أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - جريس الهامس - الموْسسة العسكرية السورية بين الأمس واليوم . -5 ..- الإنقلاب العسكري رقم 3 ...؟















المزيد.....

الموْسسة العسكرية السورية بين الأمس واليوم . -5 ..- الإنقلاب العسكري رقم 3 ...؟


جريس الهامس

الحوار المتمدن-العدد: 1326 - 2005 / 9 / 23 - 11:50
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


قبل موعد الإنتخابات التشريعية المقرر في 5 تشرين الثاني 1949 بثلاثة أيام اعتقلت مع الرفيقين خالد الكردي ( محامي ) وماجد طرابيشى ( قاضي ) وكنا يومها خارجين من اجتماع انتخابي في مكتب المحامي نجاة قصاب حسن وقادونا إلى نظارة الشرطة قرب جسر فيكتوريا . وكان هذا أول اعتقال لي .. كانت النظارة غاصة بالمعتقلين من كل صنف ولون لايوجد فيها مكان للجلوس كان نصف المعتقلين وقوفاّ .. وفي اليوم التالي أخذونا إلى الطابق الثالث الذي كان يسمى الشعبة السياسية في مديرية الشرطة وحاولوا أخذ بصماتنا وتصويرنا رفضنا ذلك قائلين لهم نحن لسنا مجرمين ولانقبل ذلك تكالبوا علينا بقيادة الجلاد مطيع الجابي والشرطي خليل أبو عسلي عرفناه فيما بعد من حي القصاع وكان يخجل أن يسير في الحي منبوذا لأن الناس كانوا يسمونه ( التحري ) في تلك الأيام لم يكن لأجهزة المخابرات وجود ...؟ المهم بعد معركة معهم أخذوا بصماتنا بالقوة وعندما وضعونا قبالة اّلة التصوير وكانوا يكتفوننا على الكرسي لأخذ الصورة استطعت وأنا مكبل على الكرسى أن أضرب أرجل اّلة التصوير الخشبية بقدمي فسقطت على الإرض انهال على الجلاّدون بالضرب صائحين لقد كسرت الاّلة . .. هذا اّخر ماسمعته قبل فقداني الوعي إثر ضربة على رأسي بأحد الكراسي الخشبية عطرت ثيابى بدم النضال الوطني الذي كنا يومها مشاريع استشهاد فيه ولايزال أثر الجرح وشما على رأسي حتى الاّن
وبعد يومين خرجنا من النظارة لنتابع المعركة الإنتخابية كما مر سابقا
الإنقلاب العسكري الثالث
بعد محاولات حزب الشعب والحزب القومي السوري وحزب البعث ( عفلق وجلال السيد ) ضم سورية إلى العراق تحت التاج البريطاني وزيارات عملاء بريطانيا الهاشميين لدمشق التي ترافقت مع عدوان صهيوني على الجبهة
كان لابد من حركة عسكرية ومدنية للإنقاذ وكان الأستاذ الحوراني والوطنييون من الأحزاب الأخرى يعملون لتجنيب سورية كارثة الإتحاد مع عراق نوري السعيد وعبد الإله المستعمر لبريطانيا ... وفي الجيش تكونت كتلة من كبار الضباط أطلق عليها ( كتلة العقداء ) وكان لولبها المحرك - عزيز عبد الكريم وأديب الشيشكلى
وفي صبيحة التاسع عشر من كانون الأول 1949 قام العقيد عزيزعبد الكريم بزيارة الأستاذ الحوراني ليبلغه باعتقال سامي الحناوي وعديله أسعد طلس والضباط الموالين له وللإتحاد الإستعماري .ز وأذيع البلاغ العسكري رقم 1 من إذاعة دمشق باسم العقيد أديب الشيشكلي والعقداء الاّتية أسماوْهم : ؟
أمين أبو عسّاف - بهيج كلاّس - عزيز عبد الكريم = شوكت شقير - محمود بنيّان - توفيق نظام الدين - وأديب الشيشكلي ثم إنضم لهمالزعيمان : فوزي سلو وأنور بنّود والمقدم علاء استاتيس
طبعا كانت مبررات الإنقلاب جاهزة - قام جيشكم بحركته المباركة للإنقاذ الوطن والشعب من الإستعمار والمتاّمرين معه وأنقاذ البلاد من الفساد والتصدي للعدو المتربص بنا على الحدود وتحرير فلسطين . والدفاع عن العزة والكرامة ووووو ..؟
وانهالت اّلاف برقيات التاأييد من المخاتير والوجهاء والإنتهازيين من كل حدب وصوب حتى بحّت حناجر المذيعين والمذيعات
وأذكر أن أحد المخاتير الأميين كان يحتفظ بنموذج من برقيات التأييد يضعه على الرف في مضافته .. كان ينزله كلما وقع إنقلاب جديد لينفض الغبار عنه ويطلب من أحد الذين يتقنون القراءة والكتابة في قريته ليضع اسم زعيم الإنقلاب الجديد مكان القديم ويرسله إلى الإذاعة : ( نوْيد ثورتكم المباركة ونفديكم بأرواحنا لإنتصاركم للحق على الباطل ... إضربوا بيد من حديدأعداء الشعب الخونة ... سيروا ونحن من ورائكم والله ولى التوفيق .. وقل اعملوا ....الخ )
اعتقل الحناوي ومعه المتحمسين للإتحاد مع العراق عصام مريود - محمود الرفاعي -خالد جادا - محمد معروف - حسين الحكيم - مصطفى الدواليبي - عبد الغني دهمان - مصطفى الدواليبي - أنطون خوري وغيرهم
هكذا انقضى عام 1949 المشوْوم تاركاّ على الأرض ثلاثة توائم ( انقلابات ) داعرة ولّدتها لعبة الصراع البريطاني الأمريكي في المشرق العربي وكان الهدف دوما حماية الكيان الصهيوني - ونهب ثرواتنا وفي طليعتها النفط - وضرب حركة التحرر الوطني العربية والتقدم وبناء أنظمة وطنية ديمقراطية باسم مكافحة الشيوعية -
كان هذا الإنقلاب مزدوج التركيب فلم يستطع الشيشكلى الإنحياز السافر لأمريكا لأن مجموعة العقداء وغيرهم ومن الضباط الوطنيين كانوا مع سورية الجمهورية المستقلة ضد التبعية لأحد المعسكرين اللذين بدءا يتبلوران بشكل سافر المعسكر البريطاني الهاشمي في العراق والأردن والمعسكر الأمريكي الذي تبلور في السعودية ومصر رغم وجود اختراقات استعمارية كبيرة في البرلمان المنتخب الذي أبقاه الإنقلابيون سليما ابرزها في حزب الشعب الإقطاعي والإقطاعيين الاّخرين في الحزب الوطني وبعض المستقلين أمثال منير العجلاني وحسن الحكيم وحسني البرازي وسسامي كبارة وجلال السيد وغيرهم وفي الجيش أيضا أمثال ابراهيم الحسيني وفوزي سلو .. ومن بقايا المتعاونين مع وزير دفاع خيانة 1948 أحمد الشراباتي والذين طمسوا تقرير لجنة التحقيق البرلمانية التي أدانت بالوقائع والأدلة وزير الدفاع أحمد الشراباتي الذي ترك الجيش دون عتاد وتموين وسرح منه الفي مقاتل مدرب دون أي مبرر قبل حرب أيار بأسبوعين فقط في خيانة مطموسة حتى الاّن لاتقل عن خيانة الأسلحة الفاسدة على الجبهة المصرية ولم يطمس تقرير اللجنة البرلمانية الذي يدين وزير الدفاع الشراباتي وقائد الجيش عبدالله عطفة إلا بعد انقلاب حسني الزعيم الذي أخفى القضية بأمر من أسياده الأمريكان .. ويعود الفضل للقائد الوطني أكرم الحوراني في كشف هذه الخيانة السافرة في الجزء الثاني من مذكراته الهامة
... أبقى هذا الإنقلاب على البرلمان المنتخب رغم سيطرة حزب الشعب على 70 بالمئة من أعضائه
في 27 كانون أول 49 كلّف السيد خالد العظم بتشكيل الحكومة وبتاريخ 7 -1 -1950 انعقدت الجمعية التأسيسية أدى أعضاوْها اليمين الدستورية كما انتخبت السيد رشدي الكيخيا رئيساّ لها وبقي السيد هاشم الأتاسي رئيسا للجمهورية
في هذا العام طرحت الدول الإستعمارية فرانسا وبريطانيا وأمريكا البيان الثلاثي لضم دول المنطقة في حلف استعماري معها تحت ستار مكافحة الخطر الشيوعي لكن الحركة الوطنية والمجتمع المدني كانت سليمة مرهفة الحس أمام أي تطاول استعماري ضد استقلالنا ونظامنا الجمهوري .. فخرجت التظاهرات الوطنية في كل مكان ضد المشاريع الإستعمارية وإسرائيل وكان الطلاب دائما طليعة هذا النضال نتيجة تخلف الطبقة العاملة وضعف الحزب الشيوعي والإشتراكي بين صفوفها نتيجة ضعف الصناعة الوطنية التي لاتزال في بدايتها .. بينما كان الحزب العربي الإشتراكي قبل توحيده مع البعث قوياّ في ريف حماة وحلب وإدلب وكان زعيمه الحوراني يركز جهده على إرسال أبناء الفلاحين إلى الكلية العسكرية لدعم تحرير الفلاّحين من الإقطاع ز. بعكس قيادة بكداش التي كانت ترفض أي عمل تنظيمي في الجيش حتى أنها كانت تقاطع الكثير من الرفاق الذين انتسبوا للكلية العسكرية كما سيأتي في المراحل القادمة
حققت حكومة العظم تحرير الليرة السورية من التبعية للفرنك الفرنسي كما حققت الإستقلال الجمركي وأممت شركة الريجي للتبغ وغيرها
في الأول من حزيران 1050 شنت أمريكا وبريطانيا والدول التابعة العدوان على كوريا وطلبت من الدول التابعة لها إرسال قطعات من جيوشها للإ شتراك بهذه الحرب العدوانية باسم الدفاع عن العالم الحر ومنه سورية
في هذه الأثناء كانت حكومة ناظم القدسي في السلطة بعد استقالة حكومة خالد العظم بتاريخ30 أيار وفي 1-6 كلف هاشم الأتاسي ناظم القدسي بتشكيل الحكومةالتي ألفها بعد خمسة أيام وكان فيها فوزي سلو وزيرا للدفاع وقد طرح موضوع إرسال كتيبة من الجيش إلى كوريةفي مجلس الوزراء لكن معظم الوزراء رفضوا ذلك ... وكن قد نظمنا تطاهرة في دمشق ضد العدوان الأمريكي على كوريا وضد إرسال جنودنا إلى كورية كما سيأتي في الحلقة القادمة .. واختم هذا الموضوع بما جاء في مذكرات الأستاذ الحوراني
. ..( حدثني شاكر العاص قبل استقالة حكومة ناظم القدسي - التي كان وزيرا فيها اقترح في مجلس الوزراء فكرت إنضمام سورية للحرب الكورية وإرسال كتيبة رمزية من الجيش لتحارب مع قوات الحلفاء . فرفض معظم الوزراءهذا الإقتراح وقرّروا ضرورة الحياد بين المعسكرين - الجزء الثاني ص 1229 ) ...؟
أترك للقارئ الكريم المقارنة مع اشتراك جيش حافظ الأسد في حفر الباطن مع حلف الناتو في العدوان على الجيش والشعب العراقي {غم استنكارنا لإحتلال صدّام للكويت ..
الموقف الأول وقفه اليمين السوري الذي كنا نشتمه ليل نهار
والموقف الثاني وقفه بطل التحرير وأبو القومية والعروبة والصمود .... الخ ولله في خلقه شوْون
يتبع



#جريس_الهامس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الموْسسة العسكرية السورية بين الأمس واليوم .. - 4 - الإنقلاب ...
- الموْ سسة العسكرية السورية بين الأمس واليوم ..- 3
- الموْسسة العسكرية بين الأمس واليوم ...2
- الموْسسة العسكرية السورية بين الأمس واليوم
- ماذا وراء زيارة ميليس لدمشق...؟
- هل أينعت روْوس نظام القتلة واللصوص في دمشق ..؟؟؟
- من غزة المحرّرة .. إلى الجولان المحتل
- منابع الإرهاب الحديث ...12 - شوري الراشدين
- منابع الإرهاب الحديث .. 11 - شورى الراشدين
- شورى الراشدين - عمر بن الخطاب بين خطين متصارعين
- منابع الإرهاب الحديث ... 8 - شورى الراشدين
- منابع الإرهاب الحديث ... 8 شورى الراشدين
- منابع الإرهاب الحديث .. بين الديمقراطية العلمانية والشورى ال ...
- منابع الإرهاب .. الحديث ... 6
- منابع الإرهاب الحديث ....5
- ويلاه من قحط الرجال .. ياوطني ..؟
- لن تنقذ نظام الجلاّدين الأكاذيب والوقاحة .... ؟
- منابع الإرهاب الحديث ...- 4
- العاصفة قادمة والنظام الأرعن يخبط خبط عشواء...؟
- منابع الإرهاب .. الحديث ....- 3


المزيد.....




- فيديو كلاب ضالة في مدرج مطار.. الجزائر أم العراق؟
- الناتو يقرر تزويد أوكرانيا بمزيد من أنظمة الدفاع الجوي
- طهران: لا أضرار عقب الهجوم الإسرائيلي
- آبل تسحب تطبيقات من متجرها الافتراضي بناء على طلب من السلطات ...
- RT ترصد الدمار الذي طال مستشفى الأمل
- نجم فرنسا يأفل في إفريقيا
- البيت الأبيض: توريدات الأسلحة لأوكرانيا ستستأنف فورا بعد مصا ...
- إشكال كبير بين لبنانيين وسوريين في بيروت والجيش اللبناني يتد ...
- تونس.. الزيارة السنوية لكنيس الغريبة في جربة ستكون محدودة بس ...
- مصر.. شقيقتان تحتالان على 1000 فتاة والمبالغ تصل إلى 300 ملي ...


المزيد.....

- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح
- حزب العمل الشيوعي في سوريا: تاريخ سياسي حافل (1 من 2) / جوزيف ضاهر
- بوصلة الصراع في سورية السلطة- الشارع- المعارضة القسم الأول / محمد شيخ أحمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - جريس الهامس - الموْسسة العسكرية السورية بين الأمس واليوم . -5 ..- الإنقلاب العسكري رقم 3 ...؟