أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد أحموم - القطة ميميس














المزيد.....

القطة ميميس


محمد أحموم

الحوار المتمدن-العدد: 4755 - 2015 / 3 / 22 - 20:55
المحور: الادب والفن
    


القطط تختبرك غالباهل أنت من العامة الذين يرفسونها ويثيرون في سريرتها الشك والريبة والخوف بتلمس أخمص قدميك بشاربيها ,أم أنك ممن سينحني وينزل من قلعته العاجية ليحضنها إلى حضنه الدافئ ,لأن القطط مولعة أن تتوسد لمساته وحنانه ,فالقطط يثير شبقيتها حك ما بين الأذنين و شاربيها المقوسيين ,نقطة ضعفها التي إن أنت ظفرت بها ستسقط لا محالة في عشقك أي قطة,ستتعبد بحضورك كأنك ناسك زاهد هرب إلى قلعة منزوية يضاجع فيها الحقيقة التي في سبيلها تجرع السم وصلب وقتل و تمرغ في برودة الزنازين الصدئة,كل القطط ستسقط في حبك وتعلن الولاء لقلبك كلما انكشفت لها, ستحبك الحب الذي يهربون وتهربين من الوقوف أمام محكمته التي سترديك هاربة أيتها القطة الهاربة إلى هروبها الحزين,الحب الذي نصب نفسه قاضيا بدون محكمة ولا هيئة دفاع ولا مطرقة تبدو للعيان,لكنه حب أشبه ما يكون بصعود وارتقاء نحو المطلق الذي يكسر هيبةكل القطط التي قد تحاول شنق هذا الكيان المثقل بأحزان الآخرين,القطط حين تحب تمارس حبها في أعالي الأسطح والبنايات الشاهقة لأنها تحب أن تعلن للعالم بأكمله أنها تحب ,ممارسة حبها يوقظ النائمين من دفئ جحورهم التي يهربون إليها كل ليلة كما تهربين منك ومني يا قطتي.
إن لم تكن من العامة القطط ستسقط في عشقك واحدة تلو الواحدة, سترفع ذيلها في رقصة شبقية طفولية ,ولن تتواني في إقتحام صفوة خلوتك,ستطوف بك, كأنك قسيس متعبد تتبرك بلمساته الحنونة المشفقة على برائتها الملطخة بدنس وأحقاد العامة الذين يشبعون ساديتهم بإيذاء والتنكيل ببرائتها, سترن أجراسها ,ستعزف لها سمفونية حنونة بأناملك إن أنت فتحت لها أبواب حجرك,لا العامة الذين يطردونها خوفا وتوجسا من مكرها وخدشها,ستعرف وتقتنع أنك لست من العامة التي ترفس القطط إن هي حاولت أن تشبع شبقية شاربيها بإثارة لمساتك,فالعامة لا يعرفون أن القطط كائنات أنثوية بطبعها,تحب تخلص,تتمرد كالأنثى إن لم تكن أناملك عميقة ومخلصة لشبقيتها وما بين شاربيها وأذنيها ستهرب لكن لا تنساك أبدا ابدا.
أحب قطة إسمها ميمس,قطة لم تنساني رغم أني نسيتها,أغرمت بها وأنا جالس في مقهى للأنترنت في حيينا,كانت قطة منسا بة الشعر, أغراني لونها تيمنا بقطة إسمها "ماووو" أو نمرة الحي الجامعي التي يتلذد سعدون بإخافتها بصوت "الطندوز" , الشيء الوحيد الذي كان يخيفها في هذا العالم الخائف, لون "ميميس" أ شبه بنمر مرقط بالأسود, يلمع بؤبؤها المذهب بتحدي متقد, تحدي راق لي كثيرا لأني كنت دائما معتادا على نظرة خائفة من قطتي الهاربة مني ومن شبح رفس العامة,أو من ضربة غاذرة من أحدهم بعد أن مقت هروب القطط منه,فأقسم أن ينتقم لسيكوباتيته الخبيثة.
بعد أن أمسكت خديها وحدقت في عينيها العميقتين كبئر يغريك عمقها اللانهائي,عينيها المحاطتين بهالة من اللون الأصفر الباهت المرصع ببؤبؤ أشبه ما يكون بمذنب متقذ بنار من التحدي,غرزت أناملي بين شاربيها الطويلين فنطقت في عيناها أحبك,لأنك لم تنسيني منذ الآمد الذي أغراك فيه حضني الآمن كلما رفستك العامة في أزقة حيينا,حينما كنت صغيرة,حين سرقتك في غفلة من عيونهم التي تتمثل تربية القطط كطقوس طفولية لطفل لا زال ببكارة براءة طفولته,القطة التي من أجلها أسمح في الحمام الوافد على منزلنا الذي قد تغريه إحدى حمامتي,كانت "ميميس" كلما رمقت ذكرا حمام أقبل كي يسترق رقصة لإحدى حمامتي تبزغ بين الحيطان كي تنظر من الوافد على عالمها الذي كانت تعشق فيه اللعب مع الحمام,رحلت لإستكمال دراستي فرحلت "ميميس" لكنها لم تنساني لأنها عادت ووضعت لي أربع قطط صغيرة, كل صباح أحدق في عينيها الخافتتان وأتمتم في عيونها التي لم تبصر إلا انا في هذه الحياة الكئيبة أنا لست من العامة يا قططي الصغيرة فلا تنسيني إن كبرت,لأنك يا قططتي حقا كائنات أنثوية تخلص,لا تنسى,تخدش بعض المرات.
فيا قطتي
اهربي منك
إلي
أخلصك
منك
الذي يقظ مضجعك
كفاك
هروبا مني
يا قطتي
فحضني
غذى
يغري
قطتي.



#محمد_أحموم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الإسلام مشكلة, لكن أين؟
- التطرف بين المقاربة الأمنية والعلمية
- لا وعي النص,مقاربة التحليل النفسي نموذجا..
- احتضنا أيها الموت
- أيها الفلاسفة,أيها السيكولوجيون,أيها السوسيولوجيون أنقذوا ال ...
- قلم ينزف
- بحثا عن بديل


المزيد.....




- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...
- لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش ...
- مغنية تسقط صريعة على المسرح بعد تعثرها بفستانها!
- مهرجان بابل يستضيف العرب والعالم.. هل تعافى العراق ثقافيا وف ...
- -بنات ألفة- و-رحلة 404? أبرز الفائزين في مهرجان أسوان لأفلام ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد أحموم - القطة ميميس