أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الإستعمار وتجارب التحرّر الوطني - توفيق أبو شومر - سلاحٌ فتاكٌ لم يُستخدم بعد














المزيد.....

سلاحٌ فتاكٌ لم يُستخدم بعد


توفيق أبو شومر

الحوار المتمدن-العدد: 4756 - 2015 / 3 / 23 - 17:05
المحور: الإستعمار وتجارب التحرّر الوطني
    


إن عصر حروب الجيوش، والدبابات، والطائرات، والغواصات آخذٌ في الانقراض،وحلَّتْ محلَّهُ حروبٌ جديدة سهلة، قليلة التكلفة، تُدارُ عن بُعد!
لا يرجع سببُ انتهاء عصر الحروب العسكرية التقليدية إلى الخسائر البشرية الباهظة، التي تدفعها دولُ الغزو والاحتلال، بل يعود إلى أن الشعوبُ المقهورة، التي كانت تتصدى للاحتلال، استطاعتْ تحويل الهزائم إلى انتصارات، والنكسات إلى انطلاقات، تبعث الحميَّة والنخوة في النفوس!
أما حروب الجيل الجديد، فهي حروبٌ مختلفة، لا، لأنها تُدارُ عن بعد، بالروموت كونترول، ولكن لأنها تُسبب القهرَ النفسيَ والإحباط، وكرهَ الأوطان، وهي مجموعة خلائط من الأمراض النفسية، صعبة الإزالة، فهي تحوِّلُ مواطنيها إلى مجموعة من القُطعان، سهلةُ القيادة والتطويع!
ولكن ما أشكالُ هذه الحروبُ الجديدة؟
اكتشف مخطِّطو العالم، وتجَّارُه، وأباطرتُه، ومسيروه، أن هناك حروبا أخرى جديدة، أرباحها، أضعافُ أرباح الاحتلالات التقليدية الغابرة، والاستعمارات المذمومة السابقة!
من أبرز أشكال الحروب الجديدة، حروب مياه الشُرب، وهذه الحروب يجري الإعدادُ لها، لتكون هي ضمن مسلسل الحروب في الألفية الثالثة، فالنزاعُ على المياه، تراثٌ أزليٌ، يعود إلى نشأة الإنسان، غير أن المياه، كسلاحٍ جديدٍ، لم يُستخدم بعدُ استخداما واسعا، بعد أن اعتاد البشرُ على استهلاك كمياتٍ ضخمة من المياه كل يوم،ليعتادوا الاستهلاك المفرط، حتى تكونَ حروب المياه أكثر فعالية!
وهذا يجعل من سلاح المياه في المستقبل القريب سلاحا فعَّالا، أكثر تأثيرا من الأسلحة التقليدية!
أما السلاحُ الثاني، فهو بلا شك سلاحُ الكهرباء والغاز، وهذا السلاح لا يقلَّ في عالم اليوم عن سلاح المياه، وقد شُرع في استخدامه بفعالية في الدول العربية، في زمن (الخريف العربي) ! لدرجة أن كثيرين من مواطني بعض الدول العربية، المنتجة للنفط، وضعوا الكهرباء والغاز في الدرجة الأولى من اهتماماتهم، قبل التعليم، والوظيفة والقضايا السياسية والوطنية، وتحولت الكهرباء عندهم من نعمةٍ ورفاهية، إلى بؤرة نزاعٍ وقتال، وإلى قهرٍ نفسي وخلاف!
ولا يجب أن نُغفل سلاح التواصل الاجتماعي، وهو أيضا من أقوى الأسلحة، وأكثرها فعالية، لأنه أثبتَ قدراتِهِ على قلب الأنظمة والإطاحة بالحكومات والأحزاب، وتغيير جغرافيا البلدان، وإثارة النُّعرات.
وهناك سلاحٌ فتَّاكٌ آخرُ لم يُستعمل بعدُ، يجري الإعدادُ له بعناية في بلاد الاحتكارات، وهو من أخطر الأسلحة وأمضاها، إنه سلاحُ (القمح)، وهذا السلاح قادرٌ على الإطاحة بأقوى الدول وأعظمها، وما يزال العملُ جاريا على هذا السلاح، لكي يُحدث الانقلاب الأخير في عالم اليوم، ليُعيدَ صياغة العالم من جديد، على مقياس دول الاحتكارات التجارية.
وأخيرا، ليس صعبا تحديدُ الدول والمؤسسات المُنتجة لهذه الحروب الجديدة، حروب القهر والإحباط، فمن السهل أن نعرفَ زعماءَها، ومحركيها، وجاني ثمارها، ونكتشف أماكنهم، بالنظر إلى منتجاتهم من هذه السلع، وإلى أعوانهم ممن يُعرقلون منتجات الدول الصغيرة من هذه الأسلحة الجديدة، ومن شركاتهم التي تُسوِّق تلك المُنتجات!!



#توفيق_أبو_شومر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بيبي، ساحر السياسة في إسرائيل!
- مِن أسرار تدمير الآثار
- إيقاف نشاط وحدة الكلاب في الجيش مؤقتا!
- تشرشل موديل نتنياهو الشخصي
- كلاب تأكل العجول، وكلابٌ ترقص
- تطهير لمثقفي اليسار في إسرائيل
- أين تقع دفيئات إنتاج الإرهاب؟
- عاموس عوز: حرب بدوني وبدون أبنائي
- الإسرائيليون أطول أعمارا من الفلسطينيين
- أخطر التهديدات التي ستواجه إسرائيل 2015
- قصة الوزير المعزول وخليفته الجديد
- ثورة على صاحب الأصفاد الحريرية
- أين العرب من عصر أفول النفط؟
- أشجار ميلاد الكهرباء في غزة
- أين تقع وزارة الامتصاص؟
- كرنفالات اللجوء إلى مجلس الأمن
- احتكار الثقافة وقهر النساء
- ابتسموا ولا تبكوا على العرب
- صراع على يهودية الدولة
- حرب الصحف في إسرائيل


المزيد.....




- بلينكن يزور السعودية ومصر.. وهذه بعض تفاصيل الصفقة التي سينا ...
- في جولة جديدة إلى الشرق الأوسط.. بلينكن يزور السعودية ومصر ل ...
- رغد صدام حسين تستذكر بلسان والدها جريمة -بوش الصغير- (فيديو) ...
- فرنسا وسر الطلقة الأولى ضد القذافي!
- السعودية.. حافلة تقل طالبات من جامعة أم القرى تتعرض لحادث مر ...
- -البديل من أجل ألمانيا- يطالب برلين بالاعتراف بإعادة انتخاب ...
- دولة عربية تتربع على عرش قائمة -الدول ذات التاريخ الأغنى-
- احتجاج -التظاهر بالموت- في إسبانيا تنديداً بوحشية الحرب على ...
- إنقاذ سلحفاة مائية ابتعدت عن البحر في السعودية (فيديو)
- القيادة الأمريكية الوسطى تعلن تدمير 7 صواريخ و3 طائرات مسيرة ...


المزيد.....

- روايات ما بعد الاستعمار وشتات جزر الكاريبي/ جزر الهند الغربي ... / أشرف إبراهيم زيدان
- روايات المهاجرين من جنوب آسيا إلي انجلترا في زمن ما بعد الاس ... / أشرف إبراهيم زيدان
- انتفاضة أفريل 1938 في تونس ضدّ الاحتلال الفرنسي / فاروق الصيّاحي
- بين التحرر من الاستعمار والتحرر من الاستبداد. بحث في المصطلح / محمد علي مقلد
- حرب التحرير في البانيا / محمد شيخو
- التدخل الأوربي بإفريقيا جنوب الصحراء / خالد الكزولي
- عن حدتو واليسار والحركة الوطنية بمصر / أحمد القصير
- الأممية الثانية و المستعمرات .هنري لوزراي ترجمة معز الراجحي / معز الراجحي
- البلشفية وقضايا الثورة الصينية / ستالين
- السودان - الاقتصاد والجغرافيا والتاريخ - / محمد عادل زكى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الإستعمار وتجارب التحرّر الوطني - توفيق أبو شومر - سلاحٌ فتاكٌ لم يُستخدم بعد