أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فهد المضحكي - الثقافة والتنمية














المزيد.....

الثقافة والتنمية


فهد المضحكي

الحوار المتمدن-العدد: 4761 - 2015 / 3 / 28 - 09:27
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


رغم كل ما يقال عن الابداع والثقافة فان تنميتها تحتاج إلى تربة خصبة وإلى دعم كبير وآليات وانظمة وتشريعات تحميها من اعدائها وخصومها وهذا لا يحدث الا باشاعة المناخ الديمقراطي واحترام حقوق الانسان، وليس هناك ما هو اخطر على الثقافة المستنيرة من الدعوة إلى محاربتها وفرض القيود عليها باسم الدين، وما اكثر ما ادى هذا في البلدان العربية والإسلامية إلى اغتيال الابداع والعقل والحرية.
فإذا كانت النصوص التشريعية تؤكد ان احترام حرية الرأي والتعبير القاعدة الاساسية للتعددية السياسية فان احترام دور الثقافة في تنمية المجتمع احد الشروط الضرورية للتقدم الاجتماعي والاقتصادي.
وحول هذه العلاقة الضرورية كتب جميل حمداوي في بحثه المقاربة الثقافية اساس التنمية البشرية المستدامة.
ان الثقافة هي من العوامل الاساسية التي تساهم في تحقيق التنمية المستدامة، وتطور الاقتصاد بكل قطاعاته، والرفع من الانتاج الوطني والقومي ولابد من مراعاة هذا البعد في مجال التخطيط والتدبير والتقويم ويعني هذا ان الاولوية تعطى للبعد الثقافي على حساب الابعاد والمكونات التنموية الاخرى.
وفي مقابل ذلك يقول «لا يمكن ان تتحقق ديمقراطية الثقافة الا اذا تحققت الديمقراطية الحقيقية في المجتمع».
في مجتمعاتنا العربية تتعرض الثقافة النيرة وبسبب غياب الديمقراطية إلى إرهاب نظم عربية ديكتاتورية ومرجعيات دينية بتفرعاتها المختلفة تتخذ من النص الديني ومن كتب التراث والحقيقة المطلقة مرجعاً اساسياً في تكفير الآخر المختلف وفي الاقصاء المذهبي والفكري لكل رأي متجدد منفتح ديمقراطي يدعو إلى التعددية والتسامح واحترام الاختلاف الفكري والعقائدي.
ولاشك ان الاصولية الاسلامية بأشكالها المختلفة سلفية واخوانية وخمينية مرجعيات ليست فقط مناهضة للابداع والعقل بل مرجعيات تسعى لاسلمة المعرفة وكل القوانين العصرية في المجتمع.
وليس هنا مجال لذكر العديد من الامثلة التي تبين ارهاب تلك المرجعيات التي تتبنى فكر التعصب والتطرف في خطابها للوصول إلى السلطة ونعني ان التطرف الديني واستخدام العنف والتكفير واغتيال المبدعين والمفكرين والتعدي على حقوق القوميات والمرأة منهجاً واسلوباً يعكس حقيقة وجوهر التيارات الاصولية الدينية وهو انتهاك صارخ للحريات والديمقراطية وحقوق الانسان!.
المتهمون من رجال الفكر والاقتصاد بالعلاقة الجدلية بين الثقافة والتنمية يقولون: لقد مضى العهد الذي كانت تقاس فيه التنمية عبر مؤشرات رقمية بحتة فقط، واضحى مفهوم التنمية اليوم اكثر عمقاً وشمولية، تتداخل فيه عوامل كثيرة ومتعددة ومختلفة، ويقاس بمدى قدرة اية استراتيجية على النهوض والتقدم بكافة المناحي الاجتماعية، فلقد اضحى محور العملية التنموية وهدفها المركزي في مفهومها المعاصر، الانسان والجماعات البشرية، وتبعاً لذلك ظهرت مفاهيم جديدة مثل «التنمية المستدامة» ومفهوم «التنمية البشرية» ومفهوم «التنمية الثقافية» التي تؤكد على الدور المحوري للثقافة في تحقيق تنمية متكاملة وشاملة للانسان وللمجموعات البشرية.
وهذا بالفعل ما أكدت عليه «اليونسكو» في وثائقها ومؤتمراتها وتحديداً اكدت على اهمية وضع الثقافة في صميم سياسة التنمية وهو ما يشكل استثماراً اساسياً في مستقبل العالم وشرطاً مسبقاً لعمليات عولمة ناجحة تأخذ في عين الاعتبار مبادئ التنوع الثقافي.
وفضلاً عن هذا تؤكد منظمة «اليونسكو» ان التطور لا يترادف مع النمو الاقتصادي وحده، بل هو وسيلة لصنع حياة فكرية وعاطفية ومعنوية وروحية اكثر اكتمالاً.
ولا يمكن بالتالي فصل التنمية عن الثقافة، ويشكل تعزيز مساهمة الثقافة في التنمية المستدامة هدفاً من اهداف التطور والتقدم.
ومن هنا فالتحدي الاكبر – كما تراه هذه المنظمة – يمكن في اقناع صانعي القرارات السياسية والفاعلين الاجتماعيين المحليين والدوليين بدمج مبادئ التنوع الثقافي وقيم التعددية الثقافية في مجمل السياسات والآليات والممارسات العامة، لاسيما عبر الشراكات العامة والخاصة.
وباختصار تهدف هذه الاستراتيجية إلى دمج الثقافة في مجمل سياسات التنمية سواء ارتبطت بالتعليم أو العلم او الاتصالات او الصحة او البيئة او السياحة، وتهدف من جهة اخرى إلى دعم تطوير القطاع الثقافي عن طريق الصناعات الابداعية والفعاليات الثقافية والمؤتمرات.
صحيح لا يمكن لمجتمع ان يزدهر من دون الاهتمام بالثقافة وصحيح ايضاً لا يمكن تحقيق تنمية في غياب الثقافة، ومع ذلك ان مستقبل الثقافة لا يكون مزدهراً الا في ظل بيئة ديمقراطية حضارية محفزة لا تخضع لوصايا قوى الظلام والارهاب وفتاوى التفكير وتدمير المنجزات الثقافية والتراث الانساني، بيئة لا يختلط فيها حابل العداء للحريات والحداثة والثقافة الوطنية بنابل الفساد والطائفية واقصاء الرأي الآخر!.



#فهد_المضحكي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ثقافة السلطة وسلطة الثقافة
- العمالة السائبة!
- تحية للمرأة في يومها العالمي
- اليوم العالمي للعدالة الاجتماعية
- -التحرير- تبقى عالياً ومضيئة
- الأصولية الدينية بين كتب التراث والمشاريع الأميركية!
- وجوه في مصابيح الذاكرة
- تقرير ديوان الرقابة والمساءلة النيابية!
- مرئيات النواب وبرنامج الحكومة
- هل تندفع أمريكا إلى فرض شروطها كما كانت في السابق؟
- تراجع أسعار النفط وتنوع مصادر الدخل!
- -الأخطاء القاتلة- للدولة الوطنية في العالم العربي
- لنرفع القبعات احتفاءً بالمبدع عبد الله خليفة
- الأقنعة الأمريكية
- اليوم العالمي لمكافحة الفساد
- عن الرقابة البرلمانية والشعبية
- البرلمان القادم!
- اختاروا الأكفأ
- قلبهم على عدن
- هل تتلاشى دول الخليج؟


المزيد.....




- نقار خشب يقرع جرس منزل أحد الأشخاص بسرعة ودون توقف.. شاهد ال ...
- طلبت الشرطة إيقاف التصوير.. شاهد ما حدث لفيل ضلّ طريقه خلال ...
- اجتياج مرتقب لرفح.. أكسيوس تكشف عن لقاء في القاهرة مع رئيس أ ...
- مسؤول: الجيش الإسرائيلي ينتظر الضوء الأخضر لاجتياح رفح
- -سي إن إن- تكشف تفاصيل مكالمة الـ5 دقائق بين ترامب وبن سلمان ...
- بعد تعاونها مع كلينتون.. ملالا يوسف زاي تؤكد دعمها لفلسطين
- السيسي يوجه رسالة للمصريين حول سيناء وتحركات إسرائيل
- مستشار سابق في -الناتو-: زيلينسكي يدفع أوكرانيا نحو -الدمار ...
- محامو الكونغو لشركة -آبل-: منتجاتكم ملوثة بدماء الشعب الكونغ ...
- -إيكونوميست-: المساعدات الأمريكية الجديدة لن تساعد أوكرانيا ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فهد المضحكي - الثقافة والتنمية