أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فالح الحمراني - ظاهرة فلاديمير بوتين















المزيد.....

ظاهرة فلاديمير بوتين


فالح الحمراني

الحوار المتمدن-العدد: 4755 - 2015 / 3 / 22 - 11:18
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    




تنظر الدوائر الغربية والقوى الداخلية المحسوبة عليها للرئيس فلاديمير بوتين، كشخصية غير مرغوب بها. وتشير الى تفريطه بالمبادئ الديمقراطية بروسيا وارساء نظام استبدادي جمع فيه السلطات في قبضته وتكيل له تهم اخرى لم تبرهن عليها.ولكن من السابق لاوانه الحديث عن بوتين بصيغة " كان" فانه بدأ مرحلة جديدة في سيرته السياسية التي بدءها عقيدا بالاستخبارات السوفياتية وانتهت به لحد الان بعرش الكرملين. ان بوتين بدون مبالغة، شخصية تاريخية ترمز الى بروز مرحلة تاريخية في بحث الامم عن استحقاقات سيادتها على خلفية الزعم الامريكي/ الغربي بدوره الرئيسي في ان يكون اللاعب الرئيسي على الساحة الدولية وتحقيق مشاريعه ومصالحه لانه حسب رؤيتهوانه يعرف ما يصلح للامم الاخرى، بما في ذلك ترحيل النظام الديمقراطي الغربي لتلك الدول. وضمن هذا السياق تطرح "البوتينية " نسقا اخر يرى ضرورة مساعدة الدول النامية والتفاعل معها للتاسيس الديمقرطي، اي اخذ بالاعتبار ظروفها وهويتها الثقافية وشخصيتها القومية، وهذا ما يطبقه بوتين فعلا على روسيا.
لقد شهد التاريخ ظهور شخصيات عليها اجماع وطني. تلوح هذه الشخصيات في الوعي الاجتماعي او ما يسمى بالرأي العام انها شخصيات المرحلة احينا بالادعاء واخرى بالفعل واذا نستعيد التاريخ البشري يمكننا العثور على قادة تبنوا عملية الانتقال النوعي للامم وتحقيق مصالحها وترقيتها لمراحل افضل، وزعامات اخرى بقت عند حد المزاعم والادعاء بتاريخيتها وكونها الزعامة الضرورة، والعالم العربي غني في تاريخه الحديث بمثل هذه الزعامات الملفقة تاريخيا واستعملت العنف والابادة والديكتاتورية اسلوبا للبرهنة على دورها التاريخي المزعوم باستجابتها لمطالب الجماهير ومتطلبات الامة في مرحلة تاريخية دقيقة. وترفع القيادات التاريخية عادة شعارات وتضع برامج، تتحقق او لا تتحقق لكنها تتلائم وتطلعات الجماهير وخطابها. علما ان تلك البرامج والشعارات التي تضعها القيادات، ربما لاتنحصر في الوعود بالرفاهية الاقتصادية وحسب، وانما تحقيق تطلعات الامة في استحقاقات كرامتها واستقلالها وصيانة هويتها وحقوقها القومية. ان الزعيم في هذا الحالة،يعبر عن احلام الامة وتقديراتها، وليس يالضرورة انه سينفذ تطلعاتها ويوصلها الى الجنة الموعودة.
وليس من الصحيح القول ان بوتين يحظى بتقدير عال مطلق من كافة الاوساط الروسية, فهناك موقفان واضحان منه. المعسكر الكبير بالتاكيد يقف لجانب بوتين حيث اظهرت اخر استطلاعات ان اكثر من 80 بالمئة تثق به . وينضم لهذا المعسكر كافة مؤسسات الدولة وحكام الاقاليم واجهزة الاستخبارات والقوات المسلحة وقطاعات سياسية واجتماعية واسعة ودوائر من المثقفين. وترى كل هذه الدوائر ببوتين الشخصية التي استجابت لتطلعات روسيا بالخروج من حالة الفوضى وتدهور الوضع الاقتصادي والمعيشي وغياب الامن والاستقرار، وفقدان مواقعها على الساحة الدولية التي سادتها منذ انهيار الاتحاد السوفياتي السابق. ورغم ان بوتين لم ينجح لحد الان في احداث نقلة نوعية في الوضع المعيشي للشرائح العريضة من المواطنين ولم تجتث في عهده مظاهر الفساد الحكومة ولم تنخفض معدلات الجريمة ولم تتحسن لدرجة مقبولة الخدمات الاجتماعية، ومازالت قطاعات عريضة تعيش على حافة الفقر ولم يتحرك الانتاج بالمستوى المطلوب، الا ان ثمة اجماع ملموس بان سكان روسيا ينظرون لبوتين على انه " قائد الامة" الذي منازع عليه. ويبدوا انهم اسلموه من دون قيد وشرط مقاديرهم وقيادة البلاد ومنحوه صكا بدعم كافة قراراته. كأنهم يثقون ليس بصحتها وحسب وانما بنزاهتها. فبوتين نجح بكسب ثقة المجتمع الروسي لانه اسس له صورة ما يسمى بزعيم المرحلة التي تستجيب لتطلعات الناس. الى جانب ذلك فثمة دوائر بروسيا ترى ببوتين شخصية استبدادية تتميز بالسرية التي لايمكن التكهن بقراراتها، جمع كافة السلطات بيده واقام نظام حكم تسيطر عليه مجموعة محددة من الناس المخلصين له، واجهز على المنجزات الديمقراطية وفعل دور اجهزة الامن لملاحقة المعارضة بكافة اشكالها وارسى قواعد لعبة ديمقراطية شكلية، ولكنها تكرس السلطة لمجموعته التي يطلق عليها مجموعة لينيغراد. واثار بوتين روع الدوائر الغربية، التي ترى ان بوتين ينتهج سياسة مستقلة جدا، وانه يمضي بانعاش القدرات العسكرية الروسية ويرسخ نفوذ موسكو في مناطق اقليمية جديدة ويتجاسر على معارضة الكثير من الخطط الغربية، ويمسك ورقة الطاقة لتحقيق اهداف سياسية. وتطلع اوساط الراي العام الغربي بهلع الى اقتراب المقاتلات الاستراتيجية الروسية الى تخوم الاجواء الغربية، وتوجيه الصواريخ النووية الى اوربا ردا على نشر اجزاء الدرع الصاروخي.ويلوح ان نذر حرب باردة قد لاحت في الافق القريب.
ومن السابق لاوانه الان الحديث عن بوتين بصيغة " كان" فانه الان يبدأ مرحلة جديدة في سيرته السياسية لم تتضح معالمها. ان "البوتنية " ترى ان روسيا مستهدفة من قبل الغرب. وبرايها ان الولايات المتحدة الامريكية، التي تقود الغرب، لاتريد ان تكون روسيا لاعبا مستقلا وله حضور خاص في الساحة الدولية، وان القرار الاخير للولايات المتحدة الامريكية. وترى ايضا ان واشنطن استغلت الازمة في اوكرانيا لاستخدامها كوسيلة للضغط على روسيا واضعافها اقتصاديا وتشديد المواجهة العسكرية معها.
وجاء الرد الروسي سريعا. حيث سارعت روسيا الى توسيع جبهات المواجهة مع الغرب، بافتتاح قواعد عسكرية في العديد من الدول البحرية، بما في ذلك امريكا اللاتينية وسواحل البحر الابيض المتوسط، وتعزيز علاقاتها مع الدول الاقليمية النافذة في جنوب اسيا والشرق الاوسط، وبرهن بوتين بسياسته ان واشنطن لم تنجح في عزل روسيا، وان دورها وصوتها مازال مطلوبا.
ان تقدير شخصية الرئيس بوتين ينبغي ان تتم بالنسبة للعالم العربي من خلال مدى استجابة منطلقاته وفلسفته السياسيته لمصالحنا وتحقيق سيادتنا وحقوقنا المشروعة ومكاتنا في السوق الدولي ودورنا في المساهمة في صياغة القرار الدولي.

*ملاحظة هامة: التعليق مسموح فقط للشخصيات التي تلتزم بقواعد موقعنا الموقر اي ان تكون متمدنة خالية من الكلمات النابية التي تسئ للكاتب او الاسماء التي يتضمنها الموضوع. لكن متحضرة ومتمدنة حقا، لنأتي بالمعطيات التي غابت عن الكاتب ونعتمد على المصادر التي لم يتسر له الاطلاعع عليها، وليس على المشاعر والعوطف ولو كانت نبيلة.

• كاتب من العراق مقيم في موسكو



#فالح_الحمراني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ستالين في الميزان برؤية بريماكوف
- ستالين وقضية تقسم فلسطين كخبرة تاريخية
- من قتل المعارض الروسي نيمتسوف؟
- اخطاء السيد عبد الباري عطوان الفظة في كتابه: الدولة الاسلامي ...
- هجوم داعش على العراق وتداعياته المستقبلية
- مواصفات مطلوبة برئيس وزراء العراق الجديد
- تكتلات سياسية ام تخندق طائفي
- العرب وروسيا والأزمة الاوكرانية
- خواطر على هامش ثمانينية الحزب الشيوعي العراقي
- ليتحالف اليسار العربي مع بوتين
- روسيا في البحث عن الذات وعلاقاتهاالاوربية
- الازمة الاوكرانية في سياق النظام الدولي الجديد
- اوكرانيا :من الثورة البرتقالية الى سيناريوهات الربيع العربي
- انتاج الديكتاتوية او لماذا ارفض التمديد لفترة حكم القيادات ا ...
- روسيا تعود للشرق الاوسط باوراق جديدة
- ظاهرة ابن - القائد- في النظام السياسي العربي الحديث
- مؤشرات على فشل مشروع الاسلام السياسي
- عن نتائج المؤتمر 25 للحزب الشيوعي الروسي
- حول زيارة مسعود البرزاني لموسكو
- انياب الاسلاميين


المزيد.....




- مؤلف -آيات شيطانية- سلمان رشدي يكشف لـCNN عن منام رآه قبل مه ...
- -أهل واحة الضباب-..ما حكاية سكان هذه المحمية المنعزلة بمصر؟ ...
- يخت فائق غائص..شركة تطمح لبناء مخبأ الأحلام لأصحاب المليارات ...
- سيناريو المستقبل: 61 مليار دولار لدفن الجيش الأوكراني
- سيف المنشطات مسلط على عنق الصين
- أوكرانيا تخسر جيلا كاملا بلا رجعة
- البابا: السلام عبر التفاوض أفضل من حرب بلا نهاية
- قيادي في -حماس- يعرب عن استعداد الحركة للتخلي عن السلاح بشرو ...
- ترامب يتقدم على بايدن في الولايات الحاسمة
- رجل صيني مشلول يتمكن من كتابة الحروف الهيروغليفية باستخدام غ ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فالح الحمراني - ظاهرة فلاديمير بوتين