أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سمير إبراهيم خليل حسن - ٱلميراث وٱلتراث















المزيد.....

ٱلميراث وٱلتراث


سمير إبراهيم خليل حسن

الحوار المتمدن-العدد: 1324 - 2005 / 9 / 21 - 10:40
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


وردت كلمة ٱلتراث فى ٱلبلاغ ٱلعربى مرة واحدة:
"فأمَّا ٱلإنسٰنُ إذا ما ٱبتلـٰهُ رَبُّهُ فأَكرَمَهُ ونعَّمَهُ فيقولُ رَبّى أَكرمَنِ/15/ وأَمَّآ إذا ما ٱبتلـٰهُ فَقَدَرَ عليه رِزقَهُ فيقولُ رَبّى أَهـٰنَنِ/16/ كلاّ بل لا تُكرِمُونَ ٱليَتيمَ/17/ ولا تحضُّونَ على طعامِ ٱلمسكين/18/ وتأكلون ٱلتُراثَ أَكلاً لَّمًّا/19/وتُحبُّون ٱلمالَ حُبًّا جمّاً/20/".
كلمة "لَمَّ" تدل على ٱلشِّدَّة فى جمع ما تفرَّق. وفى ٱلبلاغ يؤكل ٱلتراث أكلا لمًّا. وهذا يبين أن ما يحدث هو فعل طامع يلمّ ما ليس له فيه حقّ.
فكيف يحدث أكل ٱلتراث ؟
يظهر من بلاغ سورة ٱلفجر مسألتان. ٱلأولى "لا تكرمون ٱليتيم" وهو ٱلذى مات وٱلده. وٱلثانية "لا تحضون على طعام ٱلمسكين" وهو ٱلعاجز بسبب نقص فى تكوين جسمه أو عيب لحق به فجعله ساكنا عن ٱلعمل.
وقبل أن أفصّل فيماۤ أرىۤ أرتل ما يلى:
"أَرَءَيتَ ٱلَّذِى يُكَذِّبُ بٱلدِّينِ/1/ فذٰلك ٱلَّذِى يدُعُّ ٱليتيمَ/2/ ولا يحضُّ على طعام ٱلمسكينِ/3/فويـل لِّلمصلينَ/4/ ٱلَّذين هم عن صلاتهم ساهون/5/ ٱلَّذين يُرَآءونَ/6/ ويمنعون ٱلماعون/7/" ٱلماعـون.
"ٱلذى يدعُّ ٱليتيم" يدفعه بعنف وجفوة. وٱلذى "لا يحض على طعام ٱلمسكين" لا يحثُّ ولا يدعوۤ إلى طعام ٱلذى سكن عن ٱلعمل بسبب عورة فى جسمه. ومثله ٱلذى "يمنع ٱلماعون" وهو ٱلذى لا يشارك بل يمنع ٱلعون وٱلنفع عن ٱلناس. وٱلذى يفعل ذلك هو "ٱلَّذِى يكذّب بٱلدِّين" وهو ٱلذى يأكل "ٱلتراث أكلاً لَّمًّا".
ٱلأكل للتراث يجرى على طمعٍ وحردٍ وحوذٍ وتعدٍّ للحدود (ٱلحَردُ هو ٱلبخل ٱللئيم فى رزق أتى من دون شقآء فى جمعه. وٱلحَوذُ هو أخذ ٱلشىء بٱلقهر وٱلتسلط من دون حقّ).
فى بلاغ سورة ٱلفجر وفى بلاغ سورة ٱلماعون ما يُبيّن أن كلمة "تراث" تدل على قسمٍ مِّنَ ٱلميراث هو حصة واحد من ٱلورثة. وهذه ٱلحصة يأكلها لمًّا ٱلمكذب بٱلدين إذا ما كانت ٱلحصة ليتيم (وهو ٱلذى لم يبلغ ٱلرابعة عشر من ٱلعمر) أو كانت ٱلحصة لمسكين (وهو ٱلذى فى جسمه أو نفسه عيب وعوق).
أما كلمة "ميراث" فتدل على جميع ما تركه ٱلميت من دون تقسيم وفى ٱلبلاغ بيان ذٰلك:
"ولِلَّهِ ميراث ٱلسَّمـٰوٰت وٱلأرض" 10 ٱلحديد.
وما يظهره ٱلبلاغ ٱلعربى فى سورة ٱلفجر أنّ ٱلتراث جزء مِّن ٱلميراث ٱلمقسوم على ٱلورثة. وبتوزيعه عليهم يصير ٱلميراث متفرقًا. ثمَّ يأتى ٱلمكذّب بٱلدّين ليأكله ويلمّه من أصحابه ٱليتامى وٱلمساكين من ٱلورثة بجفوة ودفع وعنف. وهو يأكل حصصهم من ٱلميراث ٱلمقُسّم عليهم حصصًا تراثًا.
وفى بلاغ سورة ٱلحديد يظهر أنّ ٱللّه هو ٱلوارث ٱلوحيد لا شريك معه فى ذٰلك. فلا يقسم ٱلميراث ولا يتجزّأ ليكون ٱلجزء تراثًا.
وإذاۤ أحصينا هيئة كلمة "ورث" فى ٱلبلاغ فهى فيه على ٱلهيئات ٱلتالية:
(وَرِثَ ورثه ورثوا ترثوا نرِث يرث يرثنى يرثها يرثون أَورثكم أورثنا نُورِثُ يُورِثُها أُورثتموها أُورِثوا يُورَثُ ٱلوارث وَرَثَهُ ميراثُ).
وقد وردت كلمة "تراث" فى ٱلبلاغ مرة واحدة مع أكلٍ ولمِّ فى سورة ٱلفجر. ووردت مع سلوك طامع يحب ٱلمال ولا يكرم ٱليتيم ويدعُّه ولا يحضّ على طعام ٱلمسكين ويمنع ٱلعون ٱلاجتماعى بكل ألوانه. وقد بيَّن ٱلبلاغ أن هذا ٱلطامع يفعل ذٰلك لأنه يكذب بٱلدّين.
أما مفهوم ٱلكلمة عند كهنوت ما يسمّى إسلامًا وهو مفهوم ٱللّغة ٱلتى تزعم أنها فصحى وفى معاجمها ومنها "ٱلمعجم ٱلوسيط" فقد وردت كلمة ٱلتراث وكلمة ميراث بدليل واحد من دون تفريق:
]وَرِثَ: صار إليه ما له بعد موته. الإرَاثُ: ما وُرِث. الإرْثُ: الإراث. التراثُ: الإراث[.
وفيه تدل كلمة "ٱلتراث" على "ما ورث".
وإن جميع ٱلَّذين يظنون أنهم عربًا يستعملون كلمة "تراث" كما وردت فى لغو ٱلمعجم ٱلوسيط وفى معاجم ٱللّغة ٱلأخرى بدليل ٱلميراث ٱلمسطور ٱلمخزون من علوم وقصص وبنآء.
وأرىۤ أن ما جآء فى "معاجم ٱللغة" قد فعل فعله فى صناعة هٰذا ٱلمفهوم ٱللغو وفى صناعة إدراك ما يسمّى عربًا وضيّع دليل كلمة "تراث" وما رافق ويرافق أكله من طمع وحرد وحوذ وتعدٍّ للحدود. كما ضاع معه ٱلانتفاع من ٱلبلاغ (19ٱلفجر) فى حياة شعوب بلاد ٱلشّام ٱلاجتماعية.
وما يبينه ٱلبلاغ عن ٱلميراث هو كل ما تركه ٱلميت من مال وبنآء وزينات وأعمال علمية وفكرية مسطورة فى سجلات. ويوكّد هٰذا ٱلدليل ترتيل ٱلبلاغات ٱلتالية:
"فَخَلَفَ مِن بعدهم خَلف وَرِثُوا ٱلكتٰبَ" 169 ٱلأعراف.
"ثُمّ أَورَثنا ٱلكتٰب ٱلَّذين ٱصطفينا من عبادنا" 32 فاطر.
"وأورثنا بنِى إسرٰۤءيل ٱلكتٰبَ" 53 غافر.
"وإِنَّ ٱلَّذين أُورِثوا ٱلكتٰبَ من بعدهم لفِى شَكٍّ منه مُريبٍ" 14ٱلشورى.
فٱلكتاب لا يقسم ليكون تراثًا. وإنّ ٱلذى وُرِثَ هو كتاب وهو ميراث وليس تراثًا. فٱلميراث هو كل ما تُرك من دون تقسيم وتوزيع.
وماۤ أريده فى هذا ٱلمقال وغيره من ٱلأعمال هو ٱلتفريق بين ٱلِّسان ٱلعربى ٱلمبين ولسان ٱللغة وكهنوتها ٱلجاهل ٱلمجنون. وٱلعمل للعلم أنّ ما ورثناه من كتب لسانٍ وكتبِ تفسيرٍ وكتبِ حديثٍ وكتبِ تشريعٍ وغيرها فيه ٱلكثير من لغو ٱللغة وكهنوتها. وإنَّ عملنا ٱليوم يجب أن يتوجه إلى تخليص ٱلِّسان ٱلعربى ٱلمبين من كل ألوان ٱللغو فيه. وأن ندفع بٱلرسالة ٱلعربية ٱلمبينة لتأخذ طريقهآ إلى ٱلنّاس ونحن منهم من دون عوق ٱللغة وكهنوتها لها. فٱلرسالة للناس جميعهم كما يبين ٱلبلاغ ٱلعربى:
"قل يٰأَيُّها ٱلنَّاس إنِّى رسولُ ٱللَّهِ إليكم جميعًا" 158 ٱلأعراف.
وبذٰلك نرفع عنها ٱلخصوصية ٱلتى تطالب بها بعض ٱلأحزاب بٱسم ٱلإسلام. وتعود ٱلرسالة للناس جميعهم. فأرض ٱللَّه كلها ساحة لرسالته. وٱلنَّاس كلهم ورثتها. ومحمد رَّسول ٱللَّه للناس جميعًا.
لقد أخذت ٱلأحزاب وٱلجماعات ٱلكومونيالية ٱلتى تزعم ٱلإسلام للَّه وتلغو فى بلاغه ٱلعربى من ٱلميراث ما ترـٰه بجهلهاۤ أنه يتعلق بلحية ٱلرجل ولباسه وٱغتساله. وما رأته ظنًّا فىۤ ٱلصلوٰة وٱلمعروف وٱلمنكر. وهى تستند فى ذٰلك على كتب ٱلناس من دون أن تنظر وتعقل مع كتاب ٱللَّه. ولقد وجدت هٰذه ٱلأحزاب نفسها فى صراع مع ٱلناس جميعهم. ونصَّبَت نفسهاۤ إلٰٰـٰهًا للناس تطلب منهم أن يأتمروا بأمرها فىۤ أمور ٱلدين وأمور ٱلحياة ٱلدنيا على ٱلسَّوآء. وهى بما تفعل تأكل ٱلدين أكلا لمًّا.
ملاحظة
من أجل ٱلاطلاع على بعض ٱلأعمال غير ٱلمنشورة هنا زوروا موقعى ٱلفرعى لدى أصدقآء ٱلديمقراطية على ٱلوصلة ٱلتالية
http://islamdemocacy.friendsofdemocracy.net/
سمير إبراهيم حسن/ أبو زياد



#سمير_إبراهيم_خليل_حسن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل ٱلقردة وٱلخنازير دوآبّ ؟
- من ٱلديمقراطية إلى ٱلمدينية
- ٱعطِ خبزك للخباز ولو أكل نصو
- تحديثُ ٱلنَّفس يوصلهاۤ إلى حقوقها
- ٱلموقف
- فاستخف قومه
- ٱلكفر
- مفهوم ٱلسلطة
- ٱلجماعات ٱلإسلامية وٱلديمقراطية ٱلمن ...
- حول بيان حزب ٱلشعب ٱلسورى
- هل ٱلقتال واجب من أجل وطن ظالم
- يأجوج ومأجوج
- الرُّوح وحقوق الإنسان
- ميثاق شعوب ٱلعراق على سبيل ٱللَّه
- حقوق ٱلمرء وحقوق ٱلمرأة
- فتوى على الهوآء
- الاستنساخ
- ما هو سبيل اللّه ؟
- الإرهاب الإسلامى كما يبينه كتاب اللَّه
- الدين خرافة أم علم ؟


المزيد.....




- خلال اتصال مع نائبة بايدن.. الرئيس الإسرائيلي يشدد على معارض ...
- تونس.. وزير الشؤون الدينية يقرر إطلاق اسم -غزة- على جامع بكل ...
- “toyor al janah” استقبل الآن التردد الجديد لقناة طيور الجنة ...
- فريق سيف الإسلام القذافي السياسي: نستغرب صمت السفارات الغربي ...
- المقاومة الإسلامية في لبنان تستهدف مواقع العدو وتحقق إصابات ...
- “العيال الفرحة مش سايعاهم” .. تردد قناة طيور الجنة الجديد بج ...
- الأوقاف الإسلامية في فلسطين: 219 مستوطنا اقتحموا المسجد الأق ...
- أول أيام -الفصح اليهودي-.. القدس ثكنة عسكرية ومستوطنون يقتحم ...
- رغم تملقها اللوبي اليهودي.. رئيسة جامعة كولومبيا مطالبة بالا ...
- مستوطنون يقتحمون باحات الأقصى بأول أيام عيد الفصح اليهودي


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سمير إبراهيم خليل حسن - ٱلميراث وٱلتراث