أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - نعيم عبد مهلهل - مدافع أم البنين














المزيد.....

مدافع أم البنين


نعيم عبد مهلهل

الحوار المتمدن-العدد: 4761 - 2015 / 3 / 28 - 23:02
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


مدافع أم البنين
نعيم عبد مهلهل

للحرب وقعٌ مؤثرٌ في الذكريات ، ويبدو أن المكان الذي لا تلمسهُ أصابع الحرب لن يكون قادرا على صنع البحة الساحرة في النواح ، ويوم ذهب شباب من القرية الى جبهات الحرب ، سكنت وجوه الاباء ملامح جديدة لم أراها من قبل ، ومنها تلك الصفنة الطويلة ونسيان أن الجواميس أصابها الملل من قيلولتها الطويلة في الماء وتريد العودة الى زريبتها.
أنا ذقتها ، وغيري ذاقها ، وتعلمت منها ، لكنها لم تتعلم مني ، ولأنني مثل خالي المرحوم ( جهاد سهر أذهيب ) العريف المطوع في كتيبة مدفعية الميدان 51 التابعة للفرقة الثانية مشاة ، أتت بي قرعة معسكر التاجي الى صنف المدفعية ، خدمتها وتسرحت منها وتعينت معلما بعدها ولم يبق من ذكرياتها سوى نخوة الجنود وهم يحملون صناديق القذائف الثقيلة وينتخون بأم البنين لتعينهم في حملها ، ليكون رد العريف عطشان : أم البنين لديها ما يكفيها وهي تبحث عن من يعينها لقد فقدت اربعة ابناء من اجل الحسين ع ، حرب السيوف سلبت ابناءها فلا تريد لحرب المدافع أن تسلب ابناء من امهات أخريات .
أتت حرب جديدة ، ومعها أتت خواطر جديدة وقصص جديدة ، ومنها حين أتى واحد من ابناء ريكان موظف الخدمة في مدرستنا مجازا من جبهة عبدان وكانت الحرب تعيش فوران ايامها الاولى ، فتحدث عن أسير ايراني طلب منه الماء ويتكلم العربية ، وقال انه من اهالي ديزفول ويعمل مخابرا لبطرية مدافع ميدان في كتيبة أسمها أم البنين .
يومها تذكرت الجنود الذين ينتخون هذه المرأة الصابرة ، وحين يأتي عاشوراء يذهبون مباشرة الى اذاعة عربية تبث من الاهواز تذيع نواحا عاشوريا لرادود مشهور اسمه ( وطن ) وقصيدته المشهورة بين الجنود اكثر شهرة بكثير من نشيد سلمان المنكوب الاسطوري ( امرن في المنازل ..منازلهم خلية ) ، ورثائية وطن هي :
آنه أم البنين ودهري ذبني ..
حقي لو صحت يا حسين يبني .
فقد الأربعة يهون
وحسين الذي سَباني )
أذن لدينا أم البنين اثنتين ، واحدهم عندنا وثانية عندهم ، وهي في الحقيقة أن هناك أم بنين واحدة وتحتار الآن لمن تعين الجندي العراقي أم الجندي الايراني.
تلك الحيرة أبقت فيَّ حزن أن نزج صناع حزننا الخفي في آتون السياسة واحلام الجنرالات ونجلبهم معنا الى جبهات القتال بالرغم أن حروبهم انتهت منذ مئات السنين ولم يبق لنا منهم سوى الاضرحة وقباب الذهب ونخوة الجنود بهم حين يريدون رفع صندوق عتاد وزنه خمسين كيلو غرام.
عاد ولد ريكان ، ونذرت أمه لأم البنين عجل تشتريه من الجبايش وتذهب به الى مقام العلوية ( فواده أم هاشم ) تذبحه هناك وتوزع لحمه الى الزائرين .
لكن ربما في غمرة النحيب الذي يسكن أم البنين من اجل فجيعتها بأولادها الاربع أتت قذيفة مدفع وسقطت على الخندق الشقي الذي يتمترس فيه ولد ريكان فذبحته من الوريد الى الوريد . وربما هذه القذيفة آتية من مدفع من مدافع الكتيبة الإيرانية التي اسمها ( أم البنين.)



#نعيم_عبد_مهلهل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هناك بريمر وهنا مطشر
- الفيمتو ينافس حليب الجاموسة
- المشحوف وحصان دون كيشوت
- الرقصة الغجرية في حرب نجم والي
- مدافع نافارون وصرائف أم شعثه ..!
- أيتاليو كالفينو في الكحلاء
- العربانةُ من جلجامش الى هادي ماهود
- الشامُ بعيدةٌ يا سورية دشر...!
- رامبو وزمن العزلة
- الأذربيجاني يشتري الخِشالة
- اليهودي وزورق البازة والشخاط...!
- الأحتفاء بفخذ الثور المجنح
- ماري العاشقة وشبوط المتيم
- رابطة أصدقاء ماركيز في الجبايش ....!
- فوبرتال ومواليد الأمكنة النائية
- حُزنكَ حُزنْ مِعدانْ..!
- موسيقى تقشير الموز
- توابيت السفر الى أبدية القصب
- لا وقت للوقت في نينوى ...!
- بحيرة البجع والبولشوي في الجبايش


المزيد.....




- تمساح ضخم يقتحم قاعدة قوات جوية وينام تحت طائرة.. شاهد ما حد ...
- وزير خارجية إيران -قلق- من تعامل الشرطة الأمريكية مع المحتجي ...
- -رخصة ذهبية وميناء ومنطقة حرة-.. قرارات حكومية لتسهيل مشروع ...
- هل تحمي الملاجئ في إسرائيل من إصابات الصواريخ؟
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- البرلمان اللبناني يؤجل الانتخابات البلدية على وقع التصعيد جن ...
- بوتين: الناتج الإجمالي الروسي يسجّل معدلات جيدة
- صحة غزة تحذر من توقف مولدات الكهرباء بالمستشفيات
- عبد اللهيان يوجه رسالة إلى البيت الأبيض ويرفقها بفيديو للشرط ...
- 8 عادات سيئة عليك التخلص منها لإبطاء الشيخوخة


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - نعيم عبد مهلهل - مدافع أم البنين