أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فرات المحسن - حلف عسكري عربي لخنق تطلعات الشعوب














المزيد.....

حلف عسكري عربي لخنق تطلعات الشعوب


فرات المحسن

الحوار المتمدن-العدد: 4763 - 2015 / 3 / 30 - 12:28
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تتعرض منطقة الشرق العربي لمخاطر جمة ليس اقلها وجود ظاهرة الإرهاب المتفشي في مفاصل جميع بلدانه، وعلى مستويات إدارات ومؤسسات وقادة،كذلك نظم تعليم ومعارف وثقافات وصولا لعلاقات اجتماعية. ويبذل الحكام ومؤسساتهم الكثير من الجهود ويسفحون الأموال الطائلة في عمليات ممنهجة لوضع شعوبهم في حالة غيبوبة، وإجبارها على البقاء في مستنقع الفقر الثقافي والمعرفي، الذي يعالج مظاهر الحياة وحراكها سطحيا وضمن استحكامات مفروضة، لا تتواصل مع حقائق ومستجدات الأوضاع بواقعية بقدر ما تذهب بعيدا عن مستجدات الحقائق العلمية ومظاهرها اليومية، وتتبلور بتوصيفات متطرفة صبيانية متطيرة أو محافظة غارقة برجعيتها، وهذا يجعلها الذهاب لتبرير الأوضاع القائمة باللجوء للغيبيات، وهذا يمنع المساس بجوهر وطبيعة السلطة الحاكمة، أي سلطة ولي الأمر الذي يحرم الدين خروج الأفراد عليه.
في جميع الأحوال لا يمكن أدراج سلطة عربية بعينها مهما كانت طبيعتها السياسية اليوم، في خانة الحكومات التقدمية الديمقراطية، حتى وأن أجريت في بلدانها انتخابات. فالجميع دون استثناء يندرج تحت مسمى السلطات الرجعية أو الحكومات الشمولية أو في أبسط التوصيفات يمكن وسمها بالمحافظة والتقليدية. وبمختلف المستويات فجميعها قامعة لشعوبها بشكل أو أخر، وفي الوقت نفسه خائفة منه، وبعيدة كل البعد عن روح العصر وحضارته التي من صلبها الديمقراطية.
يبدو أن إرهاب الإخوان المسلمون ثم القاعدة ومن بعدها الوليد الجديد والوريث الشرعي لهما (داعش ) وتهديدها لنظم الحكم العربية القائمة (بعد انقلابها على رعاتها) أثار الفزع بين تلك السلطات، مثلما تثير فزعها التغيرات الحاصلة لصالح الديمقراطية والحراك المدني والحداثة في العالم، والتي باتت مستحقاتها تقترب وتتداخل بشدة في مجالات حياة شعوب الشرق، وأصبحت الشعوب تشعر بأن لا مناص من تغيير طابع الحياة الكهنوتية التي تفرض عليها.أيضا ظهر بشكل حاد عامل التهديد المذهبي المتصاعد المتمثل بمشروع إيران التوسعي وارتباطاته الإقليمية .
إن استشعار الخطر المندفع من كل الجهات جعل تلك الحكومات تبحث عن صيغ تكفل أبعاد شبح التهديدات الكثيرة، والتي أضحت بروابطها وحركاتها وأعلامها تضرب أطنابها في صميم ورحم دواخل الشعوب ومؤسساتها السياسية والاجتماعية، وتخلق تأثيرات وارتجاجات غير هينة بين أوساط الناس، وبالذات الشباب منهم، وهم عصب التغيير ودعاته اليوم.وأمسى ذلك تهديدا جديا يقترب شيء فشيء من عصب السلطة، لذا لم تجد تلك السلطات الحاكمة غير سلوك التآمر والقوة والقمع للحفاظ على تركيبتها ومكاسبها، فدون ذلك فهي تستشعر بأن حياتها السياسية باتت معلقة بخيط واه لا يمكن أن يصمد أمام المخاطر الخارجية والداخلية المتصاعدة والمتسارعه بتأثيراتها.
من كل هذا، استدعت نوازع التطير والخوف من الحكومة السعودية، التحريض والطلب من وليدتها الحكومة المصرية بقيادة المشير السيسي لطرح مشروع الحلف العسكري العربي، الذي تلقفه البعض كمشروع للإنقاذ ومتراس للصد، يمكن له أن يكون حلا مناسبا للسيطرة على طفح بعض التمرد والانفلات الشعبي، ولمنع أي تغيير ديمقراطي وحضاري يهدد مستقبل الحكومات الرجعية في عقر ديارها. وأخيرا طرح المشروع من قبل الأمين العام للجامعة العربية، في مؤتمر القمة العربية الذي عقد في شرم الشيخ، وباحتفاء ومباركة جميع الحكام العرب، الذين تلقفوه وكأنه مشروع الخلاص من الخوف القابع في الجوار والداخل.
ولكن يبدو أن السعودية وهي صاحبة الفكرة الرئيسية لهذا المشروع، كانت قد استبقت الآمر، وبما تملكه من قوة مالية وسياسية، لطرح المشروع عمليا وتطبيقه على الأرض، بإشراك ما يمكن إشراكه من تلك الحكومات العربية، لتكون هي نواة وقائدة هذا الحلف العسكري القادم، ولذا دفعت من أأتلف معها في اختبار قوة عبر خوض الحرب في جمهورية اليمن، وحشدت له قوة عسكرية ذاتية كبيرة لم تكن تجازف السعودية لإشراكها في حروب دائما ما كانت قريبة منها جغرافيا وسياسيا ، لا بل كانت تمس عصب السيادة الوطنية السعودية، ومثلت في بعضها تهديد حقيقي لمصالح الدولة وجغرافيتها. فلم تفكر السعودية في يوما ما بدفع مثل هذا الجيش العرمرم والسلاح المتطور لتحرير مثلا الجزر السعودية التي سلبتها منها إسرائيل ومازالت، والمشرفة على المدخل الشمالي للبحر الأحمر وتمثل عصب الملاحة في المنطقة، بل نجدها صامته ونسيت أن لها أرض مسلوبة.
ولكننا نجد إن كل ذلك الحشد المؤلف من 150 ألف عسكري سعودي ومئات الطائرات وبشراكة التوابع، يأتي لإزالة التهديد المتمثل بالحوثيين الزيدية. وهؤلاء يمثلون أحد التهديدات التي باتت السعودية تتخوف من أن يصل سعيرها لعقر دار المملكة. والمملكة السعودية دائما ما كانت تجد في اليمن وشعبه ما يهدد حياة ملوكها. وعملت بمثابرة ودون حدود لتكون هناك قوى تلجم حركته الناهضة وتحد من تطلعاته نحو التحرر والديمقراطية. أيضا فان الزيديين اليمنيين الشيعة بعد انقلابهم، مابرحوا اليوم يمثلون خطرا عقائديا مدججا بالسلاح، وهم أشد باسا من باقي الخصوم، ولا يمكن غض النظر عنه، ومن الواجب استباق الأمر وكبح جماحهم قبل أن يستشري وباءهم ويصبح تهديدا خطيرا، ليس فقط للسلطة الحاكمة في السعودية ولمجلس التعاون الخليجي، بقدر ما يمتد خارج شبه الجزيرة العربية ليغزوا جميع البلدان العربية، ويكون ذلك عبر ارتباطاتهم بمشروع التوسع المذهبي الإيراني ونصرا له .



#فرات_المحسن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحذر الحذر من خطة أمريكا لتحرير الموصل
- استشهاد الطيار الأردني معاذ الكساسبة والموقف الرسمي العراقي
- حقيقة المساعدات الأمريكية لمنظمة داعش
- في النجف هناك من يبغض الحب
- الاستثمار ودواعش مدن وسط وجنوب العراق
- شخصية المالكي لا تسمح له قبول الهزيمة
- ما الذي تستطيع فعله لجنة التحقيق في سقوط محافظة الموصل
- هلموا نتقاسم وطن
- مشهد أخر في نشوة القتامة وردع الأمل
- مقترح مشروع المنظمة العراقية للدفاع عن حقوق الإنسان
- عواصم للثقافة، مشهد في نشوة القتامة و ردع الأمل
- الغاية من رواية طائرات سوخوي الداعشية
- هل يستطيع السيد العبادي تنفيذ برنامجه الوزاري
- داعش وأفلام الأكشن
- الدواعش في إدارات الجيش العراقي
- نحو مجزرة سبايكر جديدة
- العراق، خيار التوافقية بديلا عن صناديق الاقتراع
- تركة ثقيلة عافها المالكي للعبادي وجميع العراقيين
- سليم الجبوري خيار خائب لتصعيد حالة الاستعصاء
- الولايات المتحدة الأمريكية وتفكيك عقد العراق المستعصية


المزيد.....




- ماذا قال الجيش الأمريكي والتحالف الدولي عن -الانفجار- في قاع ...
- هل يؤيد الإسرائيليون الرد على هجوم إيران الأسبوع الماضي؟
- كوريا الشمالية تختبر -رأسا حربيا كبيرا جدا-
- مصدر إسرائيلي يعلق لـCNN على -الانفجار- في قاعدة عسكرية عراق ...
- بيان من هيئة الحشد الشعبي بعد انفجار ضخم استهدف مقرا لها بقا ...
- الحكومة المصرية توضح موقف التغيير الوزاري وحركة المحافظين
- -وفا-: إسرائيل تفجر مخزنا وسط مخيم نور شمس شرق مدينة طولكرم ...
- بوريل يدين عنف المستوطنين المتطرفين في إسرائيل ويدعو إلى محا ...
- عبد اللهيان: ما حدث الليلة الماضية لم يكن هجوما.. ونحن لن نر ...
- خبير عسكري مصري: اقتحام إسرائيل لرفح بات أمرا حتميا


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فرات المحسن - حلف عسكري عربي لخنق تطلعات الشعوب