أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عباس علي العلي - الشرطي عريف 4 ج1














المزيد.....

الشرطي عريف 4 ج1


عباس علي العلي
باحث في علم الأديان ومفكر يساري علماني

(Abbas Ali Al Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 4760 - 2015 / 3 / 27 - 01:33
المحور: الادب والفن
    


((4))-1

أصداء الجريمة المروعة تتردد في كل بيت والحديث الرئيسي في كل مجلس ,منهم من كان متشفيا ومنهم من كان يتألم لبشاعة الجريمة ,الإنقسام واضح في وجهات النظر عند الجميع خاصة عندما يتذكر البعض ماضي حسنه بأعتبارها كانت السيدة الجميلة الشريرة التي يخشاها الجميع ويطمع بها الجميع, أيضا الكثير من أهل المدية تجمعوا وأقاموا مراسيم العزاء والدفن والجنازة لها كواحدة ممن يحظون بالأحترام والتقدير , كشفت الجريمة صورة الكثيرين وخاصة الجانب المضيء من المجتمع .
أسبوعان مضيا على الحادث لم تتوصل الجهات التحقيقة لأي دليل يشير إلى أنها ستتمكن من معرقة الجانيأو من له مصلحة في تغيبها عن الوجود ,ثمة أصابه أتهام تشير إلى بعض الأشخاص ولكن ظروف ومعطيات الجريمة لا تتوافق مع كل الفرضيات ,لا يمكن أن يتهم أحد بدون دليل ,أكثر من شوش على التحقيق وسار به في متاهات كان عريف الذي يظن أن خدمة سنتين في الشرطة تكفيه لأن يكون عبقريا فيه, أنذره المعاون أكثر من مرة أن لا يتدخل في سير التحقيقات لكنه يعود في كل مرة ليأت بجديد فيثير زوبعة من الأتهامات التي طالت الكثيرين ,قرر قاضي التحقيق توقيف عريف ليدخل السجن لأول مرة وليبعدوه عن إثارة المشاكل.
الشخص الذي يليه في الإزعاج كان إكريم الأعرج فهو يسربها للشرطة في كل مرة وبمناسبة وبغير مناسبة معلومات يقول أنها مسموعة بأفواه الناس أن فلان له مصلحة في الحادث فقد كانت حسنه تملك الكثير من الأسرار ضده ولربما هذا الباعث مهم ودليل على مصلحة ,مثلا فاضل القصاب يهمه جدا أن تختفي من الوجود فهي غاصبة للبيت ولا تدفع الإجرة كما أنها ترتبط به بعلاقة قديمة جدا وحتى قبل أن يتزوج ,كان أشبه بالزوج لها وهو من كان يعاشرها وقد تخاصم مع والده من أجلها وترك بيت العائلة وهرب معها فترة خارج المدينة.
رأس عرفاء محمد تقدم طواعية للقضاء وطلب تدوين أفادته كشاهد في القضية ,هذا اتصرف جعل منه أمام الناس كأنه مفتاح للقضية لما يملك من تأريخ كبير لهذه المدينة وخبرته مع الاس وخاصة بعد أن تقاعد وأصبخ خادم في الجامع الوحيد في المدينة والذي يخلو عادة من المصلين إلا قلة من شيوخ وبعض المتدينين المنعزلين عما يجري ويدور ,توقع الكثير أن رأس عرفاء محنمد سيفجرها قنبلة في المدينة وأصبح الكثير يتقلب في الفراش أنتظارا لصباح الغد وما يقوله أو ما يخبر به القضاء .
غانم الرجل المقعد يقضي أكثر مساءاته جالسا في باب الدار يتفقد كل قادم في الشارع يسأل ويجيب ويعتبره الجميع نقطة الدلالة العاملة طول النهار فلا تفارقه شاردة ولا واردة دون أن يلحظها , كان أول من أستدعي للتحقيق كشاهد دون أن يكشف عن شيء محدد في التحقيق, تلك الأمسية كانت هادئة ولم يشاهد المجنى عليها قد خرجت أو دخل عليها أحد ولا حتى في اليوم السابف , كما أن عريف لم يكن متواجدا في الدار حينها ولمدة يومين ,ذهابه في واجب رسمي بصحبة المعاون يثبت أن هناك من يراقب حركة من في الدار عن كثب .
حالة ترقب تسود الأجواء بأنتظار أفادة رأس عرفاء محمد بالرغم من كونه قد أحيل للتقاعد من سنتين فما زال أسمه رأس عرفاء محمد ,لا أحد يعرف بغير هذه الكنية فقد تعودت المدينة علية كواحد من شواخصها التي مر عليها الزمن خمس وثلاثون سنه وهو يرتدي الزي المسلكي خدماته للصغير قبل الكريم لم يعاقب من مسئول ولم يغيب عن دوامه يوما ,لقد كان إنسانا لا يظلم أحد ولا يقبل الظلم على أحد.
الشيء الغريب أن من يمر في سوق القصابين يشاهد حالة القلق والشك والريبة فمن مجموع سبع محلات لم تفتح إلا ثلاثة منها وكل واحد ممن أغلق محلة قصة مع المجنى عليها تدور في فلك الفضائح ,فاضل وفاخر تحججا بأن والدتهم كانت مريضة وقد تم نقلها ليلة الأمس للمستشفى ,فيما غاب البقية ,الخياطة أم علي وحدها من تتردد على عريف في السجن وتجلب له الطعام والملابس, لم تشاهد مرة أنها دخلت المركز أو راجعت لأحد ولكنها كانت تعتبر عريف يتيم ومحتاج لمن يواسيه ويقف معه.
إكريم والمقهى وحكاية أخرى في هذا اليوم فقد كان الحضور ليس كالمعتاد في باق الأيام ,لم تكن مشغولة من القرويين والغرباء فمعظم الجالسين من شباب المدينة عيونهم تراقب وأذانهم تسترق السمع مع كل حرف أو همسة أو كلام ,خطوات رأس عرفاء محمد كانت بطيئة وهي تتجه نحو المركز بعد أن ذهب للمحكمة ليخبر القاض بأمر وأتفاق على أمر ما .



#عباس_علي_العلي (هاشتاغ)       Abbas_Ali_Al_Ali#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الشرطي عريف 4 ج2
- الشرطي عريف 3 ج1
- الشرطي عريف 3 ج2
- الشرطي عريف 2 ج1
- رواية الشرطي عريف 1 ج1
- الشرطي عريف 1 ج2
- الحرية والتجربة الدينية وأشتراطات الطبيعة
- الفكر وإشكالية المنتمي
- تحرير الفلسفة ...تحرير للقوة الإنسانية المفكرة
- الدين خيار حر
- الفقراء ورائحة الخبز
- حقائق من فلسفة النبوة والإرسال ح2
- حقائق من فلسفة النبوة والإرسال
- يا عمال العالم قبلوا يد السيد وصلوا وراء الشيخ.
- ما هي مشكلة الاقتصاد؟ .ح1
- ما هي مشكلة الاقتصاد؟ .ح2
- جغرافية الطين وتاريخ النار
- مقولات التسليم وثقافة التبرير ح1
- الوعي وصورة المستقبل من خلال الأجتماعية التاريخية الجدلية ح1
- الوعي وصورة المستقبل من خلال الأجتماعية التاريخية الجدلية ح2


المزيد.....




- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...
- لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش ...
- مغنية تسقط صريعة على المسرح بعد تعثرها بفستانها!
- مهرجان بابل يستضيف العرب والعالم.. هل تعافى العراق ثقافيا وف ...
- -بنات ألفة- و-رحلة 404? أبرز الفائزين في مهرجان أسوان لأفلام ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عباس علي العلي - الشرطي عريف 4 ج1