أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - نعيم عبد مهلهل - مدافع نافارون وصرائف أم شعثه ..!














المزيد.....

مدافع نافارون وصرائف أم شعثه ..!


نعيم عبد مهلهل

الحوار المتمدن-العدد: 4756 - 2015 / 3 / 23 - 21:36
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    



تحمل رواية مدافع نافارون للروائي الاسكتلندي ( ألاستير ماك لين ) صورة الحرب بهاجسها البطولي ، يوم سكن جيوش التحالف هاجس أسمه المدافع الألمانية ذات السبطانات الكبيرة الحجم والقوة التدميرية الهائلة ، وكان في تسليح الجيش العراقي مثلها استخدمت في الحرب العراقية ــ الايرانية بالرغم انها مصنوعة في اربعينات القرن الماضي وتسمى مدافع 16 عقده ، واغلبها يُستخدم لتدمير المدن وتؤمن لها حماية كافية لأن مداها قريب ويكون تواجد حظائرها قريبا من مرمى النار في جبهات القتال. ومثل هذه المدافع انتشرت حول مدينة بدرة لقصف مدينة مهران الايرانية القريبة ، وحين دخلت الفرقة الثانية مشاة الى مهران ، اكتشفت أن معظم بيوتها من الطين ويكفي صوت المدفع لتهديمها ، لكن ال16 عقده قسى على المدينة وحول اغلب بيوتها الى تراب.
لكن في رواية ألاستير كان هناك مدفعان المانيان يصنعان رعبهما وهم يوجهان عنقيهما صوب المواقع الانكليزية في قبرص فيما كان الالمان في جزيرة نافاورون اليونانية .وليس كما في العراق وبسبب حروبه الكثيرة امتلك مئات مثل مدافع نافارون ، ومدفع آخر يسمونه في الجيش مدفع ( طارق عزيز ) وكما يدعي الجنود أن طارق عزيز وزير الخارجية العراقية السابق هو من ذهب الى النمسا واستورده وكان يسمى المدفع ( النمساوي 130 ملم ). وسُلحت به جميع كتائب الحرس الجمهوري.
كنا قد عفيت من الخدمة في الجيش وعدت الى مدرستي في أم شعثه اعيش سعادة العزلة بعيدا عن بيانات الحروب و القرية لم تعرف اعمدة الكهرباء ، ولهذا لا تلفاز هنا حتى ترغمك القناة الوحيدة فيه على مشاهدة صور من المعركة ، وما نشاهده هنا هو المدى الاخضر للطبيعة في مرحها مع الطيور والزوارق وطوابير الجواميس التي لاتشبه طوابير الجنود وحربها فقط هو مع البعوض والسمك الذي يداعب افخاذها مازحا حين تقضي النهار بطوله عائمة في الماء تنتظر الرعاة ليوقظوها في المساء من أجل حلبها .
بدأت الحرب وانتهت وأم شعثه ليس مع ما يحدث سوى أنها اعطت من فلذات اكباد الاباء شهدين لحرب الزمت القرية أن تعيش في حزنها بالرغم من نأيها عن ساحاتها ومدنها وتجانيدها.
ذات يوم وفي صباح صيفي تبكر فيه النجوم في انزواء بعد ليل قصير ، كنت قد تعودت على ان استيقظ على تغريدة بلبل الاذاعة هذا الذي يعلن افتتاح البث اليومي منذ تأسيسها والى اليوم ، وبعده انتظر اغنيات فيروز وهدير البوسطة ثم اغسل وجهي ، لأنتظرَ شغاتي يجلب لنا القيمر والشاي ثم نتوجه الى المدرسة ، لكن هذا الصباح لم يكن لفيروز وحدها الحضور الطاغيَّ عندما تفاجئ سكان القرية بصوت اطلاقاتٍ قوية تطلقها مدافع غير بعيدة عن القرية ، وكان الجميع يشعر بالفزع حين تمر الاطلاقة فوق القرية ذاهبة الى مكان غير بعيد حيث كنا نسمع ارتطامها بشيء ما واغلبه كان سقوطا في الماء .
سكن العجب والخوف وتبادل الاسئلة الصامتة ، واكثر من التجئ اليه اهل القرية هو أنا .
فقلت لهم :لا اعرف هذا ليس عملا يهم التربية حتى اعرف اجابته ، ولكن الذي اعرفه من خلال صوت المدافع أن كتيبة مدفعية ثقيلة تعسكر في اقرب بر لقريتنا من جهة الجبايش.
قال شغاتي :ولكن الجبهة بعيدة ،هناك في جهة العمارة وهور الحويزة .
قلت :لست قائدا عسكريا حتى اجيبك.
قال :ومع هذا سنرسل من يتنصت ويخبرنا ما الأمر ، الجواميس لا تُحسنُ العيشَ قربَ المدافع .
وأنا أتذكر مدافع نافارون حيث ليس بمقدور شغاتي وأهل القرية أن يعملوا شيئا ازاءها ولأنها ليست تستهدف قريتهم ، ولكننا عرفنا بعد أيام أن قنابل المدافع النمساوي لا تستهدف جبهة الحرب في الاهواز ، ولكنه يستهدف قرى تمرد ابناءها ولن يذهبوا الى الحرب وتقع في الهور القريب الى القرنة.
ومثل الذي يرتدي حزنه بصمت ، اخبرني شغاتي :أنه يريد أن يقرأ رواية مدافع نافارون مرة ثانية...!



#نعيم_عبد_مهلهل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أيتاليو كالفينو في الكحلاء
- العربانةُ من جلجامش الى هادي ماهود
- الشامُ بعيدةٌ يا سورية دشر...!
- رامبو وزمن العزلة
- الأذربيجاني يشتري الخِشالة
- اليهودي وزورق البازة والشخاط...!
- الأحتفاء بفخذ الثور المجنح
- ماري العاشقة وشبوط المتيم
- رابطة أصدقاء ماركيز في الجبايش ....!
- فوبرتال ومواليد الأمكنة النائية
- حُزنكَ حُزنْ مِعدانْ..!
- موسيقى تقشير الموز
- توابيت السفر الى أبدية القصب
- لا وقت للوقت في نينوى ...!
- بحيرة البجع والبولشوي في الجبايش
- أركاديا ( الخيال بلون القصب )
- خوليو اجليسياس : شكراً عبادي العماري...`
- أحمد الناصري ، شاكر الناصري ، ( أنا ) الناصري
- الميثولوجيا من سنحاريب الى داعش
- سدخان وشيش خان ومنصور خان....!


المزيد.....




- فيديو كلاب ضالة في مدرج مطار.. الجزائر أم العراق؟
- الناتو يقرر تزويد أوكرانيا بمزيد من أنظمة الدفاع الجوي
- طهران: لا أضرار عقب الهجوم الإسرائيلي
- آبل تسحب تطبيقات من متجرها الافتراضي بناء على طلب من السلطات ...
- RT ترصد الدمار الذي طال مستشفى الأمل
- نجم فرنسا يأفل في إفريقيا
- البيت الأبيض: توريدات الأسلحة لأوكرانيا ستستأنف فورا بعد مصا ...
- إشكال كبير بين لبنانيين وسوريين في بيروت والجيش اللبناني يتد ...
- تونس.. الزيارة السنوية لكنيس الغريبة في جربة ستكون محدودة بس ...
- مصر.. شقيقتان تحتالان على 1000 فتاة والمبالغ تصل إلى 300 ملي ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - نعيم عبد مهلهل - مدافع نافارون وصرائف أم شعثه ..!