أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالخالق حسين - حرب السعودية في اليمن على خطى النظام الصدامي في إيران













المزيد.....

حرب السعودية في اليمن على خطى النظام الصدامي في إيران


عبدالخالق حسين

الحوار المتمدن-العدد: 4762 - 2015 / 3 / 29 - 17:15
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الحكمة تفيد، أنه "من السهل أن تبدأ الحرب ولكن من الصعب الخروج منها". وأفضل مثال هو تورط صدام حسين عندما شن الحرب على إيران عام 1980 معتقداً أن الجيش الإيراني مفتت وغير موالي لحكومة الثورة الإسلامية، وأن حربه هذه ستكون خاطفة لن تستغرق أكثر من عشرة أيام، على غرار الحروب الإسرائيلية الخاطفة على العرب، تنتهي بتحقيق نصر سهل وسريع، ويصبح صدام بسمارك العرب. والنتيجة أن الحرب استمرت 8 سنوات أهلكت الحرث والنسل في البلدين، وما تبعها من حروب أخرى انتهت بنهاية صدام ونظامه الفاشي إلى الأبد. وهذا هو منطق التاريخ.

النظام السعودي لا يقل فاشية وعنصرية وطائفية عن النظام البعثي الصدامي إن لم يكن أسوأ منه. فعادة تحاول العائلة السعودية المالكة تجنب الحروب المباشرة، فعندما بدأ الصراع بين إيران والسعودية على أثر الثورة الإيرانية الإسلامية الخمينية عام 1979، وخوفاً من تصدير الثورة إلى الدول العربية، لجأت السعودية ومعها الدول الخليجية الأخرى وأمريكا إلى خدع الشقي صدام حسين ودفعه لشن الحرب على إيران "لحماية البوابة الشرقية"، ومدوه بالمال الوفير والدعم اللوجستني والاستخباراتي والسلاح، وقالوا له (منا المال ومنك الرجال).

وبعد إسقاط النظام الفاشي في العراق وبدعم أمريكا، وإقامة نظام ديمقراطي فيه ومنح جميع مكونات الشعب العراقي الفرصة للمساهمة في الحكم الجديد والتخلي عن حكم المكون الواحد السابق، وحصل الشيعة والكرد وبقية المكونات على حقوقهم الوطنية العادلة، جن جنون السعودية وبقية الأنظمة العربية، فناهضوا النظام العراقي الديمقراطي، وكعقوبة منهم للعراق، اعتبروا دعمهم المالي لصدام خلال حربه على إيران ديوناً على الشعب العراقي، و وظفوا العقيدة الوهابية الفاشية المعادية لكل الأديان والمذاهب، وسخروها لإثارة الشحن الطائفي ضد الشيعة وكذلك ضد إيران، الأمر الذي شجع إيران للعب دور قوي في دعم النظام العراقي الجديد. وهذا ما أثار حقد وغضب السعودية أكثر فأكثر.

ومن جانب آخر، ومنذ إعلان الثورة الإيرانية، راحت إيران تدعم المكونات المضطَهدة في البلاد العربية، ليس الشيعة فحسب، مثل حزب الله في لبنان، بل وحتى التنظيمات السنية المناهضة لإسرائيل مثل حماس في غزة/فلسطين. وهذا الوضع الجديد جعل السعودية والأنظمة الخليجية تتمادى أكثر في اضطهاد الشيعة في بلدانها والتقرب إلى إسرائيل والتحالف غير المعلن معها. فكانت مثلاً ثورة الحوثيين في اليمن، وانتفاضة الشيعة في البحرين (يشكل الشيعة في البحرين نحو 80% من الشعب وهم محرومون من أبسط حقوق المواطنة). وكان رد فعل السعودية أن أرسلت قواتها (درع الخليج) فارتكبت مجزرة رهيبة ضد الشعب البحريني لم يسلم منها حتى الأطباء ومساعدوهم. والحجة أن هذه الانتفاضات هي من صنع إيران.

في صحيفة الغارديان اللندنية يوم 29/3/2015 ، كتب الباحث في شؤون الشرق الأوسط السيد نسيبه يونس: (إيران لم تنسق الانتفاضات في البحرين وإنما سبب هذه الانتفاضات هو الظلم والمطالبة بالحقوق. وإيران لم تخلق ميليشيات في العراق، بل انضم الشيعة العراقيون طوعا إلى الميليشيات من أجل الدفاع عن أنفسهم وبلادهم. وفي هذه الحالة تسعى إيران إلى استغلال الفرصة، وتعمل على دعم الجهات الناشطة المحلية التي تناضل ضد المظالم، ولزيادة قوتها ونفوذها في المنطقة. ولذلك فالتمادي في قمع تلك الجهات المظلومة ليس هو الحل.)(1)

ونتيجة الدعم الإيراني للفئات المهمشة والمضطهدة في البلاد العربية، وتخاذل الحكومات العربية وعلى رأسها السعودية، وتواطئها مع إسرائيل ضد الشعب الفلسطيني، صارت إيران تتمتع بشعبية واسعة في العالم العربي. ففي عام 2006، حققت إيران شعبية حوالي 75٪-;---;-- في العالم العربي والإسلامي، وأحرزت 85٪-;---;-- بين الجمهور السعودي. ويستنتج الكاتب قائلاً: (إذا كانت السعودية تريد حقا تقويض النفوذ الإيراني في الشرق الأوسط، يجب عليها أن تقر بمعالجة آلام ومعاناة الفئات المهمشة في مختلف أنحاء الشرق الأوسط، وذلك بإعطائهم حقوقهم ودعوتهم الى طاولة المفاوضات هي أفضل وسيلة لعزلهم من النفوذ الإيراني.) ... ولكن بدلاً من ذلك، وكما ينقل لنا الكاتب اعتماداً على تقرير من وكيليك، "أن السعوديين قد حضوا الولايات المتحدة على "قطع رأس الأفعى" من خلال تعزيز العقوبات وقصف إيران."(نفس المصدر).
والسؤال الآن هو، ما الذي دفع السعودية، الأغنى دولة في العالم إلى شن حرب ظالمة على اليمن، الأفقر بلد في العالم؟
السبب هو ليس سيطرة الحوثيين على الحكم، وهزيمة الرئيس عبد ربه منصور هادي إلى عدن، ومن ثم إلى الرياض، بل هو خوف السعودية من توسع النفوذ الإيراني، وخاصة بعد أن اقتربت المفاوضات الإيرانية مع مجموعة الـ (5+1) بقيادة أمريكا في جنيف، إلى حل يبدو في صالح إيران وخروجها منتصرة كقوة عظمى في المنطقة. ويبدو أن السعودية صارت تخاف أن تتخلى عنها أمريكا، لذلك قررت أن تشن هذه الحرب على اليمن للحد من النفوذ الإيراني!

وكما أشرنا في أعلاه، فثورة الحوثيين ليست بتحريض من إيران كما تحاول وسائل الإعلام السعودي والعربي تضليل الرأي العام، وإنما هي نتاج مظالم الحكومات اليمنية المتعاقبة منذ الانقلاب على النظام الملكي وإلى الآن. فإيران ليست لها قوات عسكرية في اليمن لدعم الحوثيين عدا الدعم المعنوي واللوجستي. وتشيُّع الحوثيين (الزيدي) يختلف عن التشيع الإيراني (الإثني عشري). ولذلك فالصراع هو لأغراض سياسية بحتة. إذ كما ذكر روبرت فيسك في الإندبندنت اللندينة، إن العائلة السعودية خائفة من داعش، وخائفة من الشيعة وخائفة من إيران وخائفة من اليمن، وخائفة من أمريكا وخائفة من إسرايل، وخائفة حتى من نفسها، و من أن تنقلب عليها قواتها الأمنية!!!(2)

نعم، العائلة السعودية خائفة حتى نفسها وخيالها. إذ هناك أنباء تفيد عن أن عدداً كبيراً من أمراء العائلة الحاكمة ضد تورط بلادهم في الحرب على اليمن، وعلى رأس هؤلاء متعب بن الملك عبدالله. وأن الملك الحالي، سلمان بن عبدالعزيز يعاني من شتى الأمراض من بينها بدايات الخرف (مرض الزهايمر)، فهو كثير النسيان، وعاجز عن صنع القرار. أما وزير الدفاع فهو الأمير محمد ابن الملك سلمان في الثلاثين من العمر، يفتقر إلى أبسط ثقافة وخبرة في السياسة ناهيك عن الحرب. وبذلك فيعتقد أغلب المحللين السياسيين وخاصة في الغرب، أن هذه الحرب ربما ستؤدي إلى صراع داخل العائلة الحاكمة قد يؤدي إلى انهيار الحكم السعودي.

يبدو أن السعودية بلغ بها غرورها حد الثمالة بسبب تراكم الثروة النفطية إلى أرقام فلكية هائلة فوق التصور والخيال، فاعتقدت أنها بإمكانها شراء الحكومات وجيوشها وتحريكها كما تشاء. ولحد الآن، نجحت في تحويل جيوش عشر دول عربية وباكستان إلى جيوش مرتزقة للإيجار، ومع الأسف الشديد حتى الجيش المصري لم يسلم من الإغراء السعودي، وهذا ليس في صالح الشعب المصري الذي له تاريخ مؤلم في اليمن وهو يعاني اليوم من المليشيات الإسلامية السنية (الإخوانية) ذات العقيدة الوهابية. إنها (فزعة عرب) بقيادة السعودية لأغراض شريرة. وفي هذه الحالة، وكما نفهم من دروس التاريخ، فلا بد وأن يكون مصير النظام السعودي الزوال كمصير النظام البعثي الصدامي، وأن تورط السعودية في هذه الحرب الجائرة على الشعب اليمني هو بداية النهاية لمملكة الشر، وإن غداً لناظره قريب.
[email protected]
http://www.abdulkhaliqhussein.nl/
ـــــــــــــــــــــ
روابط ذات صلة
1- Nussaibah Younis: The Saudi-Iran power play behind the Yemen conflict
http://www.theguardian.com/commentisfree/2015/mar/29/iran-saudi-arabia-yemen-conflict

2- Robert Fisk: The battle for the Middle East s future begins in Yemen as Saudi Arabia jumps into the abyss
http://www.independent.co.uk/news/world/middle-east/the-battle-for-the-middle-easts-future-begins-in-yemen-as-saudi-arabia-jumps-into-the-abyss-10140145.html



#عبدالخالق_حسين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وعلى جماهيرها جنت القيادات السنية
- بترايوس ينضم إلى جوقة الأزهر السعودي
- انتصارات العراق تثير هستيريا الافتراءات
- وسقط القناع عن الوجوه الكالحة
- تدمير الآثار الحضارية، توحش بثوب القداسة
- مدى الجدية في تحرير الموصل
- الإرهاب مآله الفشل
- مرة أخرى، داعش يفضح مناصريه
- حول التعامل مع حزب البعث
- بلا شماتة..هذه بضاعتكم رُدَّت إليكم
- إياكم وقطع الأرزاق!!
- هل داعش صناعة أمريكية؟
- الأغبياء يخدمون أعدائهم
- الحضارة في مواجهة البربرية
- الشر في خدمة الدين، والدين في خدمة الشر
- (الحرس الوطني) هو الغطاء الشرعي لداعش
- العقل في خدمة العاطفة
- مشكلتنا مع الذين لا يفهمون ما يقرأون!
- مؤتمر أربيل لدعم الإرهاب الداعشي
- ذهنية الإستغفال!


المزيد.....




- نقار خشب يقرع جرس منزل أحد الأشخاص بسرعة ودون توقف.. شاهد ال ...
- طلبت الشرطة إيقاف التصوير.. شاهد ما حدث لفيل ضلّ طريقه خلال ...
- اجتياج مرتقب لرفح.. أكسيوس تكشف عن لقاء في القاهرة مع رئيس أ ...
- مسؤول: الجيش الإسرائيلي ينتظر الضوء الأخضر لاجتياح رفح
- -سي إن إن- تكشف تفاصيل مكالمة الـ5 دقائق بين ترامب وبن سلمان ...
- بعد تعاونها مع كلينتون.. ملالا يوسف زاي تؤكد دعمها لفلسطين
- السيسي يوجه رسالة للمصريين حول سيناء وتحركات إسرائيل
- مستشار سابق في -الناتو-: زيلينسكي يدفع أوكرانيا نحو -الدمار ...
- محامو الكونغو لشركة -آبل-: منتجاتكم ملوثة بدماء الشعب الكونغ ...
- -إيكونوميست-: المساعدات الأمريكية الجديدة لن تساعد أوكرانيا ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالخالق حسين - حرب السعودية في اليمن على خطى النظام الصدامي في إيران