أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - ماجد ع محمد - صورة من صور الحقائق المشوهة(2)














المزيد.....

صورة من صور الحقائق المشوهة(2)


ماجد ع محمد

الحوار المتمدن-العدد: 4756 - 2015 / 3 / 23 - 12:52
المحور: اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
    


"بناءً على سوء الفهم بنيت مملكتنا"
كلمة المجوس: واحدة من الصور التي ليس فقط تم تشويه معناها، إنما عُمل على ترويج المشوه عن سبق الاصرار الفكري لحُذاق الثقافة في بلاد المسلمين، وإلا فمن الذي نشر تلك الأفكار المغلوطة بين الناس وأكد عليها وحاول جاهداً ترسيخها في وعي الناس؟ فهل كانوا عمالاً أم فلاحينَ أم المهمشين في المجتمع؟ أم كانوا تحديداً من العاملين في حقول المعرفة والاعلام؟ وأصلاً من هو الوسيط الدائم بين ثقافات الشعوب، ومن يصل أفكار الغير الى المجتمع أليسوا هم الذين يمثلون دور النخبة في هذا المجتمع أو ذاك ؟ النخبة التي ترى بأن من مصلحتها إدامة فترة سوء فهم الناس ببعض القضايا أو المواضيع التي يرون بأن النطق بحقيقتها لا تخدم فهلويتهم، وإذا كنا في النص الأول ركزنا على محاولات النخبة العربية لتغييب حقيقة الحبِ أو فلنسمها واقعة الاعجاب لدى أحد أعمدة شعر المقاومة، وصورة من صور الحياة المُعاشة لشاعرٍ ارتبط اسمه باسم القضية الفلسطينية، وهي عموماً حالة من الحالات الكثيرة في مجتمعاتنا، أما الآن فسننتقل معكم الى صورةٍ أخرى أكثر اجحافاً وخطورةً وسلبية من الصورة الأولى، وهي لا تزال مرسخة في المخيال الشعبي لسكان المنطقة سواءً أكانوا من الطبقة الوسطى أو العامة، ألا وهي اصرار النخبة على تلقين العامة بما كان مناقضاً للحقيقة بخصوص المجوس أو من يسمون بالمجوس في عرف المجتمعات الاسلامية، وننوه بهذا الصدد الى أن الكثير من المثقفين والكتاب العرب حتى بما فيهم بعض المدلهين ممن يحابون أو يُعانون من عقدة النقص من المثقفين الأكراد حيث لا يزالون يرددون كغيرهم من أقوام المنطقة مفردات ومصطلحات تحض على الكراهية، ويساهمون في إعطاء الشرعية للقتلة بأن يفتكوا بفئة من الناس بناءً على المشوه الذي توارثوه عبر الأجيال، منها كلمتا: المجوس والزندقة، إذ يتم الاحتكام في فهمهما عادةً الى معانيهما الدارجة على ألسنة العامة، والتي رسخها من كل بد هم المثقفون والعارفون بأمور الملل الأخرى، خاصة عندما يتعلق الموضوع بنقد السياسة الإيرانية في المنطقة العربية، والعمل ليل نهار على جعل العامة تكره كل ما هو ايراني من غير أدنى انتباه الى أنهم من خلال هذا الخطاب التشهيري المُكره، يُجحفون بحق أكثر من نصف سكان ايران الذين يعانون من نظامهم المجرم ليس بأقل مما يعانيه من سياسة ايران الخارجية عموم السوريين، والمقرف في الأمر أن معيار المثقفين لا يقل شموليةً في مغالطته عن معايير الدهماء، لذا ولنقض هذا المتوارث مع قباحة محموله ولمنع استمرار الالتباس التاريخي الحاصل والمستمر حتى الآن وربما لاحقاً، وللمساهمة في التخفيف من آثارها على الذين لا حول لهم ولا قوة على تغيير ما رُسم عنهم، نحاول أن نذكر القراء بما كان مناهضاً لما تم تلقينهم به لعشرات السنين، باعتبار أن وسائل إعلام الدول والتنظيمات الحزبوية والقنوات الدينية لا تزال تستخدم تلك الصور المقبحة في قوالب تحريضية متكررة عن الآخر، وللتعريف أكثر نقول بأن كلمة المجوس هي Mug أو Mugosî بمعناها رجل الدين الزرادشتي، أي سادن بيت النار في بيوت العبادة، وبالمعبد الزرداشتي تحديداً، أما كلمة الزندقة فجاءت حسبما يؤكد الباحث ومترجم كتاب الأفستا الدكتور خليل عبدالرحمن، من الكتاب المقدس للنبي زرادشت Zendavista والكتاب نفسه هو Avista ، إذ معروف لدى كتاب ومدوني التاريخ وخاصة المستشرقين منهم، أنه وبعد الغزو الاسلامي للامبراطورية الفارسية والكردية، تم اجبار شعوب ايران مجتمعةً على دخول الدين الجديد بالنبال والسيوف، كما تم حظر ومنع شعائر وأنشطة الديانة الزرادشتية بقوة الحديد والنار، كما تم احراق جميع الكتب والمراجع الدينية والتاريخية الكردية، ومن يومها أطلق المسلمون عليهم اسم المجوس وذلك من خلال ( استبدال حرف ج بـ: حرف ،G حيث اطلقوا حينها على كل من يؤمن بكتاب النبي زرادشت لقب زنديق، والكلمة بحد ذاتها تحريفٌ متعمَّد لكلمة زندافستا، وذلك بعد تبديل حرف الـ v واستبداله بحرف القاف لتصبح المفردة بعد التحوير كلمة زنديق، وبناءً عليه فقد أصبحت معاني المفردتين مع مرور الزمن يستخدمان لتكفير الناس وإعطاء الراديكاليين حق التصرف بنساء المكفَّر وأمواله وإعطاء المسلم رخصة سفك دمائهم، حيث كانت ذريعة دائمة لدى المتطرفين الاسلامين حتى يغزوا ديارهم وهم فرحين ومضمخين بكامل الأريحية الدينية، طالما كان الصك الديني في حوزتهم أينما ولوا وجوههم في ديار المكفرين مسبقاً، وبما أن الشرعنة الدينية لا تزال سارية المفعول حتى يومنا هذا، لذا كانت آخر واقعةٍ بحق الايزيديين هي غزوة شنكال في العام الماضي، والهجوم على ديار المكفرين هذه المرة جاء من قِبل تنظيم داعش المسمى بـ: (تنظيم الدولة الاسلامية في العراق والشام) لذا فبناءً على ما نهله وتوارثه الدواعش من حقد وكراهية تجاه الآخر غير المسلم، تمت غزوة شنكال وفوقها راحوا بعد الغزوة يفتخرون بقتل الايزيديين وتشريدهم وسلب ممتلكاتهم مع سبي نسائهم، طالما كان الهدف هو رفع كلمة الله وتطبيق شريعته بالقتل والتدمير على الأرض، واذا كان عامة العرب لا يزالون يستخدمون معاني الكلمتين لغاية تكفير واستباحة أرواح الايرانيين، فهل هناك من مبرر مقنع لدى بعض الأكراد المتأسلمين في استعمالهم كما العرب للكلمتين المذكورتين، باعتبار أنهم أول المعنيين قبل غيرهم بالمضمون المشار اليه من خلال النعت الدارج بين الناس، باعتبار أن النبي زرادشت كان كردياً ولا تزال ملته ولغته حية والمؤمنون بها أحياء الى يومنا هذا، عموماً هذه المعلومات لمن أراد البحث والتقصي عنها هي موجودة، إلا أن تعميمها بين العامة لا يزال غير محبذ من قبل المعنيين بإشاعة العلم والمعرفة وصناعة الرأي العام في بلاد المسلمين، لأن تعميم النور على ما يبدو سيضر بمن يستمد خيره من عوامل انتشار الجهل والظلام.



#ماجد_ع_محمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- صورة من صور الحقائق المشوهة (1)
- مسؤولية الارتكاس الثوري
- لو أني امرأة
- اسطورة كردية
- مبعوث السخائم
- اليوم معكم وغداً عليكم
- كوباني غراد
- المقدام
- استراتيجية الحقد والتسامح
- سرطان التطرف في سوريا وعقدة كوباني
- كوباني تغيِّر المعادلات
- ما قدسية ضريح سليمان شاه بالنسبة لتنظيم داعش؟
- السوريون بين خطابات الساسة وتصرفات الشارع التركي
- هي شنكال
- لو كنتُ يزيدياً
- عبدو خليل: يُحشر السُرَ مع التساؤلات في قبوِ بارون
- هل يُعيد حزب الاتحاد الديمقراطي تجربة حلب في كوباني؟
- وزير شؤون الجنس والأدب
- أفي القضايا الكبرى نكايات؟
- الفحيح النخبوي


المزيد.....




- وحدة أوكرانية تستخدم المسيرات بدلا من الأسلحة الثقيلة
- القضاء البريطاني يدين مغربيا قتل بريطانيا بزعم -الثأر- لأطفا ...
- وزير إسرائيلي يصف مقترحا مصريا بأنه استسلام كامل من جانب إسر ...
- -نيويورك تايمز-: الولايات المتحدة تسحب العشرات من قواتها الخ ...
- السعودية.. سقوط فتيات مشاركات في سباق الهجن بالعلا عن الجمال ...
- ستولتنبرغ يدعو إلى الاعتراف بأن دول -الناتو- لم تقدم المساعد ...
- مسؤول أمريكي: واشنطن لا تتوقع هجوما أوكرانيا واسعا
- الكويت..قرار بحبس الإعلامية الشهيرة حليمة بولند سنتين وغرامة ...
- واشنطن: المساعدات العسكرية ستصل أوكرانيا خلال أيام
- مليون متابع -يُدخلون تيك توكر- عربياً إلى السجن (فيديو)


المزيد.....

- الديمقراطية الغربية من الداخل / دلير زنكنة
- يسار 2023 .. مواجهة اليمين المتطرف والتضامن مع نضال الشعب ال ... / رشيد غويلب
- من الأوروشيوعية إلى المشاركة في الحكومات البرجوازية / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- عَمَّا يسمى -المنصة العالمية المناهضة للإمبريالية- و تموضعها ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الازمة المتعددة والتحديات التي تواجه اليسار * / رشيد غويلب
- سلافوي جيجيك، مهرج بلاط الرأسمالية / دلير زنكنة
- أبناء -ناصر- يلقنون البروفيسور الصهيوني درسا في جامعة ادنبره / سمير الأمير
- فريدريك إنجلس والعلوم الحديثة / دلير زنكنة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - ماجد ع محمد - صورة من صور الحقائق المشوهة(2)