أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - علي دريوسي - جينات بسندلية -4-















المزيد.....

جينات بسندلية -4-


علي دريوسي

الحوار المتمدن-العدد: 4756 - 2015 / 3 / 23 - 17:07
المحور: الادب والفن
    


غالباً ما يصير الموت استراحةً هانئة من وَهم الحياة .. أو من العيش في الوهم الحياتي .. بالموت تتجدّد الأمنيات ويعود الجسد للهدوء الذي يحب بعد رحلة تعب وسباق .. طوبى لأرواح الرجال الطيبة التي عاشتْ صامتة وماتت خرساء في مجتمعات "ثقافة الرعب" .. طوبى لكل الأرواح التي تغادر محبيها بعد معاناة حقيقية مع المرض .. طوبى لأرواح النساء التي تغادر الحياة أثناء ولادة أرواحاً جديدة ..

***** ***** ***** *****

هي الذاكرة مثل الحُبّ .. في السنوات الخمسة الأولى للحياةِ في الغربة لا تقدر أن "تصنع" ذاكرة "بيولوجية" لرأسك الجميل الباحث عن الذكريات .. كما أنّك لا تستطيع أن ترتدي ذاكرة "مصنوعة" مسبقاً لأشخاص سبقوك إلى الغربة مثلما تُلبس رأسك "القبعة "الفرنجية" .. كي يقولون عنك: لقد أصبح مغترباً غريباً حقاً .. يجيد اللغة ولديه ذاكرة ولم يمض عليه أكثر من سنوات خمسة في الغربة بعد! ..
لكن بمقدورك فعلاً على الأقل مرة كل خمسة عشر عاماً .. أن تّبني لك ذاكرة في الغربة .. بالاجتهاد والمثابرة وإتقان اللغة ومعاشرة النساء والرجال .. شريطة فك كيس النقود "المغلق" بإحكامٍ عربي كما أوصّتك به الذاكرة الفردية والجمعية التي تشكّلت في الطفولة حيث الوطن .. وإذْ تغادر الحياة .. تكون قد أنجّبت ستّة ذواكر "بيولوجية" إجمالية على الأكثر .. لأنّك ستسافر إلى رحلتك الأخيرة حتماً في نهاية العقد الثامن تماماً ..
وكما الذاكرة هو الحُبّ أيضاً .. يأتيك مرّة واحدة كل خمسة عشر عاماً .. وإذْ تَرحَل .. تكون قد أحببّت ستّة مرات على الأقّل .. آخرها اللَّحْد ..

***** ***** ***** *****

بينّما تتّبلوّر الذاكّرة في الغربّة عن طريق العين "النظر" .. فتصير أكثّف وأوسّع حيث تتَّحد الجزيئات الصغيرة لتكوِّن جزيئات كبيرة .. تستّرخى الرؤوس الحاملة للذكريات تشّب وتتوقَّد .. تتّبلوّر الذاكرة في الوطن بواسطة الأذن "السمع" .. فتصير أخّف وأضيّق فتَتّحلّل الجزيئات الكبيرة إلى مكّوناتها الدقيقة .. تتشّنج الرؤوس وتُهرم فتموت أبكّر .. تتشّنج الرؤوس .. تنهمر بالدموع وتُهرم فتموت أبكّر ..

***** ***** ***** *****

عند قرع الكؤوس ببعضها أثناء جلسات الشراب والمسامرة .. ينبغي عليك النظر بشكل عميق إلى عيون النَّدِيم أو النَّدِيمة .. وإلّا ستحصل ولمدة سبعة أعوام فقط على حياة جنسية سيئة وفاترة مع الشريك ..

***** ***** ***** *****

يقولون عنه ذاك المحظوظ دائماً: "يمسكُ التراب بيده فيصبح ذهباً" ..
وعن "الإسكافي" بوجهه الذي برنّزته أشعة البحر يقولون:
"يمسكُ الكلمات بيده فتصبح قصائداً .. إنه شاعر لا حول ولا قوة له" ..
لا يليق بك أيها الرائع أن تكون رسّاماً وشاعراً "كافكاويا" .. لأنّك ودون أن تدرِ .. تصنع لنا فرحاً ..

***** ***** ***** *****

يجب على الشاعر أو الرسّام أو الروائي أو الموسيقى أو الهاوي .. أن يكون لديه موضوعاً .. مشروعاً .. يعمل عليه حتى تأتي سفرته الأخيرة .. الفوضى عدوة الإبداع .. هم هكذا أيضاً .. في أرقى البلدان فنياً ..

***** ***** ***** *****

قد ينسى الإنسان العربي أسماء كل الوزراء .. لكنه لن ينسى أسماء مدرسيه المتميزين .. لأنهم في عيونه هامات .. كلما تقدم بها العمر .. تعلو أكثر .. دون أن تشيخ.

***** ***** ***** *****

اليوم وفقط في هذا الصباح .. بعد مرور خمسة سنوات على عملي كأستاذ جامعي .. أستطيع أن أفهم لماذا يتمنى المسرحي "المبدع" أن يكتب مذكراته للشعب الفقير .. وأن يموت مثل شجرة زيتون واقفاٌ وشامخاً على خشبة المسرح .. بينما جمهوره .. يشاهده بدهشة .. يتعلم منه في كل إشارة وكل كلمة شيئاً جديداً .. ويصفق له حين انتهاء العرض حتى التعب .. والآن اطفئ النور يا "قاديش" .. سأخبرك سراً تعرفه:
اليوم وفقط في هذا الصباح .. بعد مرور خمسة سنوات على عملي كأستاذ جامعي .. استطيع أن افهم جيداً .. لماذا يخافون رؤساء العالم الثالث أن يموتوا مسمومين وسراً .. لماذا يشتهون أن يموتوا موتة الكلاب الجرباء .. بعد أن عاشوا عيشتها .. لماذا تبكون؟ لماذا تتّرجون القاتل؟ .. ظننتم أنكم تخلدون؟ .. تعلموا أيها السائرون في موكب النوم شيئاً ما مفيداً .. من السائرين في موكب العلم .. من السائرين في موكب الحق .. قبل أن تموتون حفاة جياعاً .. في الحفر العميقة .. في الصحراء .. أو مختبئين في "الجور الصحية" في قرى مزارعكم المنسية .. ألم تستمعوا إلى نصيحة ملك فرنسا "لويس الثامن عشر" 1824 .. "يجب على الملك أن يموت واقفاً".

***** ***** ***** *****

حياة بعض الديكتاتوريين المتقصّفة مثل الأظافر المتعبة وأطراف الشعر المنهّك .. في ظل رغبات الخلود "اللاجلجامشية" والمتلازمة مع الخوف والقلق والانغلاق واللامغامرة والوصاية وكره الآخر والذات .. لا تتشابه مع شيء إلّا مع جرب الكلاب .. إنهم أعداء الشمس مثل مرض المهَق "البرص" .. إنهم شخصيات صمّاء .. شخصيات هزلية مسرحية مُحرّكة .. شخصيات بيضاء الفراء .. بعيونٍ وردية أو زرقاء .. مثل القطط التي تحمل مورث المهق .. إنهم من فصيلة القاطورات الأمريكية الزاحفة نحو الخيانة .. ضخام الجثث .. بفُكُوك كيتينية منحنية ومرصوفة بالأسنان الحادة البشعة .. يعيشون في بلدان حولوها إلى مستنقعات .. وإذ اشتّد الخطر يدخولون إلى الحفر العميقة .. تلك التي يحفرونها بأجسامهم القميئة .. أو يهيمون على وجوههم في الصحراء عراة حفاة .. يدفنون أجسامهم بالوحل العفن .. يفترسون الأفاعي والسلاحف والتماسح والقرود .. التي تستمني كل صباح مساء على وجههم السقيمة الخائفة ..
وتبقى التناقضات في الكتابة الفيسبوكية الحرة جميلة ..

***** ***** ***** *****

ما الفرق بين ألمانيا وبريطانيا؟
في ألمانيا لا وجود لمهنة "ماسح أحذية" ..
تنص المادة الأولى في القانون الأساسي لجمهورية ألمانيا الاتحادية الصادر بتاريخ 23.05.1949 .. على:
إن كرامة الإنسان مصانة وغير قابلة للمس .. حماية واحترام كرامة الإنسان هما واجب إلزامي على كافة سلطات الدولة.
أما في بريطانيا فممارسة المهنة .. مسموحة!

***** ***** ***** *****



#علي_دريوسي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بماذا أخبرتني تلك اللوحة؟
- لِمنْ هذهِ الرائحة القادمة من لندن؟
- ما الذي تفكرُ به إمرأة؟
- انطباعات لندنية
- نبع معلّا في بسنادا
- رُعاف وقلم رصاص
- إيحاءات فيسبوكية مُشَتَّتة
- يا حبق ومنتور -2-
- يا حبق ومنتور -1-
- اعتقالات الفصول الأربعة -2-
- جينات بسندلية -3-
- حوارية فيسبوكية عن الوطن السوري
- غابة الإسكافي اللقيط
- اعتقالات الفصول الأربعة -1-
- خواطر من التجربة الفيسبوكية
- الكوافير الألماني
- أَنا يُوسف الألماني يا أمي!
- جينات بسندلية -2-
- جينات بسندلية -1-
- نداء القطط الليلية


المزيد.....




- -مفاعل ديمونا تعرض لإصابة-..-معاريف- تقدم رواية جديدة للهجوم ...
- منها متحف اللوفر..نظرة على المشهد الفني والثقافي المزدهر في ...
- مصر.. الفنانة غادة عبد الرازق تصدم مذيعة على الهواء: أنا مري ...
- شاهد: فيل هارب من السيرك يعرقل حركة المرور في ولاية مونتانا ...
- تردد القنوات الناقلة لمسلسل قيامة عثمان الحلقة 156 Kurulus O ...
- مايكل دوغلاس يطلب قتله في فيلم -الرجل النملة والدبور: كوانتم ...
- تسارع وتيرة محاكمة ترمب في قضية -الممثلة الإباحية-
- فيديو يحبس الأنفاس لفيل ضخم هارب من السيرك يتجول بشوارع إحدى ...
- بعد تكذيب الرواية الإسرائيلية.. ماذا نعرف عن الطفلة الفلسطين ...
- ترامب يثير جدلا بطلب غير عادى في قضية الممثلة الإباحية


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - علي دريوسي - جينات بسندلية -4-