أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نوال السعداوي - الثورات والتحرر من اللامعقول














المزيد.....

الثورات والتحرر من اللامعقول


نوال السعداوي
(Nawal El Saadawi)


الحوار المتمدن-العدد: 4762 - 2015 / 3 / 29 - 08:17
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


من إيجابيات الثورات أنها لا تسقط النظام المستقر فقط، بل تسقط فكرة الاستقرار ذاتها، التى تتمسك بها الأنظمة المستبدة.
تواكب الثورات السياسية ثورات فكرية، تنتج عنها تغييرات جذرية للعقل وتطور جديد لرؤية العالم.
من فوائد الأزمات أنها تقود للثورات، التى تغير النظريات الثابتة فى العلوم الطبيعية والاجتماعية، منها الطب والبيولوجيا والكيمياء والفيزياء والفلسفة والاقتصاد والأديان والأخلاق، قانون الحياة هو التغير، لا توجد حتمية بيولوجية أو عقائدية، يتطور المخ البشرى مع الثورات المتكررة وتغير النظم السياسية والاقتصادية والاجتماعية والعائلية.
نحن نغير حياتنا عندما نغير عقولنا، وعندما نغير عقولنا نقوم بثورات تغير النظام الذى يحكمنا، والذى يسهم بدوره فى تغيير عقولنا، هكذا يستمر التطور العقلى للانسان عبر ملايين السنين تطور المخ البشرى وأصبح له ثلاثة أجزاء:
الجزء القديم الموروث من مخ الزواحف (الجذع المخى) وظيفته الحفاظ على البقاء، مركز الأكل والشرب والتكاثر والدفاع عن النفس.
الجزء الثانى (الطرفى) يشترك فيه مخ الانسان مع مخ الثدييات، مركز الذاكرة والتعلم والتقليد والقيام بالعمليات الآلية للحياة اليومية.
الجزء الثالث، المخ الترابطى (الفص الجدارى) أو القشرة الحديثة تكونت ببطء شديد، وأصبحت قادرة على التخيل والربط بين الأشياء غير المترابطة، والإبداع وحرية التفكير والصدق والعدالة والمسئولية الأخلاقية، انه العقل الحديث، يواجه به الإنسان المفاجآت والأزمات، ويتغلب عليها بالمنطق والبرهان والخطط: التصدى للعدو الخارجى أو تنظيم الثورات لإسقاط النظام، وبناء نظام جديد أكثر عدلا وحرية.
الأجزاء الثلاثة للمخ تتداخل وتترابط وتتيح لنا الجمع بين قوة التعقل والتوازن وجموح الخيال والثورة والإبداع، هذه القدرة العقلية تربط بين 14 ألف مليون خلية عصبية، وهى عبقرية الانسان الذى أبدع الاختراعات العلمية والثورات الاجتماعية، التى حطمت الثوابت والحتميات البيولوجية والعقائدية، وصنعت ثوابت وحتميات جديدة، تتحطم بدورها مع الابداع والثورة وتجديد العقل الانسانى، فهل يعجز هذا العقل العبقرى عن تحرير العالم من الحروب المشتعلة فى كل مكان حتى اليوم؟ وهل يعجز عن القضاء على الفقر أو القهر الاقتصادى الذى يطحن الأغلبية الساحقة من الشعوب؟ وهل يعجز عن إنهاء القهر الجنسى للنساء والأطفال؟
وهل تعجز عقولنا بعد ثوراتنا المتعاقبة عن تمهيد الطريق لتحقيق الأهداف الثورية؟ أو على لأقل، إصدار دستور جديد يحقق المساواة بين المواطنين دون تفرقة بسبب الدين أو الجنس أو الطبقة؟.
ليست المشكلة عجز العقل البشرى، بل النظم الحاكمة الظالمة بقوة الأموال والإعلام والدين والسلاح، واستخدام اللعب السياسية والكلمات المراوغة لإخفاء الظلم والتفرقة، مثلا كلمة "الهوية" ماذا تعنى؟ وكيف تشعل الهوية النيران لحرق العدالة فى الدستور؟ وهل هوية الدولة تختلف عن هوية الوطن والمجتمع والشعب؟ هل هوية المرأة تختلف عن هوية الرجل؟ هل هوية الإنسان المصرى تختلف حسب موروثه من المذاهب أو الأديان أو الايديولوجيات؟ أليست الهوية الإنسانية حقا للجميع بالتساوى والعدل؟ أم أنها هوية الحزب الإسلامى السلفى المسيطر بأفكاره اللامعقولة؟ هل توقفت عقولنا عن التطور حتى يسيطر علينا اللامعقول؟ كيف لأستاذ جامعى أن يعلق بعنقه خرزة زرقاء تقيه الحسد؟ كيف لأستاذة جامعية بالنانو تكنولوجى أن تغطى رأسها لأنه عورة؟ كيف لزعيم اشتراكى الجمع بين أربع زوجات فى فراش واحد ويعاملهن بالعدل؟
كيف لمثقف أن يفسخ بإرادته المنفردة عقدا وقعه هو وزوجته معا؟
كيف يعيش 1% من المصريين فى القصور و95% فى القبور؟
كيف تعجز الدولة عن عقاب واحد ممن قتلوا الثوار؟ أو واحد ممن زرعوا الفساد؟ أو استرداد شيء من الأموال المنهوبة المهربة؟
تندرج النظم الظالمة تحت الانحرافات التطورية، فتنمو قلة على حساب الأغلبية، أو ينمو عضو بالجسد على حساب الأعضاء الأخرى، مما يوقف التطور لبعض الكائنات الحية، فى نوع من الإبل، تضخم "قرن الذكر" مما عرقل سيره فتخلف عن الركب ومات، وأدى تضخم فقرات الذيول لانقراض بعض الفيلة أو الديناصورات فهل ينقرض نوع بشرى فى القرن العشرين بسبب التحيز ضد الجنس الآخر أو ضد الطبقات والمذاهب الأخرى؟.



#نوال_السعداوي (هاشتاغ)       Nawal_El_Saadawi#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تاريخ الشعوب غير المكتوب
- جبل الثلج تحت الماء
- ثلوج النرويج ونساء العالم
- داعش ومخ الإيبولا
- الاشتراكيون فى لندن وغاندى
- مقطوعات الرؤوس والوجوه
- اللا محسوس أخطر الأنواع
- الخوف من حرية العقل والمرأة
- من يذكر زينب فواز وأروى صالح؟
- النساء المقاتلات فى جبال كردستان
- الثورة الثقافية. وزوجتك
- الثورة الثقافية فى مصر والصين
- هل تتعلم النساء المصريات الدرس؟
- إدانة الأم المقتولة وتبرئة القاتل
- جهل الطب النفسى بجهاد النكاح
- الكاتبة رفيقة العمر «8»
- السيدة الأولى والتحولات السحرية
- بقعة الإنسان السوداء
- شجاعة التفكير خارج المنهج
- وصمة البشرة والطبقة والجنس


المزيد.....




- مدير الاستخبارات الأمريكية يحذر: أوكرانيا قد تضطر إلى الاستس ...
- -حماس-: الولايات المتحدة تؤكد باستخدام -الفيتو- وقوفها ضد شع ...
- دراسة ضخمة: جينات القوة قد تحمي من الأمراض والموت المبكر
- جمعية مغربية تصدر بيانا غاضبا عن -جريمة شنيعة ارتكبت بحق حما ...
- حماس: الجانب الأمريكي منحاز لإسرائيل وغير جاد في الضغط على ن ...
- بوليانسكي: الولايات المتحدة بدت مثيرة للشفقة خلال تبريرها اس ...
- تونس.. رفض الإفراج عن قيادية بـ-الحزب الدستوري الحر- (صورة) ...
- روسيا ضمن المراكز الثلاثة الأولى عالميا في احتياطي الليثيوم ...
- كاسبرسكي تطور برنامج -المناعة السبرانية-
- بايدن: دافعنا عن إسرائيل وأحبطنا الهجوم الإيراني


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نوال السعداوي - الثورات والتحرر من اللامعقول