أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - بشير الوندي - عاصفة الحزم .. بقالة العصا والجزرة















المزيد.....

عاصفة الحزم .. بقالة العصا والجزرة


بشير الوندي

الحوار المتمدن-العدد: 4765 - 2015 / 4 / 1 - 03:25
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


عاصفة الحزم..بقالة العصا والجزرة

بشير الوندي
======
مقدمة
==============
قد يبدو للبعض ان من االصعب الكتابة في موضوع متغير كموضوعة الهجوم الوهابي على اليمن ويبدو فيه التحليل للاحداث كالتصويب على هدف متحرك لايستقر, وبرغم اقرارنا بصعوبة الكتابة في هذا الموضوع , لكننا نرى ان المتغيرات فيه تكمن في التداعيات والنتائج , اما المقدمات والدوافع للحرب وتحليل الاسباب فهي ثوابت بالتأكيد,وبرغم كتابتنا الدائبة في الشأن الامني العراقي , الا ان بعض ممايحصل في المحيط الاقليمي يكاد يكون مترابطاً وملازماً لمايحصل في العراق ومن ذلك ماتسمى بعمليات عاصفة الحزم .
==================
مشهد مرتبك :المعلف قبل الحصان !!!
================
ففيما يبدو واضحا , ان تسارع الهجوم الوهابي وجرجرة بلدان بعينها الى حرب ممغنطة بقطبية طائفية , كان يحمل في دلالاته رعباً وارتباكاً من المهاجمين حتى انهم (وفق اي منظور عقلاني ) كان يفترض بهم ان ينتظروا انعقاد القمة لاخذ شرعية الهجوم , لاسيما وان اهم بند في قمة شرم الشيخ كان انشاء قوة عربية لاستخدامها حين الطلب , اما ارتكاب جريمة الابتداء بالحرب ثم محاولة شرعنتها لاحقاً , فقد كانت فكرة في منتهى الحمق والارتباك والجهل الدبلوماسي , وكان بمثابة احضار المعلف قبل الحصان , بل وشراء العربة لاحقاً وربطها امامه!!!!.
وباعتقادنا فان هنالك مبررات مفضوحة لمثل هكذا سلوك طائش, ولكن يراد لها ان تبقى طي الكتمان ويكاد قسم منها ان يكون بمثابة اعذار اقبح من الافعال, ومنها مثلاً الاعتقاد البائسً بعنصر المفاجأة , وكذلك بالشك السعودي من ان هنالك عراقيل قد تبرز في القمة يمكن ان تعطي مبرراً للمترددين في ان لايشاركوا , رغم تكبيل الكثير منهم بمليارات الدولارات , لاسيما وان نوعية الدول المشاركة هي دول فقيرة في مواردها , وتعد السعودية بمثابة معلف لمؤسساتها , وكان هنالك تحضير لمحاربة الاصوات الرافضة للعدوان الوهابي ( ومن المشرِّف ان يكون العراق بالمقام الاول) بتهمة الفلك الطائفي ,وبالطبع فان مثل هكذا حجة كانت بمنتهى الغباء , لأن اهم الدول الرافضة هي سلطنة عمان , التي يأتي اهمية رفضها من انها ثاني بلدين يحدّان اليمن هي والسعودية , ورغم ذلك لم تر في الحوثيين خطراً داهما وكان رفضها حازما للعدوان وللاشتراك بالقوة الغاشمة , ورغم ذلك لم تتهم بالطائفية كما هو حال العراق,
ان رفض سلطنة عمان للعدوان كان نكتة مؤتمر القمة , لأنه يفضح اية مبررات سودانية او مصرية او باكستانية او غيرها من الدول المشاركة (حتى السعودية ذاتها)في تصوير الحوثيين وكأنهم الخطر الداهم, ونذكر هنا ان وفداً من حلف بغداد (الذي اقامه الامريكان والانكليز) للوقوف امام المد السوفيتي بعد الحرب العالمية الثانية واشركوا فيه دولاً بمثابة طوق على الروس كتركيا والعراق وايران( الشاهنشاهية) جاء الى عبد الناصر اثر ثورة يناير 1952 وعرضوا عليه اهمية دخول مصر في الحلف فقال لهم ببلاغة نادرة ···تريدوني ان اتحالف عسكرياً ضد عدو يمسك بمدية على بعد الاف الكيلومترات , وانا عندي عدو يهددني بالبنادق والدبابات على بعد 100 ميل داخل بلادي(يقصد القاعدة البريطانية في الاسكندرية التي لم تكن قد انسحبت بعد)فبهت الذي كفر!!!
==================
الخطة الشيطانية : توقيتات مقصودة ..ومؤتمر 5+1
===================
اننا نعتقد ان الاستعجال السعودي بشن العمليات العسكرية قبيل مؤتمر القمة وقبيل شرعنته هو سبب جوهري يراد له ان يبقى طي الكتمان مؤقتا , وهو ان هنالك طرف او اطراف ضمن مؤتمر 5+1 الخاص بالملف النووي قد تكون نسقت او على اقل تقدير نصحت السعودية الوهابية بالهجوم خلال المفاوضات وقبل ان تنتهي , من اجل ارباك الطرف الايراني واللعب معه في المؤتمر لعبة العصا والجزرة كي لايفسد الايرانيون اي شبه اتفاق مزمع في مقابل سكوتهم عن الاعتداء على اليمن , او على اقل تقدير تليين موقفهم ازاءه ,وان تقوم السعودية خلال فترة الهاء الايرانيين بابتلاع اليمن وتمزيق الحوثيين واذا انتهى المؤتمر الدولي باتفاق نووي فحينها سيسكت الايرانيون ويبتلعون مرارة الهزيمة , وان فشل الاتفاق النووي , فسوف لن يستطيع الايرانيون ان يفعلوا شيئاً , وسيكون النصر الوهابي قد تحقق على الارض .
ونرجح هنا ان يكون الامريكان هم الطرف الخفي , ودلالتنا في ايحاءات كيري في المؤتمر وخلال لقاءه بالممثلين الايرانيين من ان هنالك بارقة امل في الاتفاق , الا ان مثل هكذا تخطيط لو صح طرحه سراً بين السعوديين واكثر من طرف اوروبي بضمنهم الامريكان , فانه تخطيط ساذج لعدة اسباب اهمها ان الحوثيين بالاساس قد خاضوا حروبهم وحققوا انتصاراتهم على مدى سنوات طويلة قبل ان تكون لهم اية علاقة دعم من ايران كحليف ولعل اخرها كانت في اذلال الجيش السعودي وهزيمته شر هزيمة في معركة 2009, والسبب الثاني والاهم ان مثل هكذا الاعيب (برغم دهائها) فانها لاتعني شيئاً امام الايرانيين الذين لم يلههم الحصار والتضييق عن ادارة ملفاتهم بفاعلية في لبنان وغزة وسوريا والبحرين والعراق وافغانستان وافريقيا , ناهيك عن امكانات الدبلوماسية الايرانية على التلاعب من طرفها بالدول الخمس في ملفها النووي ونجاحاتها في تمتين علاقات محكمة مع روسيا والصين الفاعلين في مجلس الامن , اما طريقة العصا والجزرة التي استخدمتها السعودية مع حلفاء العدوان فانها لم تكن لتنفع مع الايرانيين الذين لهم باع طويل في قضم الجزرة والافلات من العصا!!!. =============
الجغرافيا تصنع التاريخ
==============
بالرغم من ان الامر بات واضحا في ان الهجوم الوهابي قد كشر عن انيابه في اقامة حلف عسكري طائفي , يسعى لتمتينه من خلال ربط اعضاءه العشر الاوائل باستثمارات اقتصادية مصيرية طويلة الاجل , ويكون عامل اغراء للاخرين للانظمام اليه , الامر الذي لابد من التنبه الى مخاطره , وبالرغم من ان طائفية المعركة في بداياتها وقد تجر المنطقة الى صراع طائفي لايبقي ولايذر , وقد يعمق الصراع اكثر في حال التدخل الايراني الذي باتت له مبررات عدة ايا كانت نتائج اتفاقه النووية , لاسيما وان الوهابية السعودية وحلفائها قد كشفت مبكراً اوراق اللعبة الخطرة واستعدت (في مبررات هجومها)علانية ايران الاسلامية , وبالرغم من ان المخاوف السعودية من المد الزيدي المتاخم لحدود مدنها الجنوبية (التي يكثر فيها اتباعه يقض مضاجعها ), فان وسط تلك المبررات الطائفية طموح سعودي للسيطرة على باب المندب وطموح امريكي اكبر في السيطرة على كامل القوس الخليجي من الكويت حتى مدخل البحر الاحمر للتضييق على النفوذ الروسي والايراني وحتى الاوروبي , وبمعنى اخر ان ماتظنه السعودية تحقيق لاهدافها هو في حقيقته مخطط اكبر منها ومن اتباعها .

ولكن لهذه المغامرة الطائشة تداعيات اقتصادية خطيرة على دول الخليج ,سيما وانها تدور قرب منابع وابار بترولها وطرق تصديره , فمابالك لو تعرضت ابار البترول السعودية الى اعمال انتقامية من الصواريخ الحوثية ومن ترسانة الجيش اليمني , وهو امر محتمل , فحينها قد تشتعل اسعار البترول في العالم , ومن يدري ؟فقد تكون مصائب قوم عند قوم فوائد , ففي حرب العراق وايران جنت دول الخليج (كما في حرب اكتوبر) المليارات من ارتفاع اسعار البترول , فلعل الصراع الخليجي يرفع اسعار البترول ويفتح الباب على مصراعيه لتدخل دولي لاتحمد عقباه وحينها لا ضامن من تمزيق اليمن بل وحتى الدول المهاجمة واولها السعودية , الى كانتونات مرقمة بارقام آبار نفطها.
===============
خلاصة
=============
كل الاحتمالات باتت مفتوحة في المغامرة الوهابية على اليمن , والسعودية ستغوص حتما مع شركائها في رمال وجبال اليمن ومياهها , وستكون فاتورة الحرب مكلفة للغاية ليس ماديا فقط , فلا انتصار خليجي على اليمن , بل ان ما يحدث من تدميرللبنية الاساسية للجيش اليمني واضعاف الحوثيين هو انتصار واضح لتنظيم القاعدة الفاعل في اليمن والذي لن يجد امامه افضل من فرصة ان تقوم الجيوش العربية في تصفية خصومه (الجيش اليماني وانصار الله الحوثيين)
اما اعتقاد السعودية بان ضربات جوية لاربعة اسابيع على اعلى تقدير(وفق ماصرحت به المصادر الخليجية) فهو تخريف لايمت للواقع بصلة , اما التدخل البري فسيؤدي ففي احسن حالاته الى حرب شوارع والى تدخلات اقليمية يكون الخاسر الاكبر فيها السعودية التي قد تتعرض في مدنها الجنوبية المتاخمة لليمن الى هزات مجتمعية توقظ المارد السعودي المأسور والمحارب والمكفر طائفيا وينقلب السحر على الساحر.



#بشير_الوندي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جنرالات واقنعة
- البغدادي ...ارهاب بنكهة البعث
- العلوج تطل من جديد ..الامن الاعلامي
- مخاطر معركة الموصل بين التكتيك والاستراتيجية
- مدخل الى معضلة الاستخبارات في العراق
- أوامر امنية وعسكرية مشوشة
- الحرس الوطني ..اشكالات وحلول
- مملكة للقتل
- ثورة اقتصادية او الطوفان
- الاصلاح الاداري في القوات المسلحة
- ضباط الدمج ...مشكلة القناعات المسبقة
- الجيش لم ينسحب من الموصل!!!!!
- كيف نحقق الامن في اخطر عاصمة بالعالم ...بغداد


المزيد.....




- أبو عبيدة وما قاله عن سيناريو -رون آراد- يثير تفاعلا.. من هو ...
- مجلس الشيوخ الأميركي يوافق بأغلبية ساحقة على تقديم مساعدات أ ...
- ما هي أسباب وفاة سجناء فلسطينيين داخل السجون الإسرائيلية؟
- استعدادات عسكرية لاجتياح رفح ومجلس الشيوخ الأميركي يصادق على ...
- يوميات الواقع الفلسطيني الأليم: جنازة في الضفة الغربية وقصف ...
- الخارجية الروسية تعلق على مناورات -الناتو- في فنلندا
- ABC: الخدمة السرية تباشر وضع خطة لحماية ترامب إذا انتهى به ا ...
- باحث في العلاقات الدولية يكشف سر تبدل موقف الحزب الجمهوري ال ...
- الهجوم الكيميائي الأول.. -أطراف متشنجة ووجوه مشوهة بالموت-! ...
- تحذير صارم من واشنطن إلى Tiktok: طلاق مع بكين أو الحظر!


المزيد.....

- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - بشير الوندي - عاصفة الحزم .. بقالة العصا والجزرة