أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - خلف علي الخلف - التفاوض مع بشار الأسد رؤية أمريكية أم سعودية؟















المزيد.....

التفاوض مع بشار الأسد رؤية أمريكية أم سعودية؟


خلف علي الخلف

الحوار المتمدن-العدد: 4753 - 2015 / 3 / 19 - 23:12
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    


كثرت التحليلات حول تصريح وزير الخارجية الأمريكية جون كيري حول التفاوض مع بشار الأسد لإنهاء الحرب في سوريا عبر الحل السياسي. غالبية هذه التحليلات ربطت هذا التصريح بالمفاوضات الجارية مع إيران حول ملفها النووي، خصوصا بعد أن استبعدت المخابرات الأمريكية؛ إيران وحزب الله من لائحة الإرهاب. وفقا لما جاء في التقرير الأمني السنوي الذي قدمه مدير الجهاز جيمس كلابر إلى مجلس الشيوخ الأمريكي. وتناولته أغلب وسائل الإعلام التي باللغة العربية.
هناك طريق آخر لقراءة التصريح الأمريكي؛ فمن خلال متابعتي فإن قناة العربية هي أول وسيلة إعلام بالعربية أوردت تصريح كيري في شريط أخبارها العاجلة، ولحقتها بعد فترة ليست قصيرة بقية وسائل الإعلام الناطقة بالعربية، ليس هذا فحسب بل إن وسائل الإعلام السعودية "احتفت" بالتصريح وأبرزته لاحقاً في في أخبارها وتحليلاتها والمقالات التي كتبت حوله؛ بل إن كاتباً سعودياً مقرباً من سلطات بلاده كتب مقالا في جريدة سعودية بعنوان "التفاوض مع سوريا آتٍ" ومضمون المقال يعكسه العنوان؛ ولا يخفى على أي متابع استخدام الكاتب "سوريا" بدلاً عن تعبير "النظام السوري" الذي درج الإعلام السعودي على استخدامه منذ حسم السعودية لخيارها في الوقوف إلى جانب الثورة السورية.

العهد السعودي الجديد سوريّاً

مع وفاة العاهل السعودي الملك عبدالله، وتغير القيادة السعودية، هناك شيء ما حدث في الموقف السعودي من الثورة السورية ومن نظام بشار الأسد.
لايكشف المرء سراً إذ يقول أن العهد السعودي الجديد الذي مثله الملك سلمان والتغييرات الواسعة التي قام بها في هرم السلطة والتي أبرزها، إنهاء "حكم" خالد التويجري مستشار الملك الراحل وصاحب النفوذ الواسع في هرم السلطة السعودية، و تعيين الأمير محمد بن نايف ولياً لولي العهد، وعزل الأمير بندر من منصبه كأمين عام لمجلس الأمن الوطني، بل إلغاء المجلس كله؛ قد انعكست على الموقف السعودي من "الملف السوري". ففي السعودية التي هي أحد دول الشرق الأوسط لايمكن الحديث عن مؤسسات راسخة وسياسات مستقرة، لا تختلف باختلاف رأس الهرم الحاكم.

صقر السعودية عدو الملالي والأسد

مر "الملف السوري" بعدة مراحل لدى القيادة السعودية؛ أبرزها تعيين الأمير بندر بن سلطان رئيسا للمخابرات العامة في بلاده في تموز/يوليو من العام 2012 ؛ الرجل الذي وصفته صحيفة الفايننشال تايمز في مقالٍ لها آنذاك بـ "صقر السعودية الذي سيفترس الأسد". الأمير الذي شغل لعقود موقع سفير بلاده لدى أمريكا، وحظي بصداقة عميقة مع عائلة بوش، يكنُّ عداوة لا حدود لها لنظام الأسد ومن خلفه إيران وحزب الله، حتى أن وسائل إعلام النظام ربطت الثورة السورية منذ قيامها بـ "خطة بندر" التي كتبتها ونشرتها في وسائل إعلامها، كحقيقة ثابتة على التدخل الخارجي، وعلى عزمه الإطاحة بنظام الأسد.

في عهد بندر وسعت السعودية من دعمها لخيار العمل العسكري للإطاحة بنظام بشار الأسد؛ بل إنه كان له مساهمة فاعلة في إنشاء هيئة الأركان للجيش السوري الحر، الإطار الموسع والفضفاف للفصائل العسكرية التي تقاتل نظام الأسد، لكنه دعم إضافة لها كل الجماعات العسكرية الإسلامية الفاعلة التي تقاتل نظام الأسد بما فيها جبهة النصرة وجيش الإسلام!

لكن عزل الأمير بندر من منصبه كرئيس للمخابرات العامة في بلاده، في منتصف نيسان/ أبريل من العام 2014، وإنشاء مجلس الأمن الوطني "الفخري" الذي عين أميناً عاماً له، كان انعكاساً لتغير في السياسة السعودية من "الملف السوري"، نتيجة ضغوط أمريكية متزايدة من إدارته للملف السوري، حيث طلبت من سلطات بلاده استبعاده وفقا لتقارير صحفية غربية. فقد عبر بندر عن غضبه أمام دبلوماسيين غربيين بعدما تخلت واشنطن في اللحظة الاخيرة عن توجيه ضربة عسكرية لنظام الأسد على الرغم من اتهامه باستخدام اسلحة كيميائية ضد المدنيين. وقال الأمير حينذاك -وفقاً لتقارير صحفية- أن السعودية لم تعد تعتبر الولايات المتحدة حليفتها الرئيسية وستسعى للحصول على دعم دول اخرى مثل فرنسا أو قوى اخرى.

كان آخر نشاط رسمي للامير بندر في بداية كانون الاول/ ديسمبر 2013 في محاولة لتغيير موقف روسيا من الاسد؛ والذي أعقب بشهورٍ قليلة مجزرة الكيماوي في غوطة دمشق التي راح ضحيتها عشرات آلاف السوريين.

منذ الإطاطة بـ "صقر السعودية" الذي تفرد له وسائل الإعلام الإيرانية والتي تدور في فلكها، صفحات واسعة من الكتابات التي تختلط فيها الهلوسة بالحقائق، وتعكس خشية واضحة من نشاطه كأبرز أعدائها الشرسين؛ شهد الموقف السعودي تغيراً من الثورة السورية؛ كان التغير في الأدوات بداية، إذ جنحت السعودية للخيار السياسي في تنحية بشار الأسد الذي بقيت مصرةً عليه. لكنه انتهى إلى تغير في الرؤية السياسية لمعالجة الوضع في سوريا.

رؤية تيار المناصحة السعودي للملف السوري

بعد "صقر السعودية" انتقل "الملف السوري" إلى الأمير محمد بن نايف الرجل القوي في بلاده، وزير الداخلية حينذاك، الذي يمسك بالملف الأمني منذ أن كان مساعداً لوزير الداخليه [والده الراحل الأمير نايف]، ويقود المواجهة الناعمة مع تنظيم القاعدة، ومبتكر نهج "المناصحة" مع الجهاديين، الذي يقوم على إقناعهم في السجون السعودية، وخارجها، بالتخلي عن "الجهاد" مقابل العفو عنهم وإعادة تأهيلهم وتقديم معونات مالية لهم ووظائف لإعادة إدماجهم في المجتمع وبدء حياة جديدة؛ هذا النهج الذي شهد نجاحات في مكافحة تنظيم القاعدة في جزيرة العرب، الذي نتج عن دمج فرعي التنظيم في السعودية واليمن. وقد شهد له في ذلك زملاؤه في الأجهزة الأمنية الغربية. وكان الوحيد في العائلة الحاكمة السعودية الذي تعرض لهجوم شخصي، حيث حاول اغتياله أحد أعضاء القاعدة بهجوم انتحاري.

منذ ذلك الحين استقرت الرؤية السعودية على أن تشجيع الأمير بندر للاسلاميين المتطرفين في سوريا، الذين يتواجد في صفوفهم الكثير من السعوديين يعزز الخطر الذي يشكله هؤلاء على المملكة، مستعيدين تجربة الدعم السعودي غير المحدود للمقاتلين في أفغانستان وانعكاس ذلك لاحقاً على أمريكا والسعودية نفسها، إضافة للتحفظ الأمريكي المعلن على دعم الجهاديين الذين يقاتلون نظام الأسد، ومنعها أي اسلحة نوعية عن المعارضة السورية المسلحة تحت ذريعة خشية سقوطها بأيدي هؤلاء المتطرفين.

شكل بروز "الدولة الإسلامية في العراق والشام" وتوسعها داخل سوريا، تعزيزا لمخاوف "تيار المناصحة" من امتداد تأثير هذه الجماعات المتطرفة إلى داخل السعودية، مما جعل العاهل السعودي الراحل الملك عبدالله، يصدر قراراً ملكياً في بداية 2014؛ بعقاب كل "من يشارك في أعمال قتالية خارج" البلاد بالسجن لفترة تتراوح بين ثلاثة أعوام وعشرين عاما وذلك "لمنع الإخلال بالأمن" والإضرار "بمكانة المملكة". ويشمل العقاب أيضا كل من ينتمي لجماعة دينية متطرفة أو مصنفة كإرهابية أو يتبنى فكرها أو منهجها داخلياً أو إقليمياً أو دولياً. كما نص القرار على معاقبة كل من يقدم لها أي من أشكال الدعم المادي أو المعنوي، أو يروج لها بالقول أو الكتابة أو أي طريقة أخرى... وأعقب هذا القرار لائحة سعودية بالتنظيمات الإرهابية كان من ضمنها جبهة النصرة والدولة الإسلامية. وشكل هذا القرار واللائحة ضربة موجعة للتنظيمات الجهادية التي تقاتل نظام الأسد، بتجفيفه جزء من منابع "مواردها البشرية" والمادية، والدعم الشعبي والترويجي لها في السعودية، ودول الخليج أيضا التي تتبنى الرؤية السعودية هذه. ذلك كان مفصلاً أساسياً في تحول الرؤية السعودية للوضع في سوريا. عززه توسع "الدولة الإسلامية" في العراق لاحقاً واحتلالها الموصل ووصولها إلى الحدود السعودية.

بين بقاء الأسد ومكافحة الإرهاب

بعد وفاة الملك عبدالله وتعيين الأمير محمد بن نايف ولياً لولي العهد، أصبح الرجل الثالث نظرياً في سلم السلطة، والأول علمياً في قيادة بلاده؛ على الأقل في تطبيق رؤيته لمكافحة الإرهاب الجهادي العالمي ومنع خطره من التمدد إلى داخل السعودية، ولايخلو من دلالة أن أولى زياراته الميدانية كانت للحدود الشمالية في عرعر المتاخمة لحدود "الدولة الإسلامية" لحضور تمرين تعبوي لقوى الأمن هناك.
الأمير الذي يرى العالم كله من خلال مكافحة الأرهاب ومن خلال تجفيف الإرهابيين بالمناصحة، ربما لايجد ضيراً من "التعامل" مع النظام السوري لدرء هذا الخطر الذي يهدد بلاده وفق رؤيته هذه أكثر من بشار الأسد. حينها لايعود مستغرباً تصريح وزير الخارجية الأمريكي جون كيري للتفاوض مع بشار الأسد والذي أعقب زيارته للسعودية، والذي لا يعكس تغيراً جوهرياً في الرؤية الأمريكية لمعالجة الملف السوري بقدر ما يعكس التغيرات المتوالية للرؤية السعودية لنظام الأسد.

@alkhalaf



#خلف_علي_الخلف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المغرد الغامض -مجتهد- الذي يشغل وسائل إعلام كبرى
- في أن الإرهاب ابن شرعي للإسلام
- فرانكشتاين في بغداد: العدالة جسداً من أشلاء الضحايا
- التقمص في الديانة الدرزية حامل الحكاية في رواية «سرمدة»
- يوميات الثورة السورية: عن حزب الله وابن خلدون والمسلحين وسلم ...
- يوميات الثورة السورية: في الطريق إلى الرقة في ظل الحرية
- يوميات الثورة السورية: عن الجرذان وجبهة النصرة والكارثة الوط ...
- عن الفبركات وإنتاج الأساطير الكاذبة في الثورة السورية
- عن المحاصصات الإثنية والطائفية في تشكيلات المعارضة
- يوميات الثورة السورية: عن مرسي وإخوانه وشخصيات وطنية لا يعرف ...
- إخوان المرشد وإخوان المراقب
- عن إعلان -إمارة حلب الإسلامية- والظاهرة الجهادية في سوريا
- يوميات الثورة السورية: عن الشاعر الذي أصبح رئيسا لإتلاف سياس ...
- لماذا المقاومة المدنية تنجح وتحقق الإنتقال إلى دولة ديموقراط ...
- غزوة الإخوان المسلمين للثورة السورية
- يوميات الثورة السورية: مجلس البعبصة ومرتزقة حلب في هذا السيا ...
- حزب الهتيفة الجدد
- يوميات الثورة السورية: عن الذين يقاتلون بدماء الآخرين ويحرضو ...
- ليس لأنك ضد النظام علي أن أصمت عن جرائمك
- المعارضة السورية القائمة ووهم -الكراسي- في سوريا الجديدة


المزيد.....




- محكمة تونسية تقضي بإعدام أشخاص أدينوا باغتيال شكري بلعيد
- القذافي يحول -العدم- إلى-جمال عبد الناصر-!
- شاهد: غرافيتي جريء يصوّر زعيم المعارضة الروسي أليكسي نافالني ...
- هل تلاحق لعنة كليجدار أوغلو حزب الشعب الجمهوري؟
- مقترح برلماني لإحياء فرنسا ذكرى مجزرة المتظاهرين الجزائريين ...
- بوتين: الصراع الحالي بين روسيا وأوكرانيا سببه تجاهل مصالح رو ...
- بلجيكا تدعو المتظاهرين الأتراك والأكراد إلى الهدوء
- المكتب السياسي للحزب الشيوعي العراقي: مع الجماهير ضد قرارا ...
- بيان تضامن مع نقابة العاملين بأندية قناة السويس
- السيسي يدشن تنصيبه الثالث بقرار رفع أسعار الوقود


المزيد.....

- ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي / الحزب الشيوعي السوداني
- كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها / تاج السر عثمان
- غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا ... / علي أسعد وطفة
- يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي / محمد دوير
- احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها / فارس كمال نظمي و مازن حاتم
- أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة- / دلير زنكنة
- ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت ... / سعيد العليمى
- عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة / حزب الكادحين
- الأنماط الخمسة من الثوريين - دراسة سيكولوجية ا. شتينبرج / سعيد العليمى
- جريدة طريق الثورة، العدد 46، أفريل-ماي 2018 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - خلف علي الخلف - التفاوض مع بشار الأسد رؤية أمريكية أم سعودية؟