أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خليل الفخري - الدولة المدنية الديمقراطية أو أللادولة . !!!















المزيد.....

الدولة المدنية الديمقراطية أو أللادولة . !!!


خليل الفخري

الحوار المتمدن-العدد: 4762 - 2015 / 3 / 29 - 21:41
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الدولة المدنية الديموقراطية أو اللادولة . !!!
ان المتتبع للشأن العراقي و المعنيّ بقراءة الظواهر و المستجدات اليومية على الساحة ؛ يخرج بحصيلة استنتاجات و رؤى تتقاطع مع بعضها أحيانا ، و تلتقي في بعضها الآخر أحيانا أخرى ، أبرزها ظاهرة الشدّ و التجاذب السياسي و محاولات البعض ممن يشارك في العملية السياسية تأزيم الأوضاع ، و العمل على شحن الشارع مذهبيا و طائفيا ، و تفخيخه وصولا به الى لحظة الأنفجار و التشظّي . تلك هي القراءة الأبرز للوضع المعقّد في العراق .
ان شعورا لدى المشاهد والمتابع يتبلور للوهلة الأولى ، هو أن المواطن العراقي انما يعيش خارج اطار الدولة ، بعيدا عن السياقات القانونية التي تنظّم الحياة و تعمل على ارساء وحدة القوانين التي يخضع بموجبها الأفراد لسلطتها ، و كذلك النظم الحضارية ، و كأنّه في سوق شعبي ؛ يعرض الساسة فيه بضاعتهم بالأسلوب الذي يريدون و يسومون الآخرين عليها ، و يطرحون السعر المقارب لها . و يتحكّمون كما الأحتكارات بآلية العرض و الطلب مع انعدام التناغم و الأنسجام في المعروض . و ينتهي في استنتاجاته الى انه امام ظاهرة اللادولة . ومن هذا المنظور فالعراق يتجه حثيثا صوب التشرذم و التفكك و صولا الى قيام امارات و دويلات صغيرة تشبه دول الطوائف وفقا لمذاهب و قوميات كتلك التي سبقت انهيار الدولة الأموية في الأندلس . ان القائمين على العملية السياسية الذين دخلوا العراق مع دخول الحذاء الأمريكي على ظهر دبابته ليسوا بأصحاب خبرة و معرفة بأساليب و حيثيات بناء دولة و أمّه . ولأن معظمهم كان قد ولد في دول الجوار كأيران مثلا ، و قاتل الى جانب قوّاتها ضدّ العراق ؛ و أنا لا أدافع هنا عن المجرم صدام ، بل أذكر الوقائع كما هي ؛ فهم مدينون بحكم ذلك و عليهم الوقوف معها و تطمين مصالحها ، و تنفيذ سياستها التوسعية في المنطقة ، و تحقيق أحلامها في اعادة امجاد الدولة الصفوية ، و ان كان على حساب العراق وطنهم و وطن آبائهم ، و شعبه الذي طحنته الحروب و الدكتاتورية ب رحاها ، فالولاءات تباع و تشترى ، و لها ثمن في زمن المزايدات و العهر السياسي هذه الأيام عند اولئك الباحثين عن مجد ولو في القمامة ، و الساعين وراء تطمين مصالحهم الفئوية و الطبقية على حساب جوع الفقراء من العراقيين و عريهم و مرضهم و البطالة التي أنشبت مخالبها في لحمهم ، يصكّون السمع عن الأنصات لأوجاعهم و انين شكواهم مادامت معدهم ملأى بما لذّ و طاب من الطعام ، لا يفزعهم خوف ولا يعصف بهم قلق مادامت المنطقة الخضراء تؤمّن الحماية لهم من خلال تواجد الآلاف من قوى الأمن التي تستنزف جزءا كبيرا من موارد العراق الذي تعصف به الأزمات وفي وقت يفتقر فيه الى البنى التحتية و الخدمات التي ينشدها المواطن و لعل اهمها الصحة و التعليم و العمل .و كذلك الجيش اضافة الى جدار الفصل العنصري ؛ هؤلاء الذين و العراق يمرّ في أسوأ أزمة مالية عرفها منذ تأسيسه في عشرينيات القرن الماضي ، مازالوا يتمسكون بكامل رواتبهم و مخصصاتهم و حماياتهم بأعدادها الخيالية التي لا يصدقها عقل عاقل .
لم يطرق أسماعنا نبأ عن الأيثار و نكران الذات الذي قرأنا الكثير عنه في كتب التراث و سمعنا قصصا و حكايات حوله ان لمّح احدهم الى التنازل عن استحقاق باطل ليس لهم فيه وجه حق ، بل كان وراءه المواطن الذي مازال أسير جهله ، يؤمن ان مفتاح جنّة الله بيد قيادات هذه الأحزاب الدينية التي سيضيع العراق بسببها وعدم ولائها للعراق و حبّها لشعبه . فهو يعتقد ان عدم التصويت لهؤلاء يعني المروق و سخط الله و عدم رضاه . مازال هذا المواطن تقليديا في مرجعياته و مواقفه من الوجود ، غارقا في غيبيات و أساطير فات زمانها و أصبحت تؤلّف معوقا فكريا فعّالا يمنعه من مواجهة متطلبات الحداثة ، و قبولها و التكيّف معها و تنميتها و انضاجها و ابتكار الجديد منها وصولا الى حياة انسانية لا تهدر فيها كرامة الفرد و يتساوى الجميع فيها امام القانون وفي الواجبات و الحقوق ، و ينال حقّه من ثروة العراق الوطنية التي تذهب الى جيوب الحيتان الكبيرة التي تمسك اليوم برقبة المواطن و تشدّ عليها دون رحمة و مخافة من الله .تظلّ المفردة اللغوية مرنة و فضفاضة في لغة هؤلاء يمكن القفز عليها و التلاعب فيها و تجميلها او تقبيحها ان ارادوا و حتى ابطال فاعليتها ، و بخاصة لمن يجيد رصف المفردات و تحميلها اكثر مما تتحمل ؛ تلك لغة و اسلوب المعممين ، أصحاب المداس و الخاتم و كيّ جبهة الوجه في الأعلى ؛ هم الأقدر في ذلك . فليس ثمّة تقارب بين اللغة وما يجري على الأرض ؛ فاللغة وحدها لا تشبع جائعا أو تشفي عليلا أو تروي ظمآنا ، أو تعلّم أمّيا و جاهلا ، أوتدسّ في جيب العاطل الباحث دوما عن عمل شريف عندما يرجع مساء الى بيته و عياله ما يستعين به على غده .
ان الكذب و الضحك على البسطاء انما هي لغة يتقنها هؤلاء و سمة تميّز القائمين على الأمور في بلد انفلتت الأمور فيه عن عقالها و خرجت عن سياقاتها حتى أمسى ألأمر محرجا يدعو للأسى أحيانا و الضحك أخرى ؛ فالميليشيات التي ترعاها و تمهّد الأرض لها و تسنّدها الأحزاب الشيعية تعيث فسادا في ارض العراق ، حتى أثار القتل على الهوية و التهجير سعيا للتغيير الديموغرافي على الأرض شهوتها في المضي أبعد من ذلك . ميليشيات منفلتة مرجعية بعضها وراء الكارون ، بينما آلة و يد التنفيذ فقد توزّعت على امتداد ارض العراق المنكوب بهؤلاء حتى لم تعد بقعة تخلو منها . بيدها السلاح الذي يجب ان يظل محصورا بيد الدولة ، و المال الذي به تشتري الضمائر و الذمم .
ان بناء دولة عصرية وفق المنظور الحضاري يتطلّب أولا و قبل كل شيئ تصفية تلك الميليشيات لأن وجودها يتناقض مع وجود حياة مدنية تتمتع بالسلم الأجتماعي و حقوق الأنسان . ان وجودها يعني غياب الدولة و استمرار حالة الفوضى و عدم الأستقرار و النزاعات و سياسة القتل على الشبهة . ومما يزيد الأمر تعقيدا و يجعل من مهمة الحكومة شبه مستحيلة هو ان بعض الأطراف المشاركة في الحكومة وهي صاحبة تاريخ انتهازي تضع مصالحها فوق مصالح الشعب المسحوق ، وبما تحمله من ارث مشبوه ترفض القاء سلاحها و تسليمه للدولة و الأعتراف بسلطة الدولة و شرعيتها .
نحن في واجهة نفق مظلم و طويل . ليل لا آخر له . و قبل ان نضع مجبرين من قبل هؤلاء قدما على ارض هذا المنزلق وهو يفضي الى مخاطر غير معروفة النتائج و العواقب علينا ان نعيد النظر في كل سياستنا ، وعلى الشعب ان اراد تحقيق حلمه في حياة حرّة آمنة و كريمة و مستقبل يضمن فيه للطفولة حقّها في الحياة و التعلم ، عليه ان يرمي كلّ ثقله الى جانب التغيير المطلوب ، الى حلول نهائية لمشاكله ، وان يرفض و بكل قواه أنصاف الحلول و سياسة الوعود و الترقيع ، عليه ان يتخذ من ساحات العراق منابر احتجاج فهي تتسع لصوته من اجل تحقيق ارادته في الخير و المحبّة و السلام .

الناصريه – خليل الفخري



#خليل_الفخري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بشار بن برد ؛ قراءة خاطئة للسيد بدري الغزّي . !!!
- الدكتور حيدر العبادي ؛ ليكن عيد ميلادك هو ما يجمع العراقيين ...
- نوم مضطرب !!!
- العراق ؛ ارتقاء مدمّر باتجاه مهيل الصخر . !!!
- ذاك الطّاس و ذاك الحمّام ؛ عدنا كما بدأنا أول مرّة . ّّّّ!!!
- فيروز ؛ وجع الحلاّج و أغنيته . !!!
- هل نجد في التراث دواء لعلّتنا ؟ !!!
- للّه العزّة في الأعالي ، وفي النّاس المسرّة ، و على الأرض ال ...
- حكم الطائفة طريق يفضي الى العدم .!!!
- صناعة الأصنام في العراق !!!
- حكم الطائفة البغيض ؛ هو المسؤول عن الدم العراقي المراق !!!.
- البطاقة التموينية هي الدّاء و العلّة . !!!
- قصّة قصيره - في ىحم الليل يولد تاريخ البشرية
- في رحم الليل يكتب الشجعان تاريخ أوطانهم
- هل يقتفي العراقيون خطى الشعب التونسي ؟ !!!
- حكايات من التراث
- ماذا سيقول الأجداد في الأحفاد لو عادوا إإإ
- لن يبقى من العراق سوى الحجارة ، ان استمرّ الحال !!!
- فيروز !!! تداعيات أعياد الميلاد 2013 و العراق ينأى !!!
- حريق العراق ؛ سوف يلتهم الجميع . !!!


المزيد.....




- رئيس وزراء فرنسا: حكومتي قاضت طالبة اتهمت مديرها بإجبارها عل ...
- انتخاب جراح فلسطيني كرئيس لجامعة غلاسكو الا?سكتلندية
- بوتين يحذر حلفاء أوكرانيا الغربيين من توفير قواعد جوية في بل ...
- الدفاع الروسية تعلن القضاء على 680 عسكريا أوكرانيا وإسقاط 13 ...
- رئيس جنوب إفريقيا يعزي بوتين في ضحايا اعتداء -كروكوس- الإرها ...
- مصر تعلن عن خطة جديدة في سيناء.. وإسرائيل تترقب
- رئيس الحكومة الفلسطينية المكلف محمد مصطفى يقدم تشكيلته الوزا ...
- عمّان.. تظاهرات حاشدة قرب سفارة إسرائيل
- شويغو يقلّد قائد قوات -المركز- أرفع وسام في روسيا (فيديو)
- بيل كلينتون وأوباما يشاركان في جمع التبرعات لحملة بايدن الان ...


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خليل الفخري - الدولة المدنية الديمقراطية أو أللادولة . !!!