أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نبيل عودة - الهزيمة ...















المزيد.....

الهزيمة ...


نبيل عودة
كاتب وباحث

(Nabeel Oudeh)


الحوار المتمدن-العدد: 4761 - 2015 / 3 / 28 - 20:11
المحور: الادب والفن
    



قوامها سحره.
صارت شغله الشاغل.
منذ رآها لأول مرة انقلب كل شيء في نهج حياته.
لم تغب عن ذهنه لا في يومه ولا في ليله. ألهبت أحاسيسه، أججت رغباته، يتخيلها دائماً الى جانبه، لا يستطع ان يفكر بها مع غيره.
لاحقها بالاتصالات، تجاهلته.
لم ترد على اتصالاته المتواصلة بعناد ناسخاً الحياء من قاموسه.. لم تعطه فرصة للحديث وشرح ما يعتلج في فؤاده.
ظهورها في الشارع يلوي أعناق أعتى الرجال باتجاهها..

كان في حدود العقد الرابع، رياضياً في مبنى جسمه، ويبدو أصغر من عمره بعقد كامل. رجولته مغرية بدليل عشرات العلاقات النسائية الناجحة.. بل الكثيرات بدأن التحرش به، اتصالات كثيرة يرن بها نقّاله لا يرد عليها. تغير ولم يعد شيء يملأ عينه غيرها.
رجولتة جميلة، وضعه الاجتماعي والاقتصادي ثابت ولا خوف من اهتزازه. يملك سيارة مرسيدس فخمة يجددها كل سنتين، مالك لأراض ومحلات تجارية وعدد من المنازل، أمواله موزعه بين البورصة والاستثمارات في الأراضي. بكلمات بسيطة: واسع الثراء.
لا همّ له في تكاليف الحياة، لا خوف عنده من ضائقة آخر الشهر ويبدو ان وقاحته ناجمة عن شعوره بقدرته المالية.
فصاحب "الرأي"، كما يقول المثل، هو صاحب المئة.
من كل ما يحيطه من جميلات لم يعد يرى غيرها.
قطع كل علاقاته.. وصار يحلم بالوصول الى ساحرته.
لكنها صدّته. لم ترد على اتصالاته حتى بكلمات اعتذار.
كان يثور غاضباً ويقرّر خطوات يرد لها إهانتها.
عندما يلمحها.. تختفي ثورته، يغرق في حلمه الرطب بأن تلين أمام ملاحقته.
يتأمل قوامها الممشوق، مشيتها الشبيهة بالمشية العسكرية، تقاسيم وجهها المميزة والتي تشع براحة وألق نادر، لا يشبع الإنسان من النظر اليها وتأملها وهي تشع براحة نفسية وثقة شخصية.
رغبته بالتواصل معها تأصلت في نفسه، لم يكن في حسابه ان يتزوج، بات يقنع نفسه ان السبب عدم قناعته بفتاة حتى اليوم، لكن من أجل عينيها أرسل الخاطبات المبرطلات من الأمهات اللواتي كن يترددن على والدته طمعاً بالفوز بتزويجه والحصول على أجرة قد تكون من ثلاثة أرقام.
الخاطبات يجعلن القرد غزالاً، فكيف الحال والعريس سيد الرجال بشكله وجيبه؟
كن يثرثرن: ابنة فلان لقطة.. وتلك الفتاة من الحارة القريبة بتجنّن، ومن الحارة الفوقا والتحتا والبلد المجاور آيات في الحسن والأخلاق و.. و.. و.. فقط أقنعي ابنك.. والأم تفور حماسة، الابن في عالم آخر.. ما قيمة المال بدون بنين..؟ تقبل الخاطبات عارضات أجمل الصبايا وكلهن بعمر الورود. وا يتركن الأم الا وهي تدمع من عقوق ابنها الرافض للزواج.
الا هي... ساحرته التي أعياه ترويضها.
منذ رأها لم تعد به رغبة بامرأة غيرها، حتى لمغامرة عابرة. علاقاته أوقفها شاعراً ان لا شيء يروي احتراقه الداخلي الا رحيقها... كانت تبدو قريبة وميسرة.. لكنها لا تلتفت لأحد ولا يعنيها من يتصل بها.. اذا لم تعرف صاحب الرقم المتصل تلغي الاتصال ولا تكلف نفسها عناء الرد وكأنها تعلم ما يختبئ وراء الاتصال. لا يبدو ان المطاردة تقلقها.. ثقتها بنفسها تزيد جنونه.. مشيتها مثيرة، وجهها يسحره، لا يعرف كيف يصبر على صدها وعلى احتضان وجنتيها بكفيه...
قال أحدهم ان الرجل يرغب دائماً بالمرأة التي لم يحصل عليها.. لكن إحساسه يقول ان هذه فذلكة كلامية.. هناك من هي أجمل منها، أكثر إغراء جسديا، لكنها هي ظلت المميزة والمثيرة أكثر من كل نساء الأرض. بتفكير معاد يخاف ان يكون ذلك القول صحيحاً أيضا. هل وصوله اليها سيبقيه ولهاناً ومسحوراً بها؟
هل من سبب عقلاني يفسر ما هو به من صبابة وعشق؟
هو نفسه لا يعرف ما أصابه.. منذ التقاها، وهو ليس هو نفسه.
هل من تبرير لهذا الشعور وهذه القناعة التي يمكن ان يقال انها أخرجته من استقراره الحياتي؟ أخرجته من اندفاعه وراء التنانير؟
التنانير القصيرة كانت تصعقه.
لكنها ترتدي للركبة أو أقصر قليلاً.
تميزها أناقة تضفي عليها مسحة جمالية تخترق الأحاسيس. لأول مرة يشعر انه يملك أحاسيس تتمحور حول فتاة بعينها.
هل هو الحب؟
ورث ملايين كثيرة عدا الأطيان، ربما لهذا السبب كانت علاقاته النسوية ناجحة.. ليس بسبب شطارته بقدر ما هي شطارة جيبه وعدم تردده أمام أي مصروف كبير..
كم يشعر انه مستعد ان يبذل أمواله كلها بعلاقة معها..
يحاول ان يحدد ما شده اليها، يجد نفسه عاجزاً عن وضع رؤية واضحة.. يقول في نفسه: "هي كما هي منتهى أحلامي".
كان أنيقاً في ملبسه، لكنها لا تريد ان تمنحه حتى التفاتة. كان مستعداً ان يكسر قناعاته ضد الزواج اذا قبلت به زوجاً سيلبي كل ما تطلبه وسيجعلها ملكة غير متوجة!!
أرسل إحدى الخاطبات اللواتي يتقنّ الحديث عن المستقبل المضمون والرفاهية وكل شروط الحياة المريحة والسعيدة التي تنتظر من تقبله زوجاً... وعادت مذهولة من جواب الرفض: "مجنونة. ترفض الملايين؟!".
أرسل غيرها مع وعد بمبلغ مغرٍ اذا نجحت بإقناعها ان تقبله زوجاً.
كان يعرف انه ينصب فخاً لها، ربما فخاً له أيضا. عادت تقول له ليس لك نصيب.. البنت لا تشتري ولا تبيع وعندي لك أجمل منها..
يهزّ رأسه رفضاً غاضباً من غباء الخاطبات. كيف يشرح لهن ان ما يشد رجل الى امرأة بعينها لا يفسر بجمال بارز فقط؟
هناك شيء يحسه ولا يدري كنهه.
أحيانا يجد نفسه متناقضاً مع قناعاته.
لكنه كلما لمحها يصاب يما يشبه ضربة الكهرباء.. يصعقه ظهورها.
يتخيل نفسه في فراش الزوجية الى جانبها..
هل حقا يستطيع ان يستيقظ كل صباح على نفس الوجه الى جانبه؟
اليوم يبدو الأمر شديد الرغبة وقمة أمانيه، هو يعرف نفسه.. بعد شهر.. نصف سنة، سيصاب بالرعب اذا استيقظ كل صباح على نفس الوجه... لا يعرف.. ربما الحب يجعل الموضوع سهلاً.. يغيره. ربما حقا تغير؟ او على الأقل هذا ما يشعر به..
كيف صمد والده ستين سنة ؟
ألم يرث نفس جيناته؟
المشكلة عنده ليست مالية، يستطيع ان يدفع مبلغاً يقارب من الحلم لفتاة مثلها.. هل سيكون أخلاقياً ان ينالها مقابل ثمن مدفوع؟ هل سيظل للحب والعلاقة معها نفس القيمة فيما لو نالها مقابل مبلغ نقدي، بدل ان تهبه نفسها كما يهبها نفسه، لأنها تريد ما يريده؟!
كانت رغبته بها أقوى من كل تفكير منطقي.. كلما تظهر يصاب بارتعاش حتى لو كان ما يفصل بينهما مائة متر.. تشده بجمالها الذي لا يمكن تحديده بوجهها وقدها فقط. لها إشعاعها الذي لا يفهم مضمونه، حضورها القوي الذي يضفي ما يشبه الضوء الداخلي الذي ينير المشاعر النائمة ويوقظها.
هناك شيء لا يعرف كيف يحدده. طابعاً أنثوياً نادراً، يجعل المرء لا يشبع من النظر اليها بكل تركيبتها، من وجهها الهادئ بمسحة جمال كلاسيكية، الى صدرها الناهض، وقوامها المتناسق، كأنه نُحت على يد فنان حسب مقاييس جمالية لم تهمل شيئاً الا أتقنته..
حتى فساتينها التي تختار ألوانها بما يتلاءم مع قوامها، معتمدة دائماً ان تكشف ما لا يزيد عن سنتيمترات بخيلة فوق الركبة، تجعلها أكثر إثارة حتى من التنورة التي قُصرت وقَّصرت عقل الشباب وراءها، هي المنطقة التي تشكل أحد أخطر أسلحة الإغراء الأنثوي. لكن امام ظهورها تسقط تلك النظرية.. هناك ما يسيطر على العقل والأحاسيس أكثر إيلاما من التنانير القصيرة..
بالتأكيد تعرف ان مظهرها لا يترك زوج عيون لا تتعلق بها، لا تترك رقبة لا تلتوي وراء ظهورها.. جمالها هادئ يريح النظر، ليس جمالاً يثير الحواس غير الواعية.. ربما هذا ما يجعلها فريدة ومميزة، لكنه لا يرتوي من النظر.. يريد ان يشرك حواسة الأخرى لتكتمل المتعة. رغم ان تأملها يبعث الراحة في نفس الإنسان وتعطيه نوعاً من الإحساس بجمالية جسم الإنسان.
أيكون تمنُّعها وصدُّها له من عوامل جنونه وراءها؟ هل حقا المرأة التي لا يصلها الرجل تصبح مرغوبة أكثر؟
كان يطاردها وكأنه عاد مراهقاً.. يبدو انها تعرف انها المقصودة بمطاردته لها.. لا يبدو أن الأمر يهمها، أو يقلقها.. ربما تزداد تغنجاً... هذا يضاعف الرغبة الافتراسية التي تجعل قلب الرجل يخفق بشدة.
لو كانت فتاة من "إياهن" لاشترى خدماتها ربما لشهر كامل حتى يرتوي..
ومع ذلك لم يفقد الأمل في الوصول اليها.
كانت تراه دائماً في محيط حياتها. بعد ان ردت خاطباته خائبات صارت تبدو أكثر استفزازية.. أكثر من مجرد هدف آخر وضعه نصب عينيه. ربما عدم تعوده على الفشل يجعله مثاراً ومصمماً؟ لكنه يرفض كل التفسيرات الممكنة حين يخلو لنفسه ويقر ان شيئا ما تغير في حياته وتفكيره منذ صارت لا تغادر ذهنة ليلاً او نهاراً..
كانت تبدو انها الحياة نفسها التي يحب ملذاتها.
ترى هل ترسم خطة لتقزيمه في مواجهتها؟
كان يلاحقها بسيارته المارسيدس السوداء.. أحياناً يبدو انها تبتسم.
ربما احتقاراً..؟
ربما لشعورها انها محطُّ اهتمام العديد من الرجال..؟
ترى هل تشعر بالنظرات التي تقيسها طولاً وعرضاً، تفحص تناسق جسمها ومقاييسه التي لا يمكن الا ان تكون في مصاف أفضل المعطيات؟
في أحدى المطاردات شاهدها تدخل معهداً للتجميل.. أوقف سيارتهقريبا من المعهد، اقترب ليرى ما هو التجميل الذي تحتاجه أجمل النساء.
موظفة على الباب منعته من التقدم أكثر نحو الغرفة المغلقة، التي لم يفهم ما الدافع المجنون الذي حركه ليدخلها رغم معرفته ان ما يرتبكه حماقة قد تكلفة ثمناً غالياً.
- المحل للنساء..
قالت له بأدب.. وشرحت له ان المعهد يقوم بتنظيف الأظافر وتنسيق الحواجب وإزالة الشعر الزائد، تنسيق شعر الرأس.. المانيكور للأظافر.. ويؤسفها ان "المعهد لا يستقبل الرجال"، كما انهت حديثها مبتسمة.
ولمعت برأسه فكرة.
- الفتاة التي دخلت قبل قليل.. اريد ان أدفع تكاليف ما تطلبه.
- من تكون بالنسبة لها؟
- من العائلة..
- لحظة سأفحص ما هي طلباتها.
رفعت سماعة التلفون واستفسرت.
- خمسمائة شاقل يا سيدي.
دفع المبلغ، ترك كرته للموظفة لتعطيه لها عند خروجها. وعاد الى سيارته وهو قلق من أسلوب رد فعلها. هل ستتصل لتشكره؟ أم سيتلقى رداً قاسياً، وربما شتيمة.. تضع حداًَ لحلمه المجنون؟
بعد ما يقرب من الساعة خرجت.. وقفت أمام معهد التجميل تجيل نظرها بما حولها.
- تبحث عني!
قال لنفسه.
توقعاته أصابت. ها هي تحدد مكانه.. تنظر باتجاه سيارته. وبلا تردد خطت بخطوات ثابتة نحو سيارته. تعابير وجهها لا تقول شيئاً. شعر بارتعاش شديد. ارتعاش فيه خوف ما وفيه انفعال الذي يخوض أول تجربة.
كانت خطواتها أشبه بالمارش العسكري.. الأمر الذي يزيدها سحراً ويزيده انفعالاً ورغبة لا تؤجل..
بدون مقدمات فتحت باب سيارته.. جلست بجانبه.
- ماذا تريد مني يا رامي؟
تعرف اسمه. ربما من الخاطبة، لا شك انها غير غافلة عن مطارداته وإلحاحه.
- أريد لك كل خير.
- انا لست طفلة.. تكلم معي بوضوح.
كانت كلماتها حادة وواضحة وتلقيها بلهجة عادية لا يمكن تفسيرها باتجاه محدد.
- الا تريدين ان تعرفي من أنا أولا؟
- أعرفك عنك كل شيء. خاطباتك لم يبقين شيئاً لم يضاعفنه مائة مرة..
- لكنها الحقيقة..
قاطعته:
- لا أقصد أموالك وأملاكك!!
جملها القاطعة وقوة تعابيرها دون تردد تزيدها جمالاً.
- أعطني فرصة للتحدث معك..
- ها انا بجانبك، قل ما تريد.. ولنقفل الموضوع مرة والى الأبد.
- أريدك زوجة.. وكل ما تشائين رهن أمرك.
- انا لست معروضة للبيع.. ولن أختار زوجي بسبب مقياس مالي، الحب لا يشترى بالمال.
- طلبت يدك..
قاطعته:
- انت لا تلائم تصوراتي.. أموالك لا تقول لي شيئا اذا كنت تظن ان المال يشتريني.
- انا لست تاجراً.. انا إنسان عاشق.
- عمرك ضعفاً عمري.. جيلك لا يناسبني وعقلي لا يناسبك.
- انا عازب.. لم أجد من تستحق ان أحبها.. حتى وجدتك..
- شكرا.. هذه نقودك التي دفعتها للصالون، رجاء لا تكرر ذلك..

أعادت له ما دفعه في معهد التجميل.
- المال لا يشكل عقبة عندي.. اعتبريها هدية!
- لا أتلقى هدايا لا أستطيع إعادة شيء مقابلها.
وهنا حسم رامي أمره. وقرر ان يغامر بكل شيء.
- اسمعيني جيدا، أعرض عليك ليلة معي مقابل 100 الف دولار؟
صمتت. بان القلق على محياها. كان يعلم انها من وسط متوسط الحال، لفتاة بمثل جمالها الطلبات المختلفة من ملابس وأدوات تجميل ونوادٍ وحفلات فوق قدرتها. لوهلة شعر انه قذر جداً. لوهلة شعر ان ما يقوم به يحطم هالة الحب التي أخفى وراءها شبقه ورغبته الافتراسية بها.
هل ينحدر الإنسان الى هذا المستوى من الحيوانية المجنونة مقابل إرضاء غروره ليفخر امام أصحابه بتسجيل أهداف جديدة في ملعب من مستويات لا يحلم أحد بالوصول اليها؟.
هل حقا سحرته كإنسانة جميلة.. ام ان المرأة التي يعجز الرجل في الوصول اليها دائماً هي التي تجعله أكثر رغبة واحتراقاً للوصول اليها؟
- انا جاد ليلة واحدة مقابل 100 الف دولار..؟
لا يعرف هل هو صوته؟
هل حقا كان حلمه معها مجرد ليلة؟
كل مطاردته الطويلة لعدة أشهر.. وما يدعيه لنفسه من حب نظيف لأول مرة في حياته..؟ يختصرها بليلة واحدة..؟
هل حقا يريدها مقابل مبلغ نقدي..؟
كان يعرف ان ما يحركه بات أقرب للتحدي، مما هو عشق حقيقي لامرأة.
هل يستبدل كل ما حركه لأشهر طويلة من العذاب والأحلام الرطبة بمجرد ليلة يجرب بها طعمها؟!
حقاً لم يكن يعنيه، أو يؤثر على حالته المادية ان يدفع لها 100 الف دولار.. حتى بدون ان تعطيه شيئاً الا مجرد مودة.. لأول مرة يشعر ان المال مليء بالأوساخ. وتجعل من يملكه أكثر وسخا منه... جنونه كان يقوده.
- لم أسمع ردك على اقتراحي..؟
- أكون مجنونة اذا وافقت، ولكني بنظر بعض الناس اكون أكثر جنونا اذا رفضت.. مبلغ مثل ما تقترح يفتح لي أبوابا لا أملك مفاتيحها.. وستكون على حساب كرامتي. والسؤال هل أبيع كرامتي؟
- اذن تزوجيني؟
- أستطيع ان أخسر ليلة من عمري مع عديم القيم، ولكني لست مجنونة لأخسر كل عمري.
كانت كلماتها قاسية واستفزازية، لكنه عض على لسانه شاعرا بتجاوزه للحدود.
كان يلمح دموعا مجمدة في عينيها. شيئا إنسانيا ثار في داخل نفسه. يطعنه بشدة تؤلمه دون ان يقدر على تحديد نوع الألم وشيئا يجعله يقرر ان ينقذها من نفسه. حسم أمره:
- اذا عرضت عليك عشرة دولارات.. هل تقبلينني لليلة كاملة؟
- انت وقح.. وبلا شرف. اذهب الى الجحيم انت ودولاراتك.. من تظنني؟
فتحت باب السيارة وخرجت.. من طريقة مشيتها أيقن انها تبكي بمرارة.
في نفس اليوم كتب حوالة مالية باسمها بما قيمتة 100 الف دولار.. مع رسالة يقول فيها: "شكرا.. هذا ثمن إنقاذك لكرامتي وإنسانيتي _ رامي"
لكن الحوالة المالية أعيدت اليه ممزقة داخل رسالته!!

[email protected]



#نبيل_عودة (هاشتاغ)       Nabeel_Oudeh#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مزبلة فيسبوكية اسمها -الناصرة بلدي-
- فلسفة مبسطة: المنطق مقابل الوحي
- زوجة لإدوار...!!
- فلسفة مبسطة: فلسفة العلوم
- اعلان عيد البشارة عيدا رسميا في الناصرة
- فلسفة مبسطة: الإدعاء الدائري
- انتصار نتنياهو: سيطرة دولة المستوطنين على دولة إسرائيل!!
- سنة على انتخاب رئيس بلدية الناصرة علي سلام: لتتحالف كل القوى ...
- حماة الوطن...
- فلسفة مبسطة: الفلسفة التجريبية - وقصة فلسفية
- الأمنية...
- فلسفة مبسطة: الأنانية الأخلاقية
- احتفال للنسيان
- الجواهر...!
- خطاب نتنياهو: لامع وفارغ..!!
- هل التطرف الديني بديل لعصر التنوير العربي؟!
- جسران وعالمان...!!
- فلسفة مبسطة: -الإمباتيا- أو الدخول في أحاسيس الآخر!!
- الخنزيرة سيدة محترمة…
- الكتاب الذي لم يعرفه سعيد


المزيد.....




- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...
- لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش ...
- مغنية تسقط صريعة على المسرح بعد تعثرها بفستانها!
- مهرجان بابل يستضيف العرب والعالم.. هل تعافى العراق ثقافيا وف ...
- -بنات ألفة- و-رحلة 404? أبرز الفائزين في مهرجان أسوان لأفلام ...
- تابع HD. مسلسل الطائر الرفراف الحلقه 67 مترجمة للعربية وجمي ...
- -حالة توتر وجو مشحون- يخيم على مهرجان الفيلم العربي في برلين ...
- -خاتم سُليمى-: رواية حب واقعية تحكمها الأحلام والأمكنة
- موعد امتحانات البكالوريا 2024 الجزائر القسمين العلمي والأدبي ...
- التمثيل الضوئي للنبات يلهم باحثين لتصنيع بطارية ورقية


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نبيل عودة - الهزيمة ...