أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نارين رياض - رسالة















المزيد.....

رسالة


نارين رياض

الحوار المتمدن-العدد: 4760 - 2015 / 3 / 27 - 18:29
المحور: الادب والفن
    


- الرحلة
كانت الرحلة الثالثة من نوعها.
رحلة تكلفتها نصف موارد الكرة الارضية الرابعة ولكنه ثمن معقول لما ستنتج عليه هذه الرحلة من فوائد لسكانها. نعم سكانها او ما تبقى منهم بعد معاناتهم عبر الاف السنوات من مختلف التغييرات والتنوعات البيئية التي ابقت على بعض الشعوب او بعض من بعضهم .
كان رواد الرحلة متشابهون في ظروفهم وخلفيتهم التمهيدية فقد ولدوا وتم تصميمهم وتكريسهم ليتحملو ما سيمرون به من معاناة فهم سيكونون الاجداد لاول جيل يضع قدميه على ذلك الكوكب الاخر, جيلي أنا.
-2-الرسالة
بسبب ظروف معينة, توصل جنسنا الذي تسبب في انقراض العديد من الأجناس الى نتيجة مفادها أن العلاقات الأسرية كانت سبباً اساسياً في زعزعة إستقرار الكوكب الأصلي لنا, لذلك فقد تم تحديد مسار جديد لهذا النوع من العلاقات في المستقبل يتضمن عدم رؤيتي لكم وعدم رؤيتكم لي, واتأمل أن يسمحو لكم على الاقل بقراءة رسالتي هذه لكم والتي هي أقرب لتدوين جزء من تاريخ وصولكم حيث ستصلون فأنا شبه متأكد ايضاً بأنه لن يكون مسموحاً لكم بدراسة تاريخ عرقكم ونوعكم نتيجة لظروف سياسية تتعلق بما سببه هذا العرق من دمار في جميع المحطات التي حل عليها. متى ستولدون؟ ربما بعد قرون من وفاتي او ربما بضعة أعوام وفي كل الأحوال يجب أن يتم هذا بعد أن أموت بفترة طويلة تجبناً لتلك العاطفة التي ربما تقودكم الى ارتكاب اعمال حمقاء.
-3- اليوم
في الوقت الحالي أنا ومجموعة من البشر نسكن في ذلك الكوكب الغريب والذي تم تصميمه من قبل ظروف وصدف فهمتها بصعوبة, كما سيتم إعلامكم فأنا لم أكن عالماً ولهذا السبب اجد صعوبة في فهم هذه الامور ولكن مجال أختصاصي كمحلل للكائنات المتحركة يفرض علي في الكثير من الاحيان ان افهم الظروف التي تحيط بهم ومسبباتها. لقد تم إخبارنا قبل ان نهبط هنا بأن اعمارنا ستكون أقصر بكثير من تلك التي اعتادها ابناء جنسنا على الكواكب الاخرى ولكن البدائل كانت غير مضمونة وأنا قد تعبت من السفر خلال أجواء أصابت جسدي بالعديد من الانتكاسات. الكائنات المتحركة التي تقابل البشر على هذا الكوكب كانت تعيش اعماراً قصيرة كذلك مثلنا, واجسامها تشبه اجسامنا من الناحية البيولوجية مع أختلافات تشريحية مثل طول القامة, عدد الأجناس حيث كانت من جنس واحد, طرق التكاثر كانت كالعديد من الكائنات التي قابلتها في الكواكب المختلفة تحمل طابعاً أقرب منه للاستنساخ ألى تلك التي كانت يوماً ما الاسلوب المتبع في البشر. ولكن ما يجمعنا فعلاً مع هذه الكائنات هو التكوين النفسي لها, كانت كائنات حساسة وتمتلك قابلية التعاطف مثلنا, وكذلك فأنها قد كانت تتصف بالعديد من الصفات مثل الغضب, الذكاء بنسب متفاوتة, التوتر في المواقف المحرجة وأمور كهذه. كانت أهدأ قليلاً منا وربما لهذا السبب فقد صمد كوكبهم الأول مدة تصل حوالي ضعف المدة التي صمد خلالها كوكب البشر الاول. لم يكونو قد اضطروا لترك كوكبهم الاول منذ فترة طويلة وقد فهمت منهم ومن خلال تنقيتي للقصة الاصلية او محاولاتي لذلك من بين الخرافات التي تناقلوها بأن كوكبهم قد تعرض لأنهيارات في بنية اليابسة مما أدى الى سخونة شديدة في المياه التي تشابه مياهنا ولهذا السبب فقد اصبح من المستحيل عليهم ان يعيشو فوق سطحه. وحسب ما فهمت من قصصهم المتكررة, من الصور التي زينوا بها جدران أبنيتهم وخاصة تلك التي تشبه معابد الحضارات البدائية للبشر بأن هناك مجموعة منهم فضلت البقاء على كوكبهم الاول وتحمل النتائج, وقد اطلقوا عليهم اسم:"الذين بقوا" وهي أقرب ترجمة تمكنت من التوصل اليها من لغتهم الموحدة. أما من قرروا النفاذ بحياتهم وهم سكان الكوكب الحالي فقد كانوا يطلقون على انفسهم:"الذين هاجروا."
-4- الكائنات
سأحاول أن اصف لكم يا أبنائي طبيعة هذه الكائنات التي ربما ستقابلون احفادهم او لن تقابلوهم او اي شخص من نسلهم إطلاقاً وذلك إعتماداً على المكان الذي سيتم تقرير تكوينكم فيه. هذه الكائنات كانت كما قلت لكم سابقاً تشبهنا من نواح مثل التكوين البايولوجي وطرق التنفس وبعض الاحتياجات الغذائية كما أنها كانت أيضاً تشرب الماء وبعض السوائل المشتقة منه. ولهذا السبب فأن الكوكب الذي حللت فيه كان بيئة مناسبة لكلا الجنسين نحن وهم.
كانت هذه الكائنات كما فهمت من بعض المصادر القديمة لهم لا يمتلكون في كوكبهم الاول سوى المنشآت العملية والتي كانوا بحاجة فعلية لها, كمبان للسكن, لبعض الاعمال, للعلاج وغيرها. اما اليوم وعلى هذا الكوكب فقد أضافو قائمة من الأبنية الجديدة مثل المباني الترفيهية, المباني التي تتخصص بتربية ألكائنات حديثة التكون منهم, وأبنية ضخمة بأشكال تجريدية لأجسامهم لم أفهمها في البداية ولكن في وقت لاحق فهمت بأنها تمثل بعض الأشخاص الذين تركوهم على كوكبهم الاول (الذين بقوا).
لم أفهم في البداية سبب أهمية هذه الأبنية وبعد مرور بضعة أعوام قررت أن ادخل لها وأحاول فهم الموضوع. في زياراتي الاولى كنت منبهراً بتلك الابنية وطرق بنائها والتي لم أشهد مثلها علماً أن هذه الكائنات هي بلا شك أكثر تقدماً من البشر في الكثير من الأمور فهم كانو عرقاً أقدم ولهم ميزات جعلت من حضاراتهم أكثر تقدماً. في الزيارات اللاحقة كنت أراقب سلوكم وفي الواقع فأن هناك أمراً لاحظته مع تقدم السنوات بي على هذا الكوكب وهو أن سلوك تلك الكائنات أخذ يتغير بشكل واضح خاصة لمراقب خارجي مثلي, أصبح سلوكهم يشابه سلوكنا كثيراً رغم أن عددنا لم يكن كبيراً ولكن يبدو أن تغيرهم كان يرجع لأسباب أخرى مثل فقدانهم لمن بقوا في كوكبهم الاصلي. مع الوقت بدأت الاحظ تطور سلوكيات غريبة في داخل تلك المباني التي تم تكريسها لتذكر تلك الشخصيات والتي اخذت شيئا فشيئا تصبح أقرب للخيال, بعد سنوات من تلك الممارسات أخذت بعض المجاميع منهم تتفاعل بحزن بينما أخذت مجاميع أخرى تصبح ساخطة على تلك السلوكيات. بدأت تظهر الخلافات والانشقاقات.
-5- النهاية
اليوم مر على حلولي على هذا الكوكب ثلاثون عاماُ فقررت أن أكمل فيها رسالتي لكم وقد كنت انشغلت عنها في السنوات الاخيرة. تغيرت الكثير من الاوضاع اليوم. تم تأكيد انهيار الكوكب الاول للكائنات الزميلة لنا في كوكبنا الجديد. أخذت طباعهم تصبح مختلفة وأصبحت طقوسهم التي تركتكم عندها سابقاً أكثر وضوحاً وأصبحت تؤثر على سير الأمور أكثر من السابق بكثير. أصبحت تلك المباني أشبه بدور للمحاكم منها لدور العبادة, تم إجبارنا حتى نحن أن نختار ولائنا وقد اخترت ولائي لأحدها لأنه كان شخصاُ صادقاُ وصاحب مباديء, او على الاقل هذا ما سمعته. لا اعلم متى سأقضي نحبي ولكنني لست نادماً على وصولي لهذا المكان, رغم أنني بسبب كل هذه التغييرات كنت قد نسيت ولائي القديم لآلهتي الارضية والتي كتب لي والدي البيولوجي عنها في رسالته الموجهة لي. قبل أيام تم إبلاغي بأن تكوينكم سيحدث بعد وفاتي بعشرة أعوام. كما تم إخباري بأن الاختيار قد وقع على هذا الكوكب لتكوينكم. وهذا مطمئن بالنسبة لي وذلك لأنني اعتقد ان رسالتي ستكون مفيدة لكم بعد أنقضاء تلك الفترة الغير بعيدة. واخيراً أختم رسالتي لكم بتمنياتي لكم بأن تجيدوا أختيار ولائاتكم فهي ما ستحدد الكثير من مصائركم.

والدكم البيولوجي
أ. س.
(ليس مسموحاً لي بأن اذكر أسمي الصريح)



#نارين_رياض (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إنسحاب
- علبة الاقلام
- يوم مدرسي


المزيد.....




- نيويورك: الممثل الأمريكي أليك بالدوين يضرب الهاتف من يد ناشط ...
- تواصل فعاليات مهرجان بريكس للأفلام
- السعودية تتصدر جوائز مهرجان هوليوود للفيلم العربي
- فنانون أيرلنديون يطالبون مواطنتهم بمقاطعة -يوروفيجن- والوقوف ...
- بلدية باريس تطلق اسم أيقونة الأغنية الأمازيغية الفنان الجزائ ...
- مظفر النَّواب.. الذَّوبان بجُهيمان وخمينيّ
- روسيا.. إقامة معرض لمسرح عرائس مذهل من إندونيسيا
- “بتخلي العيال تنعنش وتفرفش” .. تردد قناة وناسة كيدز وكيفية ا ...
- خرائط وأطالس.. الرحالة أوليا جلبي والتأليف العثماني في الجغر ...
- الإعلان الثاني جديد.. مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 الموسم ا ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نارين رياض - رسالة