أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - بولس اسحق - قِصَة الغَرامْ..التي نَسَخَتْ الأحكامْ















المزيد.....


قِصَة الغَرامْ..التي نَسَخَتْ الأحكامْ


بولس اسحق

الحوار المتمدن-العدد: 4762 - 2015 / 3 / 29 - 13:23
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


ارجوا العذر لطول المقالة والسبب لكثرة المراجع والمصادر التي تعزر المقالة كما ان بعض الفقرات في هذه المقالة منقوله بتصرف وارجوا ان تنال رضاكم.
وَمَا جَعَلَ أَدْعِيَاءكُمْ أَبْنَاءكُمْ ذَلِكُمْ قَوْلُكُم بِأَفْوَاهِكُمْ وَاللَّهُ يَقُولُ الْحَقَّ وَهُوَ يَهْدِي السَّبِيلَ (4) ادْعُوهُمْ لِآبَائِهِمْ هُوَ أَقْسَطُ عِندَ اللَّهِ فَإِن لَّمْ تَعْلَمُوا آبَاءهُمْ فَإِخْوَانُكُمْ فِي الدِّينِ وَمَوَالِيكُمْ وَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ فِيمَا أَخْطَأْتُم بِهِ .. وَإِذْ تَقُولُ لِلَّذِي أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَأَنْعَمْتَ عَلَيْهِ أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ وَاتَّقِ اللَّهَ وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللَّهُ مُبْدِيهِ وَتَخْشَى النَّاسَ وَاللَّهُ أَحَقُّ أَن تَخْشَاهُ فَلَمَّا قَضَى زَيْدٌ مِّنْهَا وَطَرًا زَوَّجْنَاكَهَا لِكَيْ لَا يَكُونَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ حَرَجٌ فِي أَزْوَاجِ أَدْعِيَائِهِمْ إِذَا قَضَوْا مِنْهُنَّ وَطَرًا وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ مَفْعُولًا(37)مَّا كَانَ عَلَى النَّبِيِّ مِنْ حَرَجٍ فِيمَا فَرَضَ اللَّهُ لَهُ سُنَّةَ اللَّهِ فِي الَّذِينَ خَلَوْا مِن قَبْلُ وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ قَدَرًا مَّقْدُورًا(38).. مَّا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِّن رِّجَالِكُمْ ..الخ (سورة الأحزاب).
كانت هذه الايات شاهدا ومدخلا للولوج في قصة.. ان رسول الإسلام وقع في علاقة عشق متبادلة فأحب زوجة ابنه بالتبني زيد بن حارثة.. فقد هام حبا في زينب بنت جحش يقول القرطبي: واختلف الناس في تأويل هذه الآية، فذهب قتادة وابن زيد وجماعة من المفسرين، منهم الطبري وغيره - إلى أن النبي وقع منه استحسان لزينب بنت جحش، وهي في عصمة زيد، وكان حريصا على أن يطلقها زيد فيتزوجها هو ثم إن زيدا لما أخبره بأنه يريد فراقها، ويشكو منها غلظة قول وعصيان أمر، وأذى باللسان وتعظما بالشرف، قال له: ( اتق الله أي فيما تقول عنها وأمسك عليك زوجك ) وهو يخفي الحرص على طلاق زيد إياها. وهذا الذي كان يخفي في نفسه، ولكنه لزم ما يجب من الأمر بالمعروف.
وقال مقاتل: زوج النبي زينب بنت جحش من زيد فمكثت عنده حينا، ثم إنه عليه السلام أتى زيدا يوما يطلبه، فأبصر زينب قائمة، كانت بيضاء جميلة جسيمة من أتم نساء قريش، فهويها وقال: ( سبحان الله مقلب القلوب ) ! فسمعت زينب بالتسبيحة فذكرتها لزيد، ففطن زيد فقال: يارسول الله، ائذن لي في طلاقها، فإن فيها كبرا، تعظم علي وتؤذيني بلسانها، فقال عليه السلام: ( أمسك عليك زوجك واتق الله ). وقيل: إن الله بعث ريحا فرفعت الستر وزينب متفضلة (يعني لا تلبس غير قطعة واحدة من الثياب أو بمعنى اللباس الخفيف الذي يلبس داخل المنزل فقط ) في منزلها، فرأى زينب فوقعت في نفسه، ووقع في نفس زينب أنها وقعت في نفس النبي وذلك لما جاء يطلب زيدا، فأخبرته بذلك، فوقع في نفس زيد أن يطلقها. وقال ابن عباس: " وتخفي في نفسك " الحب لها. " وتخشى الناس " أي تستحييهم وقيل: تخاف وتكره لائمة المسلمين لو قلت طلقها، " والله أحق أن تخشاه " في كل الأحوال. وقيل: والله أحق أن تستحي منه، ولا تأمر زيدا بإمساك زوجته بعد أن أعلمك الله أنها ستكون زوجتك، فعاتبه الله على جميع هذا. وروي عن علي بن الحسين: أن النبي كان قد أوحى الله تعالى إليه أن زيدا يطلق زينب، وأنه يتزوجها بتزويج الله إياها، فلما تشكى زيد للنبي خلق زينب، وأنها لا تطيعه، وأعلمه أنه يريد طلاقها، قال له رسول الله على جهة الأدب والوصية: ( اتق الله في قولك وأمسك عليك زوجك ) وهو يعلم أنه سيفارقها ويتزوجها، وهذا هو الذي أخفى في نفسه، ولم يرد أن يأمره بالطلاق لما علم أنه سيتزوجها، وخشي الرسول أن يلحقه قول من الناس في أن يتزوج زينب بعد زيد، وهو مولاه، وقد أمره بطلاقها، فعاتبه الله تعالى على هذا القدر من أن خشي الناس في شيء قد أباحه الله له، بأن قال: " أمسك " مع علمه بأنه يطلق. وأعلمه أن الله أحق بالخشية، أي في كل حال. [ تفسير القرطبي, ج 14, ص 189 وما بعدها ]
وهكذا عشقها لجمالها وإغراء جسمها كما عشقته ربما لماله وجاهه ورئاسته فقد كانت تبادله نفس مشاعر العشق فكانت تسيء أخلاقها مع زوجها حتى ينفر منها ويطلقها وبالتالي تلتحق بالعشيق الجديد والقوي وحتى تتحقق أماني العاشقين اطلعت زوجها على علاقة الحب بينها وبين محمد كما يؤكد النص الذي نقلناه.
يقول القرطبي أيضا: ( وجاء زيد إلى رسول الله فقال: إن زينب تؤذيني بلسانها وتفعل وتفعل ! وإني أريد أن أطلقها، فقال له: ( أمسك عليك زوجك وأتق الله ) الآية. فطلقها زيد فنزلت: " وإذ تقول للذي أنعم الله عليه وأنعمت عليه " الآية.)[تفسير القرطبي ج14 ص189.]
فكيف تتحقق الأماني غير المشروعة وبأي طريقة يمكن تلبية الشهوة الجنسية العارمة وهل يلتزم خير البرية بقوانين شريعته والأخلاق الإنسانية النبيلة مضحيا بغرامه الهائج بزينب أم يضحي بكل ذلك محاولا إيجاد المبررات لإقناع الآخرين بمشروعية زواجه منها؟ فعلا فقد أربك هذا العشق المشئوم العاشقين وبالأخص الزعيم فهناك عدة مشاكل تواجه زواج العشيقين:-1- فالمعشوقة متزوجة ذات بعل ولا يجوز في أحكام شريعة الإسلام ولا غيرها من شرائع الأرض أو السماء الارتباط بمتزوجة ولا يجوز في الإسلام التلويح فضلا عن التصريح للمعتدة بالزواج ما لم تخرج من العدة فكيف بالمتزوجة!! الأمر اشد خصوصا الطلب منها بان تطلب الطلاق من زوجها مضافا إلى قباحة هذا الفعل اجتماعيا وأخلاقيا... 2- ان زوج المعشوقة ابن العاشق بالتبني وفي هذه الحالة تجري على الولد المتبنى أحكام الولد الحقيقي ومنها عدم جواز زواج الأب بزوجة الولد حتى بعد طلاق الولد وفراقه إياها..3- كيف يواجه صلعم المجتمع بعلاقة محرجة وغير أخلاقية تسبب انتقاده وتشكك في مصداقية دعواه انه رسول من قبل الله وانه جاء لتتميم مكارم الأخلاق.. يبني القيم ويدعو لعدم الاعتناء باللذات والشهوات الدنيوية...4- كيف يقنع الزوج وبماذا يعوضه وهو ولده بالتبني والمحبوب لديه؟
فكيف واجه هذه المشكلات العويصة والمعضلات المربكة؟ الحلول جاهزة!
والطريف ان محمد لم يمارس أسلوب النسخ للمشكلة الأولى بل أحال الأمر على الله وحمله مسؤولية رغبته بالزواج من زينب وادعى نزول آية تعاتبه وتدعوه إلى خشية الله وان يصمد أمام التحديات وان يكون قويا بوجه المعارضين وذلك لوجود التوجيه الإلهي والتكليف الرباني بانتقال زينب من زيد إلى الزعيم محمد ولم نعرف وجه الحكمة في تدخل الله في قضية غرام وقع فيها نبيه سوى المحاباة النابعة من عاطفة وضعف يشبه ما يعتري البشر فيا ترى إذا كانت الرغبة الجنسية تلح عليه ليقضي منها وطرا كما قضى زيد منها وطرا فهذا لا يحول هذا الأمر إلى واجب الهي بل أقصى ما في الموضوع إباحة الفعل لو غضضنا النظر حرمة هذا الفعل في نفسه اما ان يتحول الحرام فجأة إلى واجب وإذا لم ينفذ رغبته الجنسية الجامحة ويعلنها أمام الملأ فهو لا يخشى الله ولا يطيعه فهذا ما لم أفهمه ولا يستطيع عاقل ان يستوعبه, إلا في إطار حل المشكلة الثالثة وهي مواجهة الضمير العام!! والإنصاف ان اقل ما يمكن قوله ان شريعة إلهية كاملة.. كيف تسمح بكل هذا الكم الهائل من حجم الشكوك تحوم حولها وحول المرسل بها ألا تدعو هذه الحادثة إلى الشك في صدق الرسول والرسالة على اقل تقدير؟
اما المشكلة الثانية وهي تحريم الزواج بحليلة الولد بالتبني فعالجها العاشق بفكرة النسخ وإلغاء التبني من شريعة الإسلام تماما حيث لم يتيسر له تكذيب التبني لاشتهاره, فلم يلغِ محمد فكرة التبني وما يتبعها من أحكام إلا في حادثة الغرام هذه يقول القرطبي: المنعم عليه في هذه الآية هو زيد بن حارثة، كما بيناه، وقد تقدم خبره في أول السورة. وروي أن عمه لقيه يوما وكان قد ورد مكة في شغل له، فقال : ما أسمك يا غلام ؟ قال: زيد، قال: أبن من ؟ قال: أبن حارثة. قال أبن من ؟ قال: أبن شراحيل الكلبي. قال: فما اسم أمك ؟ قال: سعدى، وكنت في أخوالي طي، فضمه إلى صدره. وأرسل إلى أخيه وقومه فحضروا، وأرادوا منه أن يقيم معهم، فقالوا: لمن أنت ؟ قال: لمحمد ابن عبد الله، فأتوه وقالوا: هذا أبننا فرده علينا. فقال: ( أعرض عليه فإن اختاركم فخذوا بيده ) فبعث إلى زيد وقال: ( هل تعرف هؤلاء ) ؟ قال نعم ! هذا أبي، وهذا أخي، وهذا عمي. فقال له النبي : ( فأي صاحب كنت لك ) ؟ فبكى وقال: لم سألتني عن ذلك ؟ قال: ( أخيرك فإن أحببت أن تلحق بهم فألحق وإن أردت أن تقيم فأنا من قد عرفت ) فقال: ما أختار عليك أحدا. فجذبه عمه وقال: زيد، اخترت العبودية على أبيك وعمك ! فقال: أي والله العبودية عند محمد أحب إلي من أن أكون عندكم. فقال رسول الله : اشهدوا أني وارث وموروث . فلم يزل يقال: زيد بن محمد إلى أن نزل قوله تعالى: " ادعوهم لآبائهم " [ الأحزاب: 5 ] ونزل " ما كان محمد أبا أحد من رجالكم " [ الأحزاب: 40 ].
وهكذا يتبين ان محمد التزم بالتبني وأشهدهم على التوارث بينه وبين زيد كما تؤكد ذلك مصادر الشيعة أيضا قال المجلسي: نقلا عن تفسير القمي وهو كتاب يعتبره السيد الخوئي وغيره من الكتب الصحيحة بلا استثناء - : قال علي بن إبراهيم في قوله: " وما جعل أدعياءكم أبناءكم ": قال: فإنه حدثني أبي عن ابن أبي عمير عن جميل، عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) قال: كان سبب ذلك أن رسول الله لما تزوج بخديجة بنت خويلد خرج إلى سوق عكاظ في تجارة لها، ورأى زيد يباع ورآه غلاما كيسا حصيفا فاشتراه، فلما نبئ رسول الله دعاه إلى الإسلام فأسلم فكان يدعى زيد مولى محمد فلما بلغ حارثة بن شراحيل الكلبي خبر زيد قدم مكة وكان رجلا جليلا فأتى أبا طالب فقال: يا أبا طالب إن ابني وقع عليه السبي وبلغني أنه صار لابن أخيك تسأله إما أن يبيعه وإما أن يفاديه، وإما أن يعتقه، فكلم أبو طالب رسول الله فقال رسول الله: هو حر فليذهب حيث شاء، فقام حارثة فأخذ بيد زيد فقال له: يا بني الحق بشرفك وحسبك، فقال زيد: لست أفارق رسول الله أبدا، فقال له أبوه: فتدع حسبك ونسبك وتكون عبدا لقريش ؟ فقال زيد: لست أفارق رسول الله ما دمت حيا، فغضب أبوه فقال: يا معشر قريش اشهدوا أني قد برئت منه وليس هو ابني، فقال رسول الله : اشهدوا أن زيدا ابني أرثه ويرثني، وكان يدعى زيد بن محمد، وكان رسول الله يحبه وسماه زيد الحب، فلما هاجر رسول الله إلى المدينة زوجه زينب بنت جحش وأبطأ عنه يوما فأتى رسول الله منزله يسأله عنه، فإذا زينب جالسة وسط حجرتها تسحق طيبا بفهر لها فدفع رسول الله الباب فنظر إليها وكانت جميلة حسنة، فقال: سبحان الله خالق النور وتبارك الله أحسن الخالقين، ثم رجع صلعم إلى منزله ووقعت زينب في قلبه وقوعا عجيبا وجاء زيد إلى منزله فأخبرته زينب بما قال رسول الله فقال لها زيد: هل لك أن أطلقك حتى يتزوجك رسول الله فعلك قد وقعت في قلبه ؟ فقالت: أخشى أن تطلقني ولا يتزوجني رسول الله ، فجاء زيد إلى رسول الله فقال: بأبي أنت وأمي أخبرتني زينب بكذا وكذا، فهل لك أن أطلقها حتى تتزوجها ؟ فقال له رسول الله : لا، اذهب واتق الله وأمسك عليك زوجك، ثم حكى الله فقال: " أمسك عليك زوجك واتق الله وتخفي في نفسك ما الله مبديه وتخشى الناس والله أحق أن تخشاه فلما قضى زيد منها وطرا زوجناكها " إلى قوله: " وكان أمر الله مفعولا " فزوجه الله من فوق عرشه فقال المنافقون: يحرم علينا نساءنا ويتزوج امرأة ابنه زيد، فأنزل الله في هذا: " وما جعل أدعياءكم أبناءكم " إلى قوله: " يهدي السبيل " ثم قال: " ادعوهم لآبائهم " إلى قوله : " ومواليكم " فأعلم الله أن زيدا ليس هو ابن محمد، وإنما ادعاه للسبب الذي ذكرناه، وفي هذا أيضا ما نكتبه في غير هذا الموضع في قوله: " ما كان محمد أبا أحد من رجالكم ولكن رسول الله وخاتم النبيين وكان الله بكل شيء عليما " ثم نزل: لا يحل لك النساء " بعد ما حرم عليه في سورة النساء وقوله: " ولا أن تبدل بهن من أزواج " معطوف على قصة امرأة زيد " ولو أعجبك حسنهن " أي لا يحل لك امرأة رجل أن تتعرض لها حتى يطلقها وتتزوجها أنت فلا تفعل هذا الفعل بعد هذا.
بحار الأنوار – (العلامة المجلسي ج 22, ص 214 ). وهذا المصدر يؤكد قضية التبني والتزام محمد بأحكام التبني ومنها التوارث.
ونقرأ في صحيح البخاري:
عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما ان زيد بن حارثة مولى رسول الله ما كنا ندعوه إلا زيد بن محمد حتى نزل القرآن ادعوهم لآبائهم هو اقسط عند الله. (صحيح البخارى, ج 6, ص 22 ).
كما نطالع صحيح مسلم إذ يقول:( حدثنا ) قتيبة بن سعيد حدثنا يعقوب بن عبد الرحمن القارى عن موسى بن عقبة عن سالم بن عبد الله عن ابيه انه كان يقول ما كنا ندعو زيد بن حارثة إلا زيد بن محمد حتى نزل في القرآن ادعوهم لآبائهم هو اقسط عند الله( صحيح مسلم - مسلم النيسابوري ج 7, ص 130)
وفي تفسير مجمع البيان:( وما جعل أدعياءكم أبناءكم ): الأدعياء: جمع الدعي وهو الذي يتبناه الإنسان. بين سبحانه أنه ليس بابن على الحقيقة. ونزلت في زيد بن حارثة بن شراحيل الكلبي، من بني عبدود، تبناه النبي قبل الوحي، وكان قد وقع عليه السبي، فاشتراه رسول الله بسوق عكاظ. فلما نبئ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم دعاه إلى الإسلام فأسلم، فقدم أبو حارثة مكة، وأتى أبا طالب، وقال: سل ابن أخيك، فإما أن يبيعه، وإما أن يعتقه. فلما قال ذلك أبو طالب لرسول الله، قال: هو حر فليذهب حيث شاء. فأبى زيد أن يفارق رسول الله فقال حارثة: يا معشر قريش ! إشهدوا أنه ليس إبني. فقال رسول الله: إشهدوا أنه إبني - يعني زيدا - فكان يدعى زيد بن محمد. فلما تزوج النبي زينب بنت جحش، فكانت تحت زيد بن حارثة، قالت اليهود والمنافقون: تزوج محمد امرأة ابنه، وهو ينهى الناس عنها. فقال الله سبحانه: ما جعل الله من تدعونه ولدا، وهو ثابت النسب من غيركم، ولدا لكم. ( ذلكم قولكم بأفواهكم ) أي: إن قولكم الدعي ابن الرجل، شيء تقولونه بألسنتكم، لا حقيقة له، عند الله تعالى. ( والله يقول الحق ) الذي يلزم اعتقاده، وله حقيقة، وهو أن الزوجة لا تصير بالظهار أما والدعي لا يصير بالتبني إبنا. ( وهو يهدي السبيل ) أي: يرشد إلى طريق الحق، ويدل عليه ( أدعوهم لآبائهم ) الذين ولدوهم، وانسبوهم إليهم، أو إلى من ولدوا على فراشهم ( هو أقسط عند الله ) أي: أعدل عند الله قولا وحكما. وروى سالم عن ابن عمر، قال: ما كنا ندعو زيد بن حارثة إلا زيد بن محمد، حتى نزل في القرآن: ( أدعوهم لآبائهم هو أقسط عند الله ) أورده البخاري في الصحيح. ( تفسير مجمع البيان - الشيخ الطبرسي ج 8, ص 118)
اما المشكلة الرابعة فحلها يسير: اطلاع الزوج بقصة الغرام عن طريق العشيقة وتعويض الزوج بتخليد اسمه في القرآن كما هو الحال بالنسبة للأنبياء وبذلك يحصل على فضيلة لم يحض بها ابن عمه علي ولا أي واحد من الصحابة فقد ضحى بزوجته للرسول مما لم يفعله غيره فاستحق ان يذكر في كتاب الأرقام القياسية مضافا إلى الجنة في الآخرة يقول القرطبي:
قال الإمام أبو القاسم عبد الرحمن السهيلي رضي الله عنه: كان يقال زيد بن محمد حتى نزل " ادعوهم لآبائهم " [ الأحزاب: 5 ] فقال: أنا زيد بن حارثة. وحرم عليه أن يقول: أنا زيد بن محمد. فلما نزع عنه هذا الشرف وهذا الفخر، وعلم الله وحشته من ذلك شرفه بخصيصة لم يكن يخص بها أحدا من أصحاب النبي وهي أنه سماه في القرآن، فقال تعالى: " فلما قضى زيد منها وطرا " يعني من زينب. ومن ذكره الله تعالى باسمه في الذكر الحكيم حتى صار أسمه قرآنا يتلى في المحاريب، نوه به غاية التنويه، فكان في هذا تأنيس له وعوض من الفخر بأبوة محمد له ألا ترى إلى قول أبي ابن كعب حين قال له النبي: ( إن الله أمرني أن أقرأ عليك سورة كذا ) فبكى وقال: أو ذكرت هنالك ؟ وكان بكاؤه من الفرح حين أخبر أن الله تعالى ذكره، فكيف بمن صار أسمه قرآنا يتلى مخلدا لا يبيد، يتلوه أهل الدنيا إذا قرءوا القرآن، وأهل الجنة كذلك أبدا، لا يزال على ألسنة المؤمنين، كما لم يزل مذكورا على الخصوص عند رب العالمين، إذ القرآن كلام الله القديم، وهو باق لا يبيد، فاسم زيد هذا في الصحف المكرمة المرفوعة المطهرة، تذكره في التلاوة السفرة الكرام البررة. وليس ذلك لاسم من أسماء المؤمنين إلا لنبي من الأنبياء، ولزيد بن حارثة تعويضا من الله تعالى له مما نزع عنه. وزاد في الآية أن قال: " وإذ تقول للذي أنعم الله عليه " أي بالإيمان، فدل على أنه من أهل الجنة، علم ذلك قبل أن يموت، وهذه فضيلة أخرى. (تفسير القرطبي, ج 14, ص 194).
والظريف ما ينقله القرطبي بقوله: روي عن النبي أنه قال لزيد: ما أجد في نفسي أوثق منك فاخطب زينب علي قال: فذهبت ووليتها ظهري توقيرا للنبي، وخطبتها ففرحت وقالت: ما أنا بصانعة شيئا حتى أؤمر من ربي، فقامت إلى مسجدها ونزل القرآن، فتزوجها النبي صلى الله عليه وسلم ودخل بها. قلت: معنى هذا الحديث ثابت في الصحيح.(تفسير القرطبي, ج 14, ص 192).
فكيف تشترط صدور أوامر إلهية بأمر زواجها من الرسول هل هو اتفاق بين العشيقين؟
تسيء خلقها مع زوجها وتسعى في الطلاق حتى تحصل عليه ثم لا تقبل بالارتباط بعشيقها إلا بنزول آية؟ فهل هي الأخرى تطلب إدراج قضيتها أو اسمها ضمن كتاب الأرقام القياسية هل هي لعبة أم ماذا؟
أم ان نبي الإسلام استجاب لشرطها تلفيقيا؟ أم ان الله خضع لرغبة عبده دون مراعاة لدينه ومصالح الآخرين؟
ولم يكتف الرسول الكريم بتنفيذ رغباته بالارتباط بزينب بل اسقط عن نفسه عقد الزواج والشهود والمهر والإذن! يقول القرطبي: لما وكلت أمرها إلى الله وصح تفويضها إليه تولى الله إنكاحها، ولذلك قال: " فلما قضى زيد منها وطرا زوجناكها ". وروى الإمام جعفر بن محمد عن آبائه عن النبي " وطرا زوجتكها " . ولما أعلمه الله بذلك دخل عليها بغير إذن، ولا تجديد عقد ولا تقرير صداق، ولا شيء مما يكون شرطا في حقوقنا ومشروعا لنا. وهذا من خصوصياته التي لا يشاركه فيها أحد بإجماع من المسلمين. ولهذا كانت زينب تفاخر نساء النبي وتقول: زوجكن آباؤكن وزوجني الله تعالى. أخرجه النسائي عن أنس بن مالك قال: كانت زينب تفخر على نساء النبي تقول: إن الله عز وجل أنكحني من السماء.(تفسير القرطبي, ج 14, ص193).
ويقول شارح جامع الترمذي: فلما أعلمه الله بذلك دخل عليها بغير إذن ولا عقد ولا تقدير صداق ولا شئ مما هو معتبر في النكاح في حق أمته وهذا من خصوصياته التي لا يشاركه فيها أحد بإجماع المسلمين (تحفة الأحوذي بشرح جامع الترمذي لأبي العلا محمد عبد الرحمن ابن عبد الرحيم المباركفوري, ج 9, ص 50).
فهل يبقى اعتقاد أو وثوق برسول يدعي انه يمثل الله وهو يقع في هذه المشكلة الغرامية ويدعي تدخل الإله لصالح عشقه ويغيّر الأحكام ويكيّفها بما يحمي علاقاته الحميمة مع النساء؟
واخيرا: في حادثة الاسراء والمعراج جاء الحديث عن ابن عباس.. قلت(اي صلعم) من هذا يا جبريل ؟ قال هذا ابوك ابراهيم قال ‏‏ثم دخل بي الجنة ، فرايت فيها جارية لعساء ، فسالتها لمن انت ؟ وقد اعجبتني حين رايتها ؛ فقالت لزيد بن حارثة ، فبشَّر بها رسول الله صلعم زيد بن حارثة...الف مبروك يا زيد وأبشر لعلها تعوضك عن زينب تلك الشريفة الحسناء التي لم تر منها إلا كل خير وأخذها النبي بعد أن قضيت منها وطرا ليقضي النبي وطره ايضا!!!..تحياتي



#بولس_اسحق (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بعيدا عن القداسة..تساؤلات مشروعة!!
- وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ مَّاذَآ أَنْزَلَ رَبُّكُمْ قَالُواْ أَس ...
- عَليٌّ ولادة مُعجزة.. وآية لدور عظيم
- يا أيُها النَبي حَرِّض المُؤمنينَ عَلى القِتال
- المسببات ... لماذا...و كيف تخلف المسلمون!!
- لَقَدْ كانَ لَكُمْ في رَسُولِ الله... أسوَةً حَسَنة
- هذا بعضٌ من كَربهِ...واماني صحابتهِ!!!


المزيد.....




- حامل ومعها 3 أطفال.. انقاذ تلميذة اختطفتها جماعة بوكو حرام ق ...
- المقاومة الإسلامية في العراق تعلن استهداف موقع اسرائيلي حيوي ...
- المقاومة الإسلامية في العراق تعلن استهداف قاعدة -عوفدا- الجو ...
- معرض روسي مصري في دار الإفتاء المصرية
- -مستمرون في عملياتنا-.. -المقاومة الإسلامية في العراق- تعلن ...
- تونس: إلغاء الاحتفال السنوي لليهود في جربة بسبب الحرب في غزة ...
- اليهود الإيرانيون في إسرائيل.. مشاعر مختلطة وسط التوتر
- تونس تلغي الاحتفال السنوي لليهود لهذا العام
- تونس: إلغاء الاحتفالات اليهودية بجزيرة جربة بسبب الحرب على غ ...
- المسلمون.. الغائب الأكبر في الانتخابات الهندية


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - بولس اسحق - قِصَة الغَرامْ..التي نَسَخَتْ الأحكامْ