أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - احمد البهائي - بلداننا من لوزان تركيا الى لوزان إيران















المزيد.....

بلداننا من لوزان تركيا الى لوزان إيران


احمد البهائي

الحوار المتمدن-العدد: 4757 - 2015 / 3 / 24 - 16:24
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


بلداننا من لوزان تركيا 1923 الى لوزان إيران 2015
اكد الرئيس الإيراني حسن روحاني على عزم بلاده المضي قدما في المفاوضات النووية والتوصل إلى اتفاق ، وشدد روحاني على أن بلاده تواجه الدول الكبرى في المفاوضات بثبات ودون التنازل عن حقوقها، حسب تعبيره ، وقد قال رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية علي أكبر صالحي "اتفقنا على 90% من المسائل التقنية، في المفاوضات مع وزير الطاقة الأمريكي أرنست مونيز"، مشيرا إلى أن الخلافات تدور حول مسألة رئيسية واحدة .

عندما نستمع الى الاخبار الان، يتردد على مسامعنا عبارة " في لوزان السويسرية " ، وعندما اسمعها اتذكر كم بسببها دفعت بلادنا العربية الكثير ، وكم كانت مجحفة في حقوقنا لإنجاح معاهداتها التي لم نكن طرف فيها او جالسين ضمن وفود طاولتها ، حيث كانت بلداننا قلب المساومات ، وورقة تستخدم على طاولتها للضغط على الاخر، وكسب الوقت ، وككعة ساخنة شهية يسيل لها اللعاب ، وهذا هو ما يحدث الان .

وللاستشهاد على ذلك تعالوا نرجع سويا للوراء ، ونقرأ بعض صفحات قسم التاريح الحديث ، وخاصة ما يندرج تحت عنوان معاهدات لوزان ، ونخص هنا معاهدة 1923 ، لنتأكد من صحة قراءة الحدث ، ونأخذ منها بعض النقاط لنضعها على حروف ما يحدث الان ، لنحاول فهم الجمل التي تحتويها الاوراق ، لربط فواصلها بهدف ترتيبها ، لنتعرف على المعطيات الطويلة والغير مفهومة ، لكثرة تداخل حروفها ساقطت النقاط ، التي وضعت عن قصد وعمد ، بهدف تشتيتك وخروجك من كادر الفهم ، لتجعلك تلجأ الى الاثباتات مباشرة هربا من التعقيدات دون المرور بالبرهان وخطوات ومراحل الاتفاق ، تحت حجة نحن نرعى مصالحكم ونوفر الجهد والوقت والعناء ، وكن واثقا ان برهانك هو جهدنا وهدفنا للوصول الى هذا الاتفاق ، واخيرا نجد انفسنا في قلب الاتفاق والحل دون ان ندري ، وما علينا الا مباركة الحل والتصفيق واضافته الى مجلد الانجازات سواء كنا راغبين او مجبرين ، هذا هو ما حدث وما يحدث حتى الان .

فأتفاقية لوزان 1923 كانت بين حكومة الوطنيين الكمالية التركية من جهة وبريطانيا وفرنسا وايطاليا واليابان واليونان والولايات المتحدة الامريكية (5+1 ) من جهة اخرى ، التي جاءت في حقيقتها تأكيدا وتجسيدا لاتفاقية سايكس بيكو التي عقدت سرا في 16 ايارعام 1916 بعد الحرب العالمية الاولى وخسارة الإمبراطورية العثمانية الحرب فيها ، وتضمنت الاتفاقية السرية تقسيم الممتلكات العثمانية وخاصة بلداننا العربية التي وزعت بين المحتل البريطاني وفرنسي ، فمن العجب ان بقية البلدان الاخرى التي كانت ضمن التركة العتمانية ، تحررت الا بلدان منطقتنا التي كانت ورقة اساسية تستخدم على طاولة التفاوض وقتها من اجل ان تحصل تركيا على استقلالها ، فهي كانت حاضرة بقوة واكثر اهمية في التفاوض من الابقاء على بطرقية الروم في اسطنبول ، وحماية الاقليات ، وادارة العدالة في تركيا ، والعفو العام وتبادل السكان ، وانفصال الدين عن الدولة ، وطرد الخليفة واسرته من البلاد ، ومصادرة املاكه ، والابقاء على الموصل بعيدة عن تركيا ، وبالفعل بعد المعاهدة وقعت بلداننا بين الانتداب والاحتلال ، واطلقت ايادي سايكس بيكو تلعب في العلن تقسم وتوزع وتفعل ما خطط لها سرا وفي العلن .

وكأن التاريخ يعيد مشاهد بعض صفحاته الان من اجتماعات وجلسات معلنه وسرية ، ولكن هذه المرة بين ايران والقوي الدولية " دول 5+1 " حول الملف النووي الايراني ، وهذا يعيد الى اذهاننا الاجتماع الاخير الذي عقد بين الاتراك والقوي الدولية بقيادة بريطانيا قبل توقيع معاهدة لوزان 1923 بأيام قليلة ، في مشهده واصفا ( ورجعت الوفود الى بلدانها اذ لم يتم التفاهم والاتفاق على كل البنود ، وجاء من اسطنبول الى انقرة " حاييم ناعوم " كبير حاخامات اليهود في الدولة العثمانية والتقي مع الوفد التركي الى لوزان ، وجاء ايضا " ماتر سالم " اليهودي مستشار الطليان في المؤتمر وهو يحمل الجنسية العثمانية والايطالية ، ويشرف على البنك العثماني وادى دوره ولتقى بالوفد ، ومباشرة وبعد القاء دعيت الوفود الى لوزان من جديد لتكملة بنود المعاهدة ، حيث اعد كل شئ ولم يجد وزير الخارجية البريطاني اللورد " كيرزون " اي عناء او ضرورة لحضوره اذ طبخت الطبخة واتمت اللعبة الدولية ، فكان من تنازل تركيا عن ارثها في بلداننا وترك الموصل الشرط الاساسي لاتمام المعاهدة ) .

اذا فبلداننا دائما حاضرة في معاهدات لوزان وورقة مهمة للغاية ، وهذا ما سيحدث في اتفاقية لوزان الجديدة ، فالوفود رجعت الى بلدانها وسوف تعود الى لوزان للتفاوض من جديد يوم الخميس 26-03-2015 ، وهذا يذكرنا بتصريحات وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف عندما قال " أن إيران وسداسية الوسطاء الدوليين ستجهدان للتوصل إلى اتفاق شامل حول برنامج طهران النووي قبل انقضاء الموعد النهائي في يونيو المقبل "، كذلك عندما قال في 24 نوفمبر 2014 "نريد إتمام المفاوضات في أسرع وقت ممكن، وليس من مصلحة أحد المماطلة في المفاوضات. قد يستغرق إعداد المسودة وبحث التفاصيل الفنية وقتا ما، لكن اتخاذ القرار السياسي لا يتطلب وقتا إضافيا" ، بالفعل ستكون هناك اجتماعات معلنة ولقاءات سرية من اجل اتمام البنود ، فالصفقة في بابها الاخير لا ينقصها سوى الدباجة ليكتمل نصها ، فايران قدمت كثير من التنازلات لتقف ببرنامجها النووي عند الاستخدام السلمي فقط مع دفن طموحها وحلمها الكبير الشق العسكري منه حسب وصفها ، الذي كانت تنكرة حتي السويعات الاخيرة مدعية سلميت برنامجها ، وحان الوقت لتعويضها بالشئ الذي كان امام اعينها وفي كل مرحلة من مراحل برنامجها ، وبالفعل سيتحقق لها ما تريد ، فأوراق الاتفاق الحقيقية الغير معلن عنها تتضمن ذلك لتعود بلداننا على طاولة مفاوضات لوزان ولكن هذه المرة بين ايران والقوى الدولية ، ايران تريد ان تكون الشرطي والحارس الفعلي وشريك استراتيجي في المنطقة ، وتدليل على ذلك ما قاله اوباما في خطابه بتاريخ 13-06-2014 حول الاوضاع في العراق " ان الأوضاع تتطور بسرعة، وأي خيار لمساعدة العراق سيستغرق وقتا، ولا يجب أن يتوقع أحد أن ذلك سيحدث في ليلة وضحاها ، مضيفا..علينا النظر للأوضاع بشكل جيد ، فتنظيم داعش هو تنظيم دموي وهناك مخاطر من صراع طائفي إذا سيطر التنظيم على مناطق شيعية، مما سيشعل حربا سنية شيعية، مشيرا إلى أن الصراع الإقليمي سيكون مشكلة على المدى الطويل ،كذلك أشار أوباما إلى ضرورة التنسيق مع دول المنطقة للحفاظ على استقرار أسواق النفط العالمية، وتحقيق توازن في الأسعار من خلال تشجيع دول منتجة للنفط على زيادة الإنتاج " ، فاوباما كرر ذكر عبارة قوات الامن العراقية عشر مرات،ولم يأتي على لسانه عبارة الجيش العراقي ابدا ليطمئن القط الفارسي ، كذلك اعطى الضوء الاخضر للايرانيين بدخول العراق عسكريا عندما قال تفاهمات اقليمية هذا من ناحية ومن ناحية اخرى استخدامها كورقة ضغط على دول الخليج،بشرط توفير الاحتياجات البترولية بزيادة النفط ،عندما اشار الى ذلك صراحتا ، فكل الوقائع على الارض تؤكد وتثبت ذلك فالعراق جنوبها ووسطها وعاصمتها بغداد بيد ايران فهي الامر الناهي ، فالموصل باتت قريبة من النفوذ الايراني ، فتكريت هي الخطوة الاولى وبوابة الانطلاق الى الغرب العراقي ليمتد الى الموصل ومنه الى وسط سوريا حتي الساحل السوري على البحر الابيض المتوسط الذي هو بكامل امتداده تحت سيطرتها الفعلية الان ، فمن ضمن اوراق التي تريد ايران الفارسية ان يتضمنها الاتفاق الان النفوذ والتواجد في اليمن المتمثل في المد الحوثي الذي التهم العاصمة صنعاء واستولى على مؤسسات الدولة ويريد الاتجاه الى غرب وجنوب اليمن من اجل وضع اقدامها على المنافذ الساحلية ومواني اليمن على البحر الاحمر والمحيط وخاصة باب المندب الاستراتيجي الذي يعتبر شريان جميع الممرات المائية .

فالقادة العرب لم يقرأوا الاحداث جيدا والدليل على ذلك اهتمامهم فقط بتصريحات وفود لوزان وما يتسرب من الاجتماعات حول التنازلات الفنية المتعلقة بالملف النووي ، كذلك ما تفعله داعش من ارهاب ، متجاهلين من هم وراء داعش ومن يقدم اليهم كل الامكانيات والمساعدات ، فالحقيقة داعش ما هى الا اداة من ادوات الضغط ، تستخدم من جميع الاطراف ، فداعش سوريا ليست هى داعش العراق ويجب على الجميع ان يعي ذلك ، فبمجرد اكتمال بنود الصفقة واتمامها والاتفاق عليها سوف تنتهي داعش من على مسرح الحدث او تقيد حركتها باعادة توزيعها حسب المتغيرات ، فايران تعلن صراحتا بانها سيطرت على اعرق عواصم البلدان العربية وتفتخر بذلك وتمد مواليها بالاسلاحة والعتاد وتصرح بانها في طريقها الى بقية العواصم الاخرى ، بينما قادة العرب من قصورهم يدعون الى ضبط النفس وعقد اجتماعات تنتهي بالقلق والشجب والادانه على استحياء والدعوة الى استضافت مؤتمرات صلح بين الاطراف المتصارعة كما يحدث الان في اليمن بينما المد الفارسي يلتهم بلداننا واحدة تلو الاخرى ، فايران اخطر من ارهاب داعش ، لانها الارهاب بعينه وهي من تصنعه بمباركة ومساعدة قوى عالمية ، فان لم يجتمع العرب ويعوا لما يحيط بهم من مؤامرات تأخذ شكل معاهدات سوف تكون العواقب وخيمة وينتهي الحال بسايكس بيكو جديد ولكن هذه المرة سيكون اكثر وحشية وشراسة ، والذي بدأت نوايه تظهر بزرع الارهاب الذي يتشح بالدين الاسلامي كرداء بهدف تقسيم المقسم وتجزئة المجزأ وهنا المخطط الكبير " الشرق الاوسط الجديد " .



#احمد_البهائي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مؤتمر مصر المستقبل .. ما نخشاه الاحتكار
- السيسي وأردوغان وزيارة التكهنات
- اليك بعض السطور ( للحب عيد )
- ايميل الى سيادة الرئيس ( السيسي )
- الدواعش .. الحشاشون الجدد
- السيسي بين عودة الروح والثورة الاوكرانية
- شارلي إبدو..الاساءة للرسول وتغيير الخطاب الديني
- هل سيزور السيسي المغرب ؟
- بورسعيد الباسلة..النسيج الانثروبولوجي والكوزموبوليتاني
- الدولار..الخليج بين السندات والاحتياطيات
- السيسي..الدولة العميقة بين المواجهة والترويض
- محاكمة القرن .. قانون ساكسونيا
- الخليج..ارهاب الورقة الخضراء ( الدولار)
- تركيا..كردستان بين شيفر ولوزان
- عندما أكبر سأضربكم.. لا ياسيادة الرئيس
- سيناريو داعش..دراماتورجيا
- مصر..هل لها من حرب؟ (جعجعة بلا طحن)
- غزة..قربان على مذبح التهدئة
- السيسي رفض الموازنة..أين الحل ؟
- تساؤلات المشهد العراقي..فالمخطط دائما وابدا يبدأ من العراق


المزيد.....




- فيديو يُظهر ومضات في سماء أصفهان بالقرب من الموقع الذي ضربت ...
- شاهد كيف علق وزير خارجية أمريكا على الهجوم الإسرائيلي داخل إ ...
- شرطة باريس: رجل يحمل قنبلة يدوية أو سترة ناسفة يدخل القنصلية ...
- وزراء خارجية G7 يزعمون بعدم تورط أوكرانيا في هجوم كروكوس الإ ...
- بركان إندونيسيا يتسبب بحمم ملتهبة وصواعق برد وإجلاء السكان
- تاركًا خلفه القصور الملكية .. الأمير هاري أصبح الآن رسميًا م ...
- دراسة حديثة: لون العينين يكشف خفايا من شخصية الإنسان!
- مجموعة السبع تعارض-عملية عسكرية واسعة النطاق- في رفح
- روسيا.. ابتكار طلاء مقاوم للكائنات البحرية على جسم السفينة
- الولايات المتحدة.. استنساخ حيوانين مهددين بالانقراض باستخدام ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - احمد البهائي - بلداننا من لوزان تركيا الى لوزان إيران