أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - سحر حويجة - أزمة حرية التعبير في الصراع بين الحداثة والتقليد














المزيد.....

أزمة حرية التعبير في الصراع بين الحداثة والتقليد


سحر حويجة

الحوار المتمدن-العدد: 4763 - 2015 / 3 / 30 - 13:45
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


أزمة حرية التعبير في الصراع بين الحداثة والتقليد

عديدة هي التداعيات التي حصلت، بعد ارتكاب العمل الإرهابي بحق صحفيي مجلة شارلي ايبدن في باريس، على خلفية الرسوم التي نشرتها المجلة، رسوماً لم تثر ضجة إلا بعد مقتل الصحفيين، أول هذه التداعيات كان ردة فعل مباشرة من قبل الشعب الفرنسي مدعوماً من الشعوب الأخرى والقوى المدافعة عن حرية التعبير ، وقيم الحضارة الحديثة، تبعها خوفاً من أعمالاً إرهابية تطال هذه المجتمعات، من قبل مجموعات ينتمون إلى ثقافات أخرى، حتى لو حملوا جنسية أحد الدول الغربية، كما أن هذا الحدث عزز من التحالفات الدولية لمحاربة الإرهاب .
في المقابل برزت ردود أفعال، من قبل جزء من شعوب الدول الإسلامية من أفغانستان إلى باكستان ودول عربية، تميزت بحضور للقوى التكفيرية والمتشددة، دعت لمظاهرات للتنديد بمجلة شارلي إيبدن وبالرسوم الكاريكاتيرية المسيئة للرسول محمد (ص). وإن كان في إعادة نشر الرسوم ، استفزازاً ، إلا أن ردة الفعل كانت مناسبة للحشد والتعبئة والتحريض.
في هذا السياق، نشير إلى المظاهرات التي خرجت في عدة مناطق سورية تقع تحت سيطرة المعارضة المسلحة المتشددة، بعد صلاة الجمعة الموافق 16 /1 /2015 رافعين شعارات تندد بالرسوم التي تسيء للرسول محمد . إضافة إلى ردة فعل القوى المسيطرة على الأرض بحرق صحف سورية معارضة للجريمة التي لحقت بالصحفيين الفرنسيين. وخطورة هذا الموقف بما ينطوي على تقييد حرية التعبير.
لابد من التأكيد إن هذه الاحتجاجات التي تجري ضد االرسوم المسيئة والمجلة الضحية ، لو جرت قبل ارتكاب الجريمة لكان الحدث عادياً، وأحدى أشكال حرية التعبير، أما الحشد والاحتجاج بعد ارتكاب الجريمة، يعتبر تأييداً للجريمة نفسها، وتأييداً لمرتكبي الجرم وتبرير فعلتهم. ومناسبة للتعبئة في صفوف القوى التكفيرية المتشددة.
في الجانب السوري من الاحتجاجات التي جرت في مناطق تقع تحت سيطرة المعارضة المسلحة ، وإن كان أحد أسباب الاحتجاج جاء نتيجة لما يتعرض له الشعب السوري من انتهاكات وجرائم بحقه على مرأى العام الذي لم يتحرك لنصرته وهذه إحدى العوامل التي تغذي التطرف وردود الأفعال الغريزية .
غير أن هذه الاحتجاجات أياً كان مصدرها فإنها تعكس رؤية منظومة فكرية مسيطرة على الشارع أو جزء منه. ما جرى يعكس صراعاً بين الحضارات ، من جهة تقف الدول والشعوب التي بذلت جهداً تاريخياً منذ مراحل الصراع التنويري الهائل، الذي جرى بين العقل المسيحي والعقل العلمي الذي دام ثلاثة قرون، كان من نتائجه إحداث قطيعة معرفية مع التصور الديني للحياة وللعالم، الذي أصبح معيقاً للحداثة والتقدم، والانتماء للعصر. نتج عن هذا الصراع إخراج العقلانية من حدود الغيب ، حيث تحولت المؤسسات الدينية إلى جزء من مؤسسات المجتمع المدني مستقلة عن الدولة، تواكب ما يحدث من تطورات في العصر حتى تستطيع الحفاظ على مكانتها ، والأهم أن لا علاقة لها بالتشريع في الدولة .
لكن مازال أغلبية العالم الإسلامي و منه العربي، يعيش تناقضات صارخة بين التقليد والتحديث مازالت تصوراتنا للعالم والحياة أسيرة التصورات الجاهزة من القرون الوسطى ، ،أبرز مظاهرها انتهاك الحقوق خاصة حقوق المرأة، التي يفرض عليها لباسها وزواجها وطلاقها وتنتشر ظاهرة تزويج القاصرات، وتجنيد الأطفال و استخدام الحدود من قطع اليد والجلد حتى الموت، والقتل للردة، جرائم لا يقبلها عقل وتناقض منطق العصر و تمثل انتهاكاً صارخاً لحقوق الإنسان. كل هذه الجرائم ترتكب باسم الإسلام ، أليست هذه الممارسات االعلنية التي يراها العالم يومياً، هي التي أعطت الفرصة للآخرين أن يرسموا ويكتبوا ويسيئوا للإسلام، في الوقت ذاته ألا يوجد نسبة كبيرة من المسلمين يرفضون هذه الممارسات.
وإن كانت الحرية هي أساس كل الحقوق وهي الكلمة التي اجتمعت عليها الشعوب العربية في ربيعها، ودفع مئات الآلاف أرواحهم في سبيلها، تبقى الحقيقة أن وعاء الحرية هو حرية التعبير، حرية تنمو في العقول من خلال النضال في سبيل التغيير وإن باقي الحريات ترتبط بها إذ كيف يمكن للشعب ، أن يطالب بحقوقه إذاً لم يملك حقه في حرية التعبير؟



إن التحول والتغيير والثورة لا يتحقق دون المشروع الثقافي التنويري الذي يجسد القطيعة مع الموروث الماضوي و المنظومة المذهبية التي تعتقد أنها مبرهن عليها للأبد، وهذا يناقض منطق التاريخ الإسلامي ذاته، إن إغلاق باب الاجتهاد وسيطرة المحافظين من رجال الدين ، تدعمها قوى تكفيرية متشددة، يعتبرون أن الشريعة اكتملت منذ زمن طويل، َ لتعيش الأمة في كسل فكري ويتحول مفكرون إلى أشباح، ينسون حقائق إن كل أصحاب المذاهب التي يتمسك بها المسلمون دون تفكير قد تعرضوا للاضطهاد و السجن في زمن الدولة العباسية على سبيل المثال أبو حنيفة صاحب المذهب الحنفي السائد في سوريا قضى نحبه في السجن، بكلمة أخرى لم تسيطر أرائهم إلا في العصر الراهن وهذه مفارقة غريبة، ومن الشواهد على عقم منظومة التفكير والتكفير هذه أن الخليفة عمر بن الخطاب أوقف العمل ببعض الحدود القرآنية منذ فجر الإسلام، لأنها لا تتوافق مع الظروف القائمة في حينها. فكيف بنا نحن أبناء القرن الحادي والعشرين وفي زمن الحرب والجوع والحصار نطبق حدوداً باسم القرآن.
أخيراً هل خسر المسلمون الأتراك شيئاً من دينهم، بعد أن تم فصل الدين عن الدولة وبعد أن تم إلغاء الشريعة كمصدر من مصادر التشريع واعتماد قوانين مدنية منذ حوالي مائة عام في تركيا .المثال التركي هو الذي يعطينا الأمل أن الإسلام قادر على التكيف مع العصر ، والخروج من النفق المظلم الذي نتخبط فيه.

سحر حويجة



#سحر_حويجة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تأثير الدور الدولي والإقليمي في الثورة السورية
- القانون و جرائم قتل وتعذيب وحجز الأطفال
- سوريا: لماذا أقحم النظام الجيش في الأحداث الراهنة؟
- بقايا من زمن بابل
- المثقف بين الإنفلاش الإعلامي والإعلام الممسوك
- أمريكا ومواجهة الخطر الإيراني
- حرية الرأي و التعبير
- أحداث مؤثرة لكن من المستفيد؟
- دور المرأة في المجتمع بعد الحرب
- المرأة تحت سلطة الدكتاتور في رواية غبار الطلع
- فتح الإسلام شرارة من سيحترق بها ؟
- ظاهر ة العنوسة و البحث عن حلول
- الناشط في حقوق الإنسان
- الطريق إلى السعادة الزوجية
- تعطيل دور الشباب العربي وأهمية تفعيله
- أمريكا والتحولات الجارية في الدول المتخلفة
- دفاعاً عن قانون الزواج المدني
- حقائق على خلفية القرار الدولي 1701 القاضي بوقف إطلاق النار ع ...
- الدور القومي العربي وأزمة الفكر القومي
- معادلات جديدة نتيجة الحرب الدائرة على الساحة اللبنانية


المزيد.....




- “800 دينار جزائري فورية في محفظتك“ كيفية التسجيل في منحة الم ...
- البرلمان الأوروبي يتبنى أول قانون لمكافحة العنف ضد المرأة
- مصر: الإفراج عن 18 شخصا معظمهم من النساء بعد مشاركتهم بوقفة ...
- “سجلي بسرعة”.. خطوات التسجيل في منحة المرأة الماكثة بالبيت ف ...
- إيران - حظر دخول النساء الملاعب بعد احتضان مشجعة لحارس مرمى ...
- هل تؤثر صحة قلب المرأة على الإدراك في منتصف العمر؟
- اغتصاب وتحويل وجهة وسطو وغيرها.. الأمن التونسي يوقف شخصا صدر ...
- “الحكومة الجزائرية توضح”.. شروط منحة المرأة الماكثة في البيت ...
- جزر قرقنة.. النساء بين شح البحر وكلل الأرض وعنف الرجال
- لن نترك أخواتنا في السجون لوحدهن.. لن نتوقف عن التضامن النسو ...


المزيد.....

- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي
- الطريق الطويل نحو التحرّر: الأرشفة وصناعة التاريخ ومكانة الم ... / سلمى وجيران
- المخيال النسوي المعادي للاستعمار: نضالات الماضي ومآلات المست ... / ألينا ساجد
- اوضاع النساء والحراك النسوي العراقي من 2003-2019 / طيبة علي
- الانتفاضات العربية من رؤية جندرية[1] / إلهام مانع


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - سحر حويجة - أزمة حرية التعبير في الصراع بين الحداثة والتقليد