|
هل فقد العراقيون عقولهم ..-!!
سهيل أحمد بهجت
باحث مختص بتاريخ الأديان و خصوصا المسيحية الأولى و الإسلام إلى جانب اختصاصات أخر
(Sohel Bahjat)
الحوار المتمدن-العدد: 1326 - 2005 / 9 / 23 - 07:58
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
بقلم : سهيل أحمد بهجت من المؤسف حقّا أن نجد " العراقيين " ينسون ، أعني الأغلبيّة منهم ، ما فعله نظام البعث بهم و لا يزال ، و الأكثر أسفا أن يتحوّل التّشيّع و المذهب الشيعي الّذي عهدناه درعا ضدّ الطُّغاة ، يُصبح جزءا من آلة الحقد البشريّة الّتي تعمل باسم (( الله )) أو تكذب على ربّ العالمين و عباده المساكين ، لم يسأل العراقيّون أنفسهم السؤال الأخطر و هو : هل كُنّا أحياءا قبل 9 نيسان 2003 م .."!! و ما هذا الّذي يسمّيه أغلب العراقييّن بـ(( الاحتلال )) !! بينما هُم يُحرقون دبّابته دون أن تطلق رصاصة واحدة ، كما رأينا البارحة على شاشات الفضائيات و في البصرة تحديدا ، أليس من الشّين و العار على جبين التاريخ الّذي سيُكتب للعراقيين أن يقال : أنّ البعثيين أرادوا عراقا واحدا ، و لكن وحشيّا و مُتخلّفا ، و أن الشـــيعة و الأكـــراد كان قد جنّ جنونهم للحصول على مكاسب هنا و هناك ..!! أليس الموقف العراقي دليلا على سقوط أخلاقي خطير .."!! فما أسرع الفتوى الّتي أصدرها المراجع العضـام (( جــمع عضمـــة )) !! و الّتي تصف التّحرير بـ(( الاحــتلال )) ، و ما أعجز هذه المرجعيات عن اصدار فتوى أُخرى تنصّ على الأقل بأن العراق لم يُعد محتلا منذ انتقال السّلطة ، البعث و سلفه الملعون يسرح و يمرح في البلاد بينما ضحاياهم يعــوون كالكلاب بكلمة (( احتلال )) ، و لو كانت أمريكا و بريطانيا ضربتا العراق بقنبلة نووية أو اثنتين ؟! لرأينا العراقيين يقرّبون الأضاحي تحت أرجل القوات المحرّرة ، الحمد لله فإنّي لم أكن فاقد الغيرة و الشرف و كنت أسمّي هذه القوات " دائما " بالتّحرير ، إنّ ما يحصل الآن من إرساء قوانين ذات طابع إسلامي إيراني و حسب منهج أبو سفيان الخامنئي عليه اللعن و قوانين ذات طبيعة قـــومجية ، حسب الرّغبة الكردية البعثيّة فلهؤلاء تحالف عريق مع البعث و سلفهم الملعون ، بينما الإرهاب السّنّي العروبي لا يعترف إلا بقانون الطغاة الصّدّاميين ، أُنظروا مثلا كيف أن (( حزب الدّعوة )) و (( مجـــلس الحكيم )) يروّجون الآن لمفاهيم ضيقة و حزبيّة و أخشى أن تتحول الحالة الديمقراطية في بغداد إلى تجربة (( كردســتانيّة )) فاشلة أُخرى ، حينما أسّس الحزبان الكرديان برلمان (( التصفيق )) و بقيا يزعمان الشّرعية و لا زالوا ، و الإسلاميّون ممثّلون أساسيّون في هذه المهزلة ، لنعد إلى موضوعنا فنقول : إنّ الحسّ العراقي يجب أن يطغى على كل شيء ، و الانتماء العراقي كان بمأمن رغم الإرهــاب ، منذ تحرير العراق إلى أن قرّرت حكومة (( علاّوي )) و بعده (( الجعفري )) أن العراق لا يمكنه إنكار انتماءه الإسلاموي و العروبي !! و كانت تلك المادّة الدّستورية و التي أدخلها الأكراد ، تنصّ على أن الشّعب العربي في العراق هو جزء لا يتجزأ من الأُمّة العربية .." و هكذا تحولت حدود العراق إلى حاجز أمام أُمم متوحشة تريد أن تنفصل ، و نسي الأكراد أيضا أنّهم مجموعة أُمم (( صوران ، بهدينان ، كرمانج )) و العرب أيضا قوميات متعددة ، العراق الآن على مفترق الطُّرق ، إما أن يكون عراقا حرّا و علمانيا لينجح أو خليطا مريضا قابلا للتقسيم .
#سهيل_أحمد_بهجت (هاشتاغ)
Sohel_Bahjat#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
العقل .. و العقل المزيف - على هامش محاكمة الطاغية و أذنابه)
...
-
الحديقة الخلفية للإرهاب
-
شمـال العراق و ثقافة الصّــــــنم
المزيد.....
-
فيديو كلاب ضالة في مدرج مطار.. الجزائر أم العراق؟
-
الناتو يقرر تزويد أوكرانيا بمزيد من أنظمة الدفاع الجوي
-
طهران: لا أضرار عقب الهجوم الإسرائيلي
-
آبل تسحب تطبيقات من متجرها الافتراضي بناء على طلب من السلطات
...
-
RT ترصد الدمار الذي طال مستشفى الأمل
-
نجم فرنسا يأفل في إفريقيا
-
البيت الأبيض: توريدات الأسلحة لأوكرانيا ستستأنف فورا بعد مصا
...
-
إشكال كبير بين لبنانيين وسوريين في بيروت والجيش اللبناني يتد
...
-
تونس.. الزيارة السنوية لكنيس الغريبة في جربة ستكون محدودة بس
...
-
مصر.. شقيقتان تحتالان على 1000 فتاة والمبالغ تصل إلى 300 ملي
...
المزيد.....
-
الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة
...
/ ماري سيغارا
-
الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي
/ رسلان جادالله عامر
-
7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة
/ زهير الصباغ
-
العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني
/ حميد الكفائي
-
جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023
/ حزب الكادحين
-
قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية
/ جدو جبريل
المزيد.....
|