أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - لحسن أمقران - مغربنا الكبير الذي يعرّبه الإعلام...














المزيد.....

مغربنا الكبير الذي يعرّبه الإعلام...


لحسن أمقران

الحوار المتمدن-العدد: 4755 - 2015 / 3 / 22 - 18:46
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


كلما جلست للحظات أمام شاشة إحدى القنوات التلفزية الرسمية إلا وانتابني شعور الإحباط والتذمر وأنا أسمع بعض أشباه المثقفين من صحافيي هذه المنابر الإعلامية وهو يردد عبارة "المغرب العربي" ضدا على واقع شمال أفريقيا وكل معطياتها التاريخية والأنتروبولوجية، موقف لا يمكن إلا أن يصنف في خانة التعنت المرضي الموسوم بالجهل المقدّس، وهو سلوك عاد ليظهر بعد أن توارى لمدة غير طويلة بعد الدستور الجديد
. إن ما يجب أن يدركه هؤلاء الصحافيون الذين أصبحوا أذرعا إعلامية لمنظّري الفكر العفلقيّ البعثيّ الناصريّ الأرسلانيّ أنه - رسميّا وأخلاقيا - لا يعقل أن توظف عبارة "المغرب العربي" نهائيا، فالقنوات الرسمية هي المدعوّة الأولى إلى احترام قوانين البلد تتقدمها أسمى هذه النصوص، والمملكة المغربية وانطلاقا من كون الدستور المغربي الجديد الذي تم إقراره سنة 2011 قد حذف عبارة "المغرب العربي"، مدعوة إلى تصحيح الوضع وإرغام المؤسسات الإعلامية عموما والرسمية على وجه الخصوص على الكف عن توظيف هذه العبارة الإقصائية، عبر مراسلة إدارات هذه المؤسسات بشكل رسمي وتعميم ذلك على كل الإعلاميين.
لن ننسى مبادرة وزير الخارجية السابق، الأستاذ سعد الدين العثماني المشهود له بالرصانة والموضوعية، حين "اقترح" على نظرائه المغاربيين استبدال العبارة المشؤومة بعبارة "المغرب الكبير" التي تنتصر للتنوع الذي يطبع هذه الربوع، وإذا كان الوزراء المذكورون قد واجهوا المقترح بغير قليل من الاندفاعية والتموقع الإيديولوجي، فإننا في المغرب مدعوون إلى الذود عن حقيقة المغرب الكبير المتنوع، بل ويفترض أن تعيد الدولة المغربية إعادة رفع الملتمس إلى أعضاء الاتحاد، قصد تغيير اسم وأرضية بناء هذا التكتل الإقليمي، وبث الروح فيه من جديد من خلال ضخ دماء جديدة تستجيب للتحولات الكبرى التي تفرضها الظرفية الحالية وتصاعد خطابات التشدد والتطرف.
وحتى ينال الملف ما يستحقه، يتعين على المجتمعين المدني والسياسي وكل فرد يدعي غيرته و تشبثه بهذا الوطن، وحرصه على التسامح والتعايش أن يتجاوزوا عهد المزاجية وتجاهل الانتماء المشترك الذي يجمعهم مع غيرهم من الأطياف الفكرية والإيديولوجية، ويكثفوا من جهودهم لفرض الكفّ عن توظيف هذه العبارة الإقصائية التي تعتبر مساسا أخلاقيا بحرمة التنوع الذي ما فتئنا نتغنى بكونه سمة شمال إفريقيا.
لقد كان الفكر العفلقيّ البعثيّ الناصريّ الأرسلانيّ حقيقة أكبر نقمة على شعوب شمال إفريقيا، والتي تميزت عبر التاريخ بخصوصيتها رغم أن النزر القليل من أبنائها المغرّر بهم لا يزالون يعيشون الوهم، مدافعين عن أطروحة فرّقت الناس عبر الأقطار عوض توحيدهم، أطروحة بئيسة تحكم على كل من يقف أمامها رافضا بالإعدام المادي والمعنوي. كم كنا ننتظر من هذه الأبواق المزعجة أن تكفّ عن عويلها، وتعتبر من دروس التطرف والإرهاب الذي يهدد الأوطان، لكنها لم تملّ بعد من توهّم مغرب "عربي"، وكم هو أنكى أن يُطلق العنان لهذه العبارة في إعلام رسمي وعمومي يجدر به أن يمثّل المغرب في تنوعه وغناه
. لقد كان التطور الملحوظ في الوعي الشعبي بالشق الهوياتي وضرورة مراجعة الأوراق، مصدر قناعة مغربية بضرورة القطع مع الولاء الأعمى للإيديولوجية المشرقية البعثيّة المهترئة، لذلك أقدم الدستور المغربي على خطوات مقدامة وتاريخية، وهو "يعترف" بالتعدد والتنوع المغربي، ويعوض تسمية المغرب الكبير بالوصف الإقصائي لواقع شمال إفريقيا، متداركا بذلك أخطاء فادحة عمّرت طويلا.
كم هو مؤسف أن نقف مرّة أخرى على هول تجذر الشذوذ الفكري و تفشّيَ الدعارة الإيديولوجية في مجتمعنا ومؤسساته الرسمية، وإلا كيف نفسر إصرار قنواتنا الاعلامية وصحفييها على مغالطة نفسها ومعهم المغاربة، واختزال مصير شعوب المنطقة في الولاء و الطاعة لمرجعيات أضحت في خبر كان؟؟؟ إنها فوبيا قاتلة وخبيثة تستلزم العلاج النفسي الآني لمُنظريها قبل مُستهلكيها من المحسوبين على الإعلام.
يجب أن يدرك الجميع - وآن للمغرّر بهم أن يتداركوا - أن ضرورة بناء اتحاد شمال إفريقيا حتمية لا محيد عنها، ويدرك الجميع أن شمال إفريقيا لكل أبنائها بغض النظر عن أعراقهم، ألوانهم، ألسنتهم ومعتقداتهم، ولا يحق لأيّ كان أن يجبرنا على الإنصات والقبول بالفكر الإقصائي القوميّ الفاشيّ المعدي والذي أتت به العواصف العفلقية المشؤومة، لنقل وبكل صراحة إن الأوان قد آن إذا وأكثر من أي وقت مضى للقطع مع الأباطيل التي طالما عشنا فيها خضوعا لإرادة طغمة متجاوزة ومتقادمة، وبالتالي إعلان التصالح مع الذات، مع التاريخ، ومع واقع شمال إفريقيا الجديد وتاريخها وجغرافيتها.



#لحسن_أمقران (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في عيدك الأممي …عفوا أيّتها المرأة
- من -خلّصنا- من المستعمر الغاشم؟؟
- تاباعمرانت: البرج العالي الذي يرميه الصغار بالحجارة
- النسب الشريف...عودة على بدء
- قانون -ألقاب التمييز- و-الأسماء الأمازيغية- أو عندما تغيّب ا ...
- الأمازيغ والكورد... معا من أجل التحرر
- حزب الميزان وتخليد السنة الأمازيغية
- الأماكنية المغربية أو الهوية الأمازيغية التي لا تبلى
- إلى رئيس الحكومة المغربية...سنة أمازيغية سعيدة
- إلى مجنون الأمازيغ
- الأمازيغية أسمى من الحياة الشخصية للأفراد ...
- رسالة الى عميد الإيركام
- نعم، نحن الأمازيغ في حاجة إلى السلاح
- إلى من يسيء إلى نساء ورجال التعليم...
- شذرات من المشروع الأمازيغي
- بين الأغلبية والمعارضة...تتيه الأمازيغية
- اللًّهُمًّ إِنًّا نًسْألك الأمن كله في وطننا...
- الأمازيغية بعد 13 سنة من تأسيس المعهد الملكي: الواقع المر وا ...
- إلى -الأمازيغ-: إنها آخر السطور...
- منع الأستاذ من التحصيل العلمي، خرق للقانون باسم المصلحة


المزيد.....




- هل تصريح نتنياهو ضد الاحتجاجات في الجامعات يعتبر -تدخلا-؟.. ...
- شاهد: نازحون يعيشون في أروقة المستشفيات في خان يونس
- الصين تطلق رحلة فضائية مأهولة ترافقها أسماك الزرد
- -مساع- جديدة لهدنة في غزة واستعداد إسرائيلي لانتشار محتمل في ...
- البنتاغون: بدأنا بالفعل بنقل الأسلحة إلى أوكرانيا من حزمة ال ...
- جامعات أميركية جديدة تنضم للمظاهرات المؤيدة لغزة
- القوات الإيرانية تستهدف -عنصرين إرهابيين- على متن سيارة بطائ ...
- الكرملين: دعم واشنطن لن يؤثر على عمليتنا
- فريق RT بغزة يرصد وضع مشفى شهداء الأقصى
- إسرائيل مصدومة.. احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين بجامعات أمريكية ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - لحسن أمقران - مغربنا الكبير الذي يعرّبه الإعلام...