أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عباس علي العلي - الشرطي عريف 6 ج1














المزيد.....

الشرطي عريف 6 ج1


عباس علي العلي
باحث في علم الأديان ومفكر يساري علماني

(Abbas Ali Al Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 4762 - 2015 / 3 / 29 - 08:12
المحور: الادب والفن
    


((6))-1

أم رزاق في أول سكنها في المدينة قادمة من ريفها كانت لا تعرف حتى كيف لها أن تمر بسوق أو بين محلات الباعة دون أن تتعثر, نشأت على طريقة أمهاتها عندما تمر بجنب مجموعة من الرجال أو يمرون بقربها تتنحى جانبا من الطريق وتذهب بوجهها للجهة المخالفة, حتى تعرفت على حسنة التي كانت كالمهرة الجامحة وهي في الثالث عشر من عمرها تضج انوثة بوجهها الأبيض المشرب بحمرة , كانت والدتها قد توفيت قريبا ولم يعد لها من كابح يمسك رغباتها المجنونة وقد أيقظها الكثيرون قبل الأوان .
رغم أن حسنة كانت تصغرها كثيرا لكنها أحست من خلال فطرة أم رزاق أنها جائعة جدا للجنس وأنها تعاني من الحرمان الجسدي, أخبرتها بذلك بكل وقاحة لم ترد ... وأكتفت بضحكة خجولة لتعلن موافقتها على عرضها الأول ,المشكلة أنها تعاني من الحياء القروي فهي لم تكلم أحدا من الرجال من خارج عائلتها أو أقاربها فكيف لها أن تفعل ما تريد منها حسنه, قالت :.
_ستتعودين عندما ترين ذلك ممتعا وجميلا.
_ولكن من يضمن لي أن أحدا لم يخبر بما يجري ...
_عندما تذهب الشاة للمصلخ لا يهمها ما يجري بعد مصيرها سيكون هو , هو السكين والسلخ والتقطيع لا يجدي معهم الكلام ,فقط تحملي وقع أول خطوة وعدما تسقط قدمك أتركيها تذهب حيث ترغب , ليس هناك أكثر قسوة من الخطوة الأولى .
_ لا أعرف شيئا مما تقولين المهم أنني لا أريد أن يعرف أحد ما يجري ,رجل واحد يكفي ... النتيجة واحدة ...أرجوك فقط رجل واحد.
_عندما تنكشفي على رجل واحد سوف لا تترددي على أن يكون ذلك أمام عشرة ,لقد كنت أحلم بشاب واحد أخلص له وأعطيه كل ما أملك لكنه هو من باعني وأستمرت اللعبة من هذا لذلك ... ها أنذا اليوم قد عاشرت نصف شباب المدين ونصف رجالها المحترمين ...في فترة قد لا تكوني فعلتي أكثر من مرة مع هذا الثور الذي يسمى زوجك.
_وكيف تتحملين كل هذا ...؟.
_لذة الشيطان تفتح لك كل المستحيلات.
في اليوم التالي خرجت كل منهما على إنفراد ليلتقيا على موعد محدد بعد ظهيرة يوم قائض وقد أغلقت الكثير من المحلات أبوابها ,كان الزبون الأول فليح الوسخ بائع الخضرة الأرمل منذ زمن في لقاء مع أول خطوة غي عالم الخطيئة ,ترددت كثيرا لولا أنها سمعت من حسنه أنها ستذهب ولن تكلمها مرة أخرى لم تدخل محل فليح الذي بادر بإنزال البوابة بهدوء لتنصرف حسنه لمهمة أخرى وتبقى أم رزاق تحت ,بين يدي تجربتها الأولى .
المساء كان صعبا وموحشا لم يمر كباقي الأيام والليالي, كانت تسير في الدروب الطينية وتتأمل الوجوه عن قرب وبعد لعل أحد يسألها لماذا أو كيف عملت هذا ,لأو أن تتوقع من أحد أن يخبرها أنه رأها وهي تدخل دكان فليح الوسخ , كل صوت يأت من خلفها يفزعها كأنها كانت تحت مجهر المراقبة الدقيقة , تبحث عن حسنة التي لم تلتق بها منذ أن تفارقتا ظهرا ,تتحسس جسمها وبصمات الرجل على جسدها المنهك المستلذ بغزو أصايع وأنفاس غريبة لأول مرة ... كلما أقترب الليل من عمقه تتشتت مخاوفها وقلقها ,لم يعد هناك ما يثير فقد عادت الناس إلى منازلها دون أن يهتم أحد بفليح ومغامرته الجديدة .
أسبوع واحد كان كافيا لأن تكون أم رزاق قادرة أن تخرج لوحدها تبحث عن فليح ثان ,لم يكن الوسخ قادرا في كل مرة أن يمنحها ما تريد ,إنه يرى فيها مجرد نزوة مارسها وأنتهى خط الرغبة لديه ,هي ترى أيضا أنه ليس ذلك الذي يمكن أن يملأ عينها كرجل يمكنها أن تعطيه جسدا كاملا بروح مفعمة بالمتعة ,ليس إلا مجرد كلب نزى وأفضى فقط, ما في عقلها هي صورة رجل يحتوي تضحيتها بكل شيء لأنها محرومة من كل شيء حتى زوجها حين أخبرته أنه كانت مع فليح لم يحرك ساكنا إنه هكذا منذ أن تزوجته أول مرة لا رأي له ولا قول ...رجل بالأسم فقط ... ليس أفضل منه فليح ولا غيره .



#عباس_علي_العلي (هاشتاغ)       Abbas_Ali_Al_Ali#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الشرطي عريف 6 ج2
- الشرطي عريف 5 ج1
- الشرطي عريف 5 ج2
- الشرطي عريف 4 ج1
- الشرطي عريف 4 ج2
- الشرطي عريف 3 ج1
- الشرطي عريف 3 ج2
- الشرطي عريف 2 ج1
- رواية الشرطي عريف 1 ج1
- الشرطي عريف 1 ج2
- الحرية والتجربة الدينية وأشتراطات الطبيعة
- الفكر وإشكالية المنتمي
- تحرير الفلسفة ...تحرير للقوة الإنسانية المفكرة
- الدين خيار حر
- الفقراء ورائحة الخبز
- حقائق من فلسفة النبوة والإرسال ح2
- حقائق من فلسفة النبوة والإرسال
- يا عمال العالم قبلوا يد السيد وصلوا وراء الشيخ.
- ما هي مشكلة الاقتصاد؟ .ح1
- ما هي مشكلة الاقتصاد؟ .ح2


المزيد.....




- تحويل مسلسل -الحشاشين- إلى فيلم سينمائي عالمي
- تردد القنوات الناقلة لمسلسل قيامة عثمان الحلقة 156 Kurulus O ...
- ناجٍ من الهجوم على حفل نوفا في 7 أكتوبر يكشف أمام الكنيست: 5 ...
- افتتاح أسبوع السينما الروسية في بكين
- -لحظة التجلي-.. مخرج -تاج- يتحدث عن أسرار المشهد الأخير المؤ ...
- تونس تحتضن فعاليات منتدى Terra Rusistica لمعلمي اللغة والآدا ...
- فنانون يتدربون لحفل إيقاد شعلة أولمبياد باريس 2024
- الحبس 18 شهرا للمشرفة على الأسلحة في فيلم أليك بالدوين -راست ...
- من هي إيتيل عدنان التي يحتفل بها محرك البحث غوغل؟
- شاهد: فنانون أميركيون يرسمون لوحة في بوتشا الأوكرانية تخليدً ...


المزيد.....

- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو
- الهجرة إلى الجحيم. رواية / محمود شاهين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عباس علي العلي - الشرطي عريف 6 ج1