلحة بافضل من الجيش العراقي، كما دعمت نظام الانقاذ السوداني منذ بداية الانقلاب 1989، تدريباً (خاصة في المجال الامني والاستخباراتي)، تسليحاً (بنت مصانع سلاح وذخائر)، دبلوماسياً وسياسياً، ليس هذا فحسب فقد تمركزت بوارجها الحربية في ميناء بورتسودان المطل على البحر الاحمر وهناك تعاون عسكرى بين طهران والخرطوم، وخبراء عسكريين إيرانيين في السودان.

أشار تقرير لخدمة أبحاث الكونجرس الأمريكى أن أريتريا تقوم بدعم الحوثيين فى اليمن والمتمردين الصوماليين بالأموال والأسلحة وبما يساعدهم على محاربة الحكومة الصومالية المدعومة من الأمم المتحدة، بل وتتعاون أيضاً مع تنظيم القاعدة والحكومة الإيرانية. وقد دعا الرئيس الاريتري عام 2008 ، حيث أعلن فى خطاب له بطهران أنه يدعو إيران لإقامة قواعد لها فى منطقة القرن الأفريقى. وقد أشارت بعض التقارير التى نشرت مؤخراً أن إيران تمكنت بسرية تامة من بناء قاعدة بحرية عسكرية على البحر الأحمر، وأنها نجحت فى تحويل ميناء عصب الأريترى إلى قاعدة إيرانية هي أكبر قاعدة بحرية إيرانية خارج مضيق هرمز. ليس هذا فقط فهناك صفقة نفطية تقوم على منح إيران الحق الحصرى فى الإشراف على تطوير وصيانة وعمل شركة تكرير النفط الآريترية المعروفة باسم "مصفاة عصب". على أن تقوم إيران بتكرير النفط فى هذه المصفاة وإعادة تصديره إلى إيران.

كان هذا ممهدات التطور العسكري والسياسي للحوثي، حيث تم إمداد الحوثيين بالأسلحة الإيرانية بحراً من القاعدة الإيرانية فى "عصب" بإريتريا، تأهيلهم عقائدياً وعسكرياً فى مدينة قم الإيرانية، وترتيب تحالف بينهم وبين على عبد الله صالح. كان هذا هو المسرح الذي اعدته ايران للهجوم الضاري على كل المؤسسات اليمنية الدستورية، الشرعية، المدنية، بلغت حد محاولة اغتيال الرئيس اليمني في قصره الرئاسي. (حسام سويل: أبعاد التواجد الإيرانى فى إريتريا وجنوب البحر الأحمر، ملف الأهرام الإستراتيجىhttp://digital.ahram.org.eg/articles.aspx?Serial=755826&eid=209 )

ما بعد عاصفة الحزم

سوف نترك التداعيات المستقبلية حتى يمر بعض الوقت، لكننا سوف نتناول الاحتمالات التي تطرحها الاحداث. من الصعب ايجاد لحظة تاريخية مماثلة في تأريخ المنطقة، ربما هي اقرب ما تكون لمؤتمر القمة العربية بالخرطوم في الستينات بعد حرب 1967. انتقلت المنطقة بموقف واحد من حالة اليأس من تحرك الدول والمنظمات، والسخرية منها إلى موقف مختلف تماماً. لن تنحصر هذه التحركات على اعادة اليمن للعملية السياسية الديمقراطية، والدخول في مرحلة انتقالية فاعلة للدخول في مسار المستقبل.

الملفات التي ترتبط بهذه العملية العسكرية تتنوع من إعادة الحياة الطبيعية الدستورية في لبنان بعد أن اعتقلها حزب الله، ونصب من نفسه دولة داخل الدولة. السلاح الايراني الذي استعملته في قتل الشعب السوري، سوف يرتد على صدورها. يرتبط هذا بالملف السوري والذي استباحت ساحاته مليشيات إيران وحزب الله، ودعمت شبيحة النظام ومجرميه. لاينفصل الملف العراقي عن هذه، فتحت دعاوي مختلفة سيطرت مليشيات إيران على الدولة العراقية، تنتهك حقوق سكانه وتهجرهم. هذه الملفات كلها لامناص فيها من تجريد الحوثي، وحزب الله اللبناني، المليشيات الشيعية من السلاح، لإعادة الاستقرار لهذه البلاد.

العملية الديمقراطية هي هدف النخب، المثقفين والشعوب، ومن ضمنها الشعب الإيراني. كل التحالفات التي تبنيها الفاشية الإيرانية من لبنان، سوريا، العراق، حوثي اليمن وغيرها، هو تحالف الفئات التي تريد السيطرة على شعوبها. عاش السنة والشيعة عديد القرون في كل مكان وكانت ترتفع الشعارات الطائفية عند تضارب مصالح الحكام. إننا كشعوب ضحية هذه الانظمة والتنظيمات التي تتغذى مما وصفه ‎ السيد علي الخامنئي "الروح التعبوية سر صمود الشعب الإيراني". (الروح‎ التعبويه‎ سر صمود الشعب‎ الايراني: http://kli.tabaar.com/news/Details.asp?Index=793&activestatecode=669 ).

تقع المنطقة العربية في محيط تتصارعه ثلاث مشاريع امبراطورية "بالمعنى الحديث من ارتباط سياسي، اسواق ومصالح" معلنة. المشروع الايراني مجاله الحيوي تقع في الجمهوريات السوفياتية اللسابقة المسلمة، العالم العربي وافريقيا، وتعتمد منظومة "ولاية الفقيه" وتشجيع وكلاء محليين في السيطرة على الدول. المشروع الثاني هو المشروع الاسرائيلي، والثالث المشروع التركي ومجاله ايضاً يضم الامبراطورية العثمانية. كل هذه المشاريع تتدافع للمنطقة والغائب الاكبر المشروع العربي، وهذا مجال المقالين القادمين.



#عمرو_محمد_عباس_محجوب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اليمن: درب البطولات
- الامريكان..... الديمقراطية والاسلام (5) دروس نظم الإسلام الس ...
- الامريكان..... الديمقراطية والاسلام (4) بروفات الموروث الدين ...
- الامريكان..... الديمقراطية والاسلام (3) بين السياسة والامن
- الامريكان..... الديمقراطية والاسلام (2) تحولات الديمقراطية
- الامريكان..... الديمقراطية والاسلام (1) مداخل اوليه
- إزالة الفقر: السودان نموذجاً (8-8) الهيئة الوطنية لازالة الف ...
- إزالة الفقر: السودان نموذجاً (7-8) من أين نبدأ؟ بروفايل الفق ...
- إزالة الفقر: السودان نموذجاً (5-8) نحو حلول للفقر في السودان
- إزالة الفقر: السودان نموذجاً (6-8) حلول الفقر
- إزالة الفقر: السودان نموذجاً (4-8) العدالة الإجتماعية
- إزالة الفقر: السودان نموذجاً (3-8) مدخل لسياسات ازالة الفقر
- إزالة الفقر: السودان نموذجاً (2-8) المشهد الإقتصادي – الإجتم ...
- إزالة الفقر: السودان نموذجاً (1-8) مداخل أولية
- الدولتيه: المصلحة الدائمة ام المباديء الدائمة
- اليمن: درب الآلام والاحلام
- الاصلاح الديني: تجارب دول الرؤية (4-4)
- الاصلاح الديني: الحركات الصوفية (3-4)
- الاصلاح الديني: تيارات الاصلاح (2-4)
- الاصلاح الديني: المصطلح والمفاهيم (1-4)


المزيد.....




- اتهام 4 إيرانيين بالتخطيط لاختراق وزارات وشركات أمريكية
- حزب الله يقصف موقعين إسرائيليين قرب عكا
- بالصلاة والخشوع والألعاب النارية.. البرازيليون في ريو يحتفلو ...
- بعد 200 يوم من الحرب.. الفلسطينيون في القطاع يرزحون تحت القص ...
- فرنسا.. مطار شارل ديغول يكشف عن نظام أمني جديد للأمتعة قبل ا ...
- السعودية تدين استمرار القوات الإسرائيلية في انتهاكات جسيمة د ...
- ضربة روسية غير مسبوقة.. تدمير قاذفة صواريخ أمريكية بأوكرانيا ...
- العاهل الأردني يستقبل أمير الكويت في عمان
- اقتحام الأقصى تزامنا مع 200 يوم من الحرب
- موقع أميركي: يجب فضح الأيديولوجيا الصهيونية وإسقاطها


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عمرو محمد عباس محجوب - المشهد العربي عشية عاصفة الحزم اليمن: تعديل المعادلات