أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عباس علي العلي - الدين خيار حر














المزيد.....

الدين خيار حر


عباس علي العلي
باحث في علم الأديان ومفكر يساري علماني

(Abbas Ali Al Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 4754 - 2015 / 3 / 20 - 12:59
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


الدين خيار حر

الدين الذي كان واحدا من خيارات عديدة طرحها الله على الإنسان من مجموعة متكاثرة من المحددات والمحفزات والعوامل الحسية والمثالية التي تجعل من الإنسان قادر بالقوة والفعل أن يندمج من نظام كوني مبني على النسقية والوظيفية المنضبطة وهيأ له الوسائل والمستلزمات الضرورية لممارسة ما أسند له , فشل أيضا بالتفريق بين المهم والأهم وكما فشل في الإستدلال على سلم الأوليات في التعاطي أو في ترتيب ما هو أوجب لذا أخذ يتخبط في تجارب ويخوض غمار مغامرات غير محسوبة قادته بالتأكيد إلى التيه ولم يستفيد حتى من القضايا التي عادة ما تحوز على اليقينية العالية كونها صادرة عن فرض علوي يمثله الانبياء والرسل , وكلها تحدث تحت عوامل ضغط الأنا والذاتية المفرطة التي ساهمت بقوة في فقدان التوازن بين الوعي الخارجي والتحسس الذاتي .
مشكلة الإنسان مع الله ليس في الدين ولا في الرسل إنما تمتد عميقا في جذور التكوين ,ومخطئ من يعتقد أن إشارة الله للإلهام بالنقيضين (الفجور)و(التقوى) هما سبب الإشكالية لأن الله تعالى ليس هو المسئول عن هذا الإلهام من خلال التعمق بقصديات النص الذي أشار لها, الله خلق النفس فسواها أي جعلها مستويه متوازنة معتدلة لا يمكن أن يكون هو الفاعل والسبب الرئيس بما فيها من إنحراف الإنحراف الأساسي من النفس عندما تخرج عن حالة التوازن والأستواء لأنها في الحقيقة هي ليست نفس ملائكية ولا نفس حيوانية هي نفس كاملة مسايرة للطبيعة في تكوينها وجزء من نفس النظام الكوني المتوازن الذي يحتوى الشيء ونقيضه , وإلا ما فائدة أن يجعلها نقية ويطلب من الإنسان أن يكون مستعدا للأختبار الذي لا يمكن أن ينتج منه إلا نسق واحد سواء خض للأختبار والاختبار أم لم يخضع .
إذن المشكلة الإنسانية ذاتية فردية تكوينية نسبية يمكنها أن تستجيب أو تمتنع وهذا هو جوهر الحرية التي منحها الله للإنسان وليس مظاهر الحرية , الحرية تمارس بصورة صحيحة إذا كان الجوهر موجود وحقيقي وإن لم يتوفر الجوهر فكل أشكال ممارسات الحرية لا تعدو أن تكون مجرد لعب على الألفاظ أو مجرد مظاهر تحدث في فراغ وتنتهي في فراغ ,الحرية التي يمنحها القانون أو الدستور مثلا دون وجود حس حقيقي فيها وأن تنبع من أصل جوهرية الوجود تشكل عبئا على الإنسان وتزيد في ضياعه لأنها والدة في فراغ ومنتمية له ومنتهية في نفس الفضاء.
تنبع أهمية النبوة والرسالة من تأكيداتها على جوهرية معنى الحرية بالنسبة للإنسان هذا إذا أخذنا بمبدا (من شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر) فالنبوة ليست قوة قاهرة ولا سلطة ملجئة للناس ليؤمنوا بالله نتيجة التصديق بها وبمضامينها وإنما لتكسب العقل البشري من خلال الحوار العقلي فقط ,وتجسد أيضا إرادة الحرية وتكشف للإنسان واحدا من فضائل الدين أنه مجرد خيار حر للإنسان أن يكون حياديا في التعامل مع مقومات الوجود وبالتالي عندما يريد أن يؤمن بترتيب أو تفضيل عليه أن يمارس ذلك بوعي ويعبر عنه بإشاءة , نحن نتكلم عن جوهر عقلي ونموذج فطري نستنتجه من قراءة واعية لفكرة الدين والنبوة وبالتالي نحن غير معنيين بما يفرض اليوم على أنه دين لأن الموجود بين أيدينا مجرد قشر بلا جوهر وتسمية خالية من مسمى .
إذن من يكشف حقيقة الأخر الدين يكشف لنا حقيقة الحرية أم الحرية تكشف لنا إصالة الدين , الجواب هنا ليس مجرد رأي مستحكم بنظرة الإنسان وتقديمة لواحد من الخيارات ,لو أخذنا مجتمع يؤمن بالحرية ويمارسها بحدود ما في المعنى من قوة سنجد أن مفهوم الدين عنده سيكون تقريبا على نمط واحد إن لم نقل بوجود تفاوت ,لأنهم سيفكرون خارج إرادة الخوف وخارج إرادة السلطة , إنهم يمارسون ملكة طبيعية في الإنسان وكل طبيعي سيخرج بالضرورة بنتائج متقاربة إلا إذا كانت بعض النتائج هي بالأصل غير طبيعية , ولكن لو أخذنا مجتمع متدين وطلبنا منه أن يفسر لنا الحرية أو يمارسها وفقا لما في الدين كممارسة ولس كفكر, سنجد التفاوت عظيم ومتناقض في التصور على عكس لو أخذنا لفكرة الدين النقية سوف نخرج بجواب واحد وصورة واحدة هي صورة الحرية المبنية على القرار العقلي خارج ما هو غير طبيعي .
الحرية أس طبيعي من أسس الوجود والدين ممارسة ومعطى في الأصل والتكييف أن يكون متماشيا مع الحس الطبيعي ,هنا يشترك الدين مع الحرية بإنتسابهم للطبيعة بمعنى أنتسابهم للقاعدة الأستوائية التي تجعل من كل شيء محكوم بعدم التعارض والتضاد المؤدي للهلاك والفناء ,الطبيعة التي تمنح الإنسان الحرية هي ذات الطبيعة التي يتعامل معها الدين كمعيار للتشخيص ما بين الحق والباطل ما بين الصحيح والخاطئ , الطبيعة تتطلب من الدين ليكون مترجما لما تريد وتتخذ من الحرية غطاء لحماية الوجود من العبث وبذلك تتكامل الحرية مع الدين في صياغة الإنسان السوي الطبيعي .



#عباس_علي_العلي (هاشتاغ)       Abbas_Ali_Al_Ali#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الفقراء ورائحة الخبز
- حقائق من فلسفة النبوة والإرسال ح2
- حقائق من فلسفة النبوة والإرسال
- يا عمال العالم قبلوا يد السيد وصلوا وراء الشيخ.
- ما هي مشكلة الاقتصاد؟ .ح1
- ما هي مشكلة الاقتصاد؟ .ح2
- جغرافية الطين وتاريخ النار
- مقولات التسليم وثقافة التبرير ح1
- الوعي وصورة المستقبل من خلال الأجتماعية التاريخية الجدلية ح1
- الوعي وصورة المستقبل من خلال الأجتماعية التاريخية الجدلية ح2
- قوة المصالح ومصالح القوة ح1
- قوة المصالح ومصالح القوة ح2
- السياسة والحد الأخلاقي
- عندما تتحول العقيدة الدينية إلى سياسة ميكافيلية
- الشعر والشعراء
- من يمسك مفاتيح عالم الفلسفة المتجدد ح1
- من يمسك مفاتيح عالم الفلسفة المتجدد ح2
- وجدانيات ..... أخرى
- المشروع السياسي العراقي بين الإخفاق المستمر وضرورات التصحيح ...
- المشروع السياسي العراقي بين الإخفاق المستمر وضرورات التصحيح ...


المزيد.....




- “عيد مجيد سعيد” .. موعد عيد القيامة 2024 ومظاهر احتفال المسي ...
- شاهد..المستوطنين يقتحمون الأقصى في ثالث أيام عيد -الفصح اليه ...
- الأردن يدين سماح شرطة الاحتلال الإسرائيلي للمستوطنين باقتحام ...
- طلاب يهود بجامعة كولومبيا: مظاهرات دعم فلسطين ليست معادية لل ...
- مصادر فلسطينية: أكثر من 900 مستعمر اقتحموا المسجد الأقصى في ...
- مئات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى تحت حراسة إسرائيلية مش ...
- سيبدأ تطبيقه اليوم.. الإفتاء المصرية تحسم الجدل حول التوقيت ...
- مئات المستوطنين يقتحمون باحات الأقصى في ثالث أيام عيد الفصح ...
- أوكرانيا: السلطات تتهم رجل دين رفيع المستوى بالتجسس لصالح مو ...
- “خليهم يتعلموا ويغنوا ” نزل تردد قناة طيور الجنة للأطفال وأم ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عباس علي العلي - الدين خيار حر