أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مؤيد عليوي - تباين عوالم القص في - للخفاش أثر - للقاصة التونسية هيام الفرشيشي















المزيد.....

تباين عوالم القص في - للخفاش أثر - للقاصة التونسية هيام الفرشيشي


مؤيد عليوي

الحوار المتمدن-العدد: 4757 - 2015 / 3 / 24 - 14:55
المحور: الادب والفن
    



لقد كانت الشخصية الرئيسة تنتقل بين عوالم متباينة عبر روي الأحداث المرتبطة بشخصية رمزية – الرجل الخفاش – جليّة وواضحة للمتلقي المتابع لعموم النسق الثقافي العالمي :أفلام هوليود – أو بعض المجلات العربية والأجنبية،لكن هنا في القصة كان الرجل الخفاش على العكس تماما من الشخصية التي نشاهدها في أفلام هوليود أو التي نقرأ عنها .
ولكن ثمة هناك صراع بين المفاهيم الإنسانية التي تمثلها الشخصية الرئيسة وهي من الجندر القصصي، ودفاعها عن حرية الرأي والحريات الشخصية وأصحاب الرأي والفكر الإنساني،وبين الرجل الخفاش ،فالصراع في أكثر من عالم من عوالم القص بلغة قصصية ذات جمالية فنية تنساب وتنتقل بفن من عالم إلى آخر إذ بدأت القصة بعالم الرومانسية:((وجهة نظري من شباك الغرفة إلى البحر روائح البحر طالما امتزجت بروائح الفل والياسمين والحبق في الليالي المقمرة الموشاة بعقد من النجوم..تنبعث من خارج المدينة الأشبه بغرفة الأشباح المرعبة./ نسمات تلطف الأجواء، والنجوم كحبات اللؤلؤ تلمع على صفحات الموج فيتهادى برفق عازفا صدى خرافات غابرة.... )) ثم تمدد هذا العالم من داخل الغرفة وحالة الانغلاق النفسي الرومانسي الذي يفضي إلى التأمل والإغراق بالإحساس،تمدد إلى عالم آخر وجو نفسي جديد خارجي خارج الغرفة كما :((ولكن سرعان ما تتناهى اليَّ من خارج الغرفة أصوات حانقة، ضحكات هستيرية..خصومات سياسية./ صخب يعكر مزاج الليل الطرق التي يتسكع فيها الحالمون بكائنات خرساء أجول بنظري إلى الجدار الخارجي للمنزل أين تتكئ الأيادي المتعبة ثم سرعان ما تتحرك الأصابع لتخط بعض الضجر وترسم خربشات أشبه برموز لا تنفذ إلى السبل المؤدية إلى مأوى الخفاش....)) ،هذا الجو النفسي الجديد له عالمه الخاص بعيدا عن الذات قريبا من الواقع بحذر كحذر لمس النار أو الاقتراب منها ، نعرف هذا من خلال اللغة واستعاراتها بوجود خطر حقيقي على المُتعبين من الناس ، ترويه الشخصية الرئيسة التي تأخذ دور الراوي العليم هاهنا ،هذا الخطر دخيل على الوطن – لم تكن تونس وحدها المقصودة بل أغلب شعوب المنطقة العربية – تمثل بشخصية الرجل الخفاش برمزية عالية للقوى الرأسمالية ومصالحها الاقتصادية وأمريكا تحديدا لأخترعها شخصية الرجل الخفاش المنقذ الوهمي الذي تصدرّه إلى العالم وللأمريكيين، وذلك لوجود خطر وهمي أيضا عبر مؤسسة هوليود السينمائية الرأسمالية، أنه غسيل دماغ من أجل إرباح أكثر لا تنتهي،كما اتخذت القصة رمزية الظلام لقوى الإسلام – السياسي التي تزيف كل شيء من أجل مصالحها الفئوية وتحرق كل بصيص أمل في حياة النور . فالرجل الخفاش لا يعيش ولا ينمو إلا بوجود الظلام ، ثم يتصل العالم الخارجي الواقعي بالعالم الداخلي / الذات عبر وصول رجل الشرطة الذي يمثل بشكل واضح أحدى مؤسسات النظام الجديد،ليخلق هذا الاتصال ينتج عالم ثالث عالم : البحث والتحقيق في الجرائم مثل قصص البوليسية ( من مثل قصص كريستي) ، حيث يبدأ : (( تتوقف سيارة المحقق أمام المنزل، يفتح بلور النافذة، ويشير بيده قائلا بصوت مسموع:
"هل بالامكان التحدث اليك للحظات؟"
وكان عليَّ أن أنير الضوء الكهربائي وأن اتحسس خطاي، فأنا لا أستطيع أن أثبت خطواتي في الظلام كما الخفاش
وكان ثمة صوت ينبعث من أعماقي محذرا:"عندما تمشين في الظلام عليك أن تتحسسي أطراف أصابعك.. ،/ ووجه المحقق تتضح ملامحه في انعكاس أضواء السيارة ونور فانوس الكهرباء التقطُ مشهد فراشة تلتصق ببلور نافذة السيارة وترمق ضوء الفانوس من بعيد..))،وبأسلوب المكر القصصي يتلبس الشرطي المحقق شخصية الراوي العليم فيروي عوالم أخرى منها عالم الطفولة وعبثية الطفل البريئة ونقاؤه الذي اكتشف مكان لقاء الرجل الخفاش بأحد أعوانه من الداخل البلاد، وساعده في تنفيذ ما يريد ، ثم عالم الشباب والمرح والصخب والسهر ثم تنفلت القصة إلى عالم المسوخ والكهوف والمغارات والبيوت المهجورة التي يرتادها الخفاش وهنا بإشارة واضحة إلى عناصر الإرهاب المنبعثة من تحت عباءة الإسلام - السياسي الذي ينزل من ظلام كهوف الجبال التونسية إلى المدن، لتغتال الأقلام التي تبث الحياة ، ويشرق منها نور الأمل لغد أفضل ....،
ثم يتصل العالم الخارجي والعالم الداخلي مرة ثانية للشخصية الرئيسة في : (( يتحول الخفاش إلى بطل قصة في مخيلتي، وأتساءل ما الذي جعل الخفاش يغادر مخبأه في مغارة في الجبل، أو بين الأكواخ المتروكة أو بين أشجار لها جذوع ذات تجاويف أو في الأماكن ذات البنايات الحالكة، ليأتي إلى هذه المدينة، فكلما غادر مخبأه سار في اتجاه فريسة يعرف اتجاهه إليها ليلعق دمها، ثم يحلق تاركا أوصافه الدالة عليه، دون أن يعثر له عن أثر أو عن مخبأ، إنه رجل على شكل خفاش، يتنصت على الصوت والصدى، محلقا فوق الحواجز والجدران، تنفتح أمامه الطرق ليلا وفجرا وعند الغسق )) ، وبعد طول التداخل بين العوالم يعود العالم الداخلي إلى الاستقرار والهدوء برومانسية المتفائلة بعد مقتل الرجل الخفاش أنه أمل الشعوب في التحرر الحقيقي . لكن السطور الأخيرة من لقصة تكشف خيانة المحقق- يمثل جزء من مؤسسة النظام - وبعض رجال المال من مثل المقاول ،حيث أنهى المحقق البحث عن الرجل الخفاش قبل مقتله : (( لتقوده خيوط البحث إلى حارس عمارة بصدد البناء اذ كان يحرس مستودع السلع، ففحص ثياب الحارس فكانت عالقة عليها أثار "كلورات البوتاسيوم"، وقادت خيوط البحث المحقق إلى المقاول، ولكنه فجأة كف عن طرح الأسئلة حين استجوب المقاول فأنهى البحث.. ))
أن البناء القصصي هنا يفتح نوافذ النقد على نسيج لغوي تترابط أحداثه في عوالم مختلفة تشبه عوالم أفلام هوليود ، هذا البناء يدل على تداخل أنساق الثقافة المعرفية بين المرئي والمكتوب ، كما يشير إلى الحبكة في توجيه الإعلام المضاد إلى الظلام والخفافيش،دفاعا عن النور والحياة بل دفاعا عن الأوطان والإنسان،في لغة تمكنت من عوالمها المتباينة فلكل عالم منها كانت لغته وجوه النفسي في استعارات تفضي إلى الانتقال من عالم إلى أخر بكل سلاسة لتدخل إلى فضاء مكان العالم الجديد ومشاعر مَن يعيشون فيه وحركتهم وصخبهم،كما كان هناك عالم الخرافة الأسطورية الذي يراود الشخصية الرئيسة بين الحين والآخر .



#مؤيد_عليوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الاممية الخامسة
- قصيدة طفح الكيل
- قصيدة -- الى غريب في وطنه --
- الفن الواقع والانسان في رواية ريم وعيون الاخرين
- قصيدة صوت وصور
- قصائدُ الغواية 2014 / شعر مؤيد عليوي
- إشكالية نشأة القصة القصيرة جداً / والترجمة الى العربية
- دراما الشعر والفن عندالشاعر الشاب عبدالهادي المظفر //// مؤيد ...
- دراسة : أثر الفكر الماركسي أو الحزب الشيوعي العراقي في ثقافة ...
- فنيّة الشفاهية في النص الشعري / وشوشة الكرز أنوذجاَ


المزيد.....




- خلال أول مهرجان جنسي.. نجوم الأفلام الإباحية اليابانية يثيرو ...
- في عيون النهر
- مواجهة ايران-اسرائيل، مسرحية ام خطر حقيقي على جماهير المنطقة ...
- ”الأفلام الوثائقية في بيتك“ استقبل تردد قناة ناشيونال جيوغرا ...
- غزة.. مقتل الكاتبة والشاعرة آمنة حميد وطفليها بقصف على مخيم ...
- -كلاب نائمة-.. أبرز أفلام -ثلاثية- راسل كرو في 2024
- «بدقة عالية وجودة ممتازة»…تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك الجدي ...
- إيران: حكم بالإعدام على مغني الراب الشهير توماج صالحي على خل ...
- “قبل أي حد الحق اعرفها” .. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 وفيلم ...
- روسيا تطلق مبادرة تعاون مع المغرب في مجال المسرح والموسيقا


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مؤيد عليوي - تباين عوالم القص في - للخفاش أثر - للقاصة التونسية هيام الفرشيشي