أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - كاظم فنجان الحمامي - زيارة لقرية الوزير سين














المزيد.....

زيارة لقرية الوزير سين


كاظم فنجان الحمامي

الحوار المتمدن-العدد: 4758 - 2015 / 3 / 25 - 06:52
المحور: كتابات ساخرة
    



ربما يظن البعض أننا سنتحدث هنا عن قرية الوزير التابعة لمركز (ميت غمر) في محافظة الدقهلية بجمهورية مصر العربية، أو القرية الفلسطينية التي حملت اسم الوزير (زياد أبو عين) جنوبي بيت لحم.
لا نريد التحدث عن قرية بعينها، ولا عن وزير بشخصه، لذا فأننا سنشير إليها بالرمز (سين) أو (صاد)، فالقرية التي سنتحدث عنها تكاد تكون موجودة في معظم المدن العراقية، ولها أكثر من اسم، لكنها تشترك مع بعضها البعض بعلاقاتها الحميمة مع بعض الوزراء وكبار المسؤولين الذين ينتمون إليها، فهي أما تمثل نواة لعشيرة الوزير، أو تمثل مسقط رأس المسؤول الكبير.
ما يميز قرى بعض الوزراء والمسؤولين (القدامى والجدد) أنها شهدت قفزات عمرانية هائلة في المحاور الزراعية والهندسية والخدمية، فتحولت بحكم الظروف المتأرجحة إلى مراكز نموذجية في التحضر والتطور، وتحول بعضها إلى منتجعات فردوسية وارفة الظلال، وقرى نموذجية معزولة. تطوقها الأسوار الأمنية المشددة.
حتى المدارس في هذه القرى تختلف اختلافاً صارخاً عن المدارس البائسة القريبة منها، ناهيك عن المراكز الطبية التخصصية المطورة، والأسواق العامرة، والأزقة المرصوفة بالحجارة الملونة. والمضايف العربية المحاطة بشبكات متكاملة لمنظومات التكييف المركزي، ومفروشة بأفخم قطع السجاد الكاشاني ووسائد الحرير والديباج.
عندنا محافظات فيها أكثر من قرية بهذه المواصفات البرمكية الممتازة، خصوصا بعدما شملها أصحاب المناصب الرفيعة برعايتهم العشائرية المنطلقة من مبدأ (الشجرة التي لا تفئ على أهلها تستحق القطع)، وهكذا ظلت القرى المحرومة ترزح تحت تراكمات الجهل والتخلف، بينما ازدهرت الأحوال المعيشية في قرى الوزراء والوجهاء، ففازت بكأس الرفعة والتفوق.
كانت (العوجة) قرية معزولة تعيش في الستينيات تحت خط البؤس، فوضع النظام السابق ثقله كله للنهوض بها نحو المراتب العليا، فتحولت في ليلة وضحاها إلى قلعة مخيفة، محصنة بقصورها الفخمة، وبواباتها العباسية المزركشة بالنقوش والزخارف، وأسوارها المحمية بمنظومات المراقبة الالكترونية. وما أن سقط النظام السابق حتى ظهرت عندنا عشرات القرى المدللة، المحفوفة بالرعاية والعناية. المثير للدهشة أن البطالة انحسرت تماما من تلك القرى، وأن سكانها صاروا يعملون كلهم أو معظمهم في الوظائف الحكومية المرموقة.
لا نريد تحديد عناوين تلك القرى المحظية، بقدر ما نريد تشخيص هذه الحالة المؤسفة، التي اختفت فيها أبسط معايير العدالة الاجتماعية في تحقيق المساواة بين أفراد الشعب الواحد. مما يؤسف له أن بعض المسؤولين لا يرون مآسي الفقراء، ولا يسمعون شكواهم. وربما انصبت اهتماماتهم على تحسين أوضاع أبناء عمومتهم، وتلبية احتياجاتهم، وضمان سعادتهم، فالأقربون أولى بالمعروف في دفاتر أبطال السيرك السياسي.
ربنا مسنا الضر وأنت أرحم الراحمين



#كاظم_فنجان_الحمامي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الأتراك ينقذون عظام جدهم. فمن ينقذ أجدادنا العظام ؟
- أم الأطباء وأم الخطباء
- من أرشيف الحركة الملاحية في شط العرب
- العراق وطن الجميع


المزيد.....




- هتستمتع بمسلسلات و أفلام و برامج هتخليك تنبسط من أول ما تشوف ...
- وفاة الفنان المصري المعروف صلاح السعدني عن عمر ناهز 81 عاما ...
- تعدد الروايات حول ما حدث في أصفهان
- انطلاق الدورة الـ38 لمعرض تونس الدولي للكتاب
- الثقافة الفلسطينية: 32 مؤسسة ثقافية تضررت جزئيا أو كليا في ح ...
- في وداع صلاح السعدني.. فنانون ينعون عمدة الدراما المصرية
- وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز ...
- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا
- فنان مصري يكشف سبب وفاة صلاح السعدني ولحظاته الأخيرة
- بنتُ السراب


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - كاظم فنجان الحمامي - زيارة لقرية الوزير سين