وليد يوسف عطو
الحوار المتمدن-العدد: 4760 - 2015 / 3 / 27 - 14:47
المحور:
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
استكمالا لمقالنا السابق والمعنون :
(ميخائيل الكبير وتاريخ صدر الاسلام – ج 1 ) والمنشور على الرابط التالي :
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=461070
قيام الدولة العربية الاسلامية في شبه جزيرة العرب – رواية ميخائيل الكبير
(في سنة 933 يونانية , والثانية عشرة لهرقل , وال 33 لكسرى , بدا ملك الطائيين (المسلمين )عندما جاء الى منطقة يثرب ,محمد من قبيلة قريش , وقال انه نبي , ودعا اتباعه ( مسلمين ), او ( اسماعيليين ) او ( هاجريين ) نسبة الى هاجر واسماعيل , وسرقيين نسبة الى سارة , ومذيانيين ابناء قنطور . ولكن ولان تعددت تسميتهم , غير ان اسمهم العام هو ( العرب ),وهم يطلقون على انفسهم هذه التسمية , وهي ماخوذة من العربية الخصبة التي هي موطنهم , وهي المنطقة المحصورة بين نهر الفرات شمالا حتى البحر الجنوبي , ومن البحر الاحمر حتى خليج بحر فارس شرقا ).
لايرى ميخائيل الكبير في الدين الاسلامي دينا متميزا , بحسب الباحث محمد مجيد بلال, بل دينا يستند على الاديان السابقة , لاسيما اليهودية ,.
لم تتفق المصادر السريانية والساسانية والبيزنطية على اصل العرب ولم تجمع على صفاتهم او اسمائهم. فاسماء العرب متعددة هي : السراسنة والطائيون والمهاجرون والاسماعيليون ,وهم غير الاسماعيليين من الفرق الاسلامية . ولاشك انها تسمية ماخوذة من التوراة, بحسب كاتب المقال , بتاثير اليهود الذين سكنوا في شبه الجزيرة العربية .
الانكى من ذلك ان الباحث محمد مجيد بلال ,بحسب كاتب المقال,يقوم بقرصنة الحضارةالبابلية ونسبتها الى العرب , باعتبار البابليين ( عربا ) . حيث يقول :
( بل ان البابليين كانوا عربا تعلم منهم اخوانهم عرب الجزيرة من دون وساطة اليهود كما تعلم منهم اليهود ).
هنا يثار تساؤل من قبل كاتب المقال :هل ان لغة القران الكريم كانت بابلية باعتبار ان البابليين كانوا عربا بحسب راي الباحث محمد مجيد بلال ؟
ام نتفق مع الباحث الاستاذ نادر قريط بان العرب تحدثوا بعددلايحصى من اللغات المتباينة ؟
( نادر قريط : لغة القران في نصه : هل ضيعت الامة ما امرت بحفظه؟ ).او مقالة الكاتب ( احمد العابد ) :
( حقيقة تعدد نصوص القران وتعدد لغاتها )المنشور على موقع ( الاوان ) وعلى الرابط التالي :
http://www.alawan.org/article7576.html
يؤكد الباحث محمد مجيد بلال على تسمية ( الطائيين ) , ذلك لان هذه التسمية اكثر استعمالا في الكتابات السريانية . ويعود اعتماد هذه التسمية ,بحسب مؤلف الكتاب , من قبل المصادر السريانية الى امرين : اولهما تبيان قوة وسطوة القبيلة في المجتمع الاسلامي , وثانيهما محاولة التقليل من اهمية الدين الاسلامي .
ان تسمية الطائيين , وما يتفرع منها مثل ( تازيغ) و ( تازي ) و (طاجيك ) تعكس التشعب الذي سارت فيه الفتوحات الاسلامية . فقبيلة طي التي انتشرت في شمال شرق الجزيرة العربية كانت على صلة مستمرة بالاشوريين المقيمين هناك , وكانوا يسمونها بلغتهم :
( طيايا ) او ( طيايو ) بالخط السرياني . ويبدو ان الساسانيين هم من عمم تسمية الطائيين عندالعرب , بعدما اقام الطائيون علاقات مع العرب اللخميين الذين كانوا يتولون حماية الحدود الغربية للامبراطورية الساسانية . ومع تقدم الفتوحات الى اواسط آسيا استخدمت تلك الشعوب تسمية ( الطائيين ).وشملت جميع المسلمين بمن فيهم الموالي من الايرانيين .
وفي تركيا تحول الاسم الى ( تازيغ) . وفي الصين سمي العرب ( تا – شي ) .
تطالعنا في نصوص الافيستا الجديدة في الزرادشتية , وفي فصول الاناشيد ( يشت ) قصة عن بداية الخليقة تقول :
ان هوشيانغا باراداتا وهو اول حاكم لطبقات الارض السبع , انجب ولدين هما :فغرد Fgerd وتاز Taz منه جاء التازيون العرب .
وفي روسيا كان يعتقد ان اصل الكلمة ( تازيغ) التي كانت متداولة بين التتر المسلمين وكذلك كلمة ( تاجر ).ا ن الانتشار والاتساع لمشتقات كلمة (طي) في الكتابات السريانية والاشورية , جعلها تجد طريقها لتعود الى العرب . وينقل الطبري في معرض حديثه عن اصل اسرة البرامكة عن امراة فارسية سباها العرب , توجهها بالحديث الى العربي الذي اسرها وهو عبدالله بن مسلم :
( ياتازي ) ...
التاريخ العربي الاسلامي في المصادر السريانية , ولدى تاريخ ميخائيل السرياني الكبير
المصادر السريانيةهي التي كتبت باللغة السريانية خلال القرون الثلاثة عشر الاولى لظهور المسيحية , وقد نقل المؤلفون السريان فصولا بكاملها من مواد تاريخية ورثوها عن اسلافهم , او انهم اختصروا بعض هذه المواد واعادوا تنظيمها , ثم اضافوا اليها مواد وقعت في ايامهم , او انهم جمعوا بعض رواياتهم من المعاصرين لهم امثال ديو نيسيوس التلمحري وميخائيل السرياني ( الكبير ) وابن العبري .
تستعمل المصادر السريانية التقويم الاغريقي (اليوناني )والميلادي . تروي المصادر السريانية امورا كثيرة تبرر فيها ظهور الاسلام , منها ظهور نجوم في السماء كنذير سؤ ينبيء بكارثةعظيمة تحل بالعالم .وان الله عاقب المسيحيين بظهور الاسلام ,لانهم لم يلتزموا بدينهم .
تطلق المصادر السريانية على الفاتحين كلمة ( العرب ) , وتصف العرب بانهم جبلوا على الغيرة وحدة الطبع والشراسة والظلم .
تؤكد المصادر السريانية الجوانب السلبية من التاريخ الاسلامي , منها الحروب الاهلية للمسلمين بعد مقتل الخليفة عثمان بن عفان , وكثيرا ماتحاول المصادر السريانية ان تظهر انتصار البيزنطيين في بعض الحروب على المسلمين بانه من عند الله .
تذكر المصادر لسريانية اربعة احصاءات للسكان واحصاء ممتلكاتهم ومدخولاتهم السنوية.ويعد التلمحري من اكثر المصادر السريانية اهتماما بعملية الاحصاء السكاني والتي ربطها بجباية الضرائب . ويتحدث عن وقوع الفلاحين تحت سطوة المرابين .
تتفق المصادر السريانية مع المصادر الاسلامية في روايتها للاوامر التي تقضي بعدم قبول شهادة النصراني ضد المسلم , والاوامر المنسوبة الى عمر بن الخطاب , او عمر بن عبدالعزيزوالتي تدعى ب ( العهدة العمرية )والتي تلزم النصارى واليهود ( اهل الذمة ) التقيد بالتزام زي معين لتمييزهم عن المسلمين .
وعند ذكر المصادر السريانية اسم النبي محمد والخلفاء الراشدين فانها تسميهم ب ( ملوك العرب ) , ولعلها تفعل ذلك لانها لاتريد ان تعترف بنبوة محمد ورسالته , ولا بخلافة من جاء بعده من الخلفاء المسلمين .
يطلق التلمحري على الامويين لفظ ( السوريين )وهو لفظ له دلالة لغوية وفق انثروبولوجية اللغة ووفق السوسيولوجيا بحسب كاتب المقال لانه يعكس ظهور الامويين من داخل المجتمع السوري وهو تاكيد لابحاث الدكتور سليمان بشير في كتابه (مقدمة في التاريخ الاخر ). ويطلق على العباسيين لفظة الفرس .
يصف التلمحري سوء معاملة العمال ( الولاة ) للفلاحين مما ادى الى ثورة الفلاحين . ويصف عمليات ختم اعناق الفلاحين وتعاون الدهاقين والموظفين لانجاح عملية ختم الاعناق .ويتكلم ايضا عن الضرائب التي اثقلت كاهل الفلاحين ,مما اضطرهم الى بيع اطفالهم وممتلكالتهم لتسديدهذه الديون . وان عمال الخراج اجبروا الفلاحين على دفع الخراج ذهبا بدلا من دفعه عينا , وقد ايد الطبري هذه المعلومات .
وعند ميخائيل الكبير فان ظهور الاسلام كان بداية لانقاذ السريان من استبداد البيزنطيين الذين اضطهدوا المسيحيين المختلفين عنهم مذهبيا .
يقول ميخائيل ( ان الله عاقب الروم بظهور الاسلام , لان الله لما راى شرور الروم الذين لجاوا الى القوة فنهبوا كنائسنا ونهبوا اديرتنا .. وانزلوا بنا العقاب في غير رحمة ولا شفقة , ارسل الينا اسماعيل من بلاد الجنوب ليخلصنا على ايديهم من قبضة الروم . ويرى ميخائيل الكبير ان مالحق بالمسيحيين ومزارعهم ومدنهم من التخريب في بداية الفتوحات الاسلامية امر طبيعي يرافق كل حرب .
ويقول بعد ان استقرت الفتوحات الاسلامية عادت الامور الى مجاريها الطبيعية وانتعشت الحياة الاقتصادية للنصارى وتمتعوا بكامل حريتهم التي حرموا منها ايام البيزنطيين .
يتبع ...
#وليد_يوسف_عطو (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
اليوتيوب
لينكدإن
تيلكرام
تمبلر
بلوكر
الموبايل
