أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رشيد الفهد - تراب الوطن














المزيد.....

تراب الوطن


رشيد الفهد

الحوار المتمدن-العدد: 4760 - 2015 / 3 / 27 - 00:25
المحور: الادب والفن
    


لو ادري تمر من هان
طشيت الدرب ريحان
لو ادري تمر هسّاع
طشيت الدرب نعناع
لو ادري تمر من غاد
طشيت الدرب رشاّد
سيدة في الخمسين تبيع الأوراق النباتية التي نسمِها محليا (الخضره) شاهدتها مرات عدة في نهاية عقد التسعينات تتربع عند مدخل سوق (البياع) الشعبي في العاصمة ,كانت هذه السيدة تنادي على الناس بهذه الطريقة الفريدة التي صارت أشبه بعلامة تجارية معروفة باسمها تثير الارتياح لدى كل من يسمع صوتها الأمر الذي كان يحفزهم و يدفعهم للإقبال عليها والتدفق نحوها لشراء محاصيلها .
إلا أن هذه الأبيات التي كانت تنشدها السيدة بلحن جميل وبصوتها الرخيم لم تكن وحدها في صيحاتها ونداءاتها فقد كان مسك ختامها يقول :
ريحان , نعناع , كراث ,رشاّد... يا الله عيني يا الله.. تعال جاي .. خوش خضره تازه و نظيفه ما بيها تراب الوطن (تقولها بتهكم وسخرية).
(تراب الوطن) أو الوطن.. هنا ينتبه المارة , وهنا تعلو الابتسامة على وجوههم وهنا يتهامسون فيما بينهم فرحين كأن السيدة لسان حالهم تقول لا خير في هذا الوطن الذي أذلنا جميعا وأذاقنا كل أنواع المرارات .
يبدو أن هذه المرأة حاذقة تمكنت بنجاح أن تقرأ أفكار الناس أو هي تعلم جيدا أنهم يلقون باللائمة على الوطن في كل الفواجع والنائبات التي تعرضوا لها ,هي حاذقة لأنها أعلنت عن هذا في زمن يسهل فيه التأويل المخيف.
هل حقا يتحمل هذا الوطن وزر ما جرى ويجري لنا من أحزان وكآبة وخيبة أمل؟
(حب الوطن من الإيمان) هذا عنوان في درس (الإنشاء) كان في نهاية المرحلة الابتدائية على ما أظن ،, في حينها حفظت بعض الجمل (المزركشة) الرنانة ذات الصلة بالإيمان والوطن بغية الحصول على درجة عالية ليتضح لي عند الكبرِ أن الحكاّم المؤمنين الذين تعاقبوا على حكم البلاد منذ عدة عقود حتى يومنا هذا هم أكثر الناس الذين عاثوا بهذا الوطن فسادا وخرابا ودمارا ثم نأتي في النهاية نشبع هذا الوطن ركلات وطعنات طالت كل ناحية من نواحيه .
نحن والحكّام توأمان ولهذا كنت أسأل نفسي : لا يليق بنا وطن مثل العراق أم الوطن لا يليق بنا كشعب تعوّد أن يلدغ من جحره ألف مرة؟.
حسمت أمري بعد ان أمضيت وقتا طويلا مترددا حائرا في اختيار واحدة من اثنتين (أبكيتني يا وطن ) أم ( أبكيناك يا وطن) ؟.



#رشيد_الفهد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في بيتنا قمقم
- الشغيلة بين الماضي والحاضر
- العراق بعد الانتخابات القادمة
- من أغرب القوائم ألانتخابية
- عبود أبو العرموط
- عباس المنغولي
- أمينة الحفافه
- أنا عميل
- حانة أم معتوك
- شعبنا يبكي شعبنا يضحك
- المصالحة مع المثقفين
- ألأغنية ألاولى...كانت هنا
- شيء من الحاضر
- كيف أصف ألنظام السياسي في العراق
- يا أنف فيروز
- أزمة السيد كامل
- حديث السيدة أم سامي
- الولي ازمة السيدة ام علي
- فخريه بائعة الجبن
- خالد يتزوج


المزيد.....




- -كائناتٌ مسكينة-: فيلم نسوي أم عمل خاضع لـ-النظرة الذكورية-؟ ...
- مصر.. الفنان بيومي فؤاد يدخل في نوبة بكاء ويوجه رسالة للفنان ...
- الذكاء الاصطناعي يعيد إحياء صورة فنان راحل شهير في أحد الأفل ...
- فعالية بمشاركة أوباما وكلينتون تجمع 25 مليون دولار لصالح حمل ...
- -سينما من أجل غزة- تنظم مزادا لجمع المساعدات الطبية للشعب ال ...
- مشهور سعودي يوضح سبب رفضه التصوير مع الفنانة ياسمين صبري.. م ...
- NOW.. مسلسل قيامة عثمان الحلقة 154 مترجمة عبر فيديو لاروزا
- لماذا تجعلنا بعض أنواع الموسيقى نرغب في الرقص؟
- فنان سعودي شهير يعلق على مشهد قديم له في مسلسل باللهجة المصر ...
- هاجس البقاء.. المؤسسة العلمية الإسرائيلية تئن من المقاطعة وا ...


المزيد.....

- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو
- الهجرة إلى الجحيم. رواية / محمود شاهين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رشيد الفهد - تراب الوطن