قابل آني هندي

داود السلمان

الحوار المتمدن-العدد: 4756 - 2015 / 3 / 23 - 11:23
المحور: كتابات ساخرة
    

كنا ايام المراهقة مغرمين بالنكات جدا ، وكان الذي يأتينا بنكتة جديدة نأخذه بالأحضان ونطير بها من الفرح والضحك معا . وكانت من ضمن نكاتنا نكات كثيرة نمس بها الهنود ، ذلك الشعب العريق ذا الحضارة والتاريخ ، ونستهزأ بهم على اعتبارهم لا يفهمون ، ونحن العرب افهم منهم !، فالموازين لديهم (مخربطة) وامورهم معكوسة ، وافكارهم ضحلة ، على ما كنا نعتقد ، لانهم هنود ، والهنود هذه سجيتهم . وكنا ننسج من بنات افكارنا ، ومحض خيالنا ، نكات تخص الهنود ونضحك عليها من الاعماق . حتى اننا عندما نذكر احدنا بالآخر في قضية ما فيرد علينا ويقول : (قابل آني هندي) ونضحك ذلك الضحك الجميل حتى تسيل الدموع من عيوننا جراء ذلك . لكن الايام والسنين استطاعت أن تثبت لنا عكس ذلك ، الذي تصورناه ضد الهنود وتسقط اطروحتنا المزعومة . فقد نشرت بعض وسائل الاعلام مؤخرا خبرا اشارت فيه الى ان طفلا هنديا يبلغ من العمر سبع سنوات اعتبرته اذكى طفل في العالم (وهو هندي ابن هندي ومن عشيرة الهنود فخذ دارا مندر ) وقد اطلقوا عليه لقب (جوجل) واعتبروه موسوعة متحركة حيث يمتلك قدرة هائلة وعجيبة على فهم واستيعاب وحفظ مئات المعلومات المتعلقة بكافة مجالات الحياة ، كالأحياء والجغرافيا والسياسة والعلوم الاخرى ، حتى انه وبحسب الخبر ، حفظ خلال ثلاثة اشهر معلومات ضخمة جدا وهائلة عن عدد سكان ومصادر الدخل القومي والعملة والديانات والتاريخ والثقافة المتعلقة بنحو 213 دولة حول العالم ، وليس هذا فحسب ، بل ان الطفل المذكور اصبح شخصية مشهورة في الهند ، يزور المدارس ويجيب على كافة اسئلة الطلاب مهما كانت صعوبتها ودقتها ويرد عليها بسرعة ودقة فائقة . وسؤالي هنا : لماذا نحن العرب والمسلمين لا تظهر عندنا مثل كذا شخصية تمتاز بالذكاء والعبقرية مثلما تظهر عند العرب . بحيث صرنا نعتمد على الغرب في كل شيء ؟! ونحن ندعي الحضارة والثقافة والتاريخ والفلسفة ، والعلوم الاخرى . اين علومنا ؟ اين مخترعاتنا ؟ وماذا قدمنا للإنسانية ؟ كما قدم ويقدم غيرنا من المجتمعات الاخرى ، والتي في كل يوم تقدم ما هو جديد في كل مناح الحياة ، سواء في التكنولوجيا او في الطب والهندسة وغير ذلك . نعم نحن نصدر الارهاب والعنف ، وما يفرق بين المرؤ وزوجه . نحن ننتج دكتاتوريات تحكم بلادنا بالحديد والنار ! ، نخترع ساسة يفسدون في الارض ، يقتلون على التهمة ، ويسجون على الظنة !، نصنع حكومات تقتل شعوبها بدل ان تحمي شعوبها ! . نروج للفساد بدل ان نقضي على الفساد !. نقتل الانسان بدل ان نخترع الدواء الذي يشفي هذا الانسان ويطيل في عمره ! . نعم هذا الفرق بيننا وبينهم . قابل احنا هنود !!.

#داود_السلمان (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات